الدوحة – بزنس كلاس:
بلغت منافسات توفير منتجات وحلول شبكات الجيل الخامس (5G) أوجها خلال الأشهر القليلة الماضية. وكانت تقنية الجيل الخامس الشغل الشاغل لجميع المشاركين في المؤتمر العالمي للهواتف النقالة 2018 الذي استضافته مدينة برشلونة الإسبانية واختتم أعماله في الأسبوع الأول شهر مارس الجاري، حيث كانت هذه التقنية محور حديث جميع المشاركين الذين حضروا المؤتمر سواءً في خطاباتهم الرئيسية عن مستجدات تقنية المعلومات والإتصالات أو من خلال العروض التجريبية التي نفذوها خلال فترة المعرض، أو المنتجات والحلول التي عرضوها ضمن أجنحتهم.
وكانت تقنية الجيل الخامس أثارت الكثير من الضجة حولها لما فتحته من أبواب جديدة لتطوير العديد من التقنيات الرائدة مثل المدن الذكية وإنترنت الأشياء والواقع المُعزز والواقع الافتراضي والسيارات المتصلة ذاتية القيادة والتي يتوقف عملها على توفر بنية تحتيةٍ قوية لتقنية الجيل الخامس، ولعل أهم الفرص التي تفرزها التقنية الجديدة، تلك المرتبطة بأعمال مشغلي الاتصالات، حيث يتوقع أن يفتح المجال واسعاً أمامهم لرفع كفاءة شبكاتهم وزيادة الإنتاجية وتغيير نمط الأعمال بما يرتقي لطموحات عملائهم المتزايدة.
بهذا أصبح المستقبل الآن أقرب من أي وقت مضى، ويعود الفضل الأكبر في ذلك إلى صناعة تقنية المعلومات والاتصالات. ولكي يتم التسويق تجارياً لتقنية الجيل الخامس، لا بد لنا من إيجاد شبكةٍ تجاريةٍ قياسية تؤدي هذه المهمة وإلا فإن المؤسسات ستقف عاجزةً عن صناعة الأجهزة التي تعمل بتقنية الجيل الخامس.
لهذا رافق الإعلان عن هذه التقنية مؤخراً ضجة كبيرة في عالم تقنية المعلومات والاتصالات ما دفع مشروع شراكة الجيل الثالث، وهو عبارة عن اتحاد عالمي يضم المؤسسات القياسية لتطوير الاتصالات السلكية واللاسلكية، لإصدار مجموعة كاملة من المواصفات المطلوب وجودها في المرحلة التالية.
وبالنظر لمتطلبات العديد من المشاريع الضخمة المستقبلية الرؤيا، يتوقع أن تتصدر منطقة الشرق الأوسط آخر مراحل سباق الحصول على تقنية الجيل الخامس، لا سيما دول الخليج العربي. جاء هذا وفقاً للتقرير الصادر عن الجمعية الدولية لشبكات الهاتف النقال بعنوان اقتصاد الهواتف النقالة: منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا 2017 والذي سلطت فيه الضوء على أن الشركات في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ستكون من بين أولى الشركات التي ستقوم بإطلاق شبكات تقنية الجيل الخامس التجارية.
إضافةً إلى ذلك، توقع التقرير بأن يتخطى عدد اتصالات تقنية الجيل الخامس في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا 50 مليون اتصال بحلول عام 2025 لأن شبكات الجيل الخامس ستغطي ما نسبته 30% تقريباً من عدد سكان هذه المنطقة في هذه المرحلة. وبحسب الجمعية الدولية، ستحل دولة قطر وغيرها من دول الخليج العربي في طليعة الدول التي ستقوم بإطلاق شبكات الجيل الخامس تِبعاً لمعدلات انتشار تقنية الجيل الرابع المرتفعة فيها دون أن ننسى الدعم الحكومي لهذه التوجُهات.