رئيس تحرير “الشرق” يفند فبركات البحرين

أكد الزميل صادق العماري رئيس تحرير جريدة الشرق، أن التسريب الصوتي المفبرك المنسوب إلى سعادة السيد حمد بن خليفة العطية المستشار الخاص لحضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى، مع أحد المعارضين البحرينيين، دليل واضح على أن مملكة البحرين تعاني من تخبط سياسي كبير، وهي تبحث عن دور محوري في الأزمة الخليجية بعد أن تلقت انتقادات بأنها لا تمتلك قرارها السياسي وهي مجرد دولة تابعة، فقامت بتزييف تلك المكالمة لاستغلالها في محاولة التأثير على الرأي العام وتبرير الحصار بأن دولة قطر تتآمر على المملكة.

وأضاف خلال حواره على برنامج “الحقيقة” بتلفزيون قطر، أنه في عام 2011 أجرى وزير الخارجية البحريني لقاء صحفيا مع جريدة الأيام، وأشاد خلال الحوار بدور قطر الايجابي في حل الأزمة البحرينية آن ذاك، واليوم نجد اتهامات باطلة بقيام قطر بدعم المعارضة لقلب نظام الحكم في البحرين، مؤكداً أن تلك المواقف المتناقضة تُعتبر مراهقة وسذاجة سياسية لا مثيل لها. كما أوضح أن الوساطة القطرية بين المعارضة والنظام البحريني في ذلك التوقيت كانت تحت علم ومباركة البحرين والسعودية والولايات المتحدة الأمريكية.

اتهام باطل

وتابع: ” الكثير من القُراء والمغردين عندما سمعوا بالتسجيلات المفبركة بدأوا بالبحث عن المعلومات ووجدوا التناقض في تصريحات وزير الخارجية البحريني واكتشفوا الحقيقة بأنفسهم”، لافتاً إلى أن قطر قامت بكشف خلية إرهابية في البحرين وأبلغوا السلطات آن ذاك، وقامت وزارة الداخلية بالمملكة بتوجيه الشكر إلى دولة قطر على جهودها، فكيف يتم اتهام قطر بالعمل على التدخل في الشؤون الداخلية للبحرين اليوم بعد جميع تلك المواقف النبيلة.

سذاجة سياسية

وقال الزميل العماري إن كل ما يحدث لقطر من تصريحات مفبركة إلى حملة إعلامية ظالمة وصولاً إلى فرض حصار على الدولة يعتبر سذاجة سياسية، مشيراً إلى أن التاريخ يشهد على عدة محاولات من دول خليجية على زعزعة الاستقرار في قطر، ففي محاولة الانقلاب الفاشلة عام 1996 وعد أحد المسؤولين البحرينيين مسئولا إماراتيا آخر بأن يتناولا وجبة الغذاء في الدوحة عقب نجاح الانقلاب، لنرى إلى أي درجة وصل الحقد على الدولة، فعقب تلك الأزمة انكشفت الأمور والنوايا الدفينة وتأكدنا أن اللحمة الخليجية مجرد شعارات لا وجود لها.

محاولة فرض الوصاية

واستطرد بقوله ” حقد بعض الدول الخليجية على قطر نابع من عدم رضاهم عن سيادة واستقلالية السياسة القطرية، لأن قطر طوال تاريخها لها سيادة وكلمة ولها وجهة نظر مستقلة في الملفات الدولية، كما أنها وسيط نزيه للسلام في كثير من العواصم، فقد رأينا قطر عندما سحبت قواتها في جيبوتي عادت الاشتباكات بينها وبين اريتريا، فقطر دائماً تسعى إلى فض النزاعات الدولية، وكذلك أدوار قطر التي تبحث عن السلام في كل من ليبيا واليمن وسوريا”. مؤكداً أن كل ما يحدث هدفه فرض الوصاية على قطر، والتدخل في سيادتها وقرارها الوطني، وهذا مرفوض جملة وتفصيلاً.

دور إماراتي مشبوه

أما عن الدور الإماراتي، فقال رئيس تحرير الشرق إن أبو ظبي تقوم بدور خطير جداً في المنطقة، والمواطن العربي يعرف تماما ما تقوم به أبو ظبي ولكن الحكومة السعودية يبدو أنها تريد غض البصر عن ذلك الدور الخبيث، فالإمارات تستضيف أحمد علي نجل المخلوع علي عبدالله صالح أكبر الداعمين لميليشيات الحوثي، والذي يقود حركات مسلحة ضد القوات السعودية، إلا أننا لم نر اسم أحمد علي على قائمة الإرهاب المزعومة، بالرغم من دعمه لأجندة أبيه السياسية، الذين يتهمون قطر الآن بدعمها، كما أنه خرج في أكثر من لقاء مؤكداً أن أبو ظبي تحميه بل وأن لديه استثمارات ضخمة في البلاد.

علاقة الانقلابات بالإمارات

وأكد أن الإمارات لها أدوار كبيرة في عدد من الانقلابات لم ينجح منها شيء مثل محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا، وكذلك كان هناك حديث عن محاولة انقلاب فاشلة أخرى في السودان كانت مدعومة من قبل الحكومة الإماراتية، وكذلك محاولة تقسيم ليبيا واليمن، كما انها تقوم في الخفاء بتمويل النظام السوري وتستضيف عائلة بشار الأسد على أراضيها.

ونوه بأن السياسة المتبعة سياسة تشتيت وسياسة فتن، ففي احد المسلسلات التي تذاع على قناة mbc بتمويل إماراتي يدعى “غرابيب سود”، ظهر في إحدى الحلقات أحد ما يطلق عليهم “المجاهدون” يحمل جواز سفر قطريا، وتم تبرير هذا المشهد من أحد المعلقين السعوديين بأن قطر تدعم الإخوان المسلمين، متسائلاً “ما علاقة الإخوان بالجماعات الجهادية والتكفيرية”، فهذا تخبط واضح في السياسة والتبريرات لهذا الحصار، ومن هنا يتضح الدور الإماراتي في أنها تريد صرف الأنظار عن الأدوار الشريرة التي تقوم بها وإلصاق أي تهمة سيئة بدولة قطر لتغييب الرأي العام، ولكن الرأي العام أذكى من ذلك وجميع المعلومات متاحة له.

شراء الذمم بالأموال

كما أوضح أن هناك مؤتمرا سنويا يقام في أبو ظبي مهمته شراء الذمم، يُدعى إليه صحفيون من السعودية بجانب الليبراليين الجدد ويتم شراء ذممهم بالأموال والدراهم والدولارات، لذلك لا نستغرب من هجمة الإعلام والصحف السعودية على قطر واستخدامهم لأساليب ومدارس صحفية عدائية تعتمد على التجريح في القيادات ورموز الدولة لاستعانتهم بالصحافة المصرية في صياغة هذه الموضوعات، فالصحافة السعودية كانت أكثر رصانة ومهنية.

واختتم بقوله: ” للأسف المملكة العربية السعودية هي من أعطت الضوء الأخضر للدول المعادية لقطر، لمحاولة الإضرار بمصالحها وسيادتها، ولكن كل هذه المساعي ستفشل وستبقى قطر دولة قوية ومستقلة ومؤثرة في معظم الملفات الإقليمية والدولية”.

السابق
مقيم في الدوحة.. مواطن سعودي: أفدي قطر بروحي
التالي
في مقر لجنة حقوق الإنسان.. كيف تدمر قرارات سياسية جائرة حياة مواطني دولها؟!