الدوحة – بزنس كلاس:
بدأت أمس الدورة التدريبية لاستخدام قاعدة البيانات الدولية لصور الاستغلال الجنسي الدولي للأطفال (ICSA) التي تنظمها ادارة البحث الجنائي بالتعاون مع المنظمة الدولية للشرطة الجنائية (الانتربول)، ويشارك فيها عدد من الضباط من الادارات المختلفة بوزارة الداخلية، ويقدمها كل من ايمانويل بيجوت وميريام لونجو الخبيرتين بالوحدة المعنية بمكافحة الجرائم المرتكبة ضد الاطفال والتابعة للأمانة العامة للإنتربول الدولي، وذلك على مدار خمسة ايام بقاعة التدريب بإدارة البحث الجنائي.
وفي هذا الاطار اكد النقيب مهندس مداوي سعيد القحطاني رئيس قسم مكافحة الجرائم الاقتصادية والالكترونية انه بالرغم من ان دولة قطر لا تعاني من هذا النوع من الظواهر الاجرامية، غير ان الجريمة الالكترونية تعتبر ذات طبيعة عابرة للحدود، مما يتطلب تضافر الجهود ودعم التعاون الدولي لذلك قد تم الاتصال بقاعدة بيانات الانتربول الدولية للتحقيق في الجرائم المرتكبة ضد الاطفال باستخدام تقنية المعلومات عبر الانترنت، لتكون دولة قطر الدولة الاولى في منطقة الشرق الاوسط والمنطقة العربية التي تتصل بقاعدة البيانات الدولية للتحقيق في مثل هذا النوع من الجرائم التي تعتبر الاخطر من نوعها لما لها من تأثير سييء وخطير.
وقال انه قد تم تشكيل فريق وطني يعنى بالتحقيق في هذه الجرائم يضم في عضويته كلا من ادارات البحث الجنائي والتعاون الدولي وشرطة الاحداث والشرطة المجتمعية والنيابة العامة ومركز الحماية والتأهيل الاجتماعي.
واشار الى ان الامانة العامة للمنظمة الدولية للشرطة الجنائية (الانتربول) تنظم عدة مرات في العام دورات تدريبية لتدريب البلدان الاعضاء على قاعدة البيانات الدولية لصور الاستغلال الجنسي للأطفال والتي هي بنك للصور يركز على الضحايا، ويتيح للمحققين المخولين بتحميل مواد جديدة والتحقيق فيها ومقارنتها بصور الاستغلال الجنسي للأطفال المصادرة في جميع انحاء العالم.
وقال ان دولة قطر هي الدولة العربية الاولى التي تتصل بهذه المنظومة، حيث يقوم اثنان من خبراء الامانة العامة للانتربول بتقديم الدورة التي انطلقت وذلك خلال الفترة من 18 — 22/3/2018 لتدريب الخبراء القطريين الذين يعملون بصفة اساسية للفريق العامل فيه على التعامل مع قاعدة البيانات الدولية والاستفادة منها.
واوضح ان تلك القاعدة لصور الاستغلال الجنسي للأطفال يخزن عليها الصور وافلام الفيديو في الجرائم المرتكبة ضد الاطفال لكي يحللها المحققون المعنيون بتحديد مكان الضحايا من الاطفال في بلدانهم، والتعرف على هويتهم وانقاذهم من الاذى، كما تتيح منصة التواصل في قاعدة البيانات للمستخدمين تبادل الافكار والمعلومات عن القضايا ضمن منتدى وبمساعدة منظومة مراسلات.
واضاف انه يتم في تلك القاعدة التواصل بين اكثر من 140 دولة، حيث قامت دولة قطر بالربط مع قاعدة البيانات الدولية الشهر الماضي، ويأتي ذلك تتويجا لجهود استمرت على مدار العامين تم خلالهما عقد عدد من اللقاءات والاجتماعات مع المعنيين في الانتربول، ومن المعروف ان مقر قاعدة البيانات في مقر الانتربول بمدينة ليون بفرنسا.
تدريب خبراء قطريين
وسوف يتم تدريب الخبراء القطريين على كيفية اجراء التحقيق باستخدام تقنية المعلومات والاستفادة من قاعدة البيانات وتحليل الصور والافلام الخاصة بالاعتداء الجنسي على الاطفال عبر شبكة الانترنت، وفي نفس اللحظة يتم الاستفادة من بيانات 140 دولة مشتركة في تلك القاعدة لحظيا، وهو ما يتطلب كوادر بشرية مؤهلة تأهيلا عاليا.
واشار الى ان قاعدة البيانات لا تقتصر فقط على الاستغلال الجنسي للأطفال وانما تمتد الى جرائم اخرى مثل الاتجار بالبشر وعلى الاخص الاطفال واستغلالهم في الارهاب والتفجيرات الارهابية.
واوضح ان البلاد العربية قد لا تشهد مثل تلك الجرائم على نطاق واسع، ولكنها انتشرت بشكل كبير في مناطق اخرى من العالم، وبحكم توافد العمالة الكثيفة على المنطقة وهو ما يستدعي اخذ الحيطة والحذر، والاستعداد لمواجهة تلك الاساليب الاجرامية الحديثة.