تسييس الحج.. القطريون على رأس المستهدفين

وكالات – بزنس كلاس:

تستمر سلطات آل سعود باتباع سياسة التمييز ضد المعتمرين والحجاج للأماكن المقدسة ومازالت المضايقات المباشرة غير المباشرة تلاحق ليس فقط أبناء قطر بل كثيرين ممن تعتبرهم السلطات السعودية مختلفين معها، متجاهلة حقيقة أن الحج لللشعائر المقدسة قد كفله الدين الإسلامي الحنيف وواضعة نفسها فوق كل الاعتبارات والقيم الدينية.

وتتواصل معاناة 1.5 مليون مسلم في قطر محرومين من أداء الحج أو العمرة، حيث تتجدد آلامهم كل يوم عبر روايات قاسية لمن حاولوا أداء العمرة، وتعرضوا لمعاملة سيئة في مطار جدة.

ودعا المواطن الدكتور راشد أحمد الكواري إلى إزالة جميع أسباب منع أهل قطر من أداء العمرة وأن ييسر لهم زيارة الحرم.
وأضاف في تغريدة له على موقع تويتر: «اللهم إنك عالم بما حل بعبادك في قطر من ظلم وسوء تعامل وتعسير، اللهم عليك بمن تسبب وحرض ودعا للتضييق عليهم وسعى بنفوذه لمنعهم وإبعادهم. اللهم إن أمرك بين الكاف والنون يا أرحم الراحمين».
التفاعل على مواقع التواصل الاجتماعي والتنديد بتكرار وتعمد الإساءة جاء عقب احتجاز 20 معتمرا من قطر في مطار جدة ومنعهم من دخول السعودية، لمدة يومين، ثم السماح لهم بالدخول لأداء مناسك العمرة بعد تواصلهم مع جمعية حقوق الإنسان بالسعودية.
فيما تم ترحيل مجموعة أخرى من المواطنين بعد نحو يومين من تلك الواقعة، حيث تمّ حجزهم في مطار جدة لمدة 4 ساعات ثم قامت سلطات المطار بترحيلهم على إحدى الطائرات المتوجهة إلى الكويت.
وتأتي هذه الانتهاكات ضمن سلسلة من الانتهاكات بدأت بطرد معتمرين قطريين في شهر رمضان من الفنادق، وعدم استثناء السلطات السعودية من يرغب في ممارسة حقه في أداء مناسك الحج والعمرة من إجراءات الحصار الجائر، بل قامت بالزج بالشعائر الدينية في الخلافات السياسية والدبلوماسية واستعملتها كأداة للضغط السياسي في انتهاك صارخ للاتفاقيات الدولية لحقوق الإنسان.
وفي نفس السياق أكدت اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان بدولة قطر أن السلطات السعودية تتمادى في وضع المعوقات والعراقيل أمام المواطنين القطريين والمقيمين بدولة قطر لأداء المناسك والشعائر الدينية، بالإضافة لما تقدم به أصحاب حملات الحج والعمرة في دولة قطر من شكاوى حول المضايقات والصعوبات التي تعتري أداء مناسك العمرة أمام المقيمين بالدولة.
وحمَّلَت اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان المملكة العربية السعودية المسؤولية الدينية والأخلاقية والحقوقية والقانونية كاملة، عن الأضرار النفسية والمعنوية الجسيمة التي أصابت عموم المسلمين من المواطنين القطريين والمقيمين على أرض دولة قطر، جراء حرمانهم من حقهم في العبادة وممارسة شعائرهم الدينية.
وتلقت اللجنة العديد من الشكاوى من حملات الحج والعمرة أبرزها: إغلاق المسار الإلكتروني الخاص بتسجيل الحج والعمرة وعدم السماح بالتسجيل فيه لكافة المعتمرين من دولة قطر، ومنع التحويلات المالية من قبل السلطات في المملكة العربية السعودية بين الحملات القطرية ووكلاء العمرة السعوديين المخولين بمنح تصاريح العمرة، واستمرار السلطات السعودية في رفض التعامل أو التنسيق مع وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بدولة قطر.

