قطر – كرواتيا.. علاقات اقتصادية تنمو بسرعة

الدوحة – زغرب – وكالات:

تؤكد الزيارة الرسمية التي يقوم بها حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، إلى جمهورية كرواتيا عمق العلاقات الثنائية الراسخة والمتميزة بين البلدين الصديقين في مختلف المجالات، ولاسيما الاقتصادية والاستثمارية التي شهدت تطورات متلاحقة في الفترة الأخيرة في ضوء العناية التي توليها قطر لتمتين الشراكة مع كرواتيا ولدعم وتشجيع النمو الاقتصادي في هذا البلد الشقيق في العمق الأوروبي.

وظلت علاقات قطر وكرواتيا منذ إعلانها في ديسمبر من عام 1992 علاقات صداقة استراتيجية متميزة ومتنامية، وشهدت تطورا متناميا ومتواصلا في جميع المجالات وخصوصا في المجالات التجارية والاقتصادية والاستثمارية. ومن المنتظر أن يبحث حضرة صاحب السمو مع قادة وكبار المسؤولين في كرواتيا، سبل تعزيز وتطوير العلاقات الثنائية في مختلف المجالات، إضافة إلى عدد من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك، كما سيتم التوقيع على عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم حول مختلف المجالات في كلا البلدين.

وثمن سعادة السفير دراجو لوفريتش، سفير جمهورية كرواتيا لدى الدولة، زيارة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، إلى بلاده، وقال السفير في تصريحات خاصة لـ “الشرق” إن زيارة حضرة صاحب السمو إلى كرواتيا جاءت في ظل جهود طويلة ومتواصلة لتقوية العلاقات بين الدولتين، مشيرا إلى أن هناك تنسيقا دائما بين حكومتي البلدين في مختلف المجالات.

وأكد السفير الكرواتي أن زيارة حضرة صاحب السمو تمثل تأكيدا على الصداقة الدائمة بين دولة قطر وجمهورية كرواتيا، مشددا على أن العلاقات مدعومة بالنمو المستمر في مختلف المجالات، وخاصة في الجوانب الاقتصادية، حيث بلغ التبادل التجاري بين البلدين حوالي 70 مليون دولار في عام 2017.

وقال السفير الكرواتي إن الزيارة الرسمية سوف تشهد التوقيع على 8 اتفاقيات ومذكرات تفاهم، بما يعزز علاقات البلدين الصديقين في مختلف المجالات الدبلوماسية والاقتصادية والثقافية والتعليمية والرياضية والأمنية، وتشمل هذه الاتفاقيات اتفاقية تعاون بين جامعة قطر وجامعة زغرب، ومذكرة تعاون بين وزارة الدفاع ونظيرتها الكرواتية، ومذكرة تفاهم في مجال الرياضة، ومذكرة تفاهم في مجال الزراعة، ومذكرة تفاهم في مجال التربية والتعليم، ومذكرة تفاهم في مجال الثقافة، واتفاقية لتبادل الأخبار بين وكالات الأنباء في البلدين، واتفاقية إعفاء تأشيرات بعض مسؤولي البلدين.

الفرص الاستثمارية بكرواتيا
تنظر قطر إلى كرواتيا كبلد واعد وجاذب للاستثمارات، وكانت أولى خطوات الانفتاح عليه عبر التوسع في رحلات الخطوط الجوية القطرية لتعزز التعاون في مجالات النقل والسفر والسياحة، وبدأت الخطوط الجوية القطرية تسيير رحلاتها المباشرة إلى كرواتيا في مايو 2012، والتي وصلت إلى 10 رحلات أسبوعياً.

ولم تقتصر جهود قطر على الجانب الاقتصادي البحت، بل قدمت الدعم والمساندة للقطاعات الكرواتية المختلفة بما فيها القطاعات الاجتماعية والثقافية والدينية، حيث تم بناء المركز الإسلامي بمدينة رييكا بمبلغ وقدره 8 ملايين يورو مقدمة من دولة قطر، إضافة إلى تبرعات للمشيخة الإسلامية في جمهورية كرواتيا بهدف تقديم منح دراسية إلى الطلبة الكروات للدراسة في دولة قطر، ومنح للحج لمسلمي جمهورية كرواتيا.

