خط سياحي ساخن مفتوح بين البلدين ورسائل اقتصادية بلا طوابع
قطر وسويسرا هرمان سياحيان يصعدان لأعلى القمة
وفد صحفي شاهد على الوقائع الاستثنائية والإعلاميون سفراء معتمدون
طرازات فندقية ومواقع جغرافية تنافس مفهوم الخرافة
زيارات بين الحقيقة والخيال على إيقاع القرون الوسطى
ماتياس البرخت: قطر سوق استثنائية للسياحة السويسرية
سويسرا- ميادة أبو خالد
تمثل سويسرا واحدة من أهم الوجهات السياحية التى طالما استقطبت السياح القطريين على مدار العقود الماضية الى حد امتلاك العديد منهم للكثير من العقارات هناك حيث اعتاد الكثيرون منهم على قضاء الصيف بشكل خاص في ربوع سويسرا.
وعلى مدار السنوات الأخيرة عملت هيئة السياحة السويسرية على تعزيز حصتها من السياحة القطرية القادمة الى سويسرا في ظل النمو الذي شهدته خلال هذه السنوات وخاصة خلال العام الماضي، حيث أكد ماتياس البرخت المدير الإقليمي لهيئة السياحة السويسرية في منطقة الخليج -على هامش استضافة الهيئة وفدا إعلاميا قطريا وخليجيا لزيارة الأماكن السياحية المتميزة في سويسرا والتعرف على أهم المناطق الجاذبة للسياحة العالمية وخصوصا في مدينة زيورخ-
وأكد المدير الإقليمي على أن قطر تعتبر من الدول الهامة بالنسبة للسياحة السويسرية. وان دولة قطر تعد سوقاً سياحية متميزة تنمو بسرعة كبيرة، وهي سوق هامة تحرص هيئة السياحة على تعزيزها ودعمها بشكل أكبر، موضحا أن قطر تمثل سوق زوار متنامية في سويسرا، ولهذا فإن هناك ترحيباً بالغاً بالزائرين القطريين الذين يتزايد إقبالهم على زيارة سويسرا للاستمتاع، مشدداً على أن الأعوام القليلة الماضية شهدت زيادة منتظمة في عدد النزلاء القطريين بالفنادق السويسرية، حيث يقدر السائح القطري مستوى الخدمة المتميز الذي يقدم هناك.
نقطة عبور
عند وصولنا لمطار زيوريخ كان باستقبالنا السيد ماتياس ألبريخت المدير الاقليمي لهيئة السياحة السويسرية والسيد آندي نيف مدير التسويق في الخليج العربي لنظام السفر السويسري تم تسليمنا بطاقة السفر السويسرية “سويس ترافل باس” لاستخدامها في القطارات والحافلات والسفن.
بعد ذلك انطلقنا بالقطار الى مدينة ساميدان البلدة المميزة بمناخها البارد فهي ترتفع 1721 م فوق مستوى سطح البحر ، وتعتبر وجهة سياحية ذات شعبية كبيرة خاصة في فصل الصيف، وفيها أقدم ملعب للجولف في سويسرا مكون من 18 حفرة، إضافة الى الأبنية العديدة المشادة على الطراز القديم للبلدة، وأيضا الكنائس التي تميز بلدة ساميدان.
طراز فندقي فريد
وصلنا الى الفندق الذي يستضيف الوفد الإعلامي وهو فندق غراند كروننهوف الرائع ذو الـ 5 نجوم، وتم بناؤه في أواخر القرن الـ 19 على الطراز الباروكي الجديد، والذي يعود تاريخه إلى عام 1848، ويوفر إطلالات بانورامية على أنهار بيرنينا الجليدية وجبال انجاديني.
وتوفر جميع الغرف المؤثثة بأناقة والمجهزة بفخامة خدمة الإنترنت السلكي واللاسلكي، لأنه يعتبر عضوًا في الفنادق الديلوكس السويسرية. وتطل الغرف إما على الجبال والنهر الجليدي أو ساحة الفناء والقرية.