ورصدت اللجنة الوطنية منذ بداية الحصار إلى ديسمبر الماضي 163 حالة انتهاك في هذا الصدد وكلها تتعلق بمنع السلطات السعودية لمقيمين ومواطنين من أداء الحج والعمرة، أو تعرض البعض لمضايقات أثناء أداء العمرة.

حرية العقيدة

وتنص المادة (6) من إعلان حقوق الإنسان لمجلس التعاون لدول الخليج العربية على: حُرية المعتقد وممارسة الشعائر الدينية حق لكل إنسان وفقاً للنظام (القانون) بما لا يخل بالنظام العام والآداب العامة.
مشيراً إلى أن التقرير الرابع للجنة الوطنية لحقوق الإنسان فصّل في جميع الانتهاكات التي تعرض لها المواطنون والمقيمون.
وبحسب اللجنة لحقت أضرار وخسائر مالية كبيرة بدولة قطر منذ بداية الحصار بسبب منع تأدية مناسك الحج والعمرة، تمثلت في خسائر خاصة بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية متعلقة بشؤون مناسك الحج والعمرة بلغت ما يقارب 4.5 مليون ريال سعودي وخسائر أخرى نتجت بسبب فرض الحصار على دولة قطر، بالإضافة إلى خسائر مالية جسيمة لتسعة من حملات الحج والعمرة في قطر بلغت 30.5 مليون ريال، بإجمالي 35 مليون ريال.
وأشار تقرير صادر عن اللجنة الوطنية إلى أنه في ظل استمرار الحصار والحظر الجوي وإغلاق الحدود البرية إلى جانب الإجراءات التعسفية التي تم اتخاذها من قبل السلطات السعودية بشأن الحق في حرية العبادة وممارسة الشعائر الدينية، بداية من قيامها بمنع المعتمرين القطريين في شهر رمضان الماضي من دخول الأراضي السعودية لأداء مناسك العمرة، وإجبار الموجودين منهم بالفعل داخل المملكة على سرعة مغادرة الأراضي السعودية دون إتمام تلك المناسك، ووقف التعامل بالعملة القطرية وبطاقة السحب الآلي القطرية، وسوء التعامل مع القطريين في منافذ الدخول والخروج البرية والجوية بالمملكة العربية السعودية، ومنع الطائرات التابعة للخطوط الجوية القطرية من النزول بمطارات المملكة العربية السعودية، ما أدى إلى صعوبة عودة المعتمرين القطريين إلى الدوحة عبر السعودية، واضطرارهم للعودة باستخدام خطوط بديلة عن طريق دولة الكويت وسلطنة عُمان دون مراعاة لأصحاب الحالات الإنسانية من المرضى والنساء والأطفال وكبار السن والأشخاص ذوي الإعاقة. وأضاف التقرير أن كل هذه الإجراءات التعسفية التي تمت خلال شهر رمضان الماضي أدت إلى تخوف المواطن والمقيم من تأدية الشعائر الدينية إذا سُمح لهم بذلك خشية تكرار ما حدث، ومروراً بما قامت به تلك السلطات في موسم الحج للعام 2017. ومع قدوم موسم الحج للعام 2017 وضعت السلطات السعودية المعوقات والعراقيل أمام الراغبين في أداء فريضة الحج من المواطنين القطريين والمقيمين على أرض دولة قطر بما ارتقى إلى درجة المنع، حيث رفضت التعامل أو التنسيق مع وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بدولة قطر من أجل تمكين الراغبين في أداء تلك الفريضة.
ممارسات السعودية المسيئة لمعتمرين وحجاج لم تقتصر على القطريين

