رواد التخييم في سيلين.. حياة مختلفة!

الدوحة – بزنس كلاس:

أنفق رواد التخييم خلال فترة 3 أشهر ماضية نحو 300 مليون ريال قطري على رحلات البر. ويروي زوار منطقة سيلين من جمهور المواطنين والمقيمين والسياح أن الدولة أقامت شبكة من الطرق ذات مستويات عالمية من الجودة تجعلهم لا يعانون خلال رحلتهم التي تبعد عن مركز الدوحة أقل من ساعة، وهو الأمر الذي تخطى شبكات الطرق إلى توفير حزم من الخدمات الأساسية الأخرى التي تلبي احتياجات الزائرين والمقيمين في تلك المنطقة، وتوفر لهم قدراً من الرفاهية ينسيهم همومهم ويبعث في نفوسهم المزيد من القوة والمقدرة على مواصلة العطاء في أعمالهم.

متوسط الكلفة

تكشف بيانات وزارة البلدية والبيئة عن وجود 1000 نقطة تخييم في سيلين ومحيطها من بين 2559 نقطة للتخييم تخصصها وزارة البلدية بـ 22 موقعا بريا وبحريا للتخييم على مستوى الدولة كل عام.
ويوجد في سيلين نحو 70 محلا ومنفذا تجاريا تقدم خدماتها لجمهور المنطقة من أصل 90 محلا تنتشر في مناطق التخييم المختلفة يخصص منها 50 منفذا كمطاعم ومقاهٍ ومحلات أغذية تقدّم كافة أنواع المأكولات والمشروبات الباردة والساخنة.
وتقدر بيانات كشف عنها صالح حسن الكواري مدير إدارة المحميات أن عدد الزائرين يوميا لـ «سيلين» في نهايات الأسبوع يقدر بـ 15 ألف شخص.
الكواري أوضح «أنهم يتدفقون بكثافة في نهايات الأسبوع إلى سيلين وشاطئ سيلين، لقضاء عطلاتهم وأن الوزارة قامت بتلاشي كل سلبيات الأعوام الماضية لتوفير موسم تخييم طيب للجمهور»، وهو ما رصدته «لوسيل» بالفعل من خلال الأعداد الكبيرة المتواجدة في سيلين.
وحول متوسط الإنفاق والكلفة للزوار قال عدد من العاملين في منتجع شاطئ سيلين بأن متوسط إنفاق الفرد في عطلة نهاية الأسبوع لا يقل عن 1000 ريال، وبناء على ذلك فإن متوسط الإنفاق الأسبوعي لزوار المنطقة يقدر بـ 15 مليون ريال على الأقل بمعدل شهري يصل إلى 60 مليون ريال بما يقدر بـ 300 مليون ريال خلال الأشهر الخمسة لموسم التخييم، وهذا في منطقة واحدة وهي سيلين.
وإذا أراد الزائر الدخول إلى شاطئ منتجع سيلين فعليه أن يشتري تذكرة ثمنها 150 ريالا بخلاف أسعار الخدمات من مبيت وأكل وشرب وبقية الخدمات وفي نهاية الأسبوع يمتلئ المنتجع بالزوار، يبدأ سعر المبيت بالمنتجع من 650 ريالا لليلة شاملة وجبة الإفطار.

