تفاصيل وأرقام.. علاقات متينة بين قطر وفرنسا

الدوحة – بزنس كلاس:

تأتي زيارة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، إلى باريس للمشاركة في منتدى باريس للسلام الذي سينطلق غدا الأحد بدعوة من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، تأتي ترجمة لقوة العلاقات بين قطر وفرنسا على كافة المستويات.

كما تؤكد الزيارة على دور قطر المتميز على الساحة الدولية خاصة في الفعاليات العالمية الخاصة بالسلام، وكذلك منزلتها ومكانتها في أبرز عواصم صنع القرار في العالم.

وتشهد العلاقات الثنائية بين قطر وفرنسا نقلات نوعية، في ظل القيادة في البلدين، حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى وفخامة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ، وهي علاقات عميقة ومتميزة تشمل مختلف القطاعات مضمونها الصداقة والتعاون وتتمتع بالصراحة والمصداقية وتشهد تطورا مستمرا، ارتقى بها خلال السنوات القليلة الماضية إلى المستوى الاستراتيجي، حتى باتت من ثوابت سياسات البلدين الخارجية.

وتعكس مشاركة قطر في منتدى باريس للسلام، أهمية قطر وجهودها في إحلال السلام والتوسط لحل النزاعات بين الفرقاء والمتنازعين في جميع أنحاء العالم.

وفي هذا الإطار أشاد الرئيس ماكرون بجهود قطر في تحقيق السلام العالمي بقوله إن قطر شريك مهم لنا لتحقيق السلام في مناطق عدة من الشرق الأوسط وأفريقيا، وكانت رائدة في التدابير المتخذة لمكافحة التطرف والإرهاب.

تلك العلاقات المتميزة بين البلدين عبر عنها سعادة السيد لوران نونيز نائب وزير الداخلية الفرنسي خلال زيارته للدوحة مؤخرا، حيث أكد في تصريحات صحفية خلال افتتاح فعاليات معرض ميليبول قطر 2018 بالدوحة الشهر الفائت، أن التعاون بين قطر وفرنسا هو تعاون في مجال تحليل المخاطر، وتحليل مختلف الجوانب التي يستفيد منها البلدان، مضيفا بأن هذا التعاون في مجال الأمن هو تعاون عملي بالدرجة الأولى، ويشمل تبادل المهارات والخبرات بين الطرفين من أجل دعم القدرات.

وأشار إلى خطاب النوايا الموقع بين قطر وفرنسا في مجال مكافحة الإرهاب نهاية العام الماضي، وقال إن هذه مذكرة شراكة دعمت بشكل كبير التقارب بين البلدين في مجال مكافحة الإرهاب، فضلا عن الحضور القطري على المستوى الدولي في هذا الإطار، وهو ما يدل على الانطلاقة التي سجلتها قطر للمضي قدما في هذا الطريق”.

وأشاد بمستوى التعاون بين دولتي قطر وفرنسا في مجال التدريب والتطوير وتنمية القدرات في مجال الأمن الداخلي، مضيفا بأن هذا التعاون يأتي ثمرة لعدد من الاتفاقيات الموقعة بين البلدين، وهو جزء من أطر مختلفة للتعاون القائم بينهما.

زيارات على أعلى مستوى

وشهدت السنوات الأخيرة دفعة قوية للعلاقات الثنائية بين الدوحة وباريس، لاسيما بعد تبادل العديد من الزيارات التي قام بها حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، وفخامة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، منذ الزيارة التي قام بها سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني إلى فرنسا في 14 سبتمبر 2017، في أولى جولات سموه الخارجية منذ بدء الحصار المفروض على دولة قطر بتاريخ الخامس من يونيو من العام الماضي، حيث جاءت الجولة تثمينا من قطر لموقف باريس والدول التي دعمت قطر في وجه الحصار المفروض عليها.

