القصة كاملة.. قطر في الناتو: الدعم الحازم

بروكسل – وكالات – بزنس كلاس:

في خطوة جديدة تضع الدوحة ضمن أقوى تحالف عسكري في العالم، شاركت دولة قطر في اجتماع “الدعم الحازم” لقمة دول حلف شمال الأطلسي “الناتو” والذي عقد في العاصمة البلجيكية بروكسل على مدار يومين ابتداء من الأربعاء 11 يوليو / تموز الجاري. وترأس وفد الدولة سعادة الدكتور خالد بن محمد العطية نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدولة لشؤون الدفاع.

حضر الاجتماع سعادة السيد عبدالرحمن بن محمد الخليفي سفير دولة قطر لدى مملكة بلجيكا ورئيس بعثتيها لدى منظمتي الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي “الناتو”، والعميد الركن عبدالهادي بن مبارك الهاجري الملحق العسكري القطري، وعدد من كبار القادة الضباط في القوات المسلحة القطرية.

وقد التقى سعادة الدكتور خالد بن محمد العطية نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدولة لشؤون الدفاع مع فخامة الرئيس رجب طيب أردوغان رئيس الجمهورية التركية الشقيقة وعدد المسؤولين المشاركين على هامش أعمال القمة التي استمرت على مدى يومين.

المانيا

وسجل حضور الدوحة في قمة الناتو انطباعات إيجابية ومرحبة من قبل كبار أعضاء التحالف، حيث أكدت أورسولا فون دير لاين، وزيرة الدفاع الألمانية أن دولة قطر تعرضت لمؤامرات من قبل بعض الجيران بهدف النيل من أمنها وأمان مواطنيها، وألمانيا تعلم حجم وأبعاد هذه المؤامرة، كما اطلع الكثير من قادة الحلف المجتمعين الآن في بروكسل لحضور قمة حلف شمال الأطلسي “الناتو” تلتئم في دورتها الـ29 لبحث تحديات الحلف وخططه المستقبلية، مدى التهديدات التي باتت تحاصر منطقة الشرق الأوسط، ونعمل جميعا لحفظ هذه المنطقة المهمة من العالم واعادة الأمن والأمان لها، وضمان الحماية للحلفاء وخاصة قطر، التي بذلت وتبذل جهودا جبارة ضمن صفوف تحالف حلف الناتو من أجل مكافحة الارهاب والقضاء عليه تماما.

وأضافت دير لاين، على هامش مشاركتها في اجتماعات الناتو ان قطر عضو مهم “مشارك” في حلف الناتو وتعرضت لأزمة نعلم تفاصيلها وأسبابها والهدف منها، كما يعلمها أغلب القادة المشاركين في قمة الناتو الحالية بصفتهم وسطاء متداخلين في الأزمة، وقد قدمت ألمانيا وبريطانيا واسبانيا وفرنسا أوراقا بحثية مهمة بين يدي قادة الحلف المجتمعين تخص الأمن السيبراني وما يترتب عليه من جرائم وتهديدات عسكرية وعبث بالأمن الداخلي للدول، وتشارك قطر اليوم كعضو مشارك في حلف “الناتو” مرت بتجربة مؤخرا هددت بشكل مباشر أمنها الداخلي بهدف المساس بسيادتها والتدخل في شؤونها، وهذه التجربة يعمل الحلف بشكل جدي على عدم تكرارها ومواجهتها في المستقبل لضمان عدم تعرض أحد من الدول الحليفة لمثلها، كما تنخرط الدوحة في جهود التحالف لمواجهة التنظيمات المتطرفة في “جنوب غرب اسيا” حيث تتخذ التنظيمات الارهابية من هذه المنطقة المعقدة جعرافيا والاستثنائية التضاريس مخبأ لها، حيث أبدت قطر استعدادها لتعزيز صفوف جبهة القتال في أفغانستان بالمقاتلين في القوات “الجوية والبرية” ودعم جهود تعزيز الأمن في العراق وتدريب القوات العراقية وبناء منظومته الدفاعية وتنمية المهارات القتالية لدى أفراده، وهو دور مهم ورائد تعد قطر الدولة العربية الوحيدة التي تساهم به ضمن حلف الناتو.

قدرات عسكرية

وأكدت وزيرة الدفاع الألمانية، أن دولة قطر تمتلك قدرات عسكرية متميزة، وخبرات متنوعة اختبرناها خلال التدريبات المشتركة بين القوات الألمانية والقطرية ومن خلال المشاركات القطرية ضمن قوات التحالف الدولي للقضاء على الارهاب، وتتميز القوات القطرية بقدرتها على التعامل مع الطبيعة الجغرافية الصعبة في أفغانستان والحدود العراقية، ولدى القيادة العسكرية القطرية رؤية متميزة في الدفاع والمناورة والهجوم في الطبيعة الصحراوية وفي المناطق الجبلية، كما تمتلك قطر مهارات متميزة في المطاردة والتعقب في مثل هذه الظروف، ولهذا اختار حلف شمال الأطلسي “الناتو” قطر وحرص على منحها العضوية المتميزة في التحالف، ومازال التحالف يدرس توطيد العلاقات العسكرية والدفاعية والتسليحية بشكل أكبر مع الدوحة لتقوية صفوف التحالف وزيادة مهاراته وخبراته، لاسيما أن القوات القطرية هي القوات العربية الوحيدة المتناغمة بشكل كبير مع القوات المتنوعة المكونة للتحالف خاصة “التركية والفرنسية والالمانية والامريكية” كونها شريكا منذ أكثر من ثلاث سنوات بشكل أساسي في الكثير من الجبهات، وهو ما أكسب القوات القطرية خبرات مهمة تجعلها عضوا ناجعا في الفريق المكلف بتطهير جنوب غرب آسيا من الارهاب.

