بعد الهجمة الإلكترونية الشرسة التي تعرضت لها بعض المواقع الإلكترونية السعودية وبينها بنوك في المملكة، قال عدد من المراقبين والمتخصصين في أمن المعلومات وقطاع التكنولوجيا: إن الجهاز المصرفي والبنوك المحلية «عصية» على فيروس شمعون 2 الذي استهدف مؤسسات مالية وحكومية في المملكة العربية السعودية قبل أيام خصوصاً أن مصرف قطر المركزي يعزز إجراءات الأمن والحماية لدى البنوك المحلية .
وأشاروا إلى أن البنوك المحلية تتخذ تدابير وقائية من الهجمات الالكترونية والقرصنة المحتملة.. كما تمتلك أنظمة حماية عالية للبيانات الحساسة للعمل على الحيلولة دون حدوث أية اختراقات لحسابات العملاء لافتين إلى أن عددا من البنوك المحلية قام برفع جاهزيته لأي عمليات قرصنة الكترونية محتملة.
وفي السياق ذاته حذر عدد من الخبراء التقنيين والمراقبين عبر الوطن الاقتصادي من خطورة التساهل مع الفيروس الجديد «شمعون 2» في نسخته الحديثة التي تهدد الكثير من مؤسسات والشركات في العالم وخاصة القطاعات الأكثر استهدافها للهاكرز مثل البنوك وقطاع الطاقة، مؤكدين ضرورة رفع درجة الاستعداد بصورة دائمة للحيلولة دون وقوع أضرار قد تصيب المعلومات الحساسة للعملاء.
وقالوا: إنه يجب التعلم والانتباه جيدا مما قد أحدثه شمعون 2 في السعودية بعدما وقعت عدة شبكات إلكترونية حكومية وغير حكومية ضحية لـ«شمعون 2»، والذي شمل وزارات مختلفة كالعمل والتنمية الاجتماعية والاتصالات وتقنية المعلومات والنقل وغيرها.
ونصحوا جميع الشركات بالعمل على تأمين الشبكات الداخلية لهم، وبصورة احترافية تحد من وقوع الهجمات والاختراق، بالإضافة إلى عدم نشر أي من المسؤولين بالمؤسسات المصرفية والموظفين لمعلوماتهم الشخصية لأي طرف مجهول، وعدم التفاعل مع الرسائل المفخخة، وهذا حتى لا يتم استغلالها من جانب الهاكرز عبر استخدام الهندسة الاجتماعية، بالإضافة إلى وجود برامج الحماية والأنتي فيروس القوية وحوائط الصد النارية، وضمنها ملفات تحارب فيروس شمعون 2، وهذا كله في ظل وجود فريق متخصص في تقنية وأمن المعلومات وعلى أهبة الاستعداد على مدار الساعة، خاصة وأن مثل هذه الهجمات السيبرانية تتم في فترة نهاية الأسبوع والعطلات، فضلا عن أخذ نسخ احتياطية حديثة لجميع البيانات والمعلومات، مع التأكد من خلوها من أي فيروس، مع ضرورة تأكيد التوعية التامة للموظفين بهذا الخطر وعدم فتح الروابط، أو مرفقات البريد الالكتروني، وعدم تصفح المواقع المشبوهة.
وقد صنّف مركز الأمن الإلكتروني بوزارة الداخلية السعودية، مستوى الخطورة الإلكترونية خلال شهر يناير الجاري، بعد هجوم فيروس «شمعون 2»، بـ«العالية جداً». وهاجم فيروس «شمعون 2»، المصنّف بالدرجة الرابعة، أجهزة حاسوب في 11 جهة حكومية وأهلية في السعودية الاثنين الماضي، بحسب تقارير المركز. وكشف المركز، في تقرير له، أن مستوى الخطر تم حسابه بناءً على قياس مستوى تأثير الإصابة مع احتمالية حدوثها.
وحول التأثيرات، فقد وصفها التقرير بـ«العالية رقم 3» والتي تكون على الخدمات المقدمة والأصول القائمة في البنى التحتية على المستوى الوطني، الأمر الذي يهدد حقوق المواطن أو اقتصاد البلد، كالتقليل من الإنتاجية العامة للخدمات.
وأوضح المركز، احتمالية حدوث الهجمات بنسبة شبه مؤكدة، وهي من الدرجة الخامسة أي ما يعادل مرة أو أكثر في الشهر. وكانت هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات، ممثلة بالمركز الوطني الإرشادي لأمن المعلومات السعودية من هجمات إلكترونية مختلفة من نوع فيروس «شمعون 2» وفيروس الفدية. وقالت الهيئة: إن الفيروسات تستهدف المعلومات والملفات وتمسحها كاملة، وأوصت جميع الجهات برفع مستوى الحيطة والحذر والتحقق من وجود الاحتياطات اللازمة.