وأخذت العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين في التنامي منذ مطلع التسعينات في مجالي الأمن والاقتصاد، وأدت رغبة قطر في تنويع اقتصادها وتقليص اعتمادها على عائدات الغاز إلى توسيع نطاق التعاون مع فرنسا في مختلف المجالات، وأسهم توقيع اتفاقات وعقود في مجالات الاقتصاد والتعليم والدفاع ومكافحة الإرهاب إبان زيارة الرئيس الفرنسي للدوحة في 7 ديسمبر 2017 في توطيد الشراكة القائمة بين قطر وفرنسا.

وفي يوليو الماضي قام حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، بزيارة إلى فرنسا قام خلالها بجولة في مبنى سرب الرافال القطري بقاعدة مون دو مارسان الجوية للاطلاع على طبيعة العمل فيها وعلى العمل الدفاعي المشترك بين البلدين، بالإضافة إلى التعرف على البرنامج التدريبي للقوات الجوية الأميرية القطرية في إطار مشروع سرب الرافال القطري في فرنسا.

فقطر هي الدولة الخامسة التي اشترت طائرات الرافال من فرنسا. وبالتالي تمثل تلك الزيارة رمزية قوية على متانة العلاقات وتوسعها في شتى المجالات.

علاقات متميزة

وتتسم العلاقات الاقتصادية بين قطر وفرنسا بالقوة والتميز على المستويين التجاري والمالي، وتعتبر فرنسا إحدى الوجهات المفضلة لدى المستثمرين القطريين في الخارج.

كما تعد الدوحة من أبرز الشركاء التجاريين لفرنسا في منطقة الخليج العربي، علاوة على أنها تعتبر وجهة للشركات الفرنسية في المنطقة حيث يوجد أكثر من 200 شركة فرنسية تستثمر في قطاعات مختلفة في السوق القطرية في المشاريع المرتبطة بالبنى التحتية الخاصة بمنشآت وملاعب دورة كأس العالم في كرة القدم في قطر عام 2022.

ويمثل التعاون في مجالي الأمن والدفاع بين فرنسا وقطر، ركيزة التعاون الثنائي.

وفي هذا المجال أعلن الرئيس الفرنسي خلال زيارته للدوحة في ديسمبر الماضي عن توقيع عدة صفقات بقيمة إجمالية تقدر بـ12 مليار يورو. وفي سبتمبر الماضي نفذت قوات البحرية الأميرية القطرية تمرينا بحريا مشتركا مع البحرية الفرنسية لمدة يومين في المياه الإقليمية القطرية، وكان الهدف من التمرين محاربة الإرهاب والقرصنة البحرية وحماية المنشآت النفطية والخطوط الملاحية.

تعاون في مكافحة الإرهاب

وكانت زيارة فخامة الرئيس الفرنسي للدوحة في ديسمبر الماضي قد توجت بتوقيع العديد من الاتفاقيات بين فرنسا وقطر في مجال مكافحة الإرهاب وتمويله، إذ وقع البلدان إعلان نوايا وخريطة طريق مشتركة وعقد الحوار الثنائي الأول بين البلدين حول هذا الموضوع في نهاية عام 2017.. وأسفرت الدورة الأولى للحوار الثنائي رفيع المستوى، عن اعتماد تفاهم مشترك على عدة مستويات يحدد إجراءات وبرامج عملية لتطوير التعاون بين البلدين في الميادين ذات الصلة.

وهناك أيضا التعاون بين دولة قطر وفرنسا في مجال التدريب والتطوير وتنمية القدرات في مجال الأمن الداخلي.

وعن العلاقات الثقافية والتعليمة سيشهد البلدان السنة الثقافية فرنسا- قطر 2020. وسيكون هناك فعاليات ومهرجانات ومعارض عن هذا الحدث الهام طوال العام.

فقطر وفرنسا تجمعهما علاقات ثقافية جيدة. كما أن قطر عضو مشارك في منظمة الفرانكوفونية، ولذلك هناك زيادة كبيرة في تعلم اللغة الفرنسية في قطر.

السابق
في إطار قانون “ماغنيتسكي”.. واشنطن تتوعد السعودية برد “قاس” على جريمة خاشقجي
التالي
التجارة: تسجيل 2910 شركات جديدة في أكتوبر