الولايات المتحدة

بدوره، قال توم تيليس، رئيس فريق مراقبي مجلس الناتو في مجلس الشيوخ الأمريكي، وعضو لجنة الخدمات المسلحة بالمجلس، أن قطر عضو “متميز” في الجهود الدولية للقضاء على الإرهاب والتطرف والجهل والتخلف، وشريك جيد في جميع المبادرات الهادفة لخلق عالم مسالم ومجمتع دول متماسك، ومشاركة قطر في حلف الناتو اليوم كدولة مشاركة هي انعكاسة لتقدير الدول الأعضاء الـ29 والدول المشاركة لدور دولة قطر في مجال محاربة الإرهاب، وتقدمها صفوف القتال بالقوات والمعدات، وتقديمها الدعم المادي بسخاء لجميع المبادرات والصناديق الدولية المخصصة لهذا الغرض.

وأضاف تيليس، على هامش مشاركته في اجتماعات الدول الأعضاء بحلف شمال الأطلسي “الناتو”، أمس، أن قطر اليوم عضو مهم في حلف شمال الأطلسي “الناتو” ولا يهمنا “توصيف” العضوية أو مسماها، وإن ما يهمنا هو حقيقة عضوية قطر كطرف فعال وحليف جيد في الشرق الأوسط، ولهذا تشارك قطر اليوم في الحلف كعضو مميز قدم كل ما يمكن تقديمه لدعم الجهود الدولية للقضاء على الإرهاب، واليوم تقدم قطر عطاء مميزا من جديد، وهو المشاركة بالقوات والسلاح ضمن القوات التي تقودها الولايات المتحدة الأمريكية في أفغانستان والعراق، وهذه المشاركة المميزة تجعل قطر عضوا بارزا في “الناتو”، عضوية دعمتها مشاركات ومبادرات خلقت نوعا مميزا من العضوية، لا يهم مسماها بقدر ما يهمنا “واقعها” وتقدير الدول الأعضاء في الحلف لها وإدراكهم لحجمها وحدودها.

مزاعم مثيرة للسخرية

وأضاف تيليس، أن مزاعم دعم قطر للإرهاب مثيرة للسخرية، وتعلم واشنطن منذ البداية أنها “عبارات هزلية” كان الهدف منها إخضاع قطر لهم، فالدوحة قامت بأدوار معلومة للجميع في مجال مكافحة الإرهاب، ووقعت اتفاقيات وشراكات مع جميع القوى الدولية تقريبا في مجال مكافحة الإرهاب والتطرف، فهي عضو مهم وفاعل في مكافحة الإرهاب والتطرف من خلال التعاون الثنائي والإقليمي المتعدد، وأهم هذه الأدوار المشاركة في التحالف الدولي لمكافحة تنظيم “داعش” المتطرف، ودعمها الكامل للقاعدة العسكرية الأهم في هذه الحرب وهي قاعدة “العديد” في قطر، كما تشارك قطر كعضو مؤسس في المنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب “GCTF” بمشاركة 30 دولة بينها الولايات المتحدة الأمريكية واستضافت قطر في مايو 2015 الاجتماع التنسيقي السابع للمنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب، والذي عقد لأول مرة في الشرق الأوسط في الدوحة، كما قدمت منحا مالية للصندوق هي الأكبر على مستوى جميع المشاركين أو الدول المناحة، وتنخرط الدوحة أيضا في العديد من المبادرات والتحالفات الأوروبية لمكافحة الإرهاب وتجفيف منابعه ووقف تمويلاته، وهذه المبادرات التي ذكرتها وغيرها من جهود التنمية والإعمار والقضاء على التخلف والفقر والجهل في العديد من الدول حول العالم، تجعل قطر عضوا مهما وحليفا قويا في حلف الناتو وفي جميع التحالفات الأخرى، ودولة صديقة لا نقبل المساس بأمنها وسيادتها، كما لا نقبل بالأمر نفسه بالنسبة لجميع الدول الأعضاء.