تنوع إنساني 

وتنتشر المخيمات بين منخفضات ومرتفعات رمال سيلين الناعمة التي تشكل بساطاً متعدد الألوان تضفي عليه أشعة الشمس بالنهار وأضواء القمر بالليل بهجة في النفوس ومنظراً جمالياً خلابا، يرسم إلى جانب شاطئ وبحر سيلين الذي يتميز بالهدوء وصفاء المياه المزيد من الجمال والجاذبية، ويستقطب الكثيرين لزيارة المنطقة.
وربما لهذا السبب تتدفق على منطقة سيلين أفواج سياح من مختلف بلدان العالم للاستمتاع بالدفء والطبيعة الخلابة وامتطاء الإبل وأموصاج البحر، وممارسة أنشطة رياضة ركوب الدراجات المائية والنارية البرية، والاستمتاع بوجبات لذيذة لاسيما وجبات الأسماك الطازجة من الهامور والصافي والكنعد والقشريات.
وفي عطلات نهاية الأسبوع «الأربعاء والخميس والجمعة» يتدفق الجمهور بأعداد كبيرة إلى سيلين من أجل الاستجمام وقضاء أوقات ممتعة وتتحول المنطقة إلى مهرجان يعكس تنوعا إنسانيا فريدا من نوعه لأسر تجمعت من كافة أنحاء العالم، وهو تنوع يجسد الأمن والسلام الذي تتمتع به البلاد، هذا التجمع لا يقتصر على الاستقرار بالمخيمات إنما يستقر في منتجع شاطئ سيلين الذي يقدم كافة أنواع الخدمات للزوار.

تجربة ثرية 

بالوصول إلى منتجع سيلين شاهدت على الفور قطيعا من الإبل يصاحبها عدد من البوني «أحصنة قصيرة»، حيث يقبل الكبار والصغار والسياح الأجانب تحديدا على امتطاء الإبل، بينما يمتطي أطفالهم «البوني»، وقال حسيب عبد الخير المشرف على قطيع الإبل: «نتواجد هنا كنوع من دعم السياحة الداخلية والأجنبية، وتواجدنا لا يقتصر على موسم بعينه إنما على مدار العام، حيث ترد إلينا باستمرار مجموعات سياحية أجنبية يفضل أفرادها امتطاء الإبل والتقاط الصور التذكارية على ظهرها أو التنزه بها».
وأضاف: يصل إيجار ساعة الإبل إلى 300 ريال، أما البوني فيفضله الأطفال ويؤجر بالدقائق فكل 5 دقائق بـ 20 ريالا.
قال السائح الإنجليزي أدولف جون: «تجربة ثرية ومبهرة ورائعة قضيتها هنا في سيلين استمتعت خلالها مع أسرتي بالأجواء الدافئة والطبيعة الخلابة، نحن سعداء جدا بتواجدنا في قطر».
وبينما كانت زوجته وابنه يلهوان بالمياه على شاطئ سيلين انتهى الرجل لتوه من تسلق تلال الرمال الناعمة.
وقال دريجوش تودوراك – من رومانيا – لـ «لوسيل»: جئت لقضاء إجازتي السنوية «15 يوما» في دولة قطر، وكان لابد أن أزور سيلين وأقضي فيها مع أسرتي يوماً نستمتع فيه بجمال الطبيعة وسحرها والمياه الدافئة. وأضاف: «أهل قطر مضيافون وكرماء وشعرنا بالسعادة بينهم ونتمنى أن نتمكن من العودة مرة ثانية، ونكرر التجربة، حقاً إنها تجربة رائعة».