لم تقتصر الإساءة إلى الحجاج والمعتمرين على المواطنين والمقيمين في قطر فقط ولكن اتسعت لتطال العديد من الجنسيات حول العالم.
ونشرت الحملة العالمية لمناهضة تسييس المشاعر الدينية “برومو قصيرا” يكشف عن سياسة المملكة العربية السعودية تجاه معتمرين وحجاج للعام 2017 وما مارسته من اعتقال وترحيل وإساءة لعدد كبير منهم بسبب انتماءات سياسية أو طائفية وتطرق الفيديو لاعتقال وترحيل 45 فلسطينيا و49 جزائريا و180 إندونيسيا و25 نيجيريا و39 مصريا و19 أردنيا وأكثر من 1500 من جنسيات أخرى. وجاء اعتقال وترحيل هؤلاء الأفراد بحجة انتمائهم لحركات سياسية أو لمواقفهم السابقة التي انتقدوا فيها السعودية وحسب الحملة العالمية فإن السعودية بدأت باتباع سياسة أمنية قمعية ومتشددة بالتعامل مع رواد المشاعر من الحجاج والمعتمرين من خلال تفتيش ممتلكاتهم الشخصية وطلب معلومات البريد الإلكتروني ووصل الأمر لتفتيش الهواتف وغيرها من الممارسات وأدانت الحملة سياسة السعودية ووصفتها بالخطيرة والتي ستكون لها عواقب وخيمة في المستقبل، بحيث بدأ رواد البيت الحرام يعانون الأمرين في الوصول للمملكة لأسباب غير واضحة وطالبت الحملة العالمية السلطات السعودية بضرورة الاستغناء الفوري عن خدمات الشركة الأمنية تلك والسماح للحجاج والمعتمرين بالوصول للمشاعر بدون تضييق لأي سبب كان، معلنة أنها بصدد تصعيد الضغط على المملكة بالتنسيق مع دول إسلامية والدول الراعية لحقوق الإنسان.
إطلاق وسم «#أوقفوا_تسييس_الحج» على مواقع التواصل
دعت الحملة العالمية لمنع تسييس المشاعر الدينية في السعودية نشطاء الإعلام الاجتماعي العرب والمسلمين إلى المشاركة في حملة تغريد على موقع “تويتر” ضمن فعالياتها المستمرة في التصدي لسياسة السعودية في تسييس المشاعر الدينية وقالت الحملة في بيان صحفي إنها ستطلق حملة التغريد لتسليط الضوء على سياسة السعودية في منع آلاف المسلمين من الحج بسبب توجهاتهم السياسية، أو وجودهم في دول لا تتفق سياسيًا مع المملكة.

وكشفت الحملة العالمية في بيانها عن مشاركة عشرات النخب الشبابية والنشطاء المؤثرين في العالمين العربي والإسلامي في الحملة التي ستنطلق باللغة العربية على هاشتاج (#أوقفوا_تسييس_الحج) وباللغة الإنجليزية على هاشتاج (#Stop_ politicizing_hajj).
وأوضحت الحملة أن الهدف الرئيسي من الفعالية هو استنهاض الرأي العام العربي والإسلامي لمواجهة مخططات السعودية الرامية إلى تمرير سياسة التحكم في المشاعر الدينية، ومنع آلاف المسلمين من الوصول إليها وأداء فرائضهم الدينية بسبب مواقفهم السياسية ودعت الحملة النشطاء المشاركين في الفعالية إلى إبراز خطورة التحكم السعودي في المشاعر الدينية، وانعكاسات هذا السلوك على حرية كل مسلم في الوصول إلى الأماكن المقدسة لأداء الفرائض الدينية، مضيفة أن الصمت عن هذا السلوك يشجع السلطات السعودية للمضي قدمًا في تطبيقه، بل وإضافة أسماء جديدة إلى قوائم الممنوعين من أداء فرائضهم الدينية بسبب خلفياتهم السياسية.

السابق
أشغال وجامعة قطر: تعاون بالمجالات البحثية
التالي
قطر: الذهب يحقق مكاسب قوية في السوق المحلية