السوق المركزي في أبوهامور: شكاوى مواطنين رغم النجاح

الدوحة – وكالات:

بالرغم من التطور الكبير الذي تشهده البلاد على جميع المستويات بما في ذلك تعدد وتنوع الجمعيات والمراكز التجارية، إلا أن السوق المركزي للخضر والفواكه بأبو هامور لازال أحد أبرز الوجهات التي يقصدها الزبائن في سبيل قضاء حاجياتهم الأساسية، لما يتوفر عليه من منتجات مختلفة المصادر تغطي كافة الطلبات وبأسعار جد مقبولة.

وكشف عدد من المستهلكين أن السوق المركزي يتوفر على العديد من الخاصيات الكافية لأن تجعل منه مكانا متربعا على عرش مقاصدهم التسوقية، مؤكدين على أن أول هذه الميزات هو توفره على الكم الكافي من السلع والمنتجات ذات النوعية الممتازة سواء مستوردة كانت أو محلية، ما يقدم للزبون العديد من الخيارات، مضيفين إلى ذلك أن أسعار البضائع فيه لا يمكن مقارنتها بما هي عليه بالمراكز التجارية، حيث قد يصل الفارق بينه وبينها في بعض الأحيان إلى ما يفوق 3 ريالات في الكيلوغرام الواحد في ذات النوع من الخضر أو الفواكه.

فيما رأى البعض الآخر أن قرار غلق الجهة المخصصة لبيع الخضر الجافة حماية للبائعين وسعيا لعدم تعرض المنتجات لأشعة الشمس أَضر بالسوق أكثر مما أفاده، بعد أن تحول تجار هذه الخضر إلى باعة متنقلين على ناصية الطريق، ما زاد من من حدة الإزدحام الذي بات سمة لهذه المنطقة، داعين الجهات المسؤولة عن السوق لوضع حل لهذه المشكلة بتخصيص مكان للترويج لهذا النوع من الخضر، ومطالبين إياهم بالعمل على تنظيم السوق المركزي أكثر في المرحلة المقبلة ليتماشى مع صورة قطر العصرية، من خلال توسعته بما يضمن للمستهلك التسوق براحة تامة، ناهيك عن ضرورة إنشاء مواقف خاصة به للقضاء على ركن السيارت العشوائي، بالإضاقة إلى فرض رقابة أكبر على التجار لتفادي ترويجهم للبضاعة المغشوشة أو غير الصالحة للاستهلاك.

وفرة في الخضر والفواكه
وأكد عبد الله عبد الواحد المنصوري أن أهم ما يميز سوق أبوهامور عن باقي المراكز التجارية هو وفرة الخضر والفواكه بجميع أنواعها، وذلك بفضل الجهود الكبيرة التي تبذلها الحكومة في توفير كل طلبات المستهلكين بإيجاد مصادر استيراد بديلة عن تلك التي كانت تورد السوق القطري قبل سنوات من الآن، وتحويل الوجهة منها إلى بلدان أخرى كتركيا وإيران والمغرب وغيرها من الدول التي تعرف بالنوعية الممتازة لمنتجاتها الزراعية، مضيفا أنه يستحيل بالنسبة لزائر السوق المركزي أن يغادر منه دون اقتناء كل ما يريد.

وقال المنصوري إن هذا الأمر يرجع إلى تعدد الخيارات امام الزبون اليوم بفضل الخليط المميز الذي يقدمه التجار بالمزج بين المنتجات القادمة من الخارج، وأخرى وطنية تمكنت من إيجاد مكانة لها في السوق خلال ظرف جد وجيز بعد العمل المتواصل الذي يقوم به أصحاب المزارع والعزب من المواطنين، متوقعا استمرار الحال على حاله في المستقبل أو تطوره بشكل أفضل في ظل العلاقات التي ربطتها قيادتنا الرشيدة مع جملة من دول التوريد، زد إلى ذلك الدعم اللامحدود الذي يلقاه المزارعون من طرف الحكومة التي تصر على تحقيق اكتفاء ذاتي في الخضر والفواكه عن طريق المنتج المحلي سيرا على خطى رؤية قطر 2030.

أسعار مميزة
من جانبه اعتبر غازي الكواري أسعار الخضر والفواكه داخل السوق المركزي بأبوهامور مميزة وفي متناول الجميع ما جعلت جميع الزبائن بإختلاف جنسياتهم يقتنون ما يحتاجون دون أي صعوبات مالية، بعد أن وصل سعر الكيلوغرام الواحد من الطماطم أمس 2.5 ريال والبطاطا 1.5 ريال و هو نفس ثمن البصل، في حين لم يختلف سعر الفواكه عن ذلك كثيرا حيث بلغ ثمن البرتقال 1.5 ريال والموز 3 ريال والتفاح بنفس القيمة، مصرحا بأن أقل ما يمكن أن يقال عن هذه الأسعار أنها رخيصة نظرا للنوعية الممتازة لهذه المنتجات.

