“كهرماء” تحرك مفاتيح الطاقة والصدمات الكهربائية الفاعلة تفتح شهية التنويع

حنفيات المشاريع مفتوحة وحزم الضوء تتوسع

احتياجات قطر تحصيل حاصل والعبرة بالتصدير

“النموذج الكهرمائي” حكومة مصغرة استحقت ربط استراتيجيتها برؤية قطر الوطنية 

بزنس كلاس – رشا أبو خالد

سريعة كانت رحلة التحول التي  شهدتها المؤسسة العامة القطرية للكهرباء والماء “كهرماء”، ليكون عقدان  من الزمن كفيلين بحرق المراحل التي كان معدل النمو السنوي شاهداً على إنجازاتها عبر سلسلة من الخطوات “متعددة جنسيات القطاعات” تجاوزت خصوصية المجال المائي الكهربائي إلى غنى الأداء وتنوع الفعاليات والنشاطات التي استهدفت كل مناحي الحياة العامة اقتصادية كانت أم اجتماعية وثقافية وفنية ، ما شكل حاضنة شاملة جامعة تعطي الانطباع العام بأنك أمام “مأسسة وطنية أقرب ما تكون للحكومة المصغرة”.؟

هي استهلالية لم تأت عن عبثية التعاطي مع “كهرماء” كمؤسسة تقليدية حافة، فمجرد ربط استراتيجيتها مع رؤية قطر الوطنية 2030 واستراتيجية التنمية الوطنية الأولى (2011-2016)، يعني أننا أمام شهادة مصدقة وموثقة أفرزت مسؤولية “التميز” كشعار في جميع الأعمال سواء في إدارة الأصول أو في العمليات أو في مجال التميز الاجتماعي والبيئي أو في العنصر البشري أو في خدمة العملاء أو التميز المالي، مع الالتزام التام بآليات متابعة الأداء والتطوير المستمر دون كلل أو ملل.

ومن حتمية أن  (كهرماء) هي الجهة المسؤولة بشكل رئيسي عن تلبية احتياجات قطر من الكهرباء والماء، فإن نظرة أفقية للمعدّل العالي لنمو إجمالي الناتج المحلي والطفرة السكانية للبلاد، توصل إلى نتيجة طبيعية تقول بارتفاع استهلاك الكهرباء بمعدل نمو سنوي مركّب يبلغ %9.3 ، وهذا ما دفع المحللون والمراقبون لتبني توقعات تشي بأن يستمر استهلاك الفرد للكهرباء في قطر ضمن أعلى المعدلات على مستوى العالم.

صدمات كهربائية فاعلة

وقبل الولوج في حيثيات الأداء ومفاعيل الإنجاز، دعونا نستشهد بإقرار واقعي مفاده أن قطر تتمتع اليوم بهامش احتياطي كبير من الكهرباء يصل إلى 40%، و عندما أعلنت “كهرماء ” قبل سنوات أنها لا تعتزم إضافة أي طاقة استيعابية، كانت محقة في خيارها الذي استبدل بالتركيز على نشاطات نقل وتوزيع الكهرباء، حيث أعلنت آنذاك عن تنفيذ أكثر من 12 مشروعا في هذا المجال يبلغ إجمالي قيمة استثماراتها 4 مليارات دولار.

وكنوع من “الشياكة المحمودة” في رصد كل التفاصيل والمخرجات الإنتاجية والخدمية كانت اليقظة المبكرة بأن معدل انبعاث الهيدروكربون للفرد في قطر هو أحد أعلى المعدلات في العالم، لهذا تم الاشتغال والاجتهاد على تخفيض النسبة، ويبدو هذا الطموح جلياً في (رؤية قطر الوطنية 2030)، حيث تعتزم إيجاد آليات غير نفطية لتوليد الكهرباء، ولهذا أعلن عن خطة لاستخدام الطاقة الشمسية لتبريد ملاعب كرة القدم التي ستقام عليها مباريات كأس العالم (فيفا 2022).

سوق تصدير الطاقة

ومع تطلع قطر إلى تصدير الكهرباء عن طريق هيئة الربط الكهربائي لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، حيث تبدي البحرين والكويت اهتماماً بشراء الكهرباء من قطر، تتوجه الأنظار إلى التجربة “الكهرمائية” برصيد من الإنجازات والنسب المطلوبة في أهدافها الاستراتيجية حسب الجدول الزمني لخريطة الطريق التي وضعتها في عام 2014 حتى عام 2030 ، في وقت اهتمت الخطة الخمسية المتجددة 2017-2021 بعدد من المبادرات، منها مبادرة ومشروعات الشبكات الذكية والطاقات المتجددة حتى تكون هذه الشبكات ذكية في العام 2021 قبل مونديال 2022 بدولة قطر، ومبادرات ومشاريع إدارة الأصول ومشاريع لتطوير الإدارات المساندة.. ولم تغفل تلك المبادرات الاستراتيجية اللازمة لتحقيق الأهداف المرجوة.

