تفعيل القدرات الذاتية ماكينة ضخمة بمحرك جبار
مزرعة “بلدنا” نواة لمشروع وطني بديل وتشجيع الدولة ودعمها كلمة سر النجاحفريق عمل متخصص واستشاريون يراقبون حركة الإنجاز والطموحات تتوسع
المزرعة تعتمد أحدث التقنيات العصرية والنتائج تعبير مباشر
خطط المنافسة لدينا تمتد لما بعد انتهاء الحصار
المزرعة مزار سياحي لعشاق المنتجات الطبيعية ومفاجآت حقيقية في انتظار الزوار
بزنس كلاس – ميادة أبو خالد
لا تتوقف ماكينة المشاريع عن الضجيج، ولكن من أهمها هي تلك المشاريع التي تحاول صناعة الاكتفاء الذاتي تحديداً فيما يتعلق بالأمن الغذائي، فهو فرس الرهان الحقيقي، وهو المدخل الأولي لاختبارات النجاح والفشل في أي مجتمع من المجتمعات..
وفي ظل المتغيرات الدولية العميقة، تبدو دولة قطر واحدة من الدول التي تتميز بتحصين أمنها الغذائي وتعمل على محور الاكتفاء الذاتي، على مستوى الشركات، ثمة إدراك عميق لموجبات تحقيق هذا الهدف، وعلى مستوى الدولة، فإن هوامش الدعم مفتوحة على آخرها بحيث تجد كل فكرة قيمة صدى مباشراً وتلقى الدعم المطلوب..
وفي هذا العدد من المجلة، أردنا أن نتوقف مع واحد من تلك لمشروعات الحيوية وهي مزرعة بلدنا، والتي تشكل مجالاً حيوياً للمساهمة في حماية الأمن الغذائي من خلال تداخلها العميق واليومي مع الحياة القطرية، وكذلك من خلال عملها على خلق البدائل الكافية لسد الفراغ والاحتياجات إلى جانب الكثير من المبادرات الأخرى..
هنا نص الحوار مع مدير المزرعة..
ما هي هوية المزرعة وماهي المنتجات تشتغلون عليها وعلى تطويرها في الفترة الحالية؟
أنشئت مزرعة بلدنا منذ 4 سنوات لتكون نواة لمشروع وطني طموح يحقق لقطر اكتفاء ذاتيا من الألبان ومشتقاتها، ويساعد في تحقيق هذا الهدف، والتشجيع الكبير من الدولة يساعد على المضي قدماً في هذا، وكذلك فإن قدرة الطاقم المتخصص لتحقيق هذا الاكتفاء في مجال إنتاج الثروة الحيوانية وصناعة الألبان والاجبان، وهي المنتجات الأساسية التي يمكن أن تساهم بفاعلية في تحقيق هدف الاكتفاء، ونحاول الوصول إلى أفضل الطرق العصرية من خلال الانفتاح على أحدث التجارب العالمية وتوظيف المعدات الحديثة لتحقيق هذا الهدف..
يحظى بلدنا بأعلى مستويات الرعاية والاهتمام على يد فريق عمل متخصص واستشاريين مؤهلين يتمتعون بدرجة عالية من الكفاءة بحيث يضمنون رضا المستهلكين وراحتهم من خلال تلبية احتياجاتهم وتزويدهم بتجربة ممتعة عالية القيمة من خلال علامتها التجارية هي مشروع متكامل وهو الأول من نوعه في الدولة.
مساحة المشروع 400 ألف متر وهناك خطة توسعية لإضافة 600 ألف متر لإقامة أكبر مشروع تربية أبقار في قطر. بالتعاون مع أكبر شركة تصميم المشاريع في العالم، لذلك فنحن بصدد تصميم البيئة الملائمة لتربية الأبقار لتتأقلم مع الظروف المناخية المحلية”.
وتضم شركة بلدنا مجموعة من المصانع والمزارع والمطاعم وقريبا ستوسع نشاطها بتشييد مشروع سياحي داخل المزرعة التي أصبحت بمثابة مزار سياحي لعشاق المنتجات الطبيعية والطازجة العاليه الجودة, من اللحوم والألبان بالإضافة إلى إضافة نقاط بيع جديدة لمنتجاتها” داخل الدولة.
هل لك ان تضع القارئ في صورة مبسطة عن آلية التشغيل؟
أن المصنع الخاص بمزرعة بلدنا يستخدم أحدث طرق وتقنيات التشغيل والتربية غير المستخدمة بمنطقة الخليج العربي حيث إن كل المزارع الخليجية تعتمد على تقنية ومعدات قديمة جداً، فعلى سبيل المثال المزارع السعودية تعتمد على النظام المفتوح وهذا يؤثر على منتجات الحليب وإنتاج المزرعة في حال هبوب أي عاصفة أو تغيير في المناخ الجوي، ولكن مزرعة بلدنا تستخدم النظام المغلق والمهيأ الذي يتيح لها العمل بشكل أفضل وعدم تأثر الإنتاج أياً كانت التغيرات الجوية.