كما كشف الكواري أن هذه الميزة تتشارك فيها جميع المنتجات الموجودة في السوق مستوردة كانت أو محلية، بعد أن بيع الخيار المحلي بأقل من 1 ريال للكيلوغرام الواحد، في حين سوقت الكوسة بـ 1.5 ريال، ما أعطى الزبون حرية التسوق وشراء ما يبحث عنه بأرخص الأثمان، مضيفا بأن الثراء الذي يشهده السوق من حيث الخضر والفواكه المختلفة المصادر خلق نوعا من التنافس الحاد بين التجار، ما أدى إلى انخفاض الأسعار بهذه الطريقة التي زادت في النهاية من القدرة الشرائية للمستهلكين سواء كانوا مواطنين أو مقيمين بشكل أفضل بكثير مما كان عليه الحال في المراحل السابقة التي كان فيها الاعتماد على تمويل السوق بالاستيراد من بعض البلدان دون التركيز على النشاط الزراعي المحلي من خلال إستصلاح الأراضي وتشييد البيوت المحمية مثلما هو معمول به اليوم.

سوق للخضر الجافة
بدوره أشاد أحمد الهتمي بالمجهودات الكبيرة التي بذلتها الحكومة طيلة الفترة الماضية في سيبل توفير كل ما يحتاجه السوق القطري من خضر وفواكه، ما يبدو لك بالعين المجردة من أول خطوة تخطوها داخل السوق المركزي، وذلك عن طريق ربط علاقات جديدة مع العديد من مصادر التوريد، بالإضافة إلى الجهد المضاعف الذي بذله المزارعون الوطنيون خلال الأزمة التي مرت بها البلاد، مؤكدا على أنه لا يمكن توجيه أي إنتقادات لسوق أبو هامور من حيث وفرة المنتجات وعدم وجود أي نقص يذكر فيها، إلا أنه ومع ذلك رأى ضرورة تعديل بعض الأمور التنظيمية داخله.

ووضح الهتمي كلامه بالإشارة إلى سوق الخضر الجافة الذي تم غلقه في الفترة الماضية بسبب التخوف من تضرر التجار بأشعة الشمس، بالإضافة إلى حماية الخضر من التعرض للحراراة التي قد تفقدها الكثير من قيمتها الغذائية، منبها إلى ضرورة إيجاد البديل له في أقرب وقت، لأن هذا القرار وبالرغم من صوابه إلا أنه أضر بالسوق أكثر مما أفاده بعد أن تحول تجار هذا النوع من الخضر إلى باعة متجولين يقفون على ناصية الطريق للترويج لبضاعتهم، ما خلق نوعا من الفوضى في هذه المنطقة ورفع من حدة الإزدحام فيها، داعيا الجهات المسؤولة على السوق المركزي لتشييد سوق خاص بالخضر الجافة يبسط نوعا من الراحة لدى الباعة ويضمن حرية التنقل بين طرقات السوق بالنسبة للمستهلكين.

وفي ذات السياق طالب زين سالم محمد اليافعي بفتح سوق خاص لتجارة الخضر الجافة بعد غلق السوق القديم، تفاديا لما يحدث في الوقت الحالي، بعد أن بات بيع هذه المواد يحدث على قارعة الطرقات، مؤكدا على أن السوق المركزي بأبو هامور وبالرغم من إيجابياته الكثيرة، إلا أنه يجب إعادة النظر في بعض النقاط فيه ووضع مخخط جديد يحسن من مظهره ويرفع من مستوى النظام الداخلي فيه.

ورأى اليافعي أن أول ما يجب القيام به لكي يتماشى هذا السوق مع صورة قطر الحديثة هو العمل على توسعته خلال المرحلة المقبلة، لأنه وفي ظل وفرة المنتجات التي تميزه حاليا بعد فتح قنوات استيراد جديدة، وتنشيط الزراعة المحلية بدا عليه بعض الاكتظاظ الذي يستوجب التدخل للقضاء عليه من خلال الزيادة في مساحته، زد إلى ذلك ضروة تشييد مواقف خاصة به للقضاء على الركن العشوائي في المناطق القريبة منه، خاتما كلامه بدعوة الساهرين على السير الحسن للسوق إلى فرض رقابة أكبر على التجار من جهة السلامة الغذائية للخضر والفواكه، التي قد يجرؤ قلة من التجار على تسويقها حتى بعد تضررها باستعمال البضاعة النوعية كواجهة لصناديق الخضر والفواكه، بينما تكون البضائع الفاسدة من تحت وهو ما يعتبر غشا وتلاعبا بصحة المستهلكين.

السابق
المهندي: سهولة صيانة الخزانات الكبرى
التالي
الألمانية عايدة بريما في ميناء الدوحة لأول مرة