مؤسسة قطر: الحصار لم يثنينا عن إقامة شراكات مهمة مع دول العالم

«مؤسسة قطر لم تكتف باستقطاب أفضل الجامعات، بل أفضل البرامج التعليمية في العالم»، هكذا افتتح السيد هابس حويل -رئيس العلاقات الخارجية بمؤسسة قطر- حديثه مع «العرب»، لافتاً إلى أن العمل على تنفيذ توجيهات حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، بتنويع الاختصاصات التعليمية لتحقيق الاكتفاء الذاتي القطري من الموارد البشرية، كان أهم أولويات المؤسسة.
وكشف هابس في حواره مع «العرب» عن طبيعة التغيرات التي طرأت على الوفود الزائرة لمؤسسة قطر منذ اندلاع الأزمة الخليجية، وكذلك أهم البرامج التعليمية التي توفرها المؤسسة لطلابها، والتي تتميز بالاختلاف عن مثيلتها في مختلف جامعات العالم. كما تحدّث عن العديد من الأمور المهمة التي تشغل بال المهتمين بالمؤسسة في مختلف المجالات. فإلى نص الحوار:

ما الذي حققته مؤسسة قطر من توجيهات سمو الأمير منذ اندلاع أزمة الخليج؟
– وجّه حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، إلى تنويع الاختصاصات التعليمية لتحقيق الاكتفاء الذاتي المحلي من المواد البشرية، وهو ما نجحت مؤسسة قطر في تحقيقه، حيث راعت احتياجات الدولة في تنويع الاقتصاد، وسد الموارد البشرية في مختلف المجالات، فجرى استقطاب أفضل الكليات العالمية للانضمام إلى مؤسسة قطر، وكذلك وفرت المؤسسة أكثر من 40 برنامجاً تعليمياً في مختلف المجالات، وتشجيع البحث العلمي، وبالتالي التوسع في مجالات الصحة والتعليم والطاقة النظيفة والبيئة، وغيرها من مختلف المجالات. ولا يعني ذلك أن هذا الإنجاز هو الوحيد الذي حققته مؤسسة قطر مؤخراً، بل هو أهمها.
الأزمة الخليجية
بصفتك رئيس العلاقات الخارجية، هل تأثرت تلك العلاقات بعد اندلاع أزمة الخليج؟
– بل ازدادت كثافة ومتانة، حيث لا تزال الوفود الأجنبية تتوافد على المؤسسة لتفقّدها، وإقامة شراكات جديدة مع المؤسسة، وهو ما يؤكد قوة وصلابة موقف دولة قطر في ما تمر به الآن.

وما الذي يميز مؤسسة قطر عن غيرها من المؤسسات التعليمية؟
– استقطابها لأفضل الجامعات في العالم، وكذلك أفضل البرامج التعليمية عالمياً. وليس ذلك فقط، بل طورت المؤسسة تلك البرامج بحيث تكون طريقة طرحها فريدة من نوعها، فحتى وإن توافرت في جامعات عالمية أخرى، فلن تتوافر بالأسلوب نفسه الذي تُقدّم به في مؤسسة قطر. وهو ما دفع العديد من الطلاب من مختلف دول العالم إلى الالتحاق بالمؤسسة؛ ما يُعدّ إنجازاً آخر يتحقق على أرض الواقع.

