نشر موقع APEX العالمي المتخصص بشركات صناعة الطيران تقريراً تناول فيه أبرز إنجازات الخطوط الجوية القطرية ومطار حمد الدولي تحت قيادة السيد أكبر الباكر الرئيس التنفيذي للخطوط الجوية القطرية، متناولاً جوانب من شخصيته وأبرز تصريحاته التي تبرز نجاحات الناقلة والمطار التي تحققت في السنوات الأخيرة.
وقال APEX إن الخطوط الجوية القطرية تعتبر أحدث شركات الطيران في العالم حيث تأسست عام 1993 ببدايات متواضعة مع امتلاك 4 طائرات فقط لخدمة خطوط إقليمية إلى أن تم وضع رؤية لأن تتحول هذه الناقلة إلى واحدة من أهم الناقلات الدولية الرائدة عالمياً وفقاً لأعلى معايير الخدمة والتميز، حيث تم تعيين اكبر الباكر، لتحقيق هذه الرؤية، وقد كان من ذوي الخبرة في مجال الطيران المدني والهيئة العامة للسياحة وكذلك كرجل أعمال وكان يمتلك رخصة طيار خاص، ليتسلم منصب الرئيس التنفيذي حيث بدأت الخطوط القطرية انطلاقتها نحو القمة.
وسرعان ما بدأت الناقلة تتفوق عالمياً، رغم حداثة عمرها، وكان اهم انجازاتها تسلم أحدث طائرات الايرباص طراز A350 XWB كأول شركة طيران في العالم، كما كانت أول من تسلم الطائرة العملاقة A380، ويتوقع ان تكون اول عميل يطلق طائرة بوينغ 777X. وتحت قيادة اكبر الباكر، فان الخطوط القطرية وفي اقل من عقدين من الزمن، نمت بشكل سريع، ومختلف مقارنة ببداياتها عند إطلاق اول رحلة لها.
انتعاش قطر
وأورد التقرير أنه بعد عشرين عاماً، ازدهرت خلالها قطر على كافة الأصعدة، ضاعفت الخطوط الجوية القطرية اسطولها من اربع طائرات إلى أكثر من 160 طائرة (مع وجود اكثر من 300 طائرة اضافية تحت الطلب)، وتوسعت وجهاتها إلى 150 وجهة حول العالم، مما جعل خطوطها بلا حدود، ورغم ذلك فان الباكر علق خلال معرض دبي للطيران العام الماضي لأحد الاعلاميين بالقول: «كنت أفضل لو أننا نتوسع بشكل أسرع، ولكن مشكلتي الكبرى هي الحصول على عدد كاف من الطائرات في الاطار الزمني الذي أريده».
وذكر مقال موقع APEX أن الباكر لم يتوان يوماً عن الاعلان عن عيوب الشركات المصنعة للطائرات، فقد كان يتحدث دائماً عن مشاكل الانتاج والتأخر في التسليم، فيما يتعلق بشركات ايرباص وبوينغ، حيث قام في يونيو الماضي بالغاء طلب تسلم طائرة A320 NEO التي كان من المفترض أن تطلقها شركته، وذلك بسبب التأخير، وكذلك الأمر بالنسبة لطائرات عديدة أخرى تم إلغاء طلبيتها لهذا السبب، حيث لم يكن الباكر مستعداً للتأثر بأي تأخير، وفي اكتوبر الماضي، اعلنت القطرية وجود طلبية لشراء طائرات بوينغ بقيمة 11.7 مليار دولار، وتوقيع خطاب نوايا لشراء بوينغ SIXTY 737 MAX 8S، وهي طائرة لم يتم شراؤها سابقاً، وقد تكهنت وقتها وسائل الاعلام أن خيار شراء طائرة الجسم الضيق ذات المحرك التوأم النفاث، والتي تمتلك المظهر نفسه لـA320 NEO كانت بديلة لطائرة ايرباص التي تم الغاؤها.
امتداد عالمي
وتابع التقرير متناولاً طموح الباكر حيث قال إنه عندما يتعلق الأمر بتوسيع شبكة الخطوط الجوية القطرية، فان الباكر يرغب بأن يحلق إلى مدن أكثر في استراليا، الولايات المتحدة الأميركية، إفريقيا والشرق الأوسط، مشيراً إلى أنه من بين كل الأماكن التي يطمح الباكر للتوسع فيها، فان شبه القارة الهندية تعتبر وفقاً له «منطقته المفضلة»، فعندما كان طفلاً، درس الباكر في مدرسة سانت بيتر الداخلية، والواقعة على تلال بانتشجاني في ولاية ماهاراشترا في الهند، والمنطقة كانت معروفة بأنها تضم المدارس الداخلية للنخبة، وكانت تضم حقولاً واسعة من الفراولة، وقد انتقل الباكر لاحقاً إلى كلية سيدنهام للتجارة والاقتصاد في مومباي، ووفقاً لمجلة فوربس – الهند، فان الباكر لا يزال يحتفظ بشقة اشتراها له والداه خلال تلك الفترة في حي فاخر.
