ماء الشرب منتج وطني بامتياز.. “صفا”: تعزيز الصناعات الاستراتيجية والاستغناء عن الاستيراد

ربما جاء الحصار الذي حاولت مجموعة من الدول فرضه على دولة قطر بتوقيت هام لندرك أهمية الخروج من معادلة استيراد مواد استراتيجية كماء الشرب من الخارج بغض النظر عن المصدر إضافة إلى مجموعة أساسية من المواد الغذائية والاستهلاكية التي يجب على الحكومة وفعاليات الأعمال في قطر العمل على توطينها بحيث تخرج دولة قطر من إطار الحاجة إلى سلعة استراتيجية ما بشكل كبير من الخارج.

وفي هذا الإطار أكّد السيد محمد أشرف المدير العام لمصنع صفا لتعبئة مياه الشرب أن صناعة المياه من الصناعات الإستراتيجية الهامة التي لاغنى عنها، مؤكداً أن قطر بدأت منذ سنوات في تأسيس عددٍ من المصانع لإنتاج مياه الشرب النقية بديلاً عن المياه المعبأة التي كانت تستوردها من دول الجوار وكشف عن قيام مصنع الصفا بتدشين مصنع جديد لإنتاج مستلزمات مصانع تعبئة مياه الشرب تشمل إنتاج العبوات البلاستيكية « الجالون» والعبوات البلاستيكية الأخرى بأنواع وأشكال مختلفة والأغطية وغيرها من المستلزمات لتلبية احتياجات السوق المحلي منها وتشجيع المنتج الوطني، وذلك بتعليمات من سعادة الشيخ جبر بن ثامر آل ثاني رئيس مجلس إدارة الشركة الذي طالب بضرورة أن تنتج قطر كافة مستلزمات تلك الصناعة بدلاً من استيرادها من دول الجوار، خاصة عقب قرار الحصار الذي فرضته ثلاث دول على قطر مؤخراً، مؤكداً أنه منذ قرار الحصار توقفت تماماً عمليات استيراد مستلزمات الإنتاج، وسوف يتم الاعتماد بالكامل على المنتج الوطني.

  

وفي جولة داخل مصنع صفا في منطقة الصناعية الجديدة الذي تم افتتاحه مؤخراً عقب تجديده بالكامل، أكّد المدير العام أن مصنع صفا لتعبئة مياه الشرب بات اليوم هو المصنع الأكبر والأحدث في الشرق الأوسط عقب تجديده بالكامل وتحويله لمصنع يدار وينتج بشكل أوتوماتيكي وبصورة رقمية دون أي تدخل من العنصر البشري الذي يقتصر عمله فقط على إعطاء الأوامر لوحدات الإنتاج لينتج مياهاً نقية للشرب بنسبة 100 % وفقاً للمواصفات العالمية والخليجية.

وقال: المصنع تم افتتاحه قبل شهرين عقب عملية تجديده بالكامل التي تكلفت نحو 35 مليون ريال، مضيفاً إن المساحة الإجمالية للمصنع ما يقرب من 6 آلاف متر مربع، وتم البناء على نحو 4 آلاف متر مربع من المساحة الكلية وحالياً أصبحت القدرة الإنتاجية للمصنع إنتاج ما يزيد على 25 ألف عبوة « جالون « مياه منزلية من سعة 5 لترات مضيفاً: من المتوقع أن يزيد الإنتاج في الفترة المقبلة بمعدل 20 % حيث تستحوذ مياه صفا على ما يتراوح بين 25 و 30 % من نسبة الاستهلاك المحلي من المياه المعبأة، 20 % منها للاستهلاك المنزلي، و5 % يتم توزيعها لصالح الوزارات والمؤسسات الحكومية والخاصة بمعدل 700 ألف مستهلك يومي.

28 مرحلة لغسل العبوات قبل التعبئة

وعن مراحل الإنتاج داخل المصنع، أشار المدير العام إلى أن المصنع يقوم فقط على تعبئة الجالونات سعة 5 لترات، حيث تبدأ مرحلة الإنتاج بتجميع العبوات من المصدر عن طريق سيارات الشركة وعددها 120 سيارة موزعة على كافة أنحاء الدوحة والمناطق الخارجية عقب ذلك يتم غسل العبوات والتي يتم غسلها على 28 مرحلة غسيل داخل وخارجي بماء الأوزون، وفي درجات حرارة وضغط مناسبة، حيث يصل مقدار الضغط نحو 16 PPs لتكون في النهاية معقمة وصالحة للتعبئة.

