القطاع العقاري داعم استثنائي لنهضة قطر الاقتصادية

دينمو التنمية الشاملة ومحرّك بحث الفرادة والتميز

شريان اقتصادي متدفق وعصب حساس في جسد الريادة

ازدهار متعدد المصادر وكتلة استثمارات عملاقة ترفع مؤشرات الثقة

بزنس كلاس- رشا أبوخالد

حققت قطر خلال السنوات القليلة الماضية تطوراً هائلاً وإنجازات غير مسبوقة في كافة مجالات التنمية، والتنويع الاقتصادي، لتصبح اليوم مركزاً مالياً واقتصادياً عالمياً مرموقاً.

وفي ظل هذا التطور كان للقطاع العقاري دور محوري في التنمية الشاملة للدولة، لتصبح المشاريع والاستثمارات العقارية قلب الدوحة النابض بالحياة، والذي تتسارع وتيرة دقاته أحياناَ وتهدأ أحياناَ أخرى، لكنه لا يتوقف عن النبض ليستمر في ضخ المزيد من التحف المعمارية في شريان العاصمة القطرية التي أضحت موطناً لبعض المباني الأكثر إثارة للإعجاب والأكثر فرادةً في المنطقة.

التنوع برّاً وبحراً

وتنوعت المشاريع العقارية الفريدة التي يتم تنفيذها في الدولة بين جزر اصطناعية في البحر وأبراج شاهقة على البر، والتي شملت جميع المجالات العقارية، ومن بين هذه المشروعات فنادق ومنتجعات سياحية مثل فندق جزيرة “البنانا” ومنتجع “سميسمة”.

وأيضا مدن سكنية مثل مدينة لوسيل، جزيرة اللؤلؤة قطر حيث تصل تكاليف مشروع جزيرة اللؤلؤة قطر الى نحو 50 مليار ريال، متضمنة استثمارات المشروع والمتمثلة بمشروعات عقار عبارة عن مساكن راقية وأبراج سكنية وتجارية وأسواق ومدن ترفيهية ومشروعات خدمية متنوعة أخرى. أما مشروع مدينة لوسيل والتي تعد مدينة المستقبل الواعدة، فتقدر تكاليفها بالإضافة الى الاستثمارات التي ستستقبلها بنحو 120 مليار ريال، وتبلغ مساحة المدينة قرابة 36 كيلو متر مربع.

ويدخل قطاع التشييد والبناء العام الحالي مرحلة جديدة من التطور لاستكمال المشاريع القائمة في مدينة لوسيل، وأيضاً العقود الرئيسية لشبكة مترو الدوحة وبرنامج الطريق السريع، بالإضافة الى العقود التي تمّ منحها لبناء المرافق المخطط لها، مثل استاد البيت في الخور وترقية استاد خليفة الذي تم افتتاحه مؤخرا بعد عملية التجديد والتحديث الشاملة التي اجريت عليه استعدادا لكأس العالم وبذلك تم زيادة السعة الجماهيرية للمدرجات لتبلغ السعة الحالية للاستاد بعد عملية التطوير (48800) مقعد حيث تم إضافة 12 ألف مقعد، بالإضافة طابقين كاملين لكبار الشخصيات، كما تم بناء سقف دائري لتغطية مدرجات الاستاد، وإنشاء متحف أولمبي سيضم مقتنيات رياضية تاريخية ومعارض تفاعلية حديثة تعرض تاريخ الرياضة في قطر. و يوفر استاد خليفة للجماهير والضيوف نحو 6 آلاف موقف سيارات، و3 آلاف موقف مخصص للحافلات الكبيرة سعة 40 مقعدا، هذا بالإضافة إلى تجهيز 27 بوابة إلكترونية مخصصة لدخول الجماهير وموزعة بشكل مدروس بمداخل ومخارج الاستاد لاستقبال الجماهير بشكل مريح للقضاء على الزحام والتكدس.

وجرى تزويد استاد خليفة بتقنية التبريد المبتكرة التي تضمن توفير اجواء مريحة للاعبين والجماهير خلال المونديال القطري. واعتبر استاد خليفة الدولي لاعباً مخضرماً في منطقته، فقد بدأ مع نشأة المكان، واستمر بحصد الإنجازات حتى شهدت الأعوام الماضية نمواً رائعاً حوله بإنشاء أسباير زون وتطورها لتكون مركزاً عالمياً للتفوق الرياضي. يتم في هذا المجمع الرياضي تنمية الأجيال القادمة من المواهب القطرية من خلال أكاديمية أسباير، وعلى مقربة من مستشفى سبيتار الذي يعد أحد المستشفيات العالمية الرائدة في تخصصات العظام والطب الرياضي، وأكبر منشأة مغلقة متعددة الرياضات في العالم على الإطلاق.

مواكبة واستباق

ويعتبر القطاع العقاري الركيزة الرئيسية في رؤية قطر المستقبلية، ما ساهم في دعم قطاعات البنية التحتية والصناعات الداعمة لها، وذلك من خلال خلق فرص العمل، وتحريك النشاط الاقتصادي في الكثير من الصناعات المرتبطة به. ومن خلال الطفرة التي شهدها القطاع العقاري استطاعت الشركات العقارية العاملة في الدوحة مواكبة التطور بإطلاق مشاريع عقارية رائدة والتوسع في تقديم الخدمات العقارية المتنوعة لتلبية حاجة السوق والطلب المتزايد على الوحدات العقارية السكنية والتجارية.