هل يوجد شكاوي من المستهلكين؟
لا يوجد شكاوي فالمنتج مرغوب من كافة فئات المستهلكين. فقط هناك شكاوي من بعض الأفراد بخصوص الأسعار.
ثمة شاوى متعددة تتعلق بالأسعار، كيف تعلق على ذلك؟
في البداية دخلنا الاسواق بألبان الأغنام والماعز وأسعار هذه الألبان في أي سوق أغلى 4 مرات من أسعار ألبان البقر لأن تكلفة انتاجها أعلى.
لذلك بدأنا في انتاج مزيج من ألبان الماعز والأغنام والبقر معاً في عبوة زجاجية ونحن أول من ادخل عبوات اللبن الزجاجية إلى السوق وهي البان كاملة الدسم تكلفتها حوالي 14 ريال وعند مقارنتها بالالبان الطازجة المستوردة فانه لا يوجد ألبان رخيصة في الاسواق، وكانت تكلفة العبوات الزجاجية كبيرة فاستخدمنا العبوات البلاستيكية العالية الجودة وخفضنا السعر إلى 9.5 ريال قطري واذا كان أمامنا أي سبيل لتخفيض تكلفتنا أكثر سنقوم فوراً بتخفيض الأسعار.
هل تتلقى أي دعم من الحكومة القطرية بعد الحصار؟
نعم هناك دعم كبير من الحكومة فهي دائما الى جانبنا وتساعدنا في تعاملاتنا مع البنوك والجهات الاخرى.
في حالة انتهى الحصار ووجدت أن المنتجات تعود مرة أخرى من السعودية هل سيؤثر ذلك على خطتكم الحالية؟
طبعا سيكون هناك تأثير وهي المنافسة. لذلك خطتنا أن نكون منافسين بقدر المستطاع من خلال اهتمامنا بالجودة وهي في المقام الاول وايضا المنافسة في السعر، وبهذا انا اضمن ان منتجاتنا هي أفضل من المنتجات التي ستأتي من أي دولة أخرى .
عدا عن ذلك منتجاتنا هي انتاج اليوم غير المنتجات التي تاتينا من السعودية حتى لو كانت طازجة فانها تحتاج ليوم على الاقل لتصل إلى هنا فبذلك يكون الأفضلية لنا. سابقا المستهلكين في قطر لم يكن لديهم فرصة الاختيار كما اليوم.
ما هي خططكم المستقبلية ؟
أن المرحلة القادمة والتي تلي وصول الـ 4 آلاف بقرة سيتم العمل على جلب 10 آلاف بقرة وافتتاح مزرعة جديدة مستقلة لاستيعاب هذا الكم الهائل من البقر بهدف تغطية احتياجات السوق من منتجات اللحوم والألبان ومشتقاتها، كما أنه سيتم افتتاح مصنع جديد طاقته الإنتاجية تصل إلى 500 طن يومياً من الألبان والأجبان الطازجة طويلة وقصيرة الأجل، بالإضافة إلى أنه سيكون هناك 5 آلاف طن لإنتاج اللحوم سنويا.
ونحن بصدد إنتاج عدد من المشاريع في المستقبل القريب والتي ستشمل افتتاح مزرعة كاملة للدواجن الطازجة علاوة على أنه تم تدشين الحظائر المبردة للأبقار وذلك لزيادة إنتاجيتها من الحليب، بالإضافة إلى افتتاح فرع كيدز موندو للأطفال وتدشين منطقة صيد الأسماك لهم للاستمتاع بوقتهم خلال التواجد بالمزرعة، ناهيك عن أنه تم توسعة المطعم وافتتاح حديقة حيوان للأطفال وبناء حديقة تعليمية، وستكون المفاجأة التي تحضرها مزرعة بلدنا لزوارها أنه سيتم افتتاح محلب يسع لـ 100 بقرة يمكن الزائر وأسرته التجول في داخله مشاهدة الأبقار وعملية حلبها وآلية التشغيل الخاصة بالمصنع، بالإضافة إلى افتتاح 4 محالب في المستقبل القريب، خاصة أن الإقبال كبير جدا على المزرعة حيث يصل إلى 10 آلاف زائر بالأسبوع وأكثر من 500 ألف زائر بالعام الواحد، مؤكدا: ستصبح مزرعة بلدنا وجهة ترفيهية للمواطنين والمقيمين، كما سيتم تدشين مصنع للأعلاف قريباً لتكون مزرعة بلدنا صناعة محلية متكاملة
هل تضعنا أمام أرقام محددة عن حجم الاستثمار في المصانع او الماعز والأبقار؟
حوالي 3 بليون ريال قطري..