هل ستغادر مجلس التعاون.. سبوتنيك: الدوحة عززت مكانتها الاقتصادية في العالم

بزنس كلاس – وكالات:

أكد موقع “سبوتنيك” الروسي بأن دولة قطر نجحت في تعزيز موقعها كلاعب اقتصادي جغرافي في السوق العالمية..  وتساءل الموقع: بعد أوبك، هل ستغادر قطر مجلس التعاون الخليجي؟ وقال التقرير الصادر أول أمس: يبدو أن الأزمة بين الدوحة والرياض لا حلول لها في الأفق، فمنذ يونيو 2017، عندما فرضت السعودية وحلفاؤها حصارًا على قطر، لم يتحسن الوضع الدبلوماسي بين دول الخليج، وفي ختام قمة مجلس التعاون الخليجي التاسعة والثلاثين، لم يرد ذكر للأزمة مع قطر بعد ما يقارب عام ونصف العام من الحرب السياسية والدبلوماسية الحقيقية.

وأبرز التقرير أنه في حين تعرضت السعودية لانتقادات شديدة منذ مقتل الصحفي جمال خاشقجي ولأسلوب تعاملها مع الحرب في اليمن، فإن قطر، رغم الحصار تبدو متمسكة بقراراتها سيما بعد الإعلان عن انسحابها من أوبك، إلى جانب عدم حضور صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في القمة. وبصورة أكثر وضوحا، فإن ممثل الحكومة البحرينية، الذي أنقذته الرياض وحلفاؤها من ثورة الربيع، استنكر الصورة الجديدة للدوحة.

وتهيمن الرياض على مجلس التعاون ويبدو أن قطر ترفض هذه السيطرة السعودية وعدم حضور صاحب السمو لفتة للتكهن بالانسحاب من مجلس التعاون، وبالتالي تفكك المنظمة التي لديها أعضاء لهم تطلعات غير متجانسة في الواقع، ففي حين أن السعودية تحاول فرض رؤيتها الجيوسياسية على بقية المجموعة، إذا كانت الإمارات والبحرين يتبعان، فإن قطر قد تحررت، والكويت مثل عمان، تلعب دورا محايدا.

وأورد التقرير: في حين كان ينبغي أن تكون هذه الأزمة جوهر المناقشات في القمة السنوية لهذه السنة، فقد تم تجاهلها بالكامل، وكان الإعلان الختامي ودعوته “للحفاظ على قوة ووحدة دول مجلس التعاون الخليجي” أمرا مثيرا للسخرية. وقد انتقدت الدوحة هذا البيان الختامي ودعت المتعاونين معها إلى “معالجة المشاكل الحقيقية في دول مجلس التعاون الخليجي”.

◄ موقف قوي
تجدر الإشارة إلى أن وضع السعودية صعب بعد النبذ من قبل المجتمع الدولي ومرونة الدوحة في التعامل مع المستجدات سيما وأن مقتل الصحفي جمال خاشقجي لا يزال يثير الانتقادات، خاصة في الولايات المتحدة إلى جانب الأوضاع الإنسانية الرهيبة في اليمن، حيث كان الاجتماع في السويد بين المتحاربين المحليين ممكنًا فقط بفضل موافقة الرياض، على الأرجح بسبب الضغط المتزايد الذي تمر به السعودية.

لكن بالإضافة إلى هشاشة مجلس التعاون، عانت السعودية من خيبة أمل جديدة، في الواقع، و بعد إعلان الدوحة انسحابها من أوبك حيث تعتزم قطر تعزيز موقعها كلاعب اقتصادي جغرافي في سوق النفط العالمية، فإنها تتحدى مرة أخرى سلطة السعودية التي تهيمن على منظمة أوبك. وبالتالي فإن الأزمة بين دول شبه الجزيرة العربية عميقة للغاية ومن المرجح أن تستمر، وفي الواقع، لا تزال قطر الدولة الوحيدة التي تقف ضد جارتها القوية.

◄خطاب سلبي
من جهة أخرى قالت صحيفة لوريون لوجور في تقرير لها أمس، انه في حين اشتدت الضغوط منذ قضية جمال خاشقجي لحل أزمة الخليج، شدد بعض المراقبين على إمكانية بداية نزع فتيل الأزمة في القمة، إلا إن الرسالة التي بعثت بها دولة قطر تشير بوضوح إلى عكس ذلك.

وقال في هذا الصدد أندرياس كريج الأستاذ في كينجز كوليدج في لندن “كان من الصعب تخيل أن صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني سيذهب إلى الرياض ويصافح محمد بن سلمان، أو الملك سلمان، أو محمد بن راشد في ظل الإشارات السلبية المرسلة من السعودية إلى قطر في الأشهر الأخيرة سيما في الأسابيع الأخيرة، حيث تم توجيه اتهامات جديدة ونشر معلومات كاذبة عن قطر باعتبارها ضالعة في الإرهاب”.

وأضاف كريج: “أراد ولي العهد السعودي استخدام هذه القمة للإشارة إلى إدارة ترامب بأنه وسيط جاد، وأنه يمكن أن يجمع كل دول مجلس التعاون الخليجي، وأنه يريد أن تتحد ولا تنقسم”. بالإضافة إلى أنه في مايو، أكد وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو في مكالمة هاتفية مع سعادة نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني أن “الرئيس ترامب يريد حل الأزمة الخليجية “. وفي وقت سابق من أبريل، قام بومبيو بزيارة إلى الرياض حيث دعا السعوديين لوضع حد للحصار.

◄ تهديد الوحدة
وواصل التقرير قائلا ان اغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده في اسطنبول أعاد الضغط على الرياض لإعادة المملكة إلى المرتبة التي تريدها واشنطن وأثبتت الإستراتيجية نجاحها في محادثات السلام في اليمن وللمرة الأولى منذ عام 2016، وافق المتحاربون على الاجتماع امس في السويد للتشاور وأعلنوا عن استعدادهم للاجتماع مرة أخرى في عام 2019. في المقابل، فإن غياب حضرة صاحب السمو عن قمة الرياض يظهر أن المفاوضات لحل أزمة الخليج ما زالت متوقفة.

وبين التقرير أن هدف مجلس التعاون هو الحفاظ على جبهة مستقرة في المنطقة مع ضمان التعاون بين “الأخوة” في الخليج في المجالات الاقتصادية والأمنية والعسكرية. غير أنه لم تتم مناقشة الأزمة خلال الاجتماع، ولم يرد أي ذكر للحصار في البيان الختامي بعد قمة دول مجلس التعاون الخليجي، وبطريقة استفزازية تقريباً، يؤكد النص على «إرادة القادة» للحفاظ على قوة وتماسك دول مجلس التعاون، فضلاً عن وحدة أعضائه، بسبب علاقاتهم الخاصة وخصائصهم المشتركة القائمة على العقيدة الإسلامية والثقافة العربية، والتاريخ الطويل، فضلا عن وحدة الأهداف التي تربط دولهم.

السابق
الجزيرة: هذه تفاصيل خطةاحتلال قطر 1996
التالي
تفاصيل فعاليات وزارة البلدية في درب الساعي