وتحظى السوق العقارية القطرية باهتمام متزايد كونها أحد أبرز المجالات الاستثمارية المربحة، حيث استطاعت استقطاب المستثمرين من جميع أنحاء العالم لما توفره قطر من تشريعات رصينة ومناخ جاذب للاستثمار، إضافة الى الزحف المستمر للسيولة الباحثة عن ملاذ آمن للاستثمار.

حديث البورصات والعقارات

وتشهد القروض والتمويلات العقارية التي توفرها البنوك إقبالا كبيرا خلال الفترة الحالية خاصة بعد التوقعات الإيجابية لهذا القطاع بالنمو الكبير خلال الفترة المقبلة، وفي ظل إصرار الحكومة على تنفيذ مشاريع البنية التحية المخطط لها دون إبطاء، وهو ما حول الدوحة الى ورشة بناء وتشييد كبيرة، حيث تنتشر مئات الرافعات والشاحنات والآلات في معظم الشوارع وسط حركة لا تهدأ لتنفيذ مشاريع عملاقة. وضاعفت استعدادات قطر لاستضافة المونديال 2022، حركة تشييد الفنادق والملاعب الرياضية الضخمة وتشير بعض التقديرات غير الرسمية الى أن أكثر من مائة ألف آلية بناء دخلت قطر في الأعوام الثلاثة الأخيرة.

ريادة مع سبق الإصرار

وقال خبراء ومطورون عقاريون إن قطر تشهد نهضة عقارية وعمرانية لم يسبق لها مثيل، مشيرين الى أن هذه النهضة جاءت مواكبة لحركة النمو والازدهار التي يعيشها الاقتصاد القطري خلال السنوات القليلة الماضية والتي جعلته من أكثر وأسرع الاقتصاديات نموا على مستوى العالم.

وأضافوا أن القوانين والتشريعات التي أصدرتها الدولة ساهمت بشكل فعال في تسهيل الاستثمار العقاري، كما أن قرار السماح للأجانب بتملك الوحدات السكنية أدى إلى زيادة الطلب على الشقق السكنية وهو ما دفع الشركات العقارية إلى بناء الأبراج السكنية وانتعاش سوق العقارات.

وأشاروا الى أن المشروعات العقارية الضخمة التي تنفذها قطر مثل مشروع “مدينة لوسيل” ومشروع “اللؤلؤة – قطر” اجتذبت الشركات العقارية والاستثمارية الكبيرة المحلية والعالمية، بحثاً عن الاستثمارات المجدية في هذا القطاع المهم والمتنامي بقوة.

ويرى الخبراء أن هذه الطفرة والنهضة العمرانية غير المسبوقة في قطر ستستمر خلال السنوات المقبلة، نظراً لما تشهده البلاد من نمو متسارع وازدهار اقتصادي قوي ومشروعات عملاقة في جميع القطاعات، وما يصاحب ذلك من زيادة عدد السكان والوافدين على الدولة، وبالتالي يزيد الطلب في سوق العقارات ويحفز رجال الأعمال والمستثمرين على ضخ استثماراتهم في القطاع العقاري، حيث تغير وجه الدوحة العمراني بصورة كبيرة لفتت الأنظار، وتغير المشهد تماماً.

وأوضح الخبراء أن مشروع مطار الدوحة الدولي الجديد يأتي على رأس قائمة المشاريع الضخمة التي تم تنفيذها والتي ستخدم مونديال 2022 للأهمية الكبيرة في نقل جمهور المونديال إلى قطر، حيث من المتوقع أن تصل الطاقة الاستيعابية له إلى 50 مليون مسافر سنوياً، ويعد المطار تحفة معمارية رائعة فريدة من نوعها في دول الخليج وأحد أكبر المطارات بالمنطقة، كما يعد المطار الجديد من المشاريع المحورية في استراتيجية التنمية الوطنية لقطر، وسوف يلعب دوراً محورياً ويكون حلقة وصل الخطوط الجوية القطرية وشركات طيران جوية أخرى، كما سيكون مركزاً للشحن الجوي وصيانة الطائرات.

كتلة استثمارات هائلة

ويؤكد الخبراء أن السوق العقارية في قطر تشهد يوماً بعد يوم مزيداً من ضخ الاستثمارات في المشروعات العقارية الكبيرة، خصوصاً في ظل تزايد الطلب على العقارات بمختلف أنواعها السكنية والإدارية والتجارية والطفرة الكبيرة ومعدل النمو المرتفع الذي يحققه الاقتصاد القطري، وكذلك المشروعات العملاقة التي تنفذها الشركات الكبرى، كما أن الشركات المحلية أخذت تنمو وتتوسع في أنشطتها مع استمرار وازدهار الطفرة العقارية.

هذا، وأشادت الكثير من التقارير العالمية بالنهضة العمرانية غير المسبوقة التي تشهدها قطر حالياً والتي أكدت أن دولة قطر تتحول إلى مدينة واعدة في منطقة الخليج، مستندة إلى النمو المتواصل في اقتصادها، إضافة إلى التطورات اللافتة التي شهدها قطاعا العقارات والطاقة خلال الأعوام المنصرمة، وأن قطر نجحت في إطلاق مشاريع بمليارات الدولارات، واستطاعت من خلالها أن تتحول إلى دولة عالمية.

 

السابق
توقعات بتقليص 200 مليون برميل من الخزون العالمي نتيجة تمديد خفض إنتاج النفط
التالي
US stocks close at record high despite recording lowest volume of 2017