بروكسل – وكالات – بزنس كلاس:
تواصلت إشادات أعضاء حلف شال الأطلسي بالأداء القطري للتصدي للقرصنة الإلكتروني التي تعرضت لها مواقع رسمية في الدولة في مقدمة لمؤامرة الحصار الجائر وقطع العلاقات مع الدوحة من قبل السعودية والإمارات العربية المتحدة والبحرين ومصر، حيث قالت كاترين جاكوبسدوتير، رئيسة وزراء جمهورية أيسلندا: إن التجربة القطرية في الدفاع عن أمنها القومي من الهجمات السيبرانية التي تعرضت لها وتسببت في أزمة دبلوماسية عنيفة ما زالت مستمرة منذ أكثر من عام، كانت حاضرة خلال مناقشات قادة حلف شمال الأطلسي “الناتو” مساء الأربعاء خلال اجتماعات قمة الحلف التاسعة والعشرين في بروكسل، حيث يعمل قادة الدول الأوروبية والأمريكية جميعا على بحث سبل الدفاع والأمن السيبراني الذي عانت منه أيسلندا وفرنسا وألمانيا وقطر والولايات المتحدة الأمريكية وكندا خلال السنوات الثلاث الماضية، وأدت لحدوث لغط شديد داخل المجتمعات، وتسببت في توجيه الرأي العام والتلاعب بمسار الدول، وهو ما أصبحنا ندرك جيدا من خلال التجارب أن “الهجمات السيبرانية” أشد خطورة وتأثيرا من الهجمات الإرهابية، واستعرضنا نموذج قطر كمثال حديث واضح وفج على هذه الجريمة الخطيرة.
قرصنة “قنا”
وأضافت جاكوبسدوتير، في تصريحات خاصة لـ الشرق، على هامش مشاركتها في قمة حلف الناتو الـ29 ببروكسل الخميس، ان الأمن السيبراني بات تحديا كبيرا جدا أمامنا، ونحن نجتمع لنبحث سيل حماية شعوبنا من الاستهداف المباشر من خلال شبكات التواصل الاجتماعي ومواقع الإنترنت، وسبل تأمين منشآتنا الحكومية والخاصة والجهات السيادية من التجسس والتلصص واستغلال المعلومات لتوجيه حروب وهجمات ضد دولنا، كما حدث مع دولة قطر، التي تمت قرصنة موقع وكالة الأنباء الرسمية “قنا” نهاية مايو 2017 ، واستغلت هذه الواقعة لشن أكبر أزمة سياسية تشهدها منطقة الخليج، ومازالت الجهات المخططة والمنفذة للجريمة تستغلها محلياً واقليمياً ودولياً ضد قطر، وتستغلها أيضا لتشويه صورتها وسمعتها عبر “قراصنة وذباب إلكتروني” وخلقت حربا إلكترونية سلاحها الشائعات لتأجيج الصراع على المستوى الشعبي، هذا أمر خطير، خطير للغاية، فالتهديد بالنسبة لأي دولة ليس عسكريا فقط، المخاطر ليست إرهابية فقط، لكن الأمن السيبراني لا يقل أهمية عن الحرب ضد الإرهاب وحماية الدول الحليفة من المطامع الاستعمارية، حماية الوعي والمرافق والمؤسسات وحماية عقول الجماهير هدف مهم جدا.
تحديات مستقبلية
وأكدت رئيسة وزراء أيسلندا، أن قمة حلف شمال الأطلسي الملتئمة حاليا في بروكسل تبحث سبل ملاحقة القراصنة والعابثين في أمن الدول عن طريق “الهجمات السيبرانية” وجيوش الذباب الإلكتروني واللجان الإلكترونية الموجهة، وندرس جميعا بمشاركة قطرية – بناء على تجربتها الأخيرة – كيفية حماية الدول الأعضاء والمشاركين من مخاطر الإنترنت، وكيفية ملاحقة ومواجهة المتلاعبين والمتآمرين “مهما كانوا” لوقف مثل هذه الهجمات والتهديدات الخطيرة التي كادت أن تتسبب في حملة عدائية عسكرية ضد دولة مثل قطر، وكادت أن تؤدي لأزمات سياسية كبيرة في ألمانيا وفرنسا وإسبانيا وأيسلندا والكثير من الدول، وما زالت الولايات المتحدة تعاني من لغط شديد حول توجيه الرأي العام والتأثير في السياسة الأمريكية عن بعد، نحن الآن أمام تحد كبير، وعلينا جميعا العمل على مواجهة “حروب الإنترنت، وحروب الشائعات، ومخاطر توجيه الجماهير”، نحن مطالبون بحماية مواطنينا من مخاطر استقطاب التنظيمات المتطرفة لهم واصطيادهم عبر الإنترنت، نحن سوف نفعل ذلك، ومعنا حلفاء متميزون مثل قطر لها تجربة مهمة بالتأكيد هي حاضرة اليوم لطرحها والاستفادة منها لتأمين دولنا في المستقبل.