واشار التقرير إلى أن الهند، اضافة إلى أنها تمثل بلد الحنين بالنسبة للباكر، إلا انها اصبحت ايضاً من الدول الأسرع نمواً في سوق السفر الجوي، لذلك فان آمال الباكر تركزت في الاستفادة من الامكانات الاقتصادية لهذه المنطقة، حيث اعرب عن رغبته اكثر من مرة في شراء حصة في انديجو، شركة الطيران الهندية التي تعتبر اكبر ناقل في البلاد، وثالث اكبر شركة طيران اقتصادي في آسيا، وتحقيق ذلك سيساعد في الضغط على منافسيه في الخليج، الاتحاد والاماراتية، والتي تعول على تلك الخطوط الهندية، والتي مقرها مومباي كشريك للرمز المشترك.
وأورد التقرير أن النشاطات الأخيرة للباكر اظهرت أنه يسعى للتوسع في كل مكان، فقد رفعت الخطوط الجوية القطرية، في الأشهر التي سبقت استفتاء انفصال بريطانيا عن الاتحاد الاوروبي «البريكزيت»، حصتها مرتين في المجموعة الدولية للخطوط الجوية التي تمتلك الخطوط الجوية البريطانية، لينغوس، ايبيريا وفيولينغ، وبعد الاستفتاء، رفعت حصتها لتصل إلى 20%.
اهلاً بكم في قطر
وتناول التقرير المكانة التي يتمتع بها مطار حمد الدولي، حيث وصفه بأنه «منزل الخطوط الجوية القطرية منذ عام 2014»، وحيث غير المطار مشهد الطيران في دولة قطر بشكل جذري، مبيناً أن مساحة المطار ستمتد عند اكتمال بنائه لتبلغ ثلث حجم مدينة الدوحة، حيث يوجد مخطط لبناء مدينة بالمطار تشتمل على فنادق ومكاتب ستضيف مساحات اكبرإلى المطار.
وذكر التقرير أيضاً أنه اضافة لكونه الرئيس التنفيذي للخطوط القطرية يتمتع الباكر بمنصب رئيس اللجنة التنفيذية للاتحاد العربي للنقل الجوي، وعضوية في مجلس الأمناء في الاتحاد الدولي للنقل الجوي كما أنه عضو غير تنفيذي في شركة مطار هيثرو القابضة المحدودة. ويعد الاتحاد العربي للنقل الجوي الجهة المسؤولة عن تطوير قطاع الطيران في العالم العربي، فيما يعد الاتحاد الدولي للنقل الجوي الجهة التنظيمية العالمية لشركات الطيران. أما شركة مطار هيثرو القابضة المحدودة، فهي الشركة المسؤولة عن إدارة وتطوير أكبر مطارات المملكة المتحدة.
ويعمل أيضاً كرئيس تنفيذي لمطار حمد الدولي إلى جانب العديد من الشركات التابعة للخطوط الجوية القطرية، وهي «القطرية للعطلات»، و«القطرية لخدمات الطيران»، و«الشركة القطرية للأسواق الحرة»، و«مطار الدوحة الدولي»، و«الشركة القطرية للتوزيع»، و«القطرية لرجال الأعمال»، و«فندق أوريكس روتانا»، و«الشركة القطرية لتموين الطائرات».
واورد التقرير تعليقاً للباكر عندما نال لقب «شخصية العام للطيران لعام 2005»: «أنا كثير التدرب العملي وأدمج نفسي في كافة جوانب الشركة، مهما كانت التفاصيل صغيرة».
وتوقع تقرير APEX أن يستقبل مطار حمد الدولي 50 مليون مسافر سنوياً قريباً، فالمطار يملك كل المواصفات الحديثة، المفاهيم البيئية، الفن المعاصر، وقد اصبح رمزاً لتجربة الفخامة من خلال صالة المرجان لرجال الأعمال، والتي تضم ميزة المياه الهادئة والغرف المضاءة لألعاب الفيديو، الصلاة والتمريض، كما اطلق المطار جولات للمسافرين في مدينة الدوحة والذين لديهم وقت ترانزيت طويل.
ووصف التقرير الباكر بأنه «شغوف بوضع قطر في القمة عالمياً» مورداً احد اقواله: «ما هو مهم جداً هو أن نستعرض بالفعل ما يمكن لبلدي قطر أن تقدم للمسافرين» مضيفاً: «ما