الدوحة – وكالات:
كشف الدكتور محمود زرعي – استشاري أول رئيس المركز الوطني للغدد الصماء والسكري بمؤسسة حمد الطبية -، النقاب عن خطة لإجراء مسح شامل للكشف عن عوامل الاختطار للإصابة بالسكري، لافتا إلى أنَّ المسح من المقرر أن ينطلق في الربع الأول من 2020، في إطار الاستراتيجية الوطنية للسكري.
وشدد الدكتور زرعي على أهمية المسح للحد من الإصابة بمرض السكري، مؤكدا أنَّ الدراسات أثبتت أنَّ الوقاية تمنع خطر الإصابة بالسكري بنسبة تصل إلى 60% في حال خضع الشخص إلى نمط حياة صحي سليم.
وأشار الدكتور زرعي إلى أنَّ المسح سيجرى بالتنسيق مع المراكز الصحية التابعة لمؤسسة الرعاية الصحية الأولية، بهدف اكتشاف الحالات التي لديها علامات الإصابة بالمرض، وبالتالي إخضاعها إلى أنظمة علاجية وقائية.
وحذر الدكتور زرعي في مجمل تصريحاته من استخدام الخلطات أو الأعشاب غير معلومة المصدر، مؤكدا خطرها على صحة الإنسان المصاب، سيما وأنَّ هذه الخلطات مصنعة على أيدي أشخاص غير مختصين مما يجعلهم يستخدمون مواد بكميات عشوائية غير مدروسة مما يضاعف المشكلة في أغلب الأحيان، لذا لا مانع من استخدام بعض الأعشاب على طبيعتها إلى جانب العقاقير بعد استشارة الطبيب، مشجعا الجمهور الاستفادة من الحملات التوعوية لقياس السكري حيث أنها تفيد في التعرف على ما إذا كان الشخص على وشك الإصابة أم لا.
29 ألف مراجع
وأعلن الدكتور زرعي نسبة انتشار الإصابة بالسكري في دولة قطر تتراوح ما بين 17%-20%، مشيرا إلى أنَّ مؤسسة حمد الطبية من خلال عدد من مستشفياتها حرصت على تقديم أفضل عناية ورعاية بتوفير كافة الخدمات العلاجية الخاصة بمريض السكري حت مظلة واحدة للتسهيل والتيسير على المراجعين، حيث يوجد مركز وطني لعلاج السكري في مستشفى حمد العام والذي يتألف من 30 عيادة، وآخر في مستشفى الوكرة، إلى جانب مركز وطني في مركز صحة المرأة والأبحاث لمتابعة السيدات الحوامل المصابات بسكري الحمل الذي تم افتتاحه في 2014، إلى جانب عيادات لمتابعة مراجعي مركز فهد بن جاسم للكلى المصابين بالسكري، حيث يتضمن كل مركز فريق علاجي متكامل يتألف من طبيب ومثقف صحي، أخصائي تغذية، أخصائي العناية بالقدم والتمريض، موضحا أنَّ الفئات التي تشيع بينهم الإصابة تتراوح أعمارهم ما بين (40 عاما – 60 عاما).
وفيما يتعلق بعدد المراجعين، أوضح الدكتور زرعي قائلا ” إنَّ مؤسسة حمد الطبية بمراكزها استقبلت 29 ألف مراجع، موزعة على 15 ألف مراجع استقبلها مستشفى حمد العام، ومن 5 آلاف إلى 7 آلاف مراجع لمستشفى الوكرة، و 7 آلاف مراجع لمركز الأيض وأمراض السمنة.”
مرضى السمنة والكلى
وحول الاعتلات الأكثر انتشارا بين مصابي السكر، أوضح الدكتور زرعي قائلا ” إنَّنا في المركز الوطني للسكري مستشفى حمد العام أجرينا دراسة على 5 آلاف مراجع، وكانت النتائج 35% من المراجعين مصابين باعتلالات في الكلى، 20% من المراجعين مصابين باعتلالات في القلب والعين، فيما كان 55% من المراجعين مصابين بالسمنة، الأمر الذي يؤكد علاقة السمنة بالإصابة بالسكري.”
وعرج الدكتور زرعي في تصريحاته، على الخدمات العلاجية التي توفرها مؤسسة حمد الطبية، موضحا أنَّ مؤسسة حمد الطبية توفر كافة العلاجات والعقاقير الحديثة، وكافة أنواع حُقن الأنسولين التي تعطى بحقنة القلم أو بمضخة الأنسولين، إلى جانب توفير تقنية قياس نسبة السكر في الدم لمدة أسبوعين، وهو يمنح لمن تستدعي حالته أن يمنح هذا الجهاز وخاصة من يعاني من عدم انتظام نسة السكر في الدم.
شهادة اعتماد لعلاج السكري
واختتم الدكتور زرعي تصريحاته، معلنا حصول المراكز الوطنية للسكري التابعة لمؤسسة حمد الطبية على شهادة الاعتماد الأمريكي الدولي لعلاج مرض السكري، مما يؤكد أن الخطة العلاجية لمرض السكري المتبعة في دولة قطر، تتطابق والمقاييس العالمية وعليه مُنحت الشهادة، وتعتبر المراكز التابعة لحمد الطبية الوحيدة التي حصلت على هذا الاعتماد، الذي استغرق عامين من أجل التحضير له، بناء على 6 معايير للقياس، سلامة المريض، القيادة الإدارية، الخطة العلاجية، والرعاية الذاتية للمريض، السجلات الطبية والنتائج.
تطبيقات طلبات الأطعمة
وكشفت بدورها الدكتورة بثينة العويناتي –استشاري أول قسم الغدد الصماء والسكري بمؤسسة حمد الطبية- العلاقة مابين ارتفاع معدلات السمنة والإصابة بالسكري من النوع الثاني بين فئة المراهقين، متهمة الإفراط في استخدام الألعاب الإكترونية، فضلا عن الطعام غير الصحي، والأبتعاد عن ممارسة أي نشاط رياضي، فضلا عن تيسير وصول الأطعمة الجاهزة إلى المناول من خلال تطبيقات لطلب الطعام يتم تحميلها على الأجهزة الذكية وبكبسة زر يستطيع الطفل والمراهق أن يختاروا ما يشاؤون من الأطعمة غير الصحية وبأي وقت، إذا يعتبر هذا الأمر أسهم في زيادة الوزن بين هذه الفئة.
وأضافت الدكتورة العويناتي في تصريحاتها قائلة ” إنَّ العوامل التي سبق ذكرها تنافي ما نقوم به من حملات توعوية للحفاظ على جودة حياة مريض السكري، سيما وأنَّ الإصابة بالسكري يصحبها اعتلالات بالكلى، وضعف النظر، لذا المحافظة على المصاب تتطلب تكاتف جهود المعنيين وعلى رأسهم المصاب نفسه.”
وشددت الدكتورة العويناتي على ضرورة الفحص الدوري المستمر للسكر التراكمي حتى يقي الشخص نفسه من خطر الإصابة، سيما وإن كان مصابا بالسمنة، أو مدخنا أو لو كانت سيدة مصابة بتكيس المبايض.