توفر الخدمات 

وأكد المهندس حسن إبراهيم الأصمخ – أحد أصحاب نقاط التخييم: لقد أنفقت الدولة مشكورة أموالاً طائلة من أجل «تشييد بنية تحتية رائعة تخدم منطقة سيلين بحيث يسهل الوصول إليها والتخييم فيها والعيش ما يقرب من نصف عام تخييم في أمان، فموسم التخييم نقضي خلاله مع أسرنا أياماً وعطلات سعيدة ويجمعنا سوياً كأسرة ممتدة وقبيلة ونستمتع بروضنا وأوديتنا ومحمياتنا وأجواء بلادنا الجميلة، ويساهم الموسم في تدعيم أواصر المودة ويوثق الصلات الاجتماعية واللحمة الوطنية»، ويؤكد أن «هذا العام يتميز بتوفر كل الخدمات من مياه وكهرباء ووقود وأمن وأمان، فلقد تم تلافي كافة سلبيات الأعوام الماضية، وهذا يشير لاستماع المسؤولين لوجهات نظر المواطنين وشكاواهم خلال تلك الأعوام وعلاجهم للمشاكل بشكل شامل». ومما لفت انتباه «لوسيل» في مخيمات سيلين أن الكبائن تشكل جانبا ملفتا للانتباه من نقاط التخييم، والمعروف أن أسعارها مرتفعة وتبدأ أسعارها من 30 ألف ريال وتصل إلى مليون ريال وربما أكثر حسب نوع المواد التي شيدت منها والإمكانات المتوفرة داخلها، وعندما يدخل الزائر إليها يخيل إليه أنه داخل وحدة سكنية مؤسسة بأفخر أنواع الأثاث.
قال علي جاتو المشرف على عدد من نقاط التخييم: تفضل كل عدة أسر أن يكون لها مجلس خارج نقطة التخييم بالهواء الطلق يغطيه سقف للحماية من الأمطار ويتم أسفله إشعال النيران للتدفئة وتبادل الأحاديث كل مساء وحتى يحين موعد النوم، نقوم بإطفاء تلك النيران درءًا لأي مخاطر.
وفي ذات السياق يقول عثمان أحمد العامل في أحد منافذ بيع الأخشاب المستخدمة في التدفئة إن سعر الـ 7 كيلو خشب بـ 20 ريالا وكيلو الفحم بـ 50 ريالا والـ 10 كيلو خشب بـ 40 ريالا والـ 20 كيلو خشب بـ 80 ريالا.
ولفت انتباه «لوسيل» قيام وزارة البلدية والبيئة بتركيب عدد من محطات شحن الهواتف والأجهزة الذكية التي تعمل بالطاقة الشمسية، لخدمة رواد البر في بعض نقاط التخييم الشتوي.
وحول أسعار أدوات التخييم يقول فواز محمد – صاحب محل تخييم: ثمة إقبال على شراء أدوات التخييم هذا الموسم أكثر من المواسم الماضية، وأن متوسط سعر الخيمة يصل إلى 8 آلاف ريال، باستثناء خيام الصباحيات يصل متوسط سعر الواحدة منها إلى 16 ألف ريال، والدولة تمنحنا المنافذ برسوم إيجار رمزية. ولكون أن أجهزة الطاقة الشمسية تلعب دوراً مهماً في موسم التخييم، أقيم منفذ لبيعها ضمن منافذ سيلين.
قال جورديت سينج بمنفذ إحدى الشركات: «نبيع العديد من الأجهزة التي يستفيد منها المخيمون ومن أهم مبيعاتنا مولد ومحول كهربائي يعمل بالطاقة الشمسية يكفي لتشغيل مروحة و6 مصابيح كهربائية ولاب توب أو جهاز كمبيوتر أو تلفزيون وبه مخرج لشحن الجوال ويو إس بي، ويصل ثمن المولد إلى 900 ريال ويكفي مخزون الطاقة الشمسية به ليلا للعمل لمدة 10 ساعات.
وتلعب المياه دورا مهما في المخيمات لكون أنها من أهم عناصر الحياة والمعيشة للمخيمين وقال عبدالمنعم محمود العامل في أحد مراكز توزيع المياه: إن سعر تانكر المياه سعة 3 آلاف جالون بـ 600 ريال وهو سعره الرسمي في كافة أرجاء الدولة، وأضاف: إن مكسبنا كشركة يكمن في أسعار تقاضي أتعاب نقل المياه إلى مواقع التخييم وتصل إلى أكثر من 300 ريال أحيانا بالمسافات البعيدة.
وقال أبو الكلام – عامل بمركز بيع أدوات صحية: إن سعر خزان المياه يصل إلى 700 ريال، ولا تخلو أي خيمة من خزان المياه.
وللمطاعم والمطابخ الشعبية دور بارز في المخيمات، حيث يعتمد عليها المخيمون في توفير ما يحتاجونه في كثير من الأحيان من الوجبات والولائم ومن أهم المطابخ المتواجدة بالمخيمات المطابخ الشعبية، حيث تصل أسعار وجبة اللحوم، حمراء أو بيضاء فيها، إلى 30 ريالا.

