السياحة الرياضية أهم تحديثات الاقتصاد القطري والدوحة عاصمة معتمدة

اللوحة متكاملة التفاصيل وريشة الرسام تعيد نحت الملامح

أساطيل الأندية الأوروبية تحط في الميناء والشتاء القطري يزداد دفئاً

تجهيزات وخدمات نوعية ومتكاملة يقدمها المضيف للضيوف

شعار مطار حمد الدولي على قمصان العملاق البافاري يعزز شراكة المنتصرين

معتز عطيات: 100% نسب إشغال فريق سان جيرمان في فندق موفنبيك العزيزية

بزنس كلاس – ميادة أبو خالد

بعد أن باتت الدوحة دون منازع عاصمة الرياضة إقليمياً، يبشر الموسم السياحي الشتوي في دولة قطر بالخير الوفير هذا العام مع توافد مزيد من السفن السياحية إلى ميناء الدوحة حيث يتوقع القيمون على قطاع الضيافة والسياحة في قطر أن تستقطب البلاد نحو 50 ألف سائح خلال الموسم الحالي لاسيما السائحين القادمين من أوروبا. لكن ما يجب تسليط الضوء عليه في سياق الموسم السياحي الشتوي لهذا العام في قطر يتمثل بالسياحة الرياضية التي أصبحت تشكل جزءاً مهماً من الموسم السياحي الشتوي في قطر وطقساً سنوياً للدوحة وروادها من أندية أوروبا الشهيرة، حيث تقوم هذه السياحة على قدوم العديد من الأندية الأوروبية إلى الدوحة لإقامة المعسكر الشتوي فيها بعد أن باتت في السنوات الأخيرة محطة أساسية في هذا المضمار لما تقدمه في هذا الوقت من العام من أجواء معتدلة الحرارة وإمكانيات لوجستية متكاملة تقدم للاعبي الأندية الأوروبية المحترفة كل ما يحتاجونه من طعام ومسكن لائق وملاعب مجهزة بشكل ممتاز وخدمات استثنائية التميز.

بايرن ميونخ للمرة الثامنة

للمرة الثامنة في تاريخه، يخطط نادي بايرن ميونيخ الألماني لإقامة معسكره التدريبي في العطلة الشتوية بالعاصمة القطرية الدوحة، في إطار التعاون والشراكة بين العملاق البافاري والسلطات الرياضية في الدوحة. وفي هذا الإطار قال مدرب بايرن ميونيخ، يوب هاينكس، الذي خلف الإيطالي كارلو أنشيلوتي في قيادة الفريق البافاري، إنه خطط لسيناريوهين يتوقفان على تأهل لاعبيه إلى الدور ثمن النهائي من كأس ألمانيا من عدمه، أي بعد نهاية مرحلة الدور الأول من البوندسليغا. ولم يفصح هاينكس، الذي توّج مع بايرن ميونيخ بـ”الثلاثية التاريخية” عام 2013، بشكل واضح عن السيناريوهين، لكنه شدد في الوقت ذاته على أن البرنامج سيكون مثلما يريد ويتصور، لافتاً إلى أنه سيناقشه مع المسؤولين.

وقطعاً لن يدوم معسكر بايرن ميونيخ في قطر هذا العام 10 أيام، مثلما جرت عليه العادة في المرات السابقة؛ بسبب كأس العالم 2018، والذي سيجبر اتحاد الكرة الألماني على البدء بشكل مبكر لمرحلة الإياب من الدوري الألماني؛ حتى يتسنى لـ”الماكينات” الاستعداد بشكل جيد لمونديال روسيا، والدفاع عن اللقب العالمي، حيث تشير التوقعات إلى أن معسكر بايرن ميونيخ في قطر لن يتعدى خمسة أيام أو ستة.

ويضم بايرن ميونيخ ضمن صفوفه كوكبة من اللاعبين البارزين عالمياً؛ على غرار الثلاثي الألماني توماس مولر ومانويل نوير وماتس هوميلس، إضافة إلى المهاجم البولندي روبرت ليفاندوفسكي، والجناح الفرنسي فرانك ريبيري، والهولندي آريين روبن، والإسباني تياغو ألكانتارا، وغيرهم.

شراكة المنتصرين

تجدر الإشارة إلى أن العملاق البافاري يضع شعار “مطار حمد الدولي” على قمصان لاعبيه أو كما يحلو للبعض تسميتها “شراكة المنتصرين”، وذلك في إطار اتفاق بين المشرفين على المطار والنادي الألماني الشهير، حيث أن الاثنان يتشاركان قصة الانتصار في كل التحديات التي خاضاها، الأول في مجال الرياضة والثاني في مجال السفر والسياحة.

