الدوحة- باص.. مسارات متجددة تثبت مزايا الجاذبية

سياحة من الطابق العلوي تضاعف متعة الاكتشاف

خدمات معرفية عميقة في قالب ترفيهي

مزايا إضافية وأسعار التذاكر أدنى من دول الجوار

 

بزنس كلاس ـ ميادة أبو خالد

منذ خمس سنوات تقريبا بدأت فكرة إنشاء “الدوحة باص” لأول مرة، وذلك تنشيطاً لحركة السياحة الداخلية في قطر، وهي فكرة مميزة، فهي حافلة سياحية تعد الأولى من نوعها بقطر، ومن خلالها يستطيع الزائر لقطر التعرف على أهم المناطق الحيوية في مدينة الدوحة، ويتمتع الباص السياحي بمظهر جذاب، من خلال الألوان المميزة والتصاميم، ويتكون من طابقين، لإتاحة مشاهدة أفضل لمعالم الدوحة من الطابق الثاني، إذ يحتوي الطابق الثاني على 40 مقعدًا، بينما يحتوي الطابق الأول على 28 مقعدًا، بإجمالي عدد مقاعد 68 مقعداً، ويتميز باص الدوحة بأنه يسير على خطوط ومسارات خاصة به، وينطلق من الساعة السابعة صباحاً وحتى العاشرة مساءً خلال أيام الأسبوع، وتُباع تذاكر باص الدوحة في ثلاث منافذ، موزعة بين سوق واقف والسيتي سنتر والحي الثقافي “كتارا”، ويوجد منها حاليا خمس حافلات يجبن شوارع الدوحة عبر رحلات سياحية تشمل أبرز المعالم حيث تزور 18 مكانا سياحيا يومياً مثل سوق واقف، الحي الثقافي كتارا، متحف الفن الإسلامي، السيتي سنتر، كورنيش الدوحة وحديقة الشيراتون وغيرها. وعبر أجهزة للصوت يقدم الدوحة باص لمرتاديه من خلال عدة لغات المعلومات عن هذه المعالم مصحوبة بموسيقي تتناسب وهذا الجو التاريخي، وكان أكثر زائريه من الأجانب مقارنة بنسبة الجنسيات العربية. غير أن الكثير اشتكى من ارتفاع أسعار التذاكر الخاصة به والتي بلغت 180 ريالا للفرد و90 ريالا للطفل وعرض عائلي يشمل الوالدين بصحبة طفلين تبلغ قيمته 455 ريالا، وهناك من كشف عن جهل الكثيرين بها والذين لم يسمعوا عنها من قبل.

 

باتجاه الشمال أيضاً

بدوره أكد السيد خالد السويدي، الرئيس التنفيذي لشركة “باص الدوحة”، أن باص الدوحة يقدم خدمة متميزة للراغبين في التعرف على معالم قطر التراثية والتاريخية بجولات تطوف شوارع قطر، مشيراً إلى أن الشركة تمتلك خططا توسعية طموحة تتمثل في تسير جولات سياحية إلى أبرز معالم الدولة في بلدية الشمال.

وقال: أن فكرة “باص الدوحة” تبلورت لديه قبل قرابة خمسة أعوام للتعريف بمعالم قطر حيث أن الكثير من السياح والمقيمين ليس لديه فكرة وافية عن معالم قطر السياحية والتراثية والتاريخية، مشيراً إلى أن أسعار الشركة تنافسية مقارنة بالأسعار التي تطرحها الشركات المماثلة في دول المجاورة.

 

خدمات معرفية

وبين السويدي أن أبرز الخدمات التي تقدمها الشركة للسياح والمواطنين والمقيمين من خلال الجولة السياحية للباصات تبدأ الجولة من سوق واقف وتتنقل بعد ذلك في عدد من المعالم الأكثر تنوعاً وجذباً للسياح في مدينة الدوحة، بحيث تتيح للراكب التعرف على مدينة الدوحة.

وإلى جانب الجولات الصباحية والليلية التي يوفرها باص الدوحة، فقد أطلق مؤخراً جولات جديدة منها جولة مؤسسة قطر وجولة مركز الشقب للفروسية وجولة متحف الفن الحديث ويعرف بـ”المتحف”.

كما يسعى باص الدوحة لتوسيع جولاته السياحية بحيث تشمل جميع معالم المدينة ومزاراتها لتضاف بذلك إلى 22 محطة يصل إليها الباص في الوقت الحالي.

كما سيقوم باص الدوحة قريباً بإطلاق عدد من الرحلات إلى خدماته المعتادة حيث سينطلق بالركاب والسياح إلى شواطئ منتجع سيلين الساحرة، كما سيقدم عدداً من العروض لتقضية عطلة نهاية الأسبوع، إضافة إلى مغامرات الكثبان الرملية والزوارق السريعة التي تنطلق من متحف الفن الإسلامي.

يقدم باص الدوحة للسياح ولأهل قطر الراغبين في رؤية المدينة عن قرب الاختيار بين باقة من الجولات النهارية والليلية والتي تتيح لهم النزول والصعود بين عدد من النقاط السياحية والمزارات، وسيتم تزويد جميع الركاب بخريطة للنقاط التي تتم زيارتها خلال الجولة حيث تتوفر كافة المعلومات بسبع لغات مختلفة.

