حمد الطبية تكسر حصار الدواء

الدوحة – وكالات:

كشفت مؤسسة حمد الطبية لـ «العرب» أن ميناء حمد الدولي بات يشكّل فرصة كبيرة لشركات الأدوية العالمية لإنشاء مستودعات دواء، توفر احتياجات السوق القطري، متجاوزة أية مشكلات قد تحدث في عمليات النقل أو أي ظروف أخرى. مؤكدةً أن جميع الأدوية استطاعت كسر الحصار، وتوفير كل احتياجات السوق القطري من الدواء، وأن جميع الأدوية -سواء لمرضى الأمراض المزمنة أو غيرها من الحالات- باتت متوفرة وبالكميات التي يحتاجها كل مريض.
وأكدت المؤسسة أنها استطاعت تفادي حدوث أية فجوة في السوق المحلي، مرتكزة على جهود جبارة، وتواصلها مع الكثير من الشركات العالمية، من بينها شركات الدواء التركية التي شكلت دفعة قوية في مسيرة الإمداد الدوائي بالدولة. منوهةً إلى أن التصنيع المحلي بدأ في أخذ خطوات متميزة؛ حيث يوفر كمية كبيرة من المحاليل الوريدية وأدوية الحقن الوريدي التي باتت تصنع محلياً.
وقالت الدكتورة موزة الهيل، المدير التنفيذي لإدارة الصيدلة ورئيس مركز الجودة والسلامة الدوائية في مؤسسة حمد الطبية، لـ «العرب»: «لقد بذلت مؤسسة حمد مجهودات جبارة للحفاظ على سير عمليات الإمداد الدوائي والمستحضرات الصيدلانية الأخرى بصورة طبيعية، رغم التحديات التي فرضتها ظروف الحصار».
وأضافت: «إن الاحترافية العالية والخبرات الممتازة الطويلة التي تتمتع بها إدارة الإمداد الدوائي وإدارة الصيدلة بمؤسسة حمد الطبية، هي التي أحدثت الفارق الكبير في التعاطي مع الأزمة المحتملة، فتم إيجاد مورّدين جدد للأدوية والمستحضرات الصيدلانية، مع المحافظة على معايير الجودة العالية التي تلتزم بها مؤسسة حمد الطبية في كل الأدوية والمستلزمات الطبية التي توفرها للمرضى من مواطنين ومقيمين».
وتابعت الهيل: «إن ظروف الحصار التي فرضت علينا لم تنل ولن تنال من إمكاناتنا ولا من مقدرتنا الفنية والعملية على توفير كل الأدوية والمستحضرات الصيدلانية الأخرى، وأود أن أؤكد أن جميع أنواع الأدوية -سواء أكانت أدوية الأمراض المزمنة أو أدوية الحالات العاجلة- متوفرة بالكميات الكافية لتغطية حاجة المرضى والمراجعين في جميع المستشفيات والمؤسسات العلاجية بالدولة».
وأكدت المدير التنفيذي لإدارة الصيدلة رئيس مركز الجودة والسلامة الدوائية في مؤسسة حمد الطبية، أنه منذ بدء هذه الأزمة استجابت إدارة الصيدلة وإدارة الإمداد الدوائي لمسؤولياتها المنوطة بها بصورة عاجلة، ووضعت الخطط اللازمة لمعالجة الآثار الناجمة من الحصار الجائر، فأعدت العدة وقامت بالاتصال بالعديد من الشركات العالمية لتفادي حدوث أي نقص في الإمداد الدوائي، وقد كان النجاح في ذلك منقطع النظير. مضيفة: «وأستطيع أن أؤكد وبكل ثقة بأن لا فجوة كمية ولا نوعية قد حدثت في الأدوية والمستلزمات الطبية التي يحتاجها المرضى والمراجعين من مواطنين ومقيمين، وأن عمليات صرف الدواء بجميع الصيدليات تسير بصورة طبيعية».
وأوضحت أن دخول مصانع الأدوية التركية إلى السوق القطري قد شكّل دفعة مادية ومعنوية قوية جداً، سواء من حيث الوفرة أو التنوع في المخزون الدوائي، إضافةً إلى إدخال أصناف من الأدوية التركية ذات الجودة العالية، وكذلك منتجات الأسواق الأوروبية والغربية من الأدوية والمستلزمات الطبية والتي كانت دائماً حاضرة في قطر.
كما أكدت أن صناعة الدواء في قطر تخطو خطواتها الأولى في ثقة وثبات، مستندة على التشجيع والدعم الكبير الذي تجده من الدولة، وعلى التطور الهائل الذي حدث في تكنولوجيا تصنيع الدواء، الأمر الذي نتج عنه أن العديد من المحاليل الوريدية وبعض أدوية الحقن الوريدي باتت تصنع محلياً.
وكشفت الهيل عن أن الإمكانيات الجديدة في ميناء حمد سوف تشكّل فرصة للعديد من الشركات العالمية المصنعة للأدوية، لإنشاء مستودعات حديثة للأدوية بالدولة تستوعب كميات كبيرة من الأدوية والمستحضرات الصيدلانية الأخرى، الأمر الذي يقلل من إمكانية حدوث أي نقص في الإمداد الدوائي نتيجة لظروف وطوارئ النقل العالمي أو الإقليمي.
تجدر الإشارة إلى أن دول الحصار حرصت، ومنذ اللحظة الأولى للحصار في الخامس من يونيو الماضي، على التأثير على القطاع الصحي القطري، وبدأت خطواتها بطرد الحالات الحرجة التي كانت تعالج في مستشفياتها، في حين أن قطر تحلت بأعلى درجات الإنسانية في التعامل مع الحالات المماثلة التي تعالج في مستشفيات الدولة، فلم يتم طرد أية حالة من قطر، على العكس تماماً تقدم جميع الخدمات لأبناء هذه الدول شأنهم شأن أبناء قطر.