ولأن ثمة استحقاق يتعلق باستضافة المونديال ، فقد عملت كهرماء على أن تفي بجميع التزاماتها تجاه هذا الحدث الكبير والمهم قبل بداية الحدث بعام كامل. وتأتي سلسلة الترقيات بحصاد الكثير من الجوائز المحلية والإقليمية، والانتهاء من المرحلة الثانية من تطوير خطة “كهرماء” الاستراتيجية، بالتوازي مع البدء بمشروع إدارة علاقات المستهلكين والفوترة المتوقع الانتهاء منه أوائل العام 2019، وبدء مشروع تكامل عمليات “كهرماء” ضمن إطار الأعمال الذكية فيها. ولا يخفى على أحد ما شهده عام 2016  من مشروعات كبرى، منها مشروع الخزانات العملاقة الذي سيتم الانتهاء منه في عام 2019، ومشروع المرحلة الثانية عشرة لشبكات الكهرباء المتوقع الانتهاء منه في عام 2021 ومشروع المرحلة الثالثة عشرة لشبكات الكهرباء المتوقع الانتهاء منه في العام 2021 والدراسة الاستشارية لمشروع محطة توليد الكهرباء وإنتاج المياه (المحطة E).

أجندة ممتلئة

وفي مجال شؤون شبكات الكهرباء تم تركيب أجهزة قياس معاملات القدرة وبدأ احتسابه ضمن فواتير كبار المستهلكين ذوي العقود الخاصة، واكتمال برنامج مراقبة الحالة لعام 2016، وفي ما يخص شبكة النقل اكتملت برامج مراقبة الحالة لجميع محطات التحويل واتخاذ الإجراءات التصحيحية مع صافي توفير بلغ حوالي 28 مليون ريال. أما في مجال شبكة التوزيع فقد تم اكتمال برامج مراقبة الحالة لـ3540 محطة توزيع واتخاذ الإجراءات التصحيحية لـ316 محطة توزيع مع صافي توفير بلغ حوالي 26 مليون ريال، كما تم تعديل خطط توزيع الأحمال لمحطات توليد الطاقة عن عام 2016 مع أولوية الترشيد والاستخدام الأمثل للغاز الطبيعي. وتم تقييم البنية التحتية لنظام سكادا الخاص بكهرماء من قبل المجلس الأعلى للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات لتحديد مدى توافقه مع المتطلبات القياسية لمعيار تأمين أنظمة التحكم الإشرافي التي أصدرها المجلس الأعلى للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات النسخة الثالثة لعام 2014. كما اكتملت شبكة الألياف الضوئية بمنطقة الثمامة والخاصة بمركزي التحكم الوطني للكهرباء والمياه وكذلك حديقة كهرماء للتوعية، وتم انتقال تشغيل شبكات مشاريع زكريت واللؤلؤة ولوسيل إلى كهرماء.

وفي ضوء نسب الإنجاز الفريدة يحق “لكهرماء” أن تفتخر بانخفاض العدد الكلي للأعطال المسجلة بنسبة 20 في المائة ، في زمن  تم تقنين الاستخدام في إطار استمرارية التقنين الأمثل لمخزون قطع الغيار الخاصة بشبكات النقل، والتعاقد لتوصيل مولدات ديزل كهربائية للمستهلكين المتضررين من انقطاع التيار أثناء إصلاح الأعطال في شبكة التوزيع لتقليل فترة انقطاع التيار الكهربائي. وقد تحسن مؤشر الأداء الخاص بوقت حل شكاوى الانقطاعات الكهربائية بنسبة 12 في المائة، كما تحسن مؤشر وقت الاستجابة لشكاوى الانقطاعات الكهربائية بنسبة 14 في المائة.

تدشينات ومخزونات استراتيجية

أما فيما يتعلق بإنجازات شؤون شبكات المياه فقد تم تدشين محطة راس ابو فنطاس (A3) في سبتمبر لعام 2016 بطاقه إنتاجية تصل 22 مليون جالون كمرحلة أولى، ويجري العمل في المرحلة الثانية لتصل الطاقة الإنتاجية لهذه المحطة إلى 36 مليون جالون يوميا في يناير المقبل. كما تمت زيادة الطاقة الاستيعابية لخزانات المياه بحجم 77 مليون جالون وبهذا وصل المخزون الاستراتيجي إلى 1336 مليون جالون، وأرست “كهرماء” قاعدة التوصيل المبكر التي تعتمد على توصيل تقسيمات الأراضي بخدمة المياه في فترة لا تتجاوز 12 شهرا من تاريخ الحصول على رخصة البناء. وتصميم ما يقارب 155 كيلومترا من خطوط المياه منذ بداية السنة الحالية، وتنفيذ شبكات مياه جديدة. ونظرا لأهمية الخزانات ومحطات الرفع في منظومة الشبكة المائية فقد تم تشغيل محطة ضخ وتخزين بسعة 7.9 مليون جالون بمنطقة الصناعات المتوسطة والصغيرة بالصناعية ومحطة ضخ وتخزين بسعة 6.6 مليون جالون بمدينة العمال بالصناعية كما تم تشغيل 4 خزانات بسعة 36 مليون جالون بمحطة الوكير وخزان بسعة 8 ملايين جالون بمحطة الغرافة وخزان بسعة 8 ملايين جالون بمحطة الخليج الغربي لتصل السعة الإجمالية 970 مليون جالون. بالتزامن مع تحديث معلومات نظم المعلومات الجغرافية لشبكة المياه باستخدام تقنية مسح الشبكة وشملت 8051 خدمة توصيلة و397 كم من خطوط المياه، بالإضافة إلى الحصول على شهادة الجودة العالمية ISO-9001، وتفتيش 2696 مادة تتعلق بشبكة المياه للتأكد من تطابقها مع مواصفات كهرماء.

