يوم السياحة في رحاب الدوحة.. برنامج عمل مستدام والجهود جماعية

قطر الأكثر انفتاحاً في المنطقة وأجندتها الاقتصادية دليل إثبات

١٠٠٠٪ ارتفاعاً في عدد القادمين عبر البحر

بوابات مفتوحة وتسهيلات تسرع إيقاع الإقبال

تحويل الشعار إلى حقيقة تخصص دقيق لصناع السياحة القطريين

الدوحة- بزنس كلاس

 

ارتدت الدوحة أجمل حلة لها في استقبال اليوم العالمي للسياحة الذي استضافته في ربوعها في 27 سبتمبر / أيلول تحت شعار “السياحة المستدامة – أداة تنمية”، ما يشي بعنوان الاستراتيجية السياحية لدولة قطر في المرحلة المقبلة من خلال العمل على تطوير قطاع السياحة وتشجيع السياحة وتنمية قطاع الضيافة في قطر وفق أجندة واضحة  وعلى أساس مستدام. ويأتي هذا الأمر على أهميته في صلب اهتمام طيف واسع من رجال الأعمال والجهات الحكومية  حتى يأخذ القطاع السياحي موقعه المناسب في استراتيجية رؤية قطر الوطنية 2030 كقطاع مساهم بكل رئيسي  في رفد الموازنة العامة للدولة بأرباح مستدامة ومتزايدة عاماً بعد عام.

إلى المرحلة التالية

وبهذه المناسبة الحدث، أطلقت دولة قطر المرحلة القادمة من استراتيجيتها الوطنية لقطاع السياحة 2030 بهدف تحديد مسار النمو والمعالم الخاصة في القطاع السياحي القطري خلال السنوات الخمس المقبلة. وقد حققت قطر بالفعل حتى الآن، وفق حسن الإبراهيم رئيس قطاع التنمية السياحية في الهيئة العامة للسياحة، العديد من الإنجازات منذ عام 2014  بعد أن أصبحت الدولة الأكثر انفتاحاً في المنطقة وذلك بفضل سلسلة من القرارات الرسمية والسياسات المنهجية التي استهدفت تبسيط إجراءات التأشيرات بما في ذلك إعفاء مواطني  نحو 80  بلداً من تأشيرة الدخول، إلى جانب ظهور قطاع حيوي لسياحة الرحلات البحرية حيث ارتفعت نسبة السياح القادمين عبر البحر بنحو 1000% خلال العام الماضي. ما أدى بالنتيجة إلى ارتفاع مساهمة القطاع السياحي بالناتج المحلي الإجمالي إلى 6.7% من خلال إسهامات مباشرة غير مباشرة للقطاع في الاقتصاد الكلي للدولة خلال 2016، بالإضافة إلى إطلاق مهرجانات سياحية جديدة وجذابة على مدار السنة وتعزيز الحضور العالمي لقطر. فيما تضع المرحلة الجديدة للاستراتيجية الوطنية نصب عينيها زيادة مساهمة السياحة في الناتج المحلي الإجمالي لقطر من 19.8 مليار ريال عام 2016 إلى 41.3 مليار ريال قطري بحلول العام 2023.

القادمة تسعى لتقديم قطر كوجهة سياحية تمتزج فيها الأصالة والحداثة في تناغم فريد حيث تتعانق الرمال والبحر وتلتقي شعوب العالم لمعايشة تجربة سياحية فريدة والاستمتاع بمزايا قطر في مجالات الثقافة والرياضة والمعارض والمؤتمرات والترفيه العائلي.

6 أقاليم سياحية مختلفة

ملامح المحلة السياحية  القادمة في البلاد التي سيشارك برسمها وصياغة محتواها سواء النظري أو العملي كل من الحكومة القطرية ممثلة بمختلف جهات القطاع العام المعنية والمستثمرون من رجال أعمال قطريون وأجانب إضافة إلى المواطنون القطريون أنفسهم ، تتضمن خطة تطويرية للقطاع السياحي في الدولة وتوضح الطرق الكفيلة بتنفيذ هذه الخطة خلال السنوات المقبلة. هذه الخطة سوف تستند إلى مبدأ تقسيم قطر إلى ستة أقاليم سياحية متنوعة تتمثل بشكل جلي وواضح المعالم  في ست مناطق جغرافية بحيث تقدم كل منطقة نوع معين من السياحة استنادا إلى السمات الجغرافية للمنطقة ومقوماتها الطبيعية وسوف يتم توجيه الدعوة للمستثمرين المحليين والدوليين لتطوير مجموعة من المنتجات والخدمات السياحية في كل منطقة.

وسوف يتاح للجميع، في هذا الإطار، سواء كانوا من العاملين بالسياحة أو المستثمرين أو من أهل قطر العديد من الفرص ليسهموا في رسم ملامح قطر وصورتها التي سوف ترسخ في أذهان الزوار على مدى العقود القادمة. كما ستتضمن خطط المرحلة السياحية القادمة  تعزيز أجندة الفعاليات السياحية التي تقام في البلاد على مدار السنة بما فيها من المهرجانات والمعارض مع التركيز على طرق ووسائل إبراز دولة قطر والترويج لها كوجهة سياحية فريدة تستحق عناء السفر إليها في تجرية لا تنسى وذلك عبر زيادة الوعي بالبلاد عبر توسيع شبكة المكاتب الدولية التي تروج للأمر.