ويحتوي الفندق على مطعم جراند الذي يتميز بديكور على الطراز الباروككي الجديد الأنيق، ويقدم المطعم الأطباق العالمية والسويسرية التقليدية، ويوفر مطعم كروننهوف أجواءً أقل رسمية وقائمة مأكولات انتقائية. ويُمكن للضيوف أيضًا الاستمتاع بقوائم الطعام الخفيفة والمشروبات على تراس Le Pavillon الخشبي. حصل فندق Grand Hotel Kronenhof على جائزة فندق غولت ميلو في عام 2008. وتوفر المجموعة الكبيرة من المطاعم مجموعة متنوعة من الماكولات.
وايضا يضم الفندق سبا تزيد مساحته عن 2000 متر مربع مسبحا فاخرا ومسبحا للأطفال ومنطقة حمام صحي وساونا فنلندية وساونا حيوية وغرفة بخار حجرية وكهفا مُزود بالمياه المالحة وحوض عائم للاسترخاء وممشى Kneipp وغرفة للاسترخاء مُزودة بمِدفأة و13 غرف للعلاج، فضلا عن مركز للياقة البدنية مع معدات أكثر حداثة.
مدن استثنائية
شملت الجولة الإعلامية في مدينة ساميدان زيارة سان موريتز هي واحدةٌ من أكثر المنتجعات في قضاء العطلات في المنطقة. حتى أنَّ اسمها محميٌّ كعلامة تجارية رفيعة المستوى.
وتتمتع سان موريتز بموقعٍ جميلٍ فوق البحيرة ومناخٍ مُنعشٍ ومشمس بشكل مذهل، وهي تعد أيضاً بوفرة استثنائية ومتنوعة في المنشآت والأنشطة- بما في ذلك التسوق المترف ومعالم الجذب الثقافية وجدول حافل بالأحداث الباهرة ذات المستوى العالمي. وفي جميع أنحاء العالم يقترن اسمها بالترف والأناقة والتميز. ولأنّها توجد في موقعٍ جميل هو وادي إنغادين المثير للإلهام، تحتفي سان موريتز بجمال فصلي الصيف والشتاء بمناظرهما الفاتنة بإسلوبٍ رفيع المستوى- وذلك مع سحرها العالميّ الذي لا يُضاهى.
يُقدر الضيوف من جميع أرجاء العالم نمط الحياة الألبيّ العصريّ الذي يجدونه هنا- والذي يتجسّد بالفنادق الرفيعة المستوى والمطاعم الرائعة. إنّ غير أنَّ سان موريتز في الأصل تَدين بأهميتها لينابيعها المعدنية، والتي يتوافد الناس إليها منذ 3000 سنة وقد ساهمت كثيراً في تأسيس القرية في المراحل الأولى كمنتجعٍ صحيٍّ صيفيّ.
