القطرية تدخل إيطاليا من بوابة ميريديانا وأجنحتها الأكثر ارتفاعاً

خطوطها تنتشر تباعاً والمركز الأول عالمياً لا يزال في حوزتها

خبرة التحليق تتعمق وعبور المطبات الوعرة امتياز دائم

المحركات النفاثة والمرنة تسرّع الطيران فوق قرارات الحصار 

بزنس كلاس – سليم حسين

في فتح لآفاق جديدة ومسارات جوية ناجحة تكللت بالنجاح مفاوضات الخطوط الجوية القطرية  مع شركة  AQA Holdings للاستحواذ على 49% من شركة ميريديانا الإيطالية للطيران بعد أن توقع الجميع تراجع القطرية عن المنافسة على المركز الأول عالمياً نتيجة الضرر الذي لحق بعملياتها ورحلاتها بعد إغلاق أجواء بعض الدول الخليجية بوجه طائراتها وانهيار المفاوضات التي كانت تجريها للاستحواذ على نحو 10% من أمريكان إيرلاينز.

وتأتي الخطوة هذه لتؤكد علو كعب الخطوط القطرية ومتانة هيكليتها الاقتصادية من حيث الجدوى والحجم في وقت يفترض أنه عصيب نتيجة الحصار وتداعياته. وليست هذه الصفقة كما أعلنت الناقلة القطرية الوطنية  نفسها على لسان رئيسها التنفيذي أكبر الباكر، مجرد خطوة استعراضية لتقول القطرية بأنها لم تتأثر بالحصار، بل تأتي في سياق خطة واضحة لتوسيع مجال عمل الشركة وفتح مزيد من الآفاق والاستثمارات المفيدة في هذا الإطار دولياً. فالخطوة المتمثلة بالاستحواذ على نحو نصف ميريديانا تأتي في إطار خطة موضوعية لتحقيق استثمار ناجح يتمثل بتحويل ميريديانا إلى أكبر ناقل جوي في إيطاليا كلها وذلك من خلال دعم أسطولها الحالي بعدد من طائرات نقل الركاب المختلفة الأنواع الأحجام لتعزيز توسيع شبكتها الجوية ونقلها من خانة المراوحة الاقتصادية إلى جبهة تحقيق الإنجازات والأرباح المستدامة.

صفقة ميريديانا

الصفقة التي تمت في الآونة الأخيرة تتضمن استحواذ الخطوط القطرية على 49% من ميريديانيا مقابل بقاء الحصة المهيمنة بيد مجموعة أليساردا الإيطالية،  المالك الوحيد السابق للشركة، حيث باتت نتيجة الصفقة تستحوذ على  بنسبة 51%.

والسؤال الأبرز الذي يتباد للأذهان كيف ستحول القطرية اتجاه الدفة بما يلائم الريح لتعود ميريديانا إلى التحليق باقتدار وتعود إلى نغمة الأرباح التي افتقدتها مؤخراً نتيجة كثير من المنغصات والإخفاقات التي تتحمل إدارتها السابقة جزء كبير منها بغض النظر عن إمكانيات الشركة الكامنة التي تجعلها مرشحة للعودة بقوة إلى المنافسة على السوق الإيطالية بوجه العملاق أليطاليا. فقد أعلن الرئيس التنفيذي للخطوط القطرية أكبر الباكر في أول تعليق له على صفقة الاستحواذ، بأن الخطوط الجوية القطرية ستدعم شركة طيران ميريديانا لتكون أكبر شركة طيران في إيطاليا من خلال تزويدها بطائرات من أنواع مختلفة للمساعدة في تعزيز شبكتها لتزيح بذلك إليطاليا عن عرش الخطوط الجوية الإيطالية في زمن لا يتوقع أن يكون طويلاً وفق المعطيات التي تظهر تباعاً في هذا الإطار. واضاف الباكر إن الخطوط الجوية القطرية ستعمل على نمو شركة ميريديانا الإيطالية بشكل كبير بما في ذلك استخدام طائرات جديدة وعلامة تجارية جديدة وتوسيع شبكتها الأوروبية والدولية. وبالتالي فإن ميريديانا، التي تعتبر ثاني أكبر شركة طيران في إيطاليا، ستبدأ خلال الأشهر الستة القادمة في تسلم الطائرات التي طلبتها الخطوط الجوية القطرية وهي من طراز بوينج 787 إس أو إيرباص إيه 330 إس وكذلك طائرات بوينج 737 لتحقق انطلاقة عودة قوية إلى أجواء المنافسة في إيطاليا وأوروبا بأسرها في مجال الطيران التجاري.

