الدوحة – أنقرة: خط تحالف استراتيجي يرسخ نموذجاً فريداً

الدوحة ـ قنا

صاحب السمو والرئيس أردوغان يترأسان اجتماعات اللجنة الإستراتيجية

 

10 اتفاقيات تعاون جديدة في الاجتماع الرابع للجنة الإستراتيجية العليا

 

العلاقات القطرية التركية نموذج متكامل للتعاون والتنسيق بين الشركاء

 

التعاون الاقتصادي بين البلدين شهد نموا متسارعا منذ بدء حصار قطر

 

قطر دعمت تركيا بقوة في أزمة الليرة والمحاولة الانقلابية الفاشلة

 

الدوحة وأنقرة تتبادلان الدعم والتنسيق خلال المراحل الصعبة

 

الاستثمارات القطرية في تركيا وصلت لأكثر من 23 مليار دولار

 

في إطار الشراكة المتميزة والعلاقات الوطيدة بين الدوحة وأنقرة، تكتسب اجتماعات الدورة الرابعة للجنة الاستراتيجية العليا القطرية التركية، برئاسة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى وأخيه فخامة الرئيس رجب طيب أردوغان رئيس الجمهورية التركية الشقيقة، التي تعقد غدا ، بمدينة إسطنبول أهمية خاصة لأن هناك العديد من الأهداف التي يطمح الطرفان إلى تحقيقها وإنجازها في شتى القطاعات.

 

ومن المقرر أن يبحث سمو الأمير المفدى مع فخامة الرئيس التركي، سبل تعزيز وتطوير هذه الشراكة في شتى المجالات، بالإضافة إلى عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

 

كما سيشهد سموه وفخامة الرئيس التركي، التوقيع على عدد من اتفاقيات التعاون ومذكرات التفاهم بين البلدين في مختلف المجالات.

 

ويعود تأسيس هذه اللجنة إلى ديسمبر من العام 2014، حيث وقع كل من سمو أمير البلاد المفدى وفخامة الرئيس التركي على اتفاقية إنشائها، وبموجب تلك الاتفاقية انخرط عدد كبير من الوزارات بالإضافة إلى عدة مؤسسات حكومية وخاصة من الجانبين في التحضير لاتفاقيات تعاون ثنائية.

 

وقد وضعت القمة الأولى للجنة والتي استضافتها الدوحة في ديسمبر 2015 العلاقات الثنائية بين الدولتين على مسار مؤسساتي يضمن لها تحصين المنجزات السابقة، ويوسع آفاقها لتتجاوز التميز على المستوى السياسي إلى تحقيق تميز مماثل في المجالات الأخرى لاسيما الاقتصادية والتجارية والاستثمارية والثقافية والأمنية أيضا.

 

وقد شهدت تلك القمة توقيع 16 اتفاقية في مجالات مختلفة تشمل قطاعات الأمن والمصارف والمال والتعليم والصحافة والمعلومات والبيئة والأرشفة والنقل والطاقة. وعقدت اللجنة الإستراتيجية العليا حتى الآن ثلاثة اجتماعات، الأول والثالث في الدوحة عامي 2015 و2017، بينما كان الاجتماع الثاني في ولاية طرابزون شمالي تركيا، في ديسمبر من عام 2016، وجرى خلال هذه الاجتماعات توقيع 40 اتفاقية في مجالات مختلفة.

 

اتفاقيات أخرى

 

وتمهيدا للدورة الرابعة للجنة الاستراتيجية عقدت لقاءات تمهيدية وتحضيرية بين كبار المسؤولين في البلدين، وفي تصريحات صحيفة قال سعادة السيد فكرت أوزر سفير تركيا لدى الدولة، إن الاجتماع الرابع للجنة الاستراتيجية، سيشهد توقيع 10 اتفاقيات تعاون جديدة على الأقل، ما يرفع إجمالي الاتفاقيات الموقعة إلى 50 اتفاقية مشتركة بين البلدين.

 

وأوضح سعادته أن الاتفاقيات الجديدة تشمل اتفاقية الشراكة التجارية والاقتصادية، واتفاقية في مجال الصناعة الدفاعية، واتفاقية للتدريب العسكري، واتفاقية في مجال الصحة، واتفاقية للتعاون الثقافي، واتفاقية لزيادة رحلات الخطوط القطرية نحو مطار إسطنبول الجديد، واتفاقية للشحن ونقل البضائع.

