في إطار قانون “ماغنيتسكي”.. واشنطن تتوعد السعودية برد “قاس” على جريمة خاشقجي

واشنطن – وكالات:

هدّدت وزارة الخارجية الأمريكية بتطبيق عقوبات ضد السلطات السعودية في إطار قانون “ماغنيتسكي”؛ رداً على قتل الصحفي جمال خاشقجي داخل قنصلية بلاده في إسطنبول التركية.ويأتى ذلك ضمن موجة التصعيد السياسى من الادارة الامريكية ضد السعودية في ظل الضغوط التي يواجهها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من قبل أعضاء الكونغرس حول ضرورة فرض عقوبات على السعودية كرد فعل على تلك الجريمة.

وفى هذا السياق أكد مستشار وزارة الخارجية الأمريكية، ديفيد هيل، أن بلاده تتخذ في هذه المرحلة خطوات قوية؛ مثل إلغاء تأشيرات بعض المسؤولين السعوديين، وإمكانية تطبيق عقوبات ضمن قانون “ماغنيتسكي”.وقال هيل، خلال ندوة عُقدت بمعهد الشرق الأوسط في واشنطن، امس الجمعة: إن “الولايات المتحدة تتابع مسار تحقيقات مقتل خاشقجي من كثب، ونُبدي حرصاً في قضيته”.

وأضاف: “لقد طلبنا من السعوديين إظهار الحقائق، وتحميل الجناة المسؤولية، وشهدنا بعض الخطوات الإيجابية لغاية الآن، إلا أنه ينبغي عليهم فعل المزيد”.وأشار إلى أنه “من الممكن تحميل قتلة خاشقجي المسؤولية، ومواصلة التعاون الاستراتيجي بين الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة العربية السعودية في آن معاً”.

وقانون “ماغنيتسكي” هو مشروع قانون قُدّم من قبل الحزبين الديمقراطي والجمهوري في الكونغرس الأمريكي، وصدّقَ عليه الرئيس السابق، باراك أوباما، في ديسمبر 2012.وينصُّ على مُعاقبة الشخصيات الروسية المسؤولة عن وفاة محاسب الضرائب سيرغي ماغنيتسكي في سجنه بموسكو، عام 2009.

ومنذ 2016 والقانون مُفعّل على مستوى كل دول العالم، مما يخوّلُ الحكومة الأمريكية فرضَ عقوبات على منتهكي حقوق الإنسان في كل أنحاء العالم؛ من خلالِ تجميد أصولهم وحظرهم من دخول الولايات المتحدة، وقد تمتدُّ العقوبات لأمور أخرى. وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد أكد الأربعاء الماضي، أنه سيكون لديه “رأي أقوى بكثير” حول مقتل خاشقجي، لافتاً إلى أنه يعمل “على بلورة موقف قوي للغاية” حول القضية على أن يعلن عنه خلال أسبوع، ومؤكداً أنه سيبحث القضية مع الكونغرس.وقال ترامب عن أعضاء الكونغرس: “إنهم يعملون بشكل وثيق مع تركيا والسعودية”.

فى غضون ذلك اعتبر وزير الخارجية البريطاني السابق “بوريس جونسون” أن الاغتيال الوحشي لجمال خاشقجي” في قنصلية بلاده بإسطنبول التركية تم بأمر من أعلى مستويات النظام السعودي، متوقعا إفلات القتلة من العقاب.وقال في مقال له بصحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية إنه “ليس لديه أي شك حول ما حدث، كانت هناك مؤامرة لجذب خاشقجي الذي كان يكتب في واشنطن بوست إلى القنصلية السعودية.. الهجوم الوحشي الذي نفذه الفريق الأمني التابع لولي العهد الأمير محمد بن سلمان.. تذويب الجثة”.وأضاف: “لا أشك للحظة في أن هذا الاغتيال المثير للاشمئزاز تم بأمر من أعلى مستويات النظام السعودي”.

وتابع: “بعد أكثر من شهر، ما زلنا لا نملك جثة، ولا يوجد تقرير موثوق به عن كيفية ووقت تقديم توضيح لهذا الأمر، وليس لدينا فهم واضح لكيفية تقديم المسؤولين عن هذه الفظاعة إلى العدالة، أو في أي مكان قد يحدث هذا”.”ورغم الحديث عن فرض عقوبات على المذنبين، فإنه من غير الواضح كيف سيتم تحديدهم، أو أين سيحاكمون ومن السهولة بمكان أن نرى كيف يمكن أن تنتهي حالة خاشقجي في عالم غامض حيث يمكن لمتطلبات العدالة الجنائية المستقيمة أن تتعثر من قبل السياسيين”.وتوقع “جونسون” إفلات القتلة أو من أعطوا الأمر في نهاية المطاف من العقاب.

وقال: “ببساطة هناك العديد من الأشخاص الأقوياء الذين يفضلون بشكل صريح أن يتم تهذيب العمل بأكمله بشكل خفي. هناك الكثير من الناس الذين ينظرون إلى حالة الشرق الأوسط، ويعتقدون أننا ببساطة لا نملك القدرة على المضي بهذا التحقيق إلى استنتاجه المنطقي”.وأضاف: “إنهم ينظرون إلى الدور المحوري الذي تلعبه المملكة العربية السعودية، ويفكرون بما يمكن أن يحدث إذا اهتز استقرار هذه الحكومة وهم يرتجفون”.

السابق
40 مليار دولار.. استثمارات قطر في فرنسا تؤمن 60 ألف وظيفة
التالي
تفاصيل وأرقام.. علاقات متينة بين قطر وفرنسا