فنزويلا: انتخابات جمعية تأسيسية تقاطعها المعارضة!

كاراكاس – وكالات – بزنس كلاس:

بدأ الناخبون في فنزويلا اليوم الأحد 30 يوليو / تموز التصويت لاختيار أعضاء جمعية تأسيسية من المتوقع أن تمنح مسؤولي الحزب الاشتراكي الحاكم سلطات كاسحة وقد تمدد وجود حكم الحزب الذي لا يحظى بشعبية كاملة في بلاد تعاني من انقسام سياسي كبير وعقوبات أمريكية صارمة أدت إلى حدوث تضخم كبير في اقتصادها الذي يعتمد بشكل كبير على عائدات تصدير النفط.

وتعهد الرئيس نيكولاس مادورو، الذي تراجعت شعبيته جراء الانهيار الاقتصادي الذي شهدته البلاد خلال فترة حكمه، بأن تعمل الجمعية التأسيسية على إرساء السلام بعد أربعة شهور من احتجاجات المعارضة التي سقط خلالها أكثر من 115 قتيلا.

وأدلى مادورو، الذي تعرض لمضايقات أثناء وجوده في أماكن عامة في الآونة الأخيرة، بصوته في حوالي الساعة السادسة صباحا بالتوقيت المحلي يوم الأحد دون أي مظاهر تلفت الأنظار.

وتقاطع أحزاب المعارضة التصويت الذي وصفته بأنه اقتراع مزور ويعتزم أنصار المعارضة تنظيم مظاهرات في أنحاء البلاد خلال يوم الأحد مما يثير إمكانية وقوع اشتباكات عنيفة مع قوات الأمن.

ويقول معارضون إن الجمعية التأسيسية ستسمح لمادورو بحل الكونجرس الذي تهيمن عليه المعارضة وتأجيل الانتخابات المستقبلية وإعادة كتابة القواعد الانتخابية للحيلولة دون هزيمة الاشتراكيين في الانتخابات.

ويأتي التصويت بعد تأجيل الانتخابات المحلية ورفض مادورو المتكرر للالتزام بقرارات الكونجرس.

وأثار التصويت إدانة عالمية إذ فرضت الولايات المتحدة وهي أكبر سوق للنفط الفنزويلي عقوبات الأسبوع الماضي على 13 قياديا بالحزب الاشتراكي وأرجعت ذلك جزئيا للتصويت. وتوعدت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب باتخاذ إجراءات اقتصادية إضافية إذا جرى التصويت.

وقالت كولومبيا المجاورة إنها لن تعترف بالنتيجة.

وقال فريدي جيفارا زعيم المعارضة في مؤتمر صحفي يوم السبت “بحلول الغد سيتضح أن هذا ليس تزويرا دستوريا فحسب إنما أيضا أكبر خطأ تاريخي يمكن أن يرتكبه مادورو وزمرته”.

ويقول مادورو إنه ضحية الحكومات اليمينية في أنحاء العالم وقال إن السبب في الأزمة الاقتصادية التي تعاني منها البلاد، من نقص الغذاء والدواء إلى التضخم المرتفع بشدة، هو “حرب اقتصادية” يشنها معارضوه.

وأضاف أن احتجاجات المعارضة يحركها التخريب والعنف الطائش وهو ما لن ينتهي بدون الجمعية التأسيسية.

ولن يسأل التصويت يوم الأحد الناخبين ما إذا كانوا يريدون المضي قدما في تشكيل الجمعية التأسيسية وإنما سيختارون فقط الأعضاء ومجموعهم 545 عضوا من بين أكثر من 6100 مرشح يمثلون مجموعة كبيرة من حلفاء الحزب الاشتراكي.

وتشير نتائج استطلاعات الرأي إلى أن أغلبية الفنزويليين يعارضون الجمعية. وتقول المعارضة إن أكثر من سبعة ملايين ناخب من إجمالي عدد السكان البالغ نحو 32 مليونا رفضوا بشكل كاسح اقتراح مادورو من خلال استفتاء غير رسمي أجرته الشهر الجاري.

ويسعى بعض خصوم الحكومة إلى منع التصويت.

في ولاية تاتشيرا الغربية حرق مئات الأفراد يوم السبت ماكينات التصويت التي أقيمت في مدرستين.

وقال ممثل للمعارضة إن التصويت لن يجري في نحو 50 مركز اقتراع في هذه الولاية لأن المتظاهرين دمروا الأدوات الخاصة بالتصويت أو منعوا الحكومة من تركيبها.

وقال الإعلام المحلي إن ثلاثة أشخاص قتلوا في منطقة جبال الأنديز في أعمال عنف خلال الليل إلا أنه لم يتسن لرويترز التحقق من صحة ذلك.

*إنهاء التخريب

ومن المقرر أن تنعقد الجمعية التأسيسية الجديدة خلال 72 ساعة من إعلان نتائج التصويت رسميا. واقترح قادة في الحكومة أن تتخذ إجراءات سريعة ضد المدعي العام لويزا أورتيجا التي انتقدت تصويت الجمعية التأسيسية علنا وكذلك البرلمان الذي تقوده المعارضة.

وقال ديوسدادو كابيلو الرجل الثاني في الحزب الاشتراكي أثناء مؤتمر انتخابي “بوجود الجمعية التأسيسية سننهي التخريب” الذي يقوم به البرلمان.

ومن المتوقع أن تذهب نسبة كبيرة من مقاعد الجمعية إلى قادة معروفين في الحزب مثل كابيلو وزوجة مادورو وابنه.

وفي ظل خشية الحكومة من انخفاض نسبة الإقبال على التصويت يواجه 2.8 مليون موظف حكومي في فنزويلا ضغوطا للمشاركة.

كانت آخر مرة أعادت فيها فنزويلا كتابة دستورها في عام 1999 أثناء حكم الرئيس الاشتراكي الراحل هوجو تشافيز وهو ما عزز السلطات التنفيذية وقلص حقوق الرعاية الصحية والتعليم.

لكن على عكس مادورو حصل تشافيز أولا على موافقة الناخبين على الفكرة عبر استفتاء.

السابق
تفاصيل فشل سياساته الداخلية.. هل يغادر ترمب البيت الأبيض باكراً؟!!
التالي
قطر تجاوزت عنق زجاجة “الحصار”: فائض يونيو نحو 5 مليار ريال