سياحة مزدوجة
تعتبر سان موريتز مسقط رأس السياحة الشتوية في جبال الألب، من خلال البطولات العالمية للتزلج الالبي فيها، حيث تم تنظيم خمس بطولات اخرها كان هذا العام. وأيضا الألعاب الأولمبية الشتوية لمرتين. وتعد سان موريتز في جميع أنحاء العالم الوجهة السياحية رقم واحد لقضاء العطلات الألبيّة. والأحداث المبهرة التي تُعقد هنا تتمتع بنفس السمعة الرائعة كذلك الأحداث التي تُقام على بحيرة سان موريتز المتجمدة وبجوارها هي من المناسبات الراسخة على جدول المجتمع الراقي العالمي- وهي عرضٌ مذهلٌ للفرد وللجميع. تقام العروض في سان موريتز من منتصف يناير وحتى منتصف فبراير، ويحضرها الجميع-جنباً إلى جنب مع خيول السباق الأصيلة من جميع أنحاء أوروبا. فرؤيتها وهي تهدر على طول مضمار السباق مع فرسانها في “وايت تورف”- إنّها سباقات الخيول على الثلج منذ عام 1907- هو واحدٌ من العديد من المشاهد البارزة في موسم متألق. تصل الصحافة العالمية ومشاهير متنوعون في النهاية من أجل رياضة البولو على الثلج في سان موريتز ويجتذب مهرجان الذوّاقة الشعبي عشاق الطعام من كلّ أصقاع الأرض. جدول الأحداث التي تقام في فصل الصيف في سان موريتز ساحرٌ أيضاً. ففي سباق سان موريتس للزوارق يتنافس اثنا عشر من فِرق الإبحار، بما في ذلك المتسابقون النخبة في العالم، في مسابقات ومنافسات مثيرة على بحيرة سان موريتز، وفي مباراة السيارات الكلاسيكية البريطانية، يجتمع أكثر من 400 من عشاق السيارات العتيقة الطراز في سان موريتز مع سياراتهم الرياضية القديمة وسياراتهم الفاخرة. مهرجان “خبراء الفن” في سان موريتز هو ليس مكان لإقامة المعارض والعروض فحسب، ولكنه مُلتقى الأعمال الفنية العالمية والوطنية كذلك. عاماً بعد عام في مهرجان موسيقى الجاز تجتذب الأجواء الفريدة من نوعها في نادي “دراكيولا” الشهير نجوم الجاز المشهورين عالمياً للحضور إلى سان موريتز
وأيضا شملت الرحلة عشاء فاخر في فندق “كولم سانت موريتز” الذي يتميز بالفن الرفيع لمأكولاته الذواقة الفاخرة، والتي تتنوع من المأكولات التخصصية المحلية المُعدة بعناية إلى المأكولات العالمية الراقية.
بين الحقيقة والخيال
وأيضا رحلة التلفريك التي تتيح للسائحين بالاستمتاع بالمناظر الخلابة على كافة الجهات من على المنحدرات وصدوع الأنهار الجليدية وقمم الجبال للوصول الى قمة “ديافوليزا” المفضلة من قبل الجماهير الرياضية التي تسعى لجعل تجربة التزلج لا تنسى من خلال توفير مساحة 160 كم من أماكن رائعة للتزلج ، اضافة لوجود العديد من المطاعم والاطلالات الرائعة والواسعة على الجبال.
بعدها غادرنا مدينة “ساميدان” واتجهنا بالقطار الى مدينة زيوريخ فهي مدينة ساحرة حاضرة المعالم بمشهد مهيب لقمم الجبال وقد كستها الثلوج في الافق علاوة على أن ثمة مزيجاً نادراً من المعالم في مركز مدينة زيوريخ بطابعه السويسري حيث ما يزيد عن 50 متحفاً وأكثر من 100 صالة فنون وعلامات الموضات العالمية وتصاميم زيوريخ والسهرات الأزهى والأمتع في كل سويسرا.فالنشاطات الترفيهية تتباين من زيارة إلى ضفاف النهر أو إلى أماكن السباحة على ضفاف البحيرة في قلب المدينة إلى النزهات مشياً على الأقدام على جبل أوتلي برغ.
نزلنا في فندق رينيساينس وضعنا أمتعتنا وبدأنا جولتنا بزيارة المدينة القديمة في زيوريخ والتي تعد من أجمل مدن العالم على الإطلاق، لذا تحظى باهتمام أكبر عدد من السائحين لما تتمتع به من موقع جغرافي غاية في الروعة مقارنة بالمدن الأخرى وهي بوتقة انصهار ثقافية، اجتماعية وتاريخية.
على إيقاع القرون الوسطى
تصطف البيوت التاريخية بلوحاتها الجصية الفاتنة في البلدة التي تعود إلى القرون الوسطى، من خلال الممرات الضيقة والملتوية، وتحتوي البلدة ايضا على قاعات النقابة والبلدية التي تعود لعصر النهضة. فالنسيج المعماري للمدينة القديمة تشهد على اهمية المكان وتعود بالزائر للماضي ليرى الاوجه المتعددة لزيوريخ. الى ان وصلنا الى شارع “بان أوف شتراس” فهو شارع حيوي وهام ويعد من أهم شواراع زيوريخ و يمتد على مدى ميل واحد من محطة القطارات الرئيسية إلى شاطئ بحيرة زيورخ. يغص الشارع بالمتاجر الكبيرة وأهم دور الازياء ومتاجر المجوهرات اضافة الى المطاعم والمقاهي.