الدراجات النارية 

تحتل رياضات الدراجات النارية مكانة مهمة في موسم التخييم الشتوي، فثمة أكثر من 25 موقعا لتأجيرها يتواجد بها ما لا يقل عن 400 دراجة نارية يجري تأجيرها للزائرين والمخيمين في سيلين، بخلاف محلات الصيانة، وتصل الساعة الواحدة من إيجار الدراجات حسب أنواعها وقوتها وسرعتها كالتالي: الدراجة بولارس حجم 1000 يصل إيجارها إلى 1600 ريال، الدراجة بولارس حجم 900 إيجارها 1200 ريال، الدراجة بولارس 2 مقعد حجم 800 إيجارها 800 ريال، الدراجة رينو بـ 300 ريال، الدراجة رابتلر 700 بـ 250 ريالا، دراجة حجم 250 إيجارها 200 ريال، دراجة أتوماتيك حجم 150 إيجارها 160 ريالا، دراجة 125 أتوماتيك بـ 150 ريالا، دراجة أتوماتيك حجم 50 بـ 50 ريالا.

رقابة صارمة 

وفي ذات السياق تنتشر الدوريات البيئية التابعة لإدارة الحماية والحياة الفِطرية بوزارة البلدية والبيئة بكافة المناطق والروض ومواقع التخييم الشتوي، وفي سيلين قال أحد المفتشين: إن الوزارة تنشر أكثر من 60 مفتشا في مناطق مخيمات سيلين والروض لضمان الالتزام بشروط التخييم وندعو جميع المخيمين والزائرين للمشاركة في حملة حماية بيئة قطر بعد هطول الأمطار وعدم دخول الروض والمسطحات الخضراء بالسيارات والدراجات إلا عبر الطرق الممهدة، حتى لا يتسبب ذلك في إعاقة نمو النبات والشجيرات وحمايتها من الدهس. وأشار: نجبر المخيمين على الالتزام بالأبعاد والمسافات بين المخيمات والعزب والمزارع والقرى بمسافة (300 متر) أو حسب ما تراه الجهة المختصة مناسباً.
وتمنع الوزارة التخييم في الوديان والروض، ويجب أن يكون بعيداً عن الروض بمسافة لا تقل عن (50 مترا)، وأن يكون على أرض مرتفعة، ونحظر دخول السيارات والدراجات داخل الروض ومنابت العشب والبيئة النباتية، كما يتعين عليهم الالتزام بالطرق المتعارف عليها وقت سقوط الأمطار وعدم الخروج عنها.
ويقول: «إننا نمنع أي حفر للمجاري بالآليات ونسمح بالحفر اليدوي فقط مع وضع سياج واضح لمنع السقوط، ويجب ألا يزيد الحلال سواء كان ذبائح أو غيرها على (10) من الأغنام ولا تزيد على (5) من الإبل ولا يسمح بفكها، كما نشدد على وجوب الالتزام بالمساحة التي تحددها الجهة المختصة للمخيم وهي (50 مترا في 50 مترا). وأكد أنه يحظر استخدام لعبة الباراشوت الناري (البالون المشتعل) في المخيم، كما يحظر الطيران الشراعي في مناطق التخييم، ولا تجوز ممارسته إلا في الأماكن المخصصة لذلك.

التخييم البحري

واختتم حديثه بالقول: «بالنسبة للتخييم البحري نتابع الالتزام بشروط التخييم ومن بينها عدم التخييم في غير المواقع المصرح بها (ويجب أن يكون بعيداً عن الشاطئ بمسافة يتم تحديدها من قبل الإدارة المختصة، ولا يجوز التخييم شمال وجنوب وغرب منتجع سيلين).
كما نحظر استخدام السدود والسواتر الرملية لمنع وصول مياه البحر إلى المخيم، كما نمنع إحداث أي تغيير بطبيعة الموقع كإزالة الأحجار والصخور الموجودة على الشاطئ بقصد تسوية خط الساحل، ولا يجوز نقل الرمال من أو إلى الموقع بغرض تسوية المخيم.

Previous post
اليوم الوطني.. “لوحة العز” تستعد لدخول موسوعة “غينيس”
Next post
درب الساعي.. جناح وزارة البلدية والبيئة: فعاليات ومسابقات متنوعة