الخليج على مفترق طريق.. ولادة الحل الصعبة!!

بزنس كلاس – خاص – الدوحة:

تتواصل تداعيات الأزمة الخليجية بالتفاعل مع كثافة النشاطات الدبلوماسية إقليمياً ودولياً في سباق مع الزمن لإيجاد خارطة طريق بحثاً عن مخارج حلول تحفظ ماء وجه “المحاصرين” دون المساس بسيادة قطر في معادلة صعبة للغاية وضعت دول الحصار فيها نفسها وصعدت مواقفها لدرجة لا تستطيع أن تتراجع عنها وحدها بل تحتاج إلى من ينزلها عن الشجرة العالية التي صعدت لها.

فقد شهدت المنطقة يوم أمس الاثنين اتصالات مكثفة من دول كبيرة باطراف الأزمة في مسعى الفرصة الأخيرة لمحاولة إيجاد “طريق ثالث” يمكن للأزمة أن تسير فيه نحو التسوية، حيث اتصل الرئيس الفرنسي بحضرة صاحب السمو وأجرى معه حديثاً مطولاً انتهى بإعلان الإليزيه عن زيارة مرتقبة لسمو الأمير إلى فرنسا نهاية الصيف الحالي، في الوقت الذي اتصلت به رئيسة وزارء بريطانيا بولي العهد السعودي مشددة على ضرورة التخفيف “الفوري” للتوتر الحالي بالمنطقة.

النقطة الأساسية التي تركز عليها جهود جميع الساعين لحل الأزمة هي عدم دخول منطقة الخليج في نفق اضطرابات ووداعه لجو الاستقرار الذي عاش فيه عقود طويلة وهي باالذت نفس النقطة التي أطاح بها فريق المحاصرين بإعلانهم “الحرب” على الدوحة في 5 يونيو الماضي.

القيادة القطرية من جانبها تقرأ الأزمة وتتعامل معها بحكمة وواقعية أكبر من دول الحصار. فهي مدركة أن الدوحة ستواجه أوقاتاً صعبة لأنها ببساطة ترفض الدخول في حظيرة التبعية لسياسات الرياض التي ترى كثير من الأشياء من زاوية ضيقة وتذهب نحو خيارات أكثر راديكالية وعدوانية في تعاطيها مع الملفات الإقليمية والخليجية على حد سواء، مفرطة بحقوق تاريخية ، كالفلسطينية مثلاً، مقابل ربما ليس أكثر من وعود خلبية من هذا الطرف أو ذاك.

لذلك أعلنت الدوحة أنها سلمت ردودها المنطقية على المطالب غير المنطقية للكويت على أمل أن تؤتي جهود سمو امير الكويت ثمارها ويتمكن من نزع فتيل انفجار المنطقة على أقل تقدير إذا لم ينجح بلجم الطموحات المندفعة أكثر من اللازم لجيل الشباب الحاكم في الرياض وأبوظبي. لكن قطر لم تستبعد الخيار الأسوأ واستعدت على هذا الأساس لفترة مقبلة قط تطول من القطيعة مع الأشقاء الذين اختاروا “الطلاق” كحل يلجأون له إذا لم ترضخ الدوحة لإملاءاتهم وهذا ما لن يحدث.

وهنا تبقى الاحتمالات مفتوحة على سيناريوهات متعددة بانتظار ما تحمله الساعات والأيام القليلة المقبلة. قطر أعادت الكرة إلى ملعب محور الحصار واوضحت خطوطها الحمراء التي لا يختلف معها أحد على تجاوزها فيما الفريق الآخر توعد بالكثير وهو متأهب أصلاً للتصعيد لأنه منذ البداية اختار أن يخترع عدواً له وبات واضحاً أن خططه كانت جاهزة حتى قبل إعلان حرب أوهامه “الدونكيشوتية”.

لقد وضع ثلاثي الحصار وبشكل قسري كل منطقة الخليج على مفترق طريق خطير ويدفع الآن بكل ما لديه من طاقة نحو المضي قدماً في مسيرة يعرف جيداً أنها لن تنتهي على خير لأحد لكنه مصر بشكل يدعو للحيرة فعلاً على الذهاب بالمنطقة إلى نقطة اللااستقرار ليجني الجميع الحصاد المر لحرب وهمية يريد شنها فارس قصر اليمامة على “طواحين الهواء”، فهل من عاقل يقول له قف عند هذا الحد قبل فوات الآوان؟!

السابق
سمو الأمير في باريس نهاية الصيف.. ماي تتصل بمحمد بن سلمان للتخفيف “الفوري” من التوتر بالخليج
التالي
Oil price resumes longest rally since 2012; Opec output a concern