وما أبرز الأكاديميات التي تضمها المؤسسة بجانب «ريناد»؟
– أكاديمية قطر– الدوحة، والتي تأسست في عام 1995، وحصلت على الاعتماد الأكاديمي من جمعية مدارس نيو إنجلند في الولايات المتحدة الأميركية، ومجلس المدارس الدولية في أوروبا، والبكالوريا الدولية. وتوفر الأكاديمية تعليماً متميزاً في المراحل الدراسية كافة. ثم أكاديمية قطر– السدرة، والتي تأسست في سبتمبر 2012، وتوفر التعليم في مراحله الابتدائية والتكميلية، على أن تقدّمه إلى الصف الـ 12 عند اكتمال نموها. وأكاديمية قطر– مشيرب، التي تأسست في عام 2014، وتستخدم نظام الاستجابة للتدخل، وبرنامج الدعم والتدخل السلوكي الإيجابي. وستتابع الأكاديمية توسعها كل عام حتى تكتمل المراحل التعليمية كافة فيها. وفي عام 2016، رُشّحت لتطبيق برنامج البكالوريا الدولية ثنائي اللغة لطلاب المرحلة الابتدائية. وأكاديمية قطر– الوكرة التي تأسست في عام 2011، وتوفر الأكاديمية الآن الدراسة في مراحل الحضانة والابتدائي والتكميلي، وتسعى لتوفير أرقى مستويات التعليم، والتي تمكّن كل طالب من تحقيق التميز وتطوير الذات بما يؤهله ليكون مفكراً مستقلاً وناقداً، ومتعلماً لمدى الحياة، ومواطناً مسؤولاً. وأكاديمية قطر– الخور التي تأسست في سبتمبر 2008، وتوفر الأكاديمية برامج تعليمية راقية في مراحل الحضانة والابتدائي. وأكاديمية قطر للقادة التي افتتحت أبوابها في عام 2005، وتُعدّ الأكاديمية مدرسة داخلية تهدف إلى تحفيز التطور الشخصي للشباب، من خلال بيئة تروّج للتميز في مجالات الدراسة والرياضة والقيادة من أجل صنع قادة الغد، كما تتبع النظام الأميركي، وتوفر التعليم في الصفوف 9-12. ويحصل جميع الطلاب الذين يلبّون الحد الأدنى من متطلبات التخرج على الشهادة الثانوية في نهاية السنة الأخيرة. كما توفر الأكاديمية برنامج البكالوريا الدولية.
بجانب ذلك، تُوجد أكاديمية العوسج التي تأسست عام 1996، وتُعدّ الأكاديمية الوحيدة من نوعها في قطر، ومن بين مدارس قليلة في العالم، حيث إنها تحتضن الطلاب الذين يؤدون أداء جيداً في بعض المجالات، في حين يواجهون تحديات في بعضها الآخر. وبرنامج الجسر الأكاديمي الذي تأسس عام 2001، ويُعدّ مرحلة دراسية انتقالية ومكثفة، تمتد على فصلين، وتركز على تعليم اللغة الإنجليزية، والرياضيات، والعلوم، وعلوم الحاسوب، وذلك بهدف مساعدة خريجي المدرسة الثانوية في تحقيق النجاح الجامعي.
البحوث العلمية
حدّثنا عن البحوث والتطوير بمؤسسة قطر.
– المؤسسة تسعى بشكل متواصل للإسهام في بناء اقتصاد متنوع وتنافسي ومستدام، وتمكين الباحثين القطريين من التعامل مع التحديات المحلية والعالمية في مجال البحوث والتطوير. وفي إطار ذلك، تدعم المؤسسة دولة قطر في سعيها الحثيث لبناء اقتصاد متنوع ومستدام، وهي تركز جهودها بشكل خاص على الأولويات الوطنية والقضايا العالمية، من خلال الابتكار، وريادة الأعمال، وتبنّي قطاعات الاقتصاد المعرفي، حيث توفر جامعة حمد بن خليفة البحثية الوطنية بيئة ملائمة ومتعددة التخصصات للتعليم والبحوث، كونها تقدّم برامج أكاديمية متكاملة تدعم قدرات الدولة البحثية. ففي هذه الجامعة، يمكن للطلاب مواجهة التحديات الوطنية الكبرى والقضايا الملحّة ذات الصلة بقطر والعالم. وتعمل جامعة حمد بن خليفة للتحول إلى مورد وطني للمعرفة؛ لتخدم الحكومة وقطاعات الصناعة المختلفة والمجتمع في قطر.
وتضم جامعة حمد بن خليفة ثلاثة معاهد بحثية متخصصة، تتعاون بشكل وثيق ومستمر مع باقة مرموقة من أهم المعاهد الدولية، لتطوير برامج ابتكارية وبحوث ريادية، تجمع ما بين العلوم الأكاديمية والقطاعات الصناعية، من أجل توفير منتجات تلبّي احتياجات السوق. وتضم هذه المعاهد: معهد قطر لبحوث البيئة والطاقة، ومعهد قطر لبحوث الطب الحيوي، ومعهد قطر لبحوث الحوسبة.
كما تضم المؤسسة قطاع البحوث والتطوير، والذي يهدف إلى حث الطلاب على إجراء البحوث، من خلال توفير التمويل اللازم الذي يؤمّنه الصندوق القطري لرعاية البحث العلمي. ويوفر الصندوق للطلاب البنية التحتية والدعم المالي وإرشاد الخبراء، في حين تدير واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا عملية التسويق التجاري، بهدف تحويل الأفكار المبدعة إلى نماذج أولية عملية تتمتع ببراءة اختراع.