أما في المساء فكنا على موعد على العشاء بأشهر وأهم مطعم نباتي “هيلتل” في زيورخ، وهو أقدم المطاعم النباتية في أوروبا إذ افتتح منذ أكثر من قرن اي منذ عام 1898عندما كان المطبخ النباتي مثارا للسخرية، وهو اليوم رمز من رموز الطّهي في المدينة السويسرية التي تقع على ضفاف نهر ليمات.
يرتاده حوالي 1500 شخص يوميا، ويضمّ بالإضافة إلى المطعم، مقهى ومرقَصا، وينظِّـم دورات في تعليم الطبخ، وأصبح رمزا من رموز مدينة زيورخ، لا يكاد يخلو منه دليل سياحي، ويجتذب المشاهير كأمثال “بول ماك كارتني” و”مارك فوستر”.
موسيقى الشلالات
أن تقف من علٍ فوق أعظم شلال في أوروبا فتستشعر هدير وذبذبة الماء في جسمك كله – تلك هي الأحاسيس عند شلالات الراين بالقرب من شافهاوزن.
شلالات الراين العظيمة، واحدة من مناطق الجذب الرئيسية في سويسرا, يبلغ عرضها 150 متر وإرتفاعها 25 متر, ويضخ 250 ألف مكعب مياة فى الثانية, ويستطيع السائح أن يصل بالسفن إلى القلاع وإلى حوض شلالات الراين بل وإلى الصخرة الكبرى في وسط الشلال.
فقد تسببت التحولات التكتونية في العصر الجليدي باحتجاز نهر الراين ضمن مجرىً جديد قبل 10000 سنة فيما مضى من الزمن، وقد تشكلت شلالات الراين ضمن مرحلة انتقالية هي التي تحولت المادة الطباشيرية القاسية فيها إلى حصىً ناعم حيث تندفع عدة مئات مكعبة من المياه ضمن الأعماق على عمق 150 متراً بواقع 23 متراً في الثانية.
وهناك في الوسط من كل شيء صخرة عظيمة فهي تنتصب بعد إذ قاومت عوامل الطبيعة لألف سنة ويمكن الوصول إليها في جولة شاملة على شلالات الراين بما يتيح للمرء أن يراقب المشهد الطبيعي عن قرب إذ يقف الزائرون عملياً في أوسط الشلال على صفائح حيث تبدو ناتئة وتحوم في جزء منها فوق الراين، كما أن ثمة قلاع ورث ولاوفن التي يمكن الوصول إليها بالمراكب النهرية وإذا كان ثمة من يتجرأ من الزائرين فإنهم يمكن أن يستأجروا زوارق الكانو.
وكانت ثمة ميزة فيما أضيف إلى مجمع شلوس لاوفن منذ العام 2010 إذ تم افتتاح ملعب للأطفال وهيستوراما، الذي هو عبارة عن معرض تفاعلي فيما يخص شلالات الراين وذلك بالإضافة إلى المركز الجديد المخصص للزائرين مثلما أن ثمة مسار مغامرات جديد بنظام مصاعد مزدوج ومعه مسار بيلفيدير لمشاهدة الإطلالات الرائعة إذ يمكن للمرء أن يطل بسهولة على شلالات الراين الرائعة.
قد هيأت هيئة السياحة السويسرية ونظام السفر السويسري في دعوتهم للوفد الإعلامي حدثاً مفعماً بالذكريات التي لا تنسى، الأماكن، التاريخ، الحضارة. والتنقل بين عصرين في وقت واحد ومكان واحد، فكانت الرحلة قمة في المتعة والإثارة والتشويق.