تفاصيل فشل سياساته الداخلية.. هل يغادر ترمب البيت الأبيض باكراً؟!!

واشنطن – وكالات – بزنس كلاس:

بعد ستة أشهر على وجوده بالجناح الغربي للبيت الأبيض، يبدو الرئيس دونالد ترمب ليس في أسعد أيامه بعد أن قضى الفترة الماضية وهو يخوض “حروباً” سياسية داخلية على أكثر من جبهة وانتهى به المطاف ليخسرها جميعاً بشكل أو بآخر. ولعل عمليات الإقالة التي أجراها في صفوف فريق عمله على كثرتها تشي بمدى جدية المشاكل التي يعانيها خصوصاً مع تفسير كثير من المحللين لكثرة تلك الاستقالات أو الإقالات بأن مساعدي ترمب بدأوا يقفزون من سفينة رئاسته الأيلة للغرق، على حد وصفهم. وبدأ بالفعل يُطرح بشكل جدي السؤال المتعلق بمدى قدرة شخص مثل ترمب على السير قدماً برئاسة أقوى دولة بالعالم على الإطلاق على الأقل  عسكرياً واقتصادياً.

وفيما عمل أقرانه الجمهوريون بجد الأسبوع الماضي لإلغاء برنامج (أوباما كير) للرعاية الصحية انحرف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مرارا عن سياق الموضوع وهو ما يزيد المخاوف في حزبه بشأن قدرته على حكم البلاد بعد ستة أشهر على توليه المنصب، بحسب ما جاء في تقرير تحليلي أعدته “رويترز”.

جاء في التقرير أيضاً أنه بينما كان أعضاء مجلس الشيوخ يتصدون لبرنامج الرعاية الصحية حظر ترامب التحاق المتحولين جنسيا بالجيش. وأذهل مهرجانا لفتيان الكشافة بقصة عن حفل كوكتيل في نيويورك. ولم يتخذ إجراء حاسما بعد تصريحات خارجة صدرت عن مدير اتصالاته الجديد.وفي النهاية انهارت جهود مجلس الشيوخ في تصويت قبيل فجر الجمعة وهو ما يبرز عدم الفعالية التي تترافق في العادة مع الفوضى المحيطة بترامب والسيل المتواصل من التغريدات والخلافات الداخلية في البيت الأبيض والضرر الذي تلحقه الإدارة بنفسها.

وقالت أليس ستيوارت الخبيرة الاستراتيجية بالحزب الجمهوري والتي كانت مستشارة بارزة لحملة السناتور تيد كروز للرئاسة العام الماضي “نرى أدلة واضحة على أن كل هذه الارتباكات تقف في طريق قدرتهم على تحقيق إنجازات تشريعية”.

وفي أحدث تطور، عين ترامب في وقت متأخر يوم الجمعة وزير الأمن الداخلي جون كيلي في منصب كبير موظفي البيت الأبيض ليحل محل راينس بريباس المنخرط في نزاع مع مدير الاتصالات الجديد بالبيت الأبيض أنتوني سكاراموتشي.

وبين بعض الجمهوريين المدافعين عن المؤسسة توجد إشارات إلى أن الصبر علي ترامب آخذ في التآكل.

ترامب

وحسب “رويترز” يتنامى الإحباط داخل فريقه للأمن القومي الذي ينظر إليه على أنه حجر الأساس لإدارة سلسة. وذكرت مصادر أن مستشار الأمن القومي إتش.آر. مكماستر ووزير الخارجية ريكس تيلرسون ممتعضان من طريقة تعامل البيت الأبيض معهما.

ولم يظهر وزير الدفاع جيمس ماتيس استجابة فورية لقرار ترامب المفاجئ الذي أصدره يوم الأربعاء لحظر التحاق المتحولين جنسيا بالخدمة العسكرية. وقالت وزارة الدفاع (البنتاغون) إنها لن تطبق الأمر بدون المزيد من الإرشادات.

وقال تشارلي بلاك الخبير الاستراتيجي بالحزب الجمهوري إن ترامب بحاجة إلى أن يترك التحقيق في صلات محتملة بين روسيا وحملته الانتخابية في 2016 يسير في مساره وألا يواصل الحديث عنه. وتنفي روسيا أي تدخل وينفي ترامب أي تواطؤ.

جيمس ماتيس

وأثار التحقيق في تدخل موسكو خلافات علنية حادة مع وزير العدل جيف سيشنز ومشاحنات بين مساعدين ومستشارين للرئيس وهجمات على روبرت مولر المحقق الخاص الذي يرأس التحقيق.

وقال بلاك “عليه أن يتحدث عن السياسات وأن يلتزم بالقضايا لبعض الوقت… هناك بعض الأمور الجيدة التي لا يزال من الممكن إنجازها في الكونغرس مثل إصلاحات ضريبية. من الممكن أن يساعد في مثل تلك الأمور إذا كان ذلك هو ما يتحدث عنه”.

جهود فاشلة

خلال معركة الرعاية الصحية في مجلس الشيوخ اتصل ترامب هاتفيا بعدد من الجمهوريين من أعضاء المجلس وحثهم على تأييد إلغاء (أوباما كير) لكن جهوده ضاعت هباء وهي علامة على أنه لا يوجد عقاب سياسي يذكر يخشونه من رئيس تقل نسبة التأييد الشعبي له عن 40 بالمئة.

وقال عضو جمهوري معتدل بمجلس النواب إن ترامب خذل مساعي إلغاء (أوباما كير) بعدم ترويجه لخطة بديلة. وبالنسبة لترامب، رجل الأعمال والنجم السابق لتلفزيون الواقع، فإن الرئاسة هي أول منصب منتخب يتولاه.

وقال النائب الجمهوري تشارلي دنت “هذه المسألة تم الاستعانة فيها بالكونغرس. ولم يحدث ترويج لها مطلقا. أعتقد أن هذا كان أحد أسباب فشلها”.

وفيما كانت المعركة محتدمة في مجلس الشيوخ استفاقت واشنطن على تصريحات صاخبة وخارجة من سكاراموتشي الذي هاجم كلا من بريباس وستيف بانون الخبير الاستراتيجي لترامب في مقابلة مع مجلة (ذا نيويوركر). وترك معاونوه المندهشون ما كانوا يفعلونه لقراءة المقال على الإنترنت.

ومرت التصريحات حتى الآن دون عقاب. وفي داخل البيت الأبيض كان هناك قلق حقيقي وحيرة بشأن مستقبل سكاراموتشي.

وقال آري فليتشر وهو متحدث سابق باسم البيت الأبيض إن تلك التوترات لا يبدو أنها تزعج ترامب. وأضاف قائلا “يبدو أن أسلوب الرئيس في الإدارة هو تشجيع الشقاق بين من يرأسهم. يبدو أنه معجب بمشاهدة الناس وهم يتشاجرون”.

بريباس

وفيما عدا إقالة بريباس فإن من غير الواضح كيف يعتزم ترامب السير لاستعادة مكانته. ومع استعصاء ملف الرعاية الصحية يضع ترامب تركيزه على إصلاحات ضريبية دون أن يوجد إجماع بشأن كيفية السير قدما. وهناك انقسام بين كبار مساعديه حول نسبة خفض الضرائب وهو نفس الانقسام الذي وضع المعتدلين مقابل المحافظين والذي تسبب في الفشل في إلغاء برنامج (أوباما كير).

Previous post
رويترز: توقعات بنمو اقتصادي كبير بعد أن نجحت قطر بتجاوز الحصار!
Next post
فنزويلا: انتخابات جمعية تأسيسية تقاطعها المعارضة!