سفيرة كندا: قد نلغي صفقات أسلحة مع الرياض

الدوحة – وكالات – بزنس كلاس:

أكدت سعادة ستيفاني ماكولوم سفيرة كندا لدى الدوحة، أن حصار قطر لم يؤثر سلباً على العلاقات القطرية الكندية، مشيرة إلى أن بلادها تشجع جميع أطراف الأزمة الخليجية على العمل لحل الخلافات بالحوار، باعتبار أن استقرار دول مجلس التعاون الخليجي والشرق الاوسط على درجة كبيرة من الأهمية بالنسبة لكندا ولدول العالم.

 

وأوضحت السفيرة ماكولوم في الجزء الثاني من حوارها مع الشرق أن قطر سوف تنظم كأس عالم رائعة، منوهة بأن بلادها ترحب بتبادل الخبرات مع الدوحة في هذا المجال المهم، حيث ستستضيف كندا إلى جانب الولايات المتحدة والمكسيك بطولة كأس العالم 2026. وقالت إن مساهمات قطر في التنمية والمساعدة الإنسانية جديرة بالثناء، مشددة على أن قطر تعمل جنباً إلى جنب مع كندا في مكافحة الإرهاب على كافة المستويات.

 

وبينت السفيرة الكندية أن حكومة بلادها تراجع حاليا مبيعاتها من الأسلحة إلى المملكة العربية السعودية، وذلك على خلفية اغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي، منوهة بان كندا ستظل تدافع عن حماية حقوق الإنسان خاصة حقوق المرأة وحرية التعبير في جميع أنحاء العالم.. وإلى مزيد من التفاصيل:

 

– سعادة السفيرة كما تعلمين هناك حصار مفروض على قطر منذ أكثر من عام ونصف العام..هل كان لهذا الحصار أي تأثير على العلاقات القطرية الكندية؟

 

على الصعيد الثنائي، تستمر كندا وقطر في التشارك بعلاقات جيدة للغاية وكل النقاط التي ذكرتها سابقاً تؤكد ذلك. إن الحصار لم يؤثر سلباً على علاقاتنا. وأود التأكيد على شىء، هو أن استقرار دول مجلس التعاون الخليجي والشرق الأوسط الأوسع مهم بالنسبة لكندا ونأمل أن تتم معالجة القضايا بين الأطراف بطريقة بناءة. ولذلك ﻧﺣن ﻧﺷﺟﻊ ﺑﻘوة ﺟﻣﯾﻊ اﻷطراف ﻋﻟﯽ اﻟﻌﻣل ﻣﻌﺎ ﻟﺣل اﻟﺧﻼﻓﺎت.

 

– الثقافة والرياضة مجالان مهمان

 

 للتعاون بين الدول.. فهل يمكنك أن تعطينا المزيد من التفاصيل عن العلاقات بين قطر وكندا في تلك المجالات؟

 

من حيث الثقافة، ذكرت بالفعل أن التفاعلات على المستوى الفردي بين الكنديين والقطريين، سواء هنا أو في كندا تعزز التبادل الثقافي. وفي الرياضة حصلت كندا على بعض الميداليات في المسابقة العالمية للجمباز التي أقيمت مؤخراً في الدوحة، وكان فريق الملاكمة الكندي النسائي يتدرب فقط في أسباير قبل الذهاب للمنافسة في الهند. والحقيقة أن السفارة تبحث دائما عن فرص للترويج للثقافة الكندية في قطر سواء في شكل موسيقى أو أفلام أو كتب.

 

 

– كيف تقيمين بطولة كأس العالم المقبلة 2022 في قطر؟

 

كما تعلمون على الأرجح، فإن كندا تشارك في نهائيات كأس العالم في 2026 مع الولايات المتحدة والمكسيك. ونتطلع إلى ألعاب 2022 ونتمنى لقطر كل التوفيق في تقديم بطولة رائعة. لقد اكتسبت كندا خبرة كبيرة في إدارة وتنظيم الأحداث الرياضية الكبرى، بما في ذلك الألعاب الأولمبية. ونحن نرحب دائمًا بتبادل أفضل الممارسات والخبرات. وفي الواقع، كان يوجد وفد من اللجنة العليا في كندا الأسبوع الماضي. وتسعى الشركات الكندية بنشاط للحصول على العديد من الفرص للمساهمة في نجاح كأس العالم2022. حيث نعتقد أن هناك إمكانات كبيرة ونطاقا كبيرا للشركات الكندية لتقديم حلول مبتكرة وعالية التقنية.