جملة استثمارات

الجدير بالذكر أن هذا الاستثمار الأخير للقطرية في ميريدياينا ليس سوى حلقة جديدة في سلسلة استحواذات تقوم بها الناقلة الوطنية القطرية لتوسيع مجالات استثماراتها، حيث تملك الخطوط الجوية القطرية أيضا حصة أقلية في كل من مجموعة انترناشونال ايرلاينز الشركة الأم للخطوط الجوية البريطانية ولاتام ايرلاينز التي تعمل في أمريكا الجنوبية. وبنفس الوقت تعبر الخطوط القطرية على لسان مسؤوليها بأنها تشتري حصصا في شركات طيران تعتقد أنها استثمار جيد وتسمح لها بالعمل كأنشطة مستقلة عنها. بشكل أساسي تتوسع الخطوط القطرية باستثماراتها من أجل تحقيق مزيد من المكاسب في هذ السوق المهم، كما أنها تفعل ذلك من أجل سد الثغرة التي نتجت عن إغلاق بعض الأجواء الخليجية بوجه طائراتها وما خلفه ذلك من تعقيدات خصوصاً لجهة الزمن الإضافي على رحلات بعض الخطوط ووجوب عمل طواقم عمل مزدوجة في رحلات جوية تأخذ أوقاتاً أطول مما يجب نتيجة إغلاق الأجواء.

فقد أوضح خبراء في هذا المجال، بأن استحواذ القطرية على ميريديانا سوف يجعلها بسهولة تتخلص من مشكلة الرحلات المباشرة من الدوحة نحو وجهات أوروبية تحديداً في الجزء الجنوبي من أوروبا وحوض المتوسط لتفادي التفاف طائراتها حول مناطق الإغلاق الجوية من دول الحصار بأن تربط رحلات القطرية مع رحلات ميريديانا في نقاط ومحطات تصلها القطرية مباشرة دون المرور بأجواء دول الحصار مثل المدن الإيرانية والتركية ودول شرق أفريقيا جنوب السودان.

كما سيتيح إضافة هذا الحصة الجيدة من ميريديانا الإيطالية إلى محفظة الخطوط القطرية بشكل عام المزيد من فرص العمل وخلق وظائف جديدة سواء للمواطنين القطريين أو الشركاء في إيطاليا التي تعاني من موضوع البطالة. وسيفتح هذا الأمر أيضاً الباب أمام المزيد من خيارات السفر إلى أكثر من 150 وجهة حول العالم.

ومع وصول الطائرات الجديدة إلى ميريديانا في إطار هذه الشراكة المهمة لها ولإيطاليا كما للدوحة، فإن قدرة ميريديانا التنافسية في السوق الأوروبية سوف تتعزز من خلال تقوية شبكة وجهات شريكة القطرية الجديدة في إيطاليا وأوروبا والولايات المتحدة وغيرها من وجهات عالمية.

عن ملامح مرحلة

وتبدو ملامح المرحلة المقبلة من رحلة ميريديانا الجديدة برفقة القطرية مبشرة بمحصول وفير في عين المستطلع للأمور من انعكاس السعادة على وجوه إدارة الشركة الإيطالية. فقد أعرب أعرب السيد ماركو ريجوتي، رئيس مجلس إدارة أليساردا و”أي كيو أي هولدنغ”، عن سعادته بالبدء في هذه الشراكة مع أفضل خطوط طيران في العالم. واشار بوضوح إلى العمل يجري في وضع اللمسات الأخيرة على إنجاز خطة أعمال طموحة بهدف إتاحة وجهات جديدة وخدمات عالية المستوى لمسافري ميريديانا بحلتها الجديدة.

وتنص بنود اتفاقية المساهمة التي وقعتها الخطوط الجوية القطرية مع أليساردا في شهر يوليو في العام 2016 على احتفاظ الأخيرة بحق تعيين غالبية أعضاء مجلس الإدارة.

يذكر أن ميريديانا هي ثاني أكبر شركة طيران في إيطاليا وتملك شبكة وجهات قوية في أوروبا، والولايات المتحدة الأمريكية وإفريقيا، ويتألف أسطول ميريديانا من طائرات بوينغ 737 و767 وMD-82.

وتعد الناقلة الوطنية لدولة قطر، الرائدة في تقديم أحدث الخدمات في قطاع الطيران، أسرع شركات الطيران نمواً في العالم، حيث تسيّر أسطولاً حديثاً يضم 200 طائرة تتجه إلى أكثر من 150 وجهة عالمية، من بينها 42 رحلة أسبوعياً إلى أربع وجهات في إيطاليا، وهي روما والبندقية وبيزا وميلانو.

تميم المجد يزين صدر القطرية

الخطوط القطرية رغم صغر سنها، فهي ما تزال في ريعان الصبا، إلا أنها حققت إنجازات عجزت خطوط طيران عريقة عن إنجازها. وهي تثبت مرة أخرى عبر هذه الصفقة الناجحة بأنها كما دولة قطر التي تمثلها في كل مكان تصله في هذا العالم، بأن حسابات الحجم والسن لا علاقة لها أبداً بالنجاح المدوي والتميز المبدع لأن الإرادة والتصميم و التجربة الصعبة هي من تصقل الخبرة وتجعل الفتي قوياً وحكيماً وقادرا على المضي قدماً إلى مستقبل مزدهر يصنع أساساته اليوم بالجهد والعرق والإيمان بالنجاح وهذ ما جعل الخطوط القطرية تستحق أن تحمل رمز “تميم المجد” على أحدث طائراتها فهي خير سفير للحضور القطري الفاعل في كل مجال وعلى مستوى هذا العالم المترامي الأطراف.

السابق
منتجات قطر غير النفطية بديل شرعي للاقتصاد التقليدي
التالي
يوم السياحة في رحاب الدوحة.. برنامج عمل مستدام والجهود جماعية