 

وتعتبر العلاقات التركية القطرية نموذجا متكاملا للتعاون والتنسيق بين الشركاء في شتى المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والعسكرية، حيث شهدت العلاقات الاقتصادية بين البلدين نموا متسارعا منذ بدء الأزمة الخليجية تمثل في زيادة حجم التبادل التجاري وعدد المشاريع وتنوعها، ما يوحي بمستقبل مزدهر لهذه العلاقات في الفترة القادمة، خاصة بعد الحديث عن إنشاء منطقة تجارية حرة بين البلدين ووصول عدد الشركات ذات رأس المال المشترك بينهما إلى نحو مائة شركة.

 

ولابد من الإشارة أيضا للموقف القطري القوي والداعم لتركيا إبان محاولة الانقلاب الفاشلة التي وقعت في تركيا صيف عام 2016م، ثم وقوفها معها بقوة إبان ما سمي بالانقلاب الاقتصادي هناك، وذلك تأكيدا على قوة ومتانة العلاقات بين البلدين، وتلاحم شعبيهما الشقيقين ووقوفهما معا في وجه التحديات والمخاطر والأزمات التي تواجههما، وفي هذا السياق قام حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى بزيارة تركيا في الخامس عشر من أغسطس الماضي في ذروة الأزمة التي تعرضت لها الليرة التركية آنذاك، ووجه سموه حفظه الله في حينه، بتقديم دولة قطر حزمة من المشاريع الاقتصادية والاستثمارات والودائع بما يقارب خمسة وخمسين مليار ريال قطري (15 مليار دولار أمريكي) دعما للاقتصاد التركي.

 

وقد أثبت البلدان خلال العديد من المناسبات وبمختلف الوسائل أنهما شريكان يتبادلان الدعم المادي والمعنوي والتنسيق الوثيق خلال المراحل الصعبة، استنادا إلى علاقاتهما التاريخية المتميزة، التي أضحت مثالا يحتذى به في إطار العلاقات بين الدول، فضلا عن أنها تستمد قوتها من الروابط الأخوية الوطيدة بين الجانبين، والتقارب بين الشعبين الشقيقين.

 

تعاون واسع

 

وتشهد العلاقات القطرية التركية، تطورا مستمرا وازدهارا ملحوظا على كافة مستويات التعاون، وتتميز بتبادل الزيارات رفيعة المستوى بين قادة البلدين والوزراء من جهة، ورجال الأعمال والقطاع الخاص من جهة أخرى، فضلا عن التنسيق الدائم والمستمر في المحافل الإقليمية والدولية حول جميع القضايا ذات الاهتمام المشترك.

 

وترتبط قطر وتركيا بعلاقات اقتصادية قوية ترتكز على التبادل التجاري. وقد شهدت هذه العلاقات في السنوات الأخيرة ازدهارا كبيرا شمل مختلف المجالات والنشاطات الاقتصادية، كما توجت هذه العلاقات بالعديد من الاتفاقيات في مختلف المجالات، وقد أسهمت الشركات التركية بشكل ملحوظ في النهضة التي تشهدها قطر حاليا، خاصة على صعيد الإنشاءات والبنية التحتية.

 

وتقوم الجهات الرسمية القطرية والتركية بجهود جبارة للحفاظ على قوة الزخم في العلاقات الاستراتيجية بين البلدين، وقد تكثفت الزيارات الثنائية المتبادلة الرفيعة المستوى بينهما منذ العام 2013، وحتى وقتنا الحاضر، وتعد دولة قطر من أهم المستثمرين في تركيا، حيث وصلت استثماراتها هناك إلى 23 مليار دولار، أما حجم التجارة بين البلدين فمن المتوقع أن يرتفع خلال العام الحالي إلى أكثر من ملياري دولار، وهو ما يعكس حرص وتصميم البلدين على زيادة حجم التجارة والتعاون بينهما، بشكل يلبي مصالحهما المشتركة وأهدافهما الواحدة.

 

وتركز الاستثمارات القطرية على مجالات مختلفة في مقدمتها القطاع المصرفي التركي، وقطاع الطاقة، والتصنيع، والسياحة، والعقارات، والزراعة، إضافة إلى قطاع التصنيع العسكري الذي يعتبر واجهة من أهم واجهات الاقتصاد التركي الحديث.

 

والعلاقات القطرية التركية، تاريخية قديمة قائمة على الأخوة والتفاهم والاحترام المتبادل، كما تستند إلى إرث كبير من التاريخ والحضارة المشتركة للشعبين الشقيقين، وقد دشنت سفارة دولة قطر في أنقرة في فبراير الماضي إصدار “الطابع البريدي الخاص القطري-التركي المشترك” وذلك بمناسبة مرور 45 عاما على إطلاق العلاقات الدبلوماسية بين الطرفين عام 1973 م.

السابق
سفيرة كندا: قد نلغي صفقات أسلحة مع الرياض
التالي
أبوظبي ترضخ.. إصدار عفو عن المتهم البريطاني