 

 

 

– هل هناك أي زيارات رسمية بين البلدين قريبا؟

 

زيارات مستوى العمل تحدث كل شهر. لقد أجرينا عدة زيارات رسمية في السنوات القليلة الماضية. وفي الآونة الأخيرة، زار سعادة أحمد حسين، وزير الهجرة واللجوء والمواطنة الكندي لحكومة كندا، الدوحة في مايو الماضي للاجتماع مع المعنيين الرئيسيين في قطر. وفيما يتعلق بالزيارات المستقبلية، يناقش المسؤولون الكنديون والقطريون دومًا ذلك. وسنعمل مع نظرائنا للاستفادة من هذه الفرص عند ظهورها.

 

– كيف ترون دور قطر في مكافحة الإرهاب على كافة الأصعدة؟

 

تعمل كندا وقطر جنباً إلى جنب في مكافحة الإرهاب. وعلى سبيل المثال، الدولتان عضوتان في التحالف الدولي ضد داعش. كما نعمل جنبًا إلى جنب مع كل من المانحين وأعضاء مجلس الإدارة في صندوق مشاركة المجتمع العالمي والمرونة (GCERF) – وهو أول جهد عالمي لدعم المبادرات المحلية على مستوى المجتمع بهدف تعزيز المرونة في مواجهة الأجندات المتطرفة العنيفة.

 

– الدوحة لها دور فاعل في الوساطة وحل النزاعات الإقليمية والدولية، وكذلك مساعدة الدول على إحداث تنمية.. ما رؤيتك لهذا الدور؟

 

إن مساهمات قطر في التنمية والمساعدة الإنسانية في المنطقة وعلى الصعيد الدولي جديرة بالثناء. وعلى وجه الخصوص، الالتزام بتعليم أطفال المدارس. وفي سبتمبر شارك حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ورئيس الوزراء الكندي جاستين ترودو، في نقاش حول مائدة مستديرة حول تعليم الفتيات (في الجمعية العامة للأمم المتحدة) حيث تعهدت قطر بتوفير تعليم جيد لمليون فتاة أخرى بحلول عام 2021. كما أن دولتينا لديهما أولويات مشتركة عندما يتعلق الأمر بالتمويل الإنساني والتنموي. على سبيل المثال، فإن كندا وقطر عضوان في مجموعة المانحين الكبار في سوريا – وهي منبر للمانحين الرئيسيين، بدعم من الأمم المتحدة، لمناقشة القضايا المتعلقة بضمان صرف التعهدات وتعزيز الحوار الإنساني مع المانحين.

 

– برأيك، ما الأسباب الحقيقية للنزاع الكندي السعودي الذي حدث في أغسطس الماضي وما زال مستمرا حتى الآن؟

 

كندا ستدافع دائما عن حماية حقوق الإنسان، بما في ذلك حقوق المرأة وحرية التعبير، في جميع أنحاء العالم. وهذه هي القيم التي نشاركها مع العديد من الحلفاء والشركاء على المسرح العالمي. وستواصل كندا الدعوة لحماية حقوق الإنسان ودعم الشجعان الذين يدافعون عن هذه الحقوق الأساسية في جميع أنحاء العالم.

 

 

 

 

 

– قبل عدة أيام قال رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو إنه سيتخذ خطوات ضد السعودية بعد مقتل الصحفي جمال خاشقجي. ما تلك الخطوات المتوقعة؟

 

كندا واضحة جداً وأكدت أن المسؤولين عن هذه الجريمة الفظيعة يجب أن يتحملوا المسؤولية الكاملة عن ذلك. وتقوم الحكومة بمراجعة مبيعاتنا للأسلحة إلى المملكة العربية السعودية في ضوء هذا القتل. وﻟم ﯾﺗم اﻹﻋﻼن ﻋن ﺧطوات ﺟدﯾدة أﺧرى ﻓﻲ ھذا اﻟﺳﯾﺎق.

 

– أعلنت أوتاوا أنها قد تقوم بإلغاء صفقة أسلحة ضخمة مع الرياض، هل هذا نوع من الضغط أم أنه تهديد حقيقي قابل للتنفيذ؟

 

كما أخبرتك، تقوم الحكومة بمراجعة مبيعات الأسلحة إلى المملكة العربية السعودية بعد جريمة اغتيال الصحفي خاشقجي.

 

 

– هناك نزاع تجاري بين الولايات المتحدة وكندا خلال الفترات الماضية.. هل يمكن أن يؤثر على التجارة مع منطقة الشرق الاوسط والخليج؟

 

لا على الإطلاق. حيث لدينا العديد من الاتفاقيات التجارية فبالإضافة إلى USMCA هناك CETA، و CPTPP وغيرها. ونحن نقوم بتنويع التجارة والاستثمار مع العديد من البلدان الأخرى ولذا لم أكن أرى أنه يؤثر على رغبتنا في تنمية علاقات التجارة والاستثمار مع دول مجلس التعاون الخليجي والمنطقة.

السابق
منظمات فرنسية تبحث مجالات الشراكة الاقتصادية مع قطر
التالي
الدوحة – أنقرة: خط تحالف استراتيجي يرسخ نموذجاً فريداً