أحدث التقنيات

شهدت إدارة التجهيزات واللوازم بمؤسسة حمد الطبية تطورات كثيرة ومتتالية على طريقة عملها، من خلال اتباع أحدث تقنيات وممارسات التخزين الجيدة المعروفة اختصاراً بـ (GSP)، وهي تقنيات تخزين متعارف عليها عالمياً تتضمن متطلبات وخطوات التخزين الجيد، والتي تعد ضماناً للحفاظ على سلامة وجودة الأدوية والمستلزمات الطبية وتحفظ مكوناتها وهيئتها التي تبقيها فعالة وآمنة وتؤدي الغرض الذي يُرجى من وراء وصفها.

التجهيزات واللوازم

قالت د. موزة الهيل إدارة التجهيزات واللوازم مجهزة بأحدث الأجهزة ووسائل التخزين الحديثة اللازمة والمطلوبة لعمليات التخزين الجيد. أضف إلى ذلك أن عمليات نقل الأدوية من منافذ الاستيراد إلى مخازن الإدارة ثم توزيعها على الصيدليات في المستشفيات والمراكز الصحية والعيادات الحكومية هي عملية في حقيقة الأمر تتم طبقاً لأفضل المعايير المتعارف عليها عالمياً، وهي تتضمن نقل الأدوية في مستوعبات مخصصة لتوفير الظروف اللازمة والمنصوص عليها من قِبل المصنع، وتتم عمليات النقل في درجة الحرارة والرطوبة الملائمة بمعزل عن أشعة الشمس المباشرة، وكما هو معلوم الهدف من كل هذه الإجراءات المذكورة هو الحفاظ على فعالية الدواء وسلامته.

السابق
مؤسسة قطر: الحصار لم يثنينا عن إقامة شراكات مهمة مع دول العالم
التالي
حملة دولة لمقاطعة أبوظبي: قوانين تكرس التمييز