صناعة السياحة في قطر تكسر الأطر الكلاسيكية

الأجندة ممتلئة والمواعيد شديدة الانضباط..

بورصة برلين.. شباك تذاكر موصول مباشرة بالدوحة

استحقاقات عالمية وقطاع الضيافة يرفع مستوى الجهوزية

 

بزنس كلاس – حسن سلمان

بالتزامن مع متابعة ملف إكمال البنية التحتية اللازمة لإقامة صناعة سياحية متكاملة في دولة قطر، كثفت الهيئة العامة للسياحة جهودها العام الماضي 2017 ومع بداية هذا العام  لتحقيق نقلة نوعية جادة على مستوى السياحة في قطر مع تواصل جهود توسيع وتطوير قطاع الضيافة لمواكبة الاستحقاقات العالمية الكبيرة الموجودة على الروزنامة القطرية في السنوات القادمة لاسيما مونديال قطر 2022. فقد ذكرت آخر نشرات الإحصاء القطرية عن نتائج العمال في قطاع الضيافة في 2017 بأن عدد الغرف الفندقية قد ارتفع خلال 2017 بنحو 18% بعد أن ارتفع بمقدار 15% خلال العام الذي سبقه ليبلغ نحو 25 ألف غرفة فندقية مع توقعات بأن يكمل قطاع الضيافة نمواً بنسبة 100% بحلول نهاية العام الجاري 2018.

جاهزية القطاع العقاري

أوضح تقرير شركة الأصمخ للمشاريع العقارية أن الازدهار الحالي في مجال التطوير العقاري سيكون له مجموعة متنوعة من التأثيرات الإيجابية لا سيما تلك التي ستنعكس مباشرة على تطوير مفهوم السياحة في البلاد.

وفي سياق متصل، أوضح خبراء محليون ومسؤولون مطلعون أن سوق عقارات تجارة التجزئة في قطر سيشهد نمواً يقارب 100% بحلول العام 2018 مع اكتمال وافتتاح الأسواق التجارية الضخمة، مثل الدوحة فستيفال سيتي، الحزم مول، بن طوار مول، ومول قطر، بالإضافة إلى “لوفيندام مول” و”مارينا مول” في مدينة لوسيل، ومول كتارا، التي ستساهم بمضاعفة المساحات الإجمالية القابلة للتأجير، إلى جانب المراكز التجارية الضخمة مثل نورث جيت مول ومول الخليج والمنتشرة في مناطق مختلفة من قطر.

شباك تذاكر

ومع متابعة العمل على إكمال ملف إعداد وتجهيز كل ما يلزم لقيام صناعة السياحة على الوجه الأمثل في دولة قطر من منشآت إلى خبرات وعوامل تكميلية، تابعت الهيئة العامة للسياحة توسيع شبكة علاقات قطر السياحية مع دول العالم. فبعد افتتاح مكاتب تمثيل في بكين وشنغهاي أواخر العام الفائت للترويج من أجل السياحة في قطر، وقبل ذلك في روسيا وفرنسا والمملكة المتحدة، تشارك 20 مؤسسة سياحية قطرية في بورصة برلين للسفر والسياحة في مارس / آذار تحت مظلة الهيئة العامة للسياحة باعتبارها الجهة المنوط بها تنظيم وترتيب القطاع السياحي المحلي وتسويق مكوناته في كافة الملتقيات الترويجية الدولية.. وتعتبر بورصة برلين منصة عالمية تتيح لكافة المؤسسات العالمية اطلاع النخبة من صناع القرار العالمي بجودة منتجها والدور الذي تلعبه في تعزيز معطيات العمل السياحي العالمي..

تسويق عالي الكفاءة

وتعمل مؤسسات السياحة المحلية خلال هذا الحدث السنوي على تسويق قطر كوجهة سياحية عالمية بامتياز تستأثر بحصة كبيرة من السياحة العالمية، علاوة على تعريف الزوار والمعنيين بصناعة السياحة الدولية بالتسهيلات والامتيازات التي توفرها للمستثمرين والسياح.