قوانين وإنجازات

ومن أهم الإنجازات تنفيذ قانون الترشيد رقم 20 للعام 2015 بفاعلية، إذ تم تحرير 4.670 مخالفة هدر حتى اليوم، بالإضافة إلى تنفيذ قرار منع استيراد المصابيح التانجيستين غير الموفرة أول مايو 2016، وتنفيذ قرار بطاقات كفاءة الطاقة لأجهزة التكييف وفقا للمعايير القطرية المعتمدة التي وضعها “ترشيد” واعتمدتها هيئة المواصفات والتقييس القطرية في أول يوليو 2016، ويجري العمل على باقي الأجهزة. ويجري إعداد دراسة لأثر رفع التعرفة لوضع الضوابط اللازمة وقرارات الطلب على المياه والكهرباء، كما تم تنفيذ 5 حملات توعوية مجتمعية. وبالنسبة للطاقة المتجددة فإن العمل جار على إعداد سياسة الطاقة المتجددة بالتعاون مع وزارة الطاقة والصناعة ودراسة الاسعار ووضع معايير الاستثمار والبيع والربط بالشبكة وتنويع مصادر الطاقة بالدولة. وفيما يتعلق بمشاريع ومنجزات خدمات التبريد المركزي، تابعت كهرماء جميع خطط ومشاريع التبريد العاملة التي تحت التنفيذ وأيضا التي تستخدم المياه في التبريد بقرار اللجنة الدائمة للموارد المائية وحظرها استخدام المياه المحلاة لأغراض التبريد بواقع 79 جهة ومشروعا بالدولة، وتم تحويل 6 من مشاريع استخدام المياه المعالجة في التبريد و2 من مشاريع التبريد المركزي لاستخدام مياه البحر لأغراض التبريد. وبالنسبة لقطاع الصحة والسلامة والبيئة ، فقد نجحت كهرماء في الوصول إلى 38 مليون ساعة عمل للمرحلة العاشرة من مشروع توسعة الشبكات، حيث قامت بتوصيل المياه والكهرباء إلى جميع أنحاء قطاعات الدولة السكنية والتجارية والصناعية، لتعزيز المحافظة على الصحة الجيدة والرفاهية بين الموظفين.

آخر ما حرر

وآخر ما حرر في مخزون العمل المنجز ترقية وتحديث قاعدة البيانات الإلكترونية للكهرباء والماء لسهولة حصول المشتركين على شهادة من المؤسسة لمن يهمه الأمر لتحديد موقع السكن الكترونياً حسب رقم الكهرباء. وتأتي هذه الخطوة في ظل الطلب المستمر لجمهور المشتركين والسعي نحو تحسين الخدمات المقدمة، من خلال تطوير وتحديث قاعدة البيانات بشكل متكامل لتتوافق مع الرؤية والأهداف الإستراتيجية للمؤسسة، بربط الشبكة الكترونياً مع الجهات الخدمية الأخرى ذات العلاقة بقاعدة البحث المركزية الوطنية للدولة، إذ تتيح هذه الخدمة لجمهور المشتركين من المواطنين والمقيمين الحصول فوراً على الشهادة الكترونياً وبكل سهولة من خلال زيارة موقع المؤسسة الالكتروني km.qa ، أو تطبيق كهرماء للهواتف الذكية, بإدخال رقم الهوية ورقم الكهرباء ، وفي حال عدم تطابق المعلومات فعلى المشترك تحديث بياناته عن طريق موقع كهرماء الالكتروني لإصدار الشهادة.

ويحسب  لكهرماء إضافة العديد من الخدمات الجديدة لموقعها الالكتروني ليرتفع عدد الخدمات التي يقدمها الموقع إلى جمهور المشتركين والشركات والاستشاريين والمقاولين وزوار الموقع إلى خمس وأربعين خدمة ، بما يحقق النتائج المنشودة في رفع مستوى أدائها بهدف الوصول الى تحويل “كهرماء” إلى مؤسسة ذكية.