وتدعم قطر جهود كرواتيا لجذب الاستثمارات الأجنبية ضمن محاولاتها المستمرة لتحريك عجلة الاقتصاد وخلق فرص عمل جديدة، ويوجد العديد من القطاعات التي تزخر بفرص استثمارية كثيرة منها قطاع الطاقة، حيث تبذل زغرب جهودا كبيرة في هذا المجال من أجل إنشاء محطة الغاز الطبيعي المسال في بلدة “أوميشال على جزيرة “كرك” الساحلية التي تعتبرها كرواتيا مشروعاً استراتيجيا يتيح لها المجال لتنويع مصادر الطاقة خاصة وأنها تسعى لأن تكون لاعباً مهماً في تزويد منطقة وسط وجنوب شرق أوروبا بالغاز الذي يعتبر مصدر الطاقة الأهم في المستقبل المنظور والبعيد.

وهناك إمكانية للاستثمار في مجال إنتاج الطاقة الكهربائية التي تستورد كرواتيا ما يعادل 40 بالمائة من احتياجاتها من الخارج، وذلك بإنشاء محطات إنتاج الكهرباء الحرارية التي تعمل بالغاز الصديق للبيئة، وتعتبر كرواتيا من أبرز دول العالم التي تمتلك خبرات واسعة في مجال بناء السفن التي تستمدها من خبرات جمهورية يوغسلافيا السابقة (التي كانت كرواتيا جزءا منها) والتي كانت في فترة من الفترات من أوائل دول العالم في مجال صناعة السفن، إضافة إلى ما تتمتع به من خبرات كبيرة في مجال صيانة منصات النفط والغاز العائمة.

وفي القطاع الزراعي تتمتع كرواتيا بمساحات واسعة من الأراضي الخصبة وتحديداً في منطقة سلافونيا السهلية التي تعتبر سلة غذاء لا تنضب، ويعتبر القطاع السياحي الكرواتي أكثر المجالات الاقتصادية تعطشاً للاستثمارات الأجنبية، ويضم إمكانيات ضخمة غير مستغلة خاصة في الجزر المتناثرة قبالة الساحل التي تعتبر درة السياحة الكرواتية حيث تستقطب ملايين السياح الأجانب الذين يزورونها كل صيف.

تعاون إستراتيجي
وترتبط قطر وكرواتيا بعدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم التي تؤكد عمق التعاون الاستراتيجي بين البلدين، وسبق أن وقع الجانبان اتفاقيات في مجالات متعددة منها مذكرة تفاهم للتعاون السياحي، واتفاقية للتعاون الاقتصادي والتجاري والفني، ومذكرة تفاهم بين بنك قطر للتنمية وبنك التنمية والإعمار الكرواتي، واتفاقية تجنب الازدواج الضريبي ومنع التهرب المالي، وبروتوكول تعاون بين الخارجية والأكاديمية الدبلوماسية الكرواتية، واتفاقية تشجيع وحماية الاستثمارات المتبادلة

مذكرة تفاهم للتعاون في المجال التكنولوجي، ومذكرة تفاهم بين اللجنتين الأولمبيتين القطرية والكرواتية، ومذكرة تفاهم بين وزارتي العدل القطرية والكرواتية، وبروتوكول تعاون بين وزارة الخارجية ووزارة الخارجية والوحدة الأوروبية لكرواتيا.

آفاق واعدة
وينظر الجانبان القطري والكرواتي إلى الآفاق الواعدة التي تفتحها زيارة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، حفظه الله، وما سيترتب عليها من تعاون جديد في مختلف المجالات، سواء في المجالات الدبلوماسية أو الاقتصادية أو الثقافية أو التعليمية أو الرياضية.

وتأتي هذه الزيارة في ظل التطور الذي تشهده العلاقات بين قطر وكرواتيا على كافة المستويات، حيث تنظر كرواتيا إلى قطر كفاعل رئيسي وشريك استراتيجي في منطقة الخليج، ولذلك فالمسؤولون في كرواتيا مهتمون للغاية بتوسيع التعاون بين البلدين في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية، وكذا التنسيق فيما يخص ملفات المنطقة، والقضايا الدولية، كما ينظرون إلى توسيع العلاقات الاقتصادية بشكل خاص، في ظل الاتفاقيات الاقتصادية بين الدولتين، خاصة تلك المعنية بالمجال التجاري والاستثمارات. وهناك تركيز من الجانبين على زيادة الاستثمارات القطرية في كرواتيا، وأيضا زيادة التعاون التجاري والاقتصادي والاستثماري والثقافي، وغيرها من المجالات.

السابق
تفاصيل.. ملف توظيف المواطنين: نتائج دون الطموح حتى الآن!!
التالي
الصحة تسعى لرفع الضريبة على التبغ والمشروبات الغازية