أما عن المياه نفسها، فقال: يتم الحصول على المياه من مصدرها الحكومي عن طريق أنابيب متصلة بخزانات ووحدات معالجة، حيث تهدف عملية التصنيع إلى إنتاج مياه معالجة ونقية وفقاً للمواصفات القياسية العالمية والخليجية مضيفاً إن الخزان الرئيسي للمياه يتم تمرير المياه فيه على 3 فلاتر رئيسية الفلتر الأول هو فلتر الكربون وفلتر رملي وثالث فلتر بكتيريا، وهذه الفلاتر الثلاثة مخصصة لتنقية المياه بشكل كامل من الأملاح والشوائب والبكتيريا وأي عنصر غير مرغوب فيه ضمن المياه يعقبها عملية تسمى RO أو التناضح العكسي، وهي عملية متممة لعملية فلترة المياه للتأكد من تنقيتها بنسبة 100 %.

إضافة الأملاح المعدنية بنسب متوازنة

وأضاف: المرحلة الثانية وهي مرحلة لاتقل أهمية عن مرحلة الفلترة وهي مرحلة إضافة الأملاح، حيث يتم إضافة الأملاح المعدنية التي يحتاجها الجسم بشكل متوازن وتعد مياه صفا هي المياه الأقل في نسبة الماغنسيوم بها بالإضافة إلى أن كافة الأملاح المضافة يتم تثبيت نسبتها بصورة تامة، حيث إن نسبتها تتطابق تماماً مع بطاقة البيانات الموجودة على العبوة ويتم التأكد من ذلك من خلال أي مختبر محلي أو عالمي، حيث تخضع كافة العبوات للفحص المختبري من قبل فريق المختبر بالمصنع وهناك شهادات جودة حصل عليها المصنع لهذا السبب.

تعقيم المياه بالأوزون للقضاء على البكتيريا

وأشار إلى أن المرحلة الثالثة هي مرحلة التعقيم الكامل للمياه أي قتل كافة أنواع البكتيريا التي قد تكون قد تكونت في المياه أثناء إضافة نسب الأملاح بها وبالتالي تمر المياه على مرحلة ما يسمى V. V وهي مرحلة التعقيم بالأوزون، مضيفاً إن هذه العملية تتم وفقاً لنسب دقيقة جداً لتفادي تكون ما يطلق عليه البرومات في المياه والتي تسبب العديد من الأمراض للكلى والجهاز الهضمي نتيجة زيادة الأوزون في العبوة، عقب الانتهاء تصبح المياه جاهزة للتعبئة في العبوات بشكل أتوماتيكي دون أي تدخل من العنصر البشري.

مختبرات متطورة

أما عن الجودة والمنافسة، فأكد محمد أشرف أن مياه صفا منتج وطني يتمتع بسمعة جيدة في السوق المحلي والدليل على ذلك حجم المبيعات والاستحواذ على السوق المحلي، مضيفاً: مع ذلك نحن نعمل دائماً نحو تحقيق أعلى معدلات الجودة من خلال اهتمامنا الدائم بالناحية التكنولوجية في الإنتاج واستخدام أحدث تكنولوجيا بالإضافة إلى التركيز على الناحية المختبرية لتكون كافة النسب في معدلاتها الطبيعية وفقاً للمواصفات القياسية وتمتلك « صفا « مختبراً حديثاً مجهزاً على أعلى مستوى للتحليل الكيميائي والبيولوجي ويتم سحب عينات أولاً بأول من خزانات التعبئة ومن الجالون نفسه عقب التعبئة لإخضاعها للتحليل، علاوة على أن العينات التي تقوم الجهات الرقابية بسحبها سواء من الرقابة الصحية بالبلدية أو من وزارة الصحة العامة للتأكد من سلامة المياه وصلاحيتها للاستهلاك الآدمي علاوة على التأكد من نسبة الأملاح المعدنية المضافة لها، خاصة أن كافة عمليات الإنتاج تتم بشكل طبيعي ودون أي مركبات كيميائية قد يكون لها تأثير ضار بصحة المستهلك سواء على المدى القصير أو الطويل وأضاف : هناك فريق عمل كامل يعمل في خدمة العملاء هذا الفريق مهمته الأولى العمل على تحقيق أعلى معدلات الجودة للعميل أو المستهلك وتلقي أي شكاوى قد تنتج عن تأخر وصول المياه أو غيرها من الأمور الاعتيادية مؤكداً أن نسبة رضا العميل يتم قياسها بين آن وآخر من خلال استطلاعات الرأي المباشرة وغير المباشرة وجميعها نسب مرتفعة تفوق الـ 95 % ليس فقط في مستوى نقاء المياه وحسب بل تتضمن الاستطلاعات مستوى رضا العميل عن شكل العبوة ووصولها إليه وغيرها من هذه الأمور.

السابق
الدفاع الروسية: مقتل أبوبكر البغدادي بغارة على مدينة الرقة
التالي
قطر تنبض بالحياة.. ارتفاع عدد القادمين 7%.. وارتفاع الزوار بقصد السياحة 27%