كما يشكل المعرض فرصة مثالية للهيئة العامة للسياحة لتسليط الضوء على استراتيجيتها السياحية والإنجازات العديدة التي حققتها خلال السنوات الماضية وخاصة في مجال  السياحة الترفيهية والثقافية وسياحة الأعمال، والتي تحققت بفضل التعاون القائم بين الهيئة العامة للسياحة وشركائها الفاعلين في السوق المحلي.

وتعتبر بورصة برلين تشكل منصة نوعية للقطاع الخاص القطري من أجل الحصول على أفضل فرصة من أجل عقد اجتماعات وتوقيع عقود وإبرام صفقات مع أطراف دولية متعددة بغية اجتذاب أكبر عدد ممكن من السياح ومنظمي الفعاليات، في كافة المجالات السياحية ومن ضمنها سياحة المؤتمرات والمعارض والسياحة الترفيهية والثقافية والتراثية.

كما يتيح هذا الملتقى العالمي الذي يعقد سنوياً للهيئة العامة للسياحة  العمل على اطلاع زوار جناحها وأجنحة الشركات القطرية التي ترعاها في البورصة، على مكونات استراتيجيتها السياحية والدور الذي تلعبه في دعم مسيرة السياحة العالمية، حيث أن كافة المؤسسات المشاركة تحت مظلة هيئة السياحة من مكاتب سفر وقطاع فندقي ومنظمي الرحلات سيعملون على عرض المقومات والمنتجات السياحية المحلية والترويج لخدماتها والمبادرات التي تقدمها لقطاع السياحة العالمي.

منتجات سياحية استثنائية

وتحرص الشركات القطرية ومكاتب السياحة على تحقيق أفضل تواجد في هذه التظاهرة الدولية حيث تستغل المعرض لتعريف الزوار بإنجازاتها المتعددة في مجال السفر وبدورها في دعم مسيرة السياحة العالمية من خلال الترويج لمنتج سياحي متكامل يلبي متطلبات ورغبات السياح من شتى الأسواق العالمية. وهنا لا بد من الإشارة إلى الدور الحاسم الذي تلعبه العامة للسياحة في دعم جهود المؤسسات السياحية المحلية في تسويق مكونات خدماتها والتعريف بها عالمياً.

لقد قطع قطاع الضيافة والهيئة العامة للسياحة حتى الآن شوطاً كبيراً في رحلة الوصول إلى منتج سياحي بمعايير عالمية وهذا الجهد مستمر بوتيرة متصاعدة وصولاً إلى تحقيق الهدف الاني في مشاركة القطاع السياحي في دولة قطر بنسبة مقبولة في استراتيجية النمو الاقتصادي لدولة قطر على المدى القصير بغية الوصول إلى نسبة الإسهام المستهدفة في خطة رؤية قطر الوطنية 2030.

من أهم الإنجازات التي حققتها قطر منذ عام 2014 هي أنها أصبحت الدولة الأكثر انفتاحاً في المنطقة وذلك بفضل سلسلة من السياسات التي استهدفت تبسيط إجراءات التأشيرات بما في ذلك إعفاء مواطني 80 بلداً من تأشيرة الدخول في 2017، إلى جانب ظهور قطاع حيوي لسياحة الرحلات البحرية حيث ارتفعت نسبة السياح القادمين عبر البحر بنحو 1000% خلال نفس العام. ومن بين الإنجازات التي تحققت في قطاع السياحة منذ 2014 زيادة مساهمة القطاع السياحي في الاقتصاد القطري الكلي حيث تشير تقديرات عام 2017 لمساهمة إجمالية مباشرة وغير مباشرة في الناتج المحلي الإجمالي في قطر نسبتها 6.7%، وهي النسبة التي يتم العمل على زيادتها بكفاءة ونجاح حتى الآن من خلال جملة من الإنجازات والجهود المتواصلة.

 

السابق
استراتيجية الاكتفاء الذاتي قيمة مضافة للاقتصاد القطري
التالي
القطاع المصرفي القطري عنوان ثابت لقوة الاقتصاد