وكالات – بزنس كلاس:
توسعت الانتفاضة الشعبية التي تطالب بوقف انهيار العملة اليمنية وارتفاع الأسعار، لتشمل العاصمة اليمنية المؤقتة عدن ومحافظات حضرموت ولحج وأبين، حيث شهدت كل محافظة خروج المئات من السكان، إلى الشوارع احتجاجا على الحكومة الشرعية المعترف بها دوليا.
ومع تصاعد الانتفاضة الشعبية في جنوب اليمن، دخل أنصار المجلس الانفصالي المدعوم من الإمارات، على الخط في محاولة لاستغلال الغضب الشعبي في ضرب الحكومة اليمنية الشرعية.
توظيف سياسي
وجاء في تقرير نشره موقع “اليمن نت” أنه وعلى رغم من تورط أبوظبي في عملية إضعاف العملة اليمنية، وتفريغها للسوق اليمنية من العملات الأجنبية، بدأت دولة الإمارات التي تسيطر فعليا على المحافظات اليمنية الجنوبية، عملية توظيف لتلك الاحتجاجات ضد الحكومة الشرعية، عبر أدواتها المحلية والشخصيات القيادية في المجلس الانتقالي الجنوبي.
وكانت البداية من رئيس الحكومة اليمنية السابق خالد بحاح الذي طالب من مقر إقامته في أبوظبي، بعاصفة تصحيح سياسي والحَجر على الرئاسة اليمنية، وقال في منشور على فيسبوك إن معاناة الشعب اليمني كبرت على رئاسته، ومن المسؤولية الوطنية والإقليمية والدولية التدخل لإنقاذه، والحجر على من يتسبب في تدمير البلاد، فالشرعية لمن يحافظ على كرامة العباد، حد قوله.
أما القيادي السلفي والرجل الثاني في المجلس الانتقالي الجنوبي، هاني بن بريك فطالب صراحة في تغريدة على تويتر، بتدخل التحالف العربي لإقالة الحكومة الفاسدة حسب وصفه، وقال: نقف حيث تكون مصلحة الشعب ولاخيار لإنقاذ الشعب من الكارثة سوى تدخل التحالف.
وحذر الكثير من الناشطين والمراقبين اليمنيين المعترضين على أداء الحكومة الشرعية، من توظيف الإمارات وأدواتها تلك الاحتجاجات لمصالح سياسية أبرزها، إشراك الانفصاليين في حكومة جديدة، ومساعيهم نحو تدويل مطالبهم الانفصالية.
وأكد الناشط والكاتب الصحفي مصطفى راجح أن حراك الإمارات وحزامها الأمني، يحاولان ركوب موجة ارتفاع الأسعار في عدن، وقال على فيسبوك: أجد شبها بين جرعة العملة الآن وجرعة 2014 التي استغلها الحوثيون، مع فارق أن كفاءة حراك عدن وتنظيمه أضعف وأقل قدرة من الحوثيين، على التقاط الحبل المرمي باتجاهه، حسب تعبيره.
واعتبر الصحفي والناشط الجنوبي عبدالرقيب الهدياني أن تصريحات القيادات الجنوبية الموالية للإمارات، كشفت الهدف من الاحتجاجات في عدن، عند الطرف الإقليمي ومرتزقته المتخادمين مع الانقلاب في إشارة للإمارات وأتباعها، واعتبر أن الهدف هو إسقاط الشرعية والرئيس المعترف به دوليا، عبدربه منصور هادي، وإسقاط التحالف بقيادة السعودية ومبرراته في الحرب على الحوثيين.
حرب ناعمة
وكان ثلاثة من المسؤولين اليمنيين بينهم مسؤول بارز في البنك المركزي اليمني في عدن، اتهموا دولة الإمارات العربية المتحدة وأدواتها في جنوب اليمن، بالضلوع في انهيار الريال بعد أن اشترت العملات الصعبة من السوق. وقال المسؤولون الثلاثة في وقت سابق لـ”اليمن نت”، إن رجال أعمال يمتلكون أعمالاً في الإمارات أنشأوا مراكز صرافة في المحافظات اليمنية للحصول على العملات الصعبة وسحبها من السوق، وطلب رجال أعمال إماراتيين من موظفين في البنك معلومات حول النقد في البنك، وتقديم أي معلومات جديدة تدور في الخفاء لمواجهة سحب العملات.
وأكد أحد المسؤولين الحكوميين أن ما يسمى جهاز أمن الدولة في الإمارات، يقف خلف عملية سحب الدولار والريال السعودي من السوق.
وكشف مسؤول آخر أن طائرات شحن عسكرية إماراتية كانت تغادر مطار عدن محملة بملايين الدولارات، موضحا أن محلات الصرافة التي فتحتها الإمارات سلمت الأموال إلى مندوبين خاصين من الإمارات.