لكن هذه الدعاية الخارجية بحاجة لمواكبة وعمل دؤوب في الداخل على رفع مستوى المنتج السياحي القطري ليحاكي أعلى المعايير الدولية وذلك من خلال الارتقاء بتجربة الزائر على المستوى الوطني بحيث تتضمن مجموعة من الخطط التي من شأنها ضمان تجربة مميزة في كل مرحلة من مراحل زيارة السائح إلى قطر. لذلك يجب أن تشمل هذه الخطط برامج سياحية لتعزيز التفاعل وتبادل الخبرات بين سكان قطر وضيوفها فضلا عن إنشاء وحدات خاصة بالتجربة السياحية في جميع الجهات العامة والخاصة على حد سواء في تعاون مثمر يؤدي بنا جميعاً إلى النتيجة المرجوة.

6 ملايين سائح سنوياً بحلول 2023

إذا كتب النجاح للخطط الواقعية لهذه المرحلة الخمسية الجديدة لتطوير السياحة في قطر، فسوف تستقبل البلاد ما يقرب من 6 ملايين سائح سنوياً بحلول العام 2023 بغض النظر عن الطفرة السياحية التي سترافق فعاليات مونديال قطر 2022. وقالت الهيئة العامة للسياحة أن هذا الرقم الصعب، لكن ليس المستحيل،  إذا ما تمكنا من  الوصول إليه سيكون ضعف العدد الذي استقبلته البلاد في عام 2016، إضافة إلى تحقيق معدل إشغال يبلغ 72%  في جميع المنشآت الفندقية وذلك عبر زيادة الطلب وتنويع خيارات الإقامة السياحية التي توفرها البلاد. وبالتالي فإن هذه الاستراتيجية سوف تؤدي المطلوب منها وذلك من خلال زيادة المساهمة المباشرة للسياحة في الناتج المحلي الإجمالي لقطر من 19.8 مليار ريال في عام 2016 إلى 41.3 مليار ريال قطري بحلول 2023 مما يمثل مساهمة مباشرة في الناتج المحلي الإجمالي نسبتها 8.3% مقارنة بـ3.5% في عام 2016.

كل ما سبق يؤكد أن شعار السياحة المستدامة – أداة للتنمية الذي تبنته قطر في احتضانها لليوم العالمي للسياحة مؤخراً إنما يأتي في إطار خطط عملية وتخطيط واقعي سوف يؤدي إلى نتائج إيجابية بشكل شبه أكيد وليس مجرد شعار لن يجد له مكان على أرض الواقع. لذلك فإن الدوحة عملت وسوف تعمل بكل مؤسساتها وإمكانيات القطاع الخاص والأفراد  أن تحقق الأهداف العامة المرجوة من يوم السياحة العالمي الذي يهدف إلى تعزيز الوعي بين المجتمعات العالمية بأهمية السياحة.

ثقافة اقتصادية مستدامة

يذكر أن شعار السياحة المستدامة يرتبط بثقافة اقتصادية فعالة اثبتت نجاعتها في أكثر من تجربة وطنية في أنحاء مختلفة من العالم ودول كثيرة تبنت هذه الاستراتيجية لتحقق فيها نجاحاً اقتصادياً مهماً. ويمكن تعريف مفهوم السياحة المستدامة حسب منظمة السياحة العالمية، على أنه مجموعة المبادئ التوجيهية للتنمية المستدامة وممارسات التدبير المستدام التي تنطبق على جميع أشكال السياحة في جميع الوجهات، بما في ذلك السياحة الجماعية ومختلف الأنماط السياحية الأخرى. كما أن مبادئ الاستدامة تخص الجوانب البيئية والاقتصادية والاجتماعية الثقافية للتنمية السياحة. لضمان الاستدامة على المدى الطويل، مع وجوب موازنة هذه الجوانب الثلاثة بشكل رشيد.

فهي تقتضي توفير رؤية متكاملة مع الجوانب الأخرى تعتمدها على المدى الطويل، فيما يخص تطورها وآثارها المختلفة اجتماعيا وتراثيا واقتصاديا… الخ على المجتمعات المستضيفة. وتتطلب السياحة المستدامة رؤية تشاركية ومشاركة فعلية لكل الأطراف المتدخلة من أجل تحقيق أهدافها ضمن إطار التنمية المستدامة، وهذا بالضبط ما تعمل قطر عليه من خلال فتح باب المشاركة للجميع في هذا الجانب الحيوي من المشهد الاقتصادي القطري.

 

السابق
القطرية تدخل إيطاليا من بوابة ميريديانا وأجنحتها الأكثر ارتفاعاً
التالي
بيرغنشتوك.. آخر العنقود في عائلة كتارا السويسرية