جامعات عالمية

قال هابس حويل أنه عند تأسيس مؤسسة قطر، اعتمدت على ثلاث ركائز، أهمها التعليم. وهو شقان: الأول ما قبل الجامعي، حيث تضم المؤسسة العديد من الجامعات العالمية، وكذلك سلسة أكاديميات موزعة على جميع أنحاء دولة قطر لتغطيتها جغرافياً. ومن بين تلك الأكاديميات «ريناد»، والتي تُعدّ آخر إضافة إلى مدارس مؤسسة قطر، حيث افتتحت أبوابها في عام 2016، وتستقبل الأطفال الذين يُعانون من عارض التوحد الخفيف أو المتوسط. وما يميز تلك الأكاديمية كونها الأولى من نوعها في المنطقة، كما لا تكتفي بتأهيل الأطفال، وإنما توفر برنامج تنمية المجتمع لتدريب آباء الأطفال على كيفية التعامل الأفضل مع أبنائهم.

مواكبة التغيرات

أكد هابس حويل -رئيس العلاقات الخارجية بمؤسسة قطر- إن مؤسسة قطر تعمل فعلياً على إرساء أسس التعلّم مدى الحياة، وتمكين أجيال المستقبل من النمو ومواكبة التغيرات العالمية، حيث تحتضن الدورة التعليمية الشاملة التي توفرها مؤسسة قطر الأطفال منذ سن ستة أشهر حتى طلاب الدراسات العليا. وتختلف هذه الدورة الشاملة بالتالي عن مثيلاتها حول العالم، كونها تقدّم لسكان قطر والمنطقة فرصاً حقيقية وفريدة من نوعها، في إطار التزام المؤسسة بالتعلّم مدى الحياة. وفي هذا السياق، يُعدّ التعليم ما قبل الجامعي نقطة الانطلاق في هذه الدورة الشاملة، وهو يشدد على أسس التعلّم مدى الحياة.
كما أنشأ التعليم ما قبل الجامعي مدارس ومناهج تدعم التنوع، وتلبّي احتياجات أفراد المجتمع كافة في قطر. ويشتمل ذلك على أكاديمية قطر وفروعها الخمسة، وأكاديمية قطر للقادة، وأكاديمية ريناد المخصصة للأطفال الذين يُعانون من عارض التوحد الخفيف أو المتوسط، وأكاديمية العوسج التي تساعد الأطفال الذين يواجهون صعوبات في التعلّم، وبرنامج الجسر الأكاديمي وهي مبادرة لتوفير الدعم ما قبل الجامعي.

السابق
إبداع قطري في صناعة الرياضة.. ختم فعاليات مؤتمر ومعرض ASPIRE4SPORT في لندن
التالي
حمد الطبية تكسر حصار الدواء