تذاكر متعددة الاستخدامات 

وتعد تذكرة “دوحة باص” صالحة للاستخدام لعدة مرات في نفس اليوم، فيمكن للعميل أن يركب الباص لإحدى المحطات وينزل لمشاهدتها ثم يستقل باص آخر ليستكمل رحلته لوجهة أخرى، فالتذكرة توفر رحلة لأهم المعالم، وبسعر مميز إن قورن مع الخدمات المقدمة للعميل.

وأيضا تم اضافة خدمة تقنية للزوار من خلال الموقع الالكتروني الذي يقدم خدمة متميزة للعملاء، سيتم طرح تطبيق على الهواتف الذكية، بحيث يقوم بتتبع المركبات التابعة للشركة، ليُمكن العميل من معرفة أوقات وصول الباص بصورة مباشرة، فلا يترك المعلم الذي يزوره حتى تقترب الحافلة.

 

اما عن ارتفاع أسعار تذاكر “باص الدوحة” أوضح السويدي ان فكرة “باص الدوحة” مطبقة في عدد من دول الجوار، وفي قطر هي أقل من نظيراتها، على الرغم من أن الخدمات التي يتم تقديمها لا تقدم في غير قطر من البلدان، ففي دول الجوار يصل سعر التذكرة لـ250 ريال، وفي الدوحة لا تتجاوز 180 ريال على الرغم من الخدمات الإضافية التي نقدمها، والتي لا تتوفر في دول الجوار.

 

 

أبواب مشرّعة

أما عن دور هيئة السياحة قال السويدي: نجحت الهيئة العامة للسياحة في تنشيط السياحة لدولة قطر، فالكثير من أبناء دول مجلس التعاون، خاصةً من الكويت وعمان، يحرصون على قضاء إجازاتهم في الدوحة، ويرجع هذا التوجه لما تقدمه الهيئة من برامج ترفيهية، واستقطابها للكثير من الفعاليات العالمية التي جذبت الكثير من السياح اليها، وأود أن أتقدم بالشكر للهيئة على حرصها الدائم على دعم “باص الدوحة”، خاصةً وأننا نلتقي مع هيئة السياحة في الكثير من الأهداف التي ترنو لها، فكل منا يسعى لتنشيط السياحة بقطر كأحد روافد الدخل القومي للبلاد.

وأشار السويدي الى اهمية التعاون مع هيئة السياحة التي لا تتردد عن تقديم ما يلزم لتنشيط حركة السياحة في قطر، ودائما بابها مفتوح على مصراعيه للشركات لتذليل العقبات امامهم.

مبينا ان هناك تأمين شامل للسائح تسعى الهيئة لتطبيقه، حيث ان جهود الهيئة العامة للسياحة مثمرة وتنعكس بالإيجاب على أداء جميع المؤسسات العاملة في القطاع السياحي.

 

خطط مستقبلية

وحول الخطط المستقبلية قال السويدي:”ستكون الخطوط الجديدة لقلعة الزبارة وغيرها من المعالم الشمالية التاريخية هدفاً أساسياً، وإن كانت بأيام محددة، ونعمل على تجهيز مواد إعلامية للتعريف بهذه المعالم، وستكون رحلاتنا مختلفة في التقديم التقليدي الذي يحيي التراث القطري بجوار الترفيه الذي ينشده السائح من رحلته”.

 

العدد لدينا يمكن زيادته وصولاً لعشر باصات، ولكن الأمر يعتمد في المقام الأول على حاجة السوق، ففي الصيف يقل عدد راكبي الباص، لذا لا يزيد عدد الحافلات عن 5، ولكن في الشتاء، وفي ظل الأحداث والفعاليات التي تستضيفها الدوحة نزيد العدد وفق لما نرتئيه من حاجة.

 

من الطابق العلوي

هذا، ويعد “باص الدوحة” أحد الخدمات المتميّزة التي توفّرها هيئة السياحة القطرية منذ 2012، وتتابع نجاحها وتطوّرها، وتعيش في الشتاء تحديداً موسمها المزدهر، بسبب المناخ الجيّد الذي يسمح لركاب الباص استخدام الطابق العلوي المكشوف منه، والاستمتاع بجولة جميلة في الهواء الطلق والشمس اللطيفة. ففور حجز البطاقة، المتوفرة في محطات الباص وإلكترونياً أيضاً، وقبل استقلال الباص يقدّم المضيفون لك خريطة فيها دليل مفصّل لمحطّات الباصات وخطوط سيره، فهو يجول على أبرز معالم الدوحة الثقافية والسياحية والخدماتية، من متحف الفنّ الإسلامي إلى سوق واقف إلى أبرز المتنزهات إلى الكورنيش وأبرز الأسواق والمراكز التجارية (مولات) والحي الثقافي – كتارا ومدينة اللؤلؤة. ولا تقتصر وظيفة “باصات الدوحة” على التعريف بأبرز المعالم السياحية فقط، بل هي تطبع العاصمة القطرية بطابعها الفريد، بلونيها الأحمر والأصفر وطابقها العلوي، المتميّز عن باص لندن الأحمر بإمكانية فتح سقفه.

 

السابق
غاز قطر المسال ورحلة الصعود للقمة
التالي
مركز قطر للمال يملأ فجوة المصداقية ويعبد طريق الريادة