في مقر لجنة حقوق الإنسان.. كيف تدمر قرارات سياسية جائرة حياة مواطني دولها؟!

الرجال مواقف والكرم لا يُستجدى، تنطبق هذه المقولة على المواطن القطري عبد العزيز أحمد، وابن خالته المواطن السعودي أحمد خالد، اللذين التقيتهما في مقر اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان، وملامح الذهول بادية على وجهيهما، القصة محورها المواطن السعودي أحمد خالد الذي جاء متظلما لدى اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان، أما المواطن عبد العزيز أحمد فجاء سندا ودعما لابن خالته، وصديق طفولته، فالشابان بوجودهما مع بعضهما البعض أوصلا رسالة ضمنية بأنَّ الذي بين الشعوب لن تفرقه السياسة، فالذي يجمع شعوب الخليج أكثر بكثير من الذي يفرقهم.

بعد أن أخذت الإذن جلست إليهما، وقد لمحت أيضا أنَّ عبد العزيز هو من يقوم بكتابة التظلم عن ابن خالته، فهي رسالة أخرى تبين وتوضح أن الجرح الذي أصاب رعايا الدول الخليجية الثلاث المقاطعة لدولة قطر، هى أصابت خاصرة الشعب القطري، وهي دلالة وتأكيد على أنَّ الشعوب ترفض هذه القطيعة، وترفض أن يُهتَّك النسيج الخليجي بحجة الخلافات السياسية، التي يرى كل من عبد العزيز وأحمد أنَّ حلها لابد أن يتم بمنأى عن الشعوب.

القرار حرمه من الزواج

فقصة المواطن السعودي أحمد خالد تتجلى في أنّه ابن لأب سعودي وأم قطرية الأصل سعودية الجنسية، تعيش بالسعودية، يقيم في دولة قطر منذ أكثر من 12 سنة، يعمل، وكان كغيره من الشباب ساعيا لاكمال نصف دينه من فتاة قطرية لكن فرحته لم تكتمل، فمع قطع العلاقات الدبلوماسية مع دولة قطر، عبر ذوو الفتاة عن خشيتهم على مصير ابنتهم، مما قادهم إلى الرجوع عن موافقتهم في اتمام مراسم الخطبة،

مواطنون وخليجيون يقدمون شكاوى للجنة الوطنية لحقوق الإنسان

وهنا قال ” أشعر بأن القرار السياسي أُقحم في كل شؤون حياتي، لم أعد أعلم هل أناَّ حي أم ميت!، فمن الصعب على أي حرٍ أن يعيش تحت وصاية أحد، والمشكلة في قضيتي انَّ الوصاية من قبل سلطات بلادي، التي لم تراع مثل هذا التداخل في النسيج الخليجي، ولم تراع مصير آلاف الأسر والعائلات التي ستشتت أو شُتِتَتْ بالفعل،لا سيما أنَّ الأسر القطرية متداخلة جدا مع الأسر السعودية، وقد تربطهم علاقات نسب ومصاهرة ودم أكثر بكثير من أي دولة أخرى.”

مشكلتي لم تنته

واستطرد أحمد خالد حديثه قائلاً ” إنَّ مشكلتي لم تنته هنا، بل كان من المفترض أن تأتي والدتي إلى دولة قطر للاطمئنان على والدتها “جدتي”، وهي ترقد بالمستشفى في العناية المركزة، حيث بات من الصعب أن تراها وأن تكون مع والدتها في هذه الظروف، كما بات من الصعب على والدتي أن ترى أسرتها في قطر، ومن الصعب لي أن أغادر قطر وأعود للسعودية، لأسباب أهمها هو أنني مقيم في دولة قطر منذ فترة، كما انني مرتبط بعقد عمل مع الجهة التي اعمل لديها، فضلا عن انَّ دولة قطر لم أرَ من شعبها إلا كل خير، فهنا تربيت وترعرعت بين أبناء خالتي وأخوالي القطريين، فكيف أترك هذا الوطن، وأنا مهدد بسحب الجنسية السعودية، ومهدد بالسجن في حال لم أعد للمملكة اليوم أي مع انتهاء المدة التي أعلنت عنها السلطات السعودية منذ بدء قطع العلاقات الدبلوماسية مع دولة قطر.”

تحييد الخلافات السياسية

وتدخل عبد العزيزأحمد في النقاش، وكان وجهه وكل ملامحه تنم عما بداخله من ألم، وحرقة، لما أصاب المنطقة من زعزعة في أمنها، وكانت من أكثر المناطق أمنا واستقراراً، لافتا إلى أنَّ الخلافات السياسية لابد من تحييدها عن العلاقات الاجتماعية، فالشعوب الخليجية شعب واحد، ونسيج واحد، لا يقوى أحد على تشتيته أو ضرب لُحمته، فالشرفاء من أبناء الشعب الخليجي برمته غير راضين عما يجري، والجميع يتطلع في أن تزول هذه الغيمة السوداء عن سماء دول الخليج ليعود الاستقرار والأمن إلى كل بيت خليجي.

أمير الأخلاق

وأوضح عبد العزيز قائلا “لابد أن يدرك الجميع أن الشعب القطري لن يستخدم كورقة للضغط على حكومة بلادنا، ونحن ولله الحمد نحيا بأفضل حال، ولا تزال قطر كعبة المضيوم وتستضيف رعايا دول الحصار، فهذه رسالة للجميع بأن دولة قطر هى أقوال وأفعال، ونحن جميعنا مع القيادة، ومع أمير الأخلاق صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.”

السابق
رئيس تحرير “الشرق” يفند فبركات البحرين
التالي
قطر الخيرية: بالأرقام.. هذا هو سجل تعاوننا مع الأمم المتحدة!