المراوغة السعودية

وكالات – بزنس كلاس:

انتقد الكاتب التركى اسماعيل ياشا ما اعتبره مسرحية مماطلة تمارسها السلطات السعودية للتستر على المسؤول الذى أصدر أوامره لفريق القتل باغتيال جمال خاشقجى ؛ على الرغم من كشف تركيا منذ اختفاء خاشقجي في قنصلية بلاده بإسطنبول من الأدلة ما يكفي لإدانة فريق الاغتيال الذي قام بارتكاب الجريمة، فضلا عن اعتراف الرياض نفسها بوقوع جريمة القتل في قنصليتها، وأعلنت اعتقال المتورطين فيها. كما ندد ياشا ببعض المواقف الغربية التى بدت مؤخرا أشبه بمحامين للمجرمين.

وقال فى مقال له نشره موقع ((عربى 21 )) امس ان السلطات التركية تبذل جهدا كبيرا لكشف ملابسات الجريمة. وينتظر أصدقاء خاشقجى وجميع أحرار العالم محاكمة المتورطين فيها، لينالوا عقابهم في الدنيا قبل عقابهم في الآخرة. ولكن هناك جهودا مضادة تبذل من أجل إخفاء الحقائق، وإفلات المجرمين من قبضة العدالة.
مؤكدا ان الجريمة بشعة للغاية. ولذلك، لا أحد يرغب في الدفاع عن المجرمين بشكل مباشر؛ حتى لا يلتصق اسمه بهم، إلا أن ذلك لا يعني عدم وجود من يسعى إلى الدفاع عن هؤلاء أو من أمرهم بقتل خاشقجي. بل هناك أكثر من طرف يحاول أن ينقذ المجرمين بأقل ما يمكن من العقوبة، وإن اختلف دافع كل طرف. ويسعى أحدهم إلى إنقاذ مستقبل مشاريعه، فيما يطمع الآخر في استغلال القضية لصالحه من أجل إبرام صفقات. ولعل ما شجَّع القتلة على ارتكاب هذه الجريمة، هو اعتقادهم بأن مثل هذه الأطراف لن تخذلهم طالما لديهم ما يكفي من المال لشراء الذمم.
ورأى ياشا انه في مثال للدفاع غير المباشر عن المجرمين، قال وزير الخارجية الفرنسي، جان إيف لودريان، إن باريس ليست بحوزتها تسجيلات صوتية متعلقة بمقتل خاشقجي، بل وذهب إلى أبعد من ذلك، ليتَّهم رئيسَ الجمهورية التركي رجب طيب أردوغان باستغلال مقتل خاشقجي في إطار “لعبة سياسية”. وكان أردوغان قد أكد السبت أن نسخا من تلك التسجيلات تم تسليمها إلى فرنسا وألمانيا وبريطانيا.
واضاف بان التأكيد على ما قاله أردوغان جاء من رئيس الوزراء الكندي، جاستن ترودو، حيث قال إنه لم يستمع شخصيا إلى التسجيلات الصوتية المتعلقة بمقتل خاشقجي، ولكن المخابرات الكندية استمعت إليها، مضيفا أن كندا مطلعة تماما على ما لدى تركيا. وكان هذا التصريح وحده يكفي ليثبت أن لودريان يكذب، دون الحاجة إلى أن تنتقد أنقرة بشدة هذيان الوزير الفرنسي وتنفي اتهاماته.
وقال الكاتب ان أنقرة ترى أن هناك دولا قد تسعى إلى التستر على الجريمة والمجرمين المتورطين في اغتيال الكاتب السعودي، ضمن صفقات يتم عقدها مع الرياض، وأن تلك الدول يمكن أن تقوم بمهمة “المرافعة عن المجرمين”، وتسعى إلى إثارة التشكيك حول الأدلة التي تثبت تورطهم في الجريمة. ولكنها في ذات الوقت تتعهد بمتابعة القضية حتى يتم كشف تفاصيلها وتسليط الضوء على كل جوانبها، كما تبعث رسالة تحذير إلى الأطراف المعنية؛ مفادها أن تركيا على علم بكل تحركات مشبوهة تهدف إلى إخفاء الحقائق وعرقلة ملاحقة المجرمين.
السابق
واشنطن إكزامينير: هكذا تدافع تل أبيب عن ابن سلمان
التالي
سيناتور أمريكي.. هذا ما سيحدث إذا بقي ابن سلمان بالسلطة