في طريقها للحل

واختتم تيليس، بالتأكيد على أن أزمة الخليج وحصار قطر في طريقها للحل بوساطة كويتية مدعومة بالحلفاء في أمريكا واوروبا، لأنها أزمة غير مقبولة على المستوى الدولي، فهي عدوان صريح ومباشر على دولة مستقلة عضو في الأمم المتحدة، محمية بالقانون الدولي وبشراكة الدول الأعضاء، وبمساهماتها ودورها الملحوظ ومحل التقدير والإشادة في مجال مكافحة الإرهاب وحفظ الأمن والاستقرار والسلام الدولي، ولا سبيل أمام الأطراف إلا حلها وفي أسرع وقت، وأن توجه دول الحصار جهودها لمحاربة الإرهاب والانخراط في الجهود الدولية لمحاربة الإرهاب بدلا من إطلاق الاتهامات للآخرين بدعم الإرهاب، دون تقديم أي جهود تذكر في مواجهة هذه المخاطر التي تهدد الجميع.

تركيا

من جانبه، أكد سعادة السيد خلوصي أكار وزير الدفاع في الجمهورية التركية الشقيقة أن تعزيز التعاون العسكري بين تركيا وقطر من أهم الملفات التي ينتظرها عمل كثير خلال الأيام المقبلة، مضيفاً بأن فخامة الرئيس رجب طيب أردوغان يولي ملف التعاون العسكري القطري أهمية كبيرة، ومن ثم وجهنا بضرورة أن نتواصل مع الأشقاء في قطر لدعم وتعزيز هذه العلاقات والاتفاقيات، وستكون أول زيارة لي إلى الدوحة قريباً لتوقيع المزيد من الاتفاقيات وبروتوكولات التعاون التي تم الاتفاق بشأنها مؤخراً مع سعادة الدكتور خالد بن محمد العطية نائب رئيس الوزراء وزير الدولة لشؤون الدفاع وأعضاء الحكومة القطرية.

وأضاف أكار على هامش مشاركته في قمة حلف شمال الأطلسي في بروكسل، أمس: إن قطر وتركيا تجمعهما علاقة أخوة وتعاون كبير في شتى المجالات، وتعد الدوحة داعما مهما وشريكا رئيسيا لتركيا في مسار النهوض بالصناعات الدفاعية التركية، وهذا أمر نقدره للدوحة، ونعمل على تعزيز الاستفادة القطرية من هذه النقلة في صناعة السلاح والمعدات العسكرية، ونسعى في المستقبل لنقل هذه الخبرات إلى الدوحة بتنسيق مع وزارة الدفاع القطرية، حيث لمسنا اهتمام قطر بهذا المجال ونسعى لدعم هذا التوجه كون قطر شريكا وليس مجرد حليف لتركيا.

علاقات وطيدة

وأكد أكار، أن تركيا تربطها بقطر اتفاقيات عديدة، آخرها اتفاقية التعاون العسكري بين البلدين التي صادق عليها البرلمان التركي ودخلت حيز التنفيذ في يونيو 2017، والتي سمحت لتركيا بنشر قوات في قطر، كدعامة مهمة لمسار التعاون العسكري بين البلدين، كما وقعت تركيا مع قطر اتفاقية للتعاون في مجال الصناعات الدفاعية عام 2007، وتنص تلك الاتفاقية على تشكيل آلية من أجل تعزيز التعاون بين الجانبين في مجالات التدريب العسكري والصناعة الدفاعية والمناورات العسكرية المشتركة، وتمركز القوات المتبادل بين الجانبين، وسوف أتشرف مع بداية مهامي بدعم هذه الاتفاقيات وتوطيدها وتوسيع العلاقات التركية – القطرية في المجال العسكري والتصنيع الدفاعي ونشر القوات وتبادل الخبرات التدريبية، وقد تحدثت مع سعادة الدكتور خالد بن محمد العطية نائب رئيس الوزراء وزير الدولة لشؤون الدفاع، هاتفياً بمبادرة طيبة من سعادته لتهنئتي بتولي منصب وزارة الدفاع التركية، واتفقنا على أن أتشرف بزيارة الدوحة في وقت قريب جدا، وسوف نحرص على توقيع المزيد من الاتفاقيات ومذكرات التعاون خلال الزيارة.

علاقات أخوة

وأكد وزير الدفاع التركي، أن قطر دولة شقيقة لتركيا بمعنى الكلمة، نتفق في الكثير من الأمور، ونحمل رؤية مشتركة ورغبة مخلصة للقضاء على الإرهاب في المنطقة، واجتثاث جذوره، ونبذل الكثير معا من أجل حماية المنطقة وحفظها وضمان استقرارها، كما نعمل بشتى السبل لتعزيز قوتنا العسكرية من خلال التبادل المستمر للخبرات وتبادل المعرفة والمهارات، كما نعمل معا على مد قواتنا المشتركة بأحدث الأسلحة والمعدات وتزويدهم بأحدث سبل التدريب والتطوير لضمان التفوق العسكري والقوة على حماية ترابنا الوطني، وأضع على أجندتي خلال المدى القصير والبعيد أولويات توطيد العلاقات وتطويرها بين البلدين، وسوف يكون هناك الكثير من العمل مع سعادة وزير الدولة لشؤون الدفاع خلال الأيام القليلة القادمة من أجل هذا الهدف.

السابق
الأمير هاري وميغان ماركل يصحبان فريق عمل متكاملاً خلال زيارتهما إيرلندا
التالي
الناتو يناقش التجربة القطرية في الأمن السيبراني