بزنس كلاس- خاص- وكالات:
تحاول دول الحصار من خلال مطالبتها قطر بإغلاق قناة الجزيرة أن تقضي على أهم منافس لقنواتها المضللة التي تعمل منذ بداية الحصار على تسويق خطاب يوهم المتلقي بأن الإجراءات التي اتخذتها الدول الأربع أثبتت نجاعتها وأضرت بالاقتصاد القطري، في حين أن الوقائع تؤكد أن قطر استطاعت تجاوز الصعوبات، بل وبدأت إجراءات دول الحصار تعود بنتائج عكسية عليها.
ولأن قناة الجزيرة تعد المنبر الأول لتفنيد أكاذيب الدول الأربع جاء مطلب إغلاقها أحد الشروط الرئيسية لرفع الحصار، الأمر الذي كان محط شجب وإدانة واستنكار ليس على الصعيد المحلي فحسب، بل عربياً ودولياً حيث اعتبرت شخصيات وهيئات دولية معنية بحرية التعبير بأنه مطلب شاذ وغير مقبول ويلحق ضرراً كبيراً بتعددية الإعلام في المنطقة.
وفي هذا الإطار وصف المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة زيد بن رعد مطالبة السعودية وثلاثة بلدان عربية أخرى لدولة قطر بإغلاق قناة الجزيرة، بأنه «هجوم غير مقبول» على حرية التعبير والرأي. وقال إن «الخلاف المثير للقلق» في منطقة الخليج بلغ «مستوى جديداً» بإدراج بعض الحقوق الأساسية والحريات ضمن قائمة المطالب التي فرضتها السعودية والإمارات العربية المتحدة والبحرين ومصر على دولة قطر، وأعرب المفوض السامي في إيجاز صحفي أمس عن «قلقه البالغ» من مطالبة تلك الدول بإغلاق شبكة قنوات الجزيرة ووسائل إعلام أخرى تمولها قطر. وقال زيد بن رعد «سواء كنت تشاهدها أو لا تشاهدها، أو تحبها أو تكرهها، أو تتفق أو لا تتفق مع وجهات نظرها التحريرية، فإن الجزيرة العربية والإنجليزية قناتان شرعيتان، ولهما ملايين عديدة من المتابعين». وتابع قائلاً إن «المطالبة بإغلاقهما الفوري هو بنظرنا هجوم غير مقبول على الحق في حرية التعبير والرأي»، مشيراً إلى أنه إذا كان للدول خلاف بشأن مواد تبثها قنوات تلفزيونية تابعة لبلدان أخرى فإن «للدول الحق في مناقشتها وخوض مساجلات علناً بشأنها». واستطرد المسؤول الأممي القول إن الإصرار على إغلاق القنوات التلفزيونية مطلب «شاذ وغير مسبوق وغير منطقي وغير معقول بشكل جلي».
وتأتي تصريحات المفوض السامي لحقوق الإنسان متسقة مع مواقف منظمات واتحادات دولية أخرى.
فقد وصف مقرر الأمم المتحدة الخاص المعني بتعزيز حرية الفكر والتعبير دافيد كاي مطالبة الدول المحاصرة لقطر بإغلاق قناة الجزيرة، بأنه سيلحق ضرراً كبيراً بتعددية الإعلام في المنطقة. ونددت منظمة مراسلون بلا حدود بمطلب الدول الأربع المحاصرة لقطر بإغلاق الجزيرة، معتبرة إياه «ابتزازاً غير مقبول»، مشيرة إلى أن الجزيرة أحدثت ثورة في الإعلام العربي، وأن مطلب إغلاقها وغيرها من المؤسسات الإعلامية التي تمولها قطر أمر يثير القلق.
وأدان الاتحاد الدولي للصحافة الرياضية طلب إغلاق قنوات الجزيرة، معتبراً الأمر اعتداءً على حرية التعبير، وقال إن المطالبة بإغلاق الجزيرة وجميع الشبكات المتصلة بها بما فيها شبكة «بي إن» الرياضية، أمر مرفوض. ووصف الاتحاد رفض رياضيين ومدربين التحدث مع صحفيين يمثلون قناة «بي إن» الرياضية بأنه تصرف غير صائب.
وفي السياق ذاته، عبّر رئيس الاتحاد الوطني للصحفيين في بريطانيا تيم داوسون عن قلقه من طلب دول الحصار من قطر إغلاق شبكة الجزيرة، مضيفاً أن على الدول الخليجية أن تجلس وتتحاور بدلا من التضييق على حرية التعبير.