وكما توضح القصة، فإن بايرن ميونخ ليس سوى مجرد مثال على توجه كبرى أندية أوروبا على التوجه إلى الدوحة لقضاء معسكراتها الشتوية في ربوع قطر حيث دأب كبار أندية أوروبا على إقامة معسكرات شتوية بعيداً عن القارة العجوز وخاصة في قطر؛ هروباً من البرد القارس في القارة الأوروبية، في مرحلة ما بعد “أعياد الميلاد”.

وحتى تتمكن قطر من استقبال مثل هذه الأندية بالشكل المطلوب، عملت منذ فترة طويلة على تجهيز بنية تحتية وخدمية تحاكي أفضل الخدمات الرياضية على مستوى العالم. فقد أكد مديرون في الفنادق القريبة من مدينة أسباير الرياضية، أن كلاً من ديسمبر الحالي ويناير المقبل «رياضيان» بامتياز، حيث تشكل نسب إشغال الفرق الرياضية العالمية للغرف الفندقية نسبة تصل إلى 100 % تقريباً.

باريس سان جيرمان في ديارنا

يأتي ذلك، فيما يتوقع وصول نجوم نادي باريس سان جيرمان بعد أيام قليلة للدوحة، وذلك لقضاء فترة معسكر النادي الفرنسي الشتوي في منطقة أسباير. وأكد هؤلاء أن الدوحة تعتبر عاصمة الرياضة في المنطقة، وهي لا تزال الوجهة الأكثر طلباً لإقامة المعسكرات الرياضية لكبرى الفرق العالمية، وذلك نظراً للتطور الكبير في خدماتها الفندقية، والمأكولات الصحية التي توفرها، والأجهزة التكنولوجية الموجودة في مرافقها الرياضية.

حجوزات استثنائية

وأكد أمين الدراوشة، مدير إدارة المبيعات والتسويق في فندق الشعلة أن شهري ديسمبر ويناير هما شهرا الرياضة بامتياز، حيث سجل الفندق حجوزات لفريق من دولة صربيا، ما أمّن إشغالاً عالياً للفندق، مشيراً إلى أن إقامة الفريق حجزت في غرف وأجنحة متنوعة الأحجام لأعضاء الفريق والمنظمين.

يذكر أن لفندق “الشعلة” باعاً طويلاً في استضافة الفرق الرياضية الأجنبية، لذلك لديه خبرة بنوعية الوجبات الصحية والخدمات الأخرى، التي يحتاجها الفريق من ناد صحي ورياضي. وبين الدراوشة أن الدوحة هي عاصمة الرياضة، تعمل وفق استراتيجية مميزة، تضمن معها تحريك جميع القطاعات الحيوية في البلاد، وبشكل خاص القطاع الفندقي، حيث توفر لهذا القطاع حركة مستمرة وفائدة عالية، مبيناً أن الفنادق في المقابل توفر خدمات راقية ومميزة تقدم الصورة الحقيقية عن الضيافة القطرية.

في ضيافة قطر

من جهته، ذكر معتز عطيات، مساعد مدير المبيعات والتسويق في فندق موفنبيك العزيزية الدوحة، أن الأخير سجل نسب إشغال تقدر بـ 100 %، لفريق سان جيرمان الذي سيقيم في الفندق لمدة 3 أيام، بهدف التدريب في أسباير، لافتاً إلى أن موفنبيك العزيزية الدوحة يستضيف فريق كرة القدم الألماني بايرن ميونخ، بدءاً من 1 يناير وحتى 8 يناير المقبل، ما ينعكس إيجاباً على الفندق معنوياً ومادياً، مشيراً إلى أن الأحداث الرياضية من شأنها تحريك القطاع السياحي والفندقي في البلاد.

وأشار مساعد مدير المبيعات والتسويق إلى أهمية النهج القائم في الدوحة من حيث استقطاب وتنظيم الفعاليات، واستضافة الفرق الرياضية على مدار العام، بهدف الحفاظ على حركة ونشاط مستمرين في قطاعات الدولة، وبشكل خاص القطاع الضيافة، مبيناً أن الفندق يستفيد باستمرار من الفعاليات الكبرى التي تقام في قطر شأنه شأن بقية فنادق الدوحة.

الاستشفاء الرياضي

كما تقدم قطر لزوراها من الرياضيين الأجانب وأبناء قطر على حد سواء، مرافق رياضية استثنائية التميز بكل ما تعنيه الكلمة من معنى. فإضافة إلى قطاع الضيافة ودوره الحاسم في استقطاب أندية أوروبا إلى قطر، يلعب قطاع الصحة الرياضية دوراً بارزاً أيضاً في هذا الأمر، أي تشجيع وتوسيع آفاق السياحة الرياضية في قطر. فعلى سبيل المثال، أعلن مستشفى جراحة العظام والطب الرياضي “سبيتار” في قطر، تدشين أول مرفق متكامل من نوعه في العالم يتيح للرياضيين الإقامة وسط أجواء مريحة، ومحاكاة أجواء الارتفاعات العالية التي تصل إلى 5500 متر فوق سطح البحر، أي تقريباً ضعف ما كان يوفره النظام السابق قبل التحديث الأخير، والقيام بتدريباتهم في مرافق عند مستوى سطح البحر في نفس الفترة.

وتضم المرافق الحديثة 25 غرفة نوم مزدوجة وفردية، وغرفاً للاستراحة تستوعب الواحدة منها ما بين 8 إلى 10 أفراد، زودت بجهاز فريد من نوعه لتوليد النيتروجين ذي لوحة تحكم مركزية متطورة تتيح إمكانية برمجة أجواء كل غرفة على حدة، ويستطيع الجهاز العمل بكامل طاقته، والوصول إلى كامل قدرته بمحاكاة أقصى ارتفاع ممكن لجميع الغرف في زمن يتراوح ما بين 4 و5 ساعات أثناء الاستخدام.

أما عن إجراءات السلامة، فهناك العديد من الميزات التي يوفرها نظام محاكاة الارتفاعات، ومن بينها مراقبة مستويات غاز ثاني أكسيد الكربون، وخاصية إيقاف التشغيل في حالات الطوارئ، وأجهزة الإنذار، علاوة على استخدام تقنيات متقدمة تتيح مراقبة النظام عن بعد من أي مكان في العالم.

خبرة سبيتار

من جهته، قال مدير عام سبيتار بالإنابة، الدكتور محمد غيث الكواري بأن تطوير غرف محاكاة الارتفاعات جاء بناء على خبرة سبيتار في هذا المجال خلال السنوات العشر الماضية، حيث إن هذه الخدمات تعد الأبرز من نوعها في مجال الطب الرياضي وتطوير الأداء. مضيفاً بأنه يمكن لهذه الغرف استيعاب ما يصل إلى 50 فرداً في وقت واحد، ما يسمح للفرق الرياضية بالإقامة في ظروف تحاكي العيش على الارتفاعات الشاهقة، وممارسة تدريباتهم على ارتفاع مساو لسطح البحر، مما يسمح للرياضي بالتأقلم مع متطلبات المنافسة ونقص الأوكسجين. وقد أدخل سبيتار إمكانية الإقامة والتدريب معاً في ارتفاعات شاهقة، وهي أيضاً إحدى التقنيات المستعملة لترقية الأداء الرياضي التي بإمكان المستشفى تقديمها للرياضيين، حيث تساعد هذه التقنية العديد من الرياضيين المحليين والدوليين في عدة رياضات، وبالأخص سباقات العدو والدراجات والسباحة والثلاثي. وهو أمر يجب على الرياضيين المحليين في قطر، فضلاً عن الرياضيين الأجانب، التمعن به بعمق والتوجه لتجربته تحت إشراف خبراء سبيتار الذين يملكون خبرات دولية في هذا الإطار.

يبدو الجهد القطري المتجه إلى استثمار إمكانيات البلاد الوفيرة في إقامة نشاط سياحي متعدد الاختصاصات كما في الحالة الرياضية المذكورة أعلاه ليس سوى جزء من لوحة كبيرة لمشهد اقتصادي متجانس تبدو فيه قطر وكأنها في مخاض ولادة جديدة مبشرة بكثير من الخير لأبنائها الذين لا يتوانون عن بذل النفوس العزيزة رخيصة لإعلاء اسم قطر وجعلها علامة دولية مميزة ورمزاً للجودة، بحيث يصبح اسم قطر قرينا لكلمة امتياز ولتصبح الدوحة عاصمة للرياضة العالمية وليس الإقليمية فحسب، فهي تملك كل الإمكانيات المطلوبة لهذا الأمر.

 

السابق
السياحة الشتوية في قطر تعيد ترسيم حدود المناخ الاقتصادي وتفتح معابر التطور
التالي
حركة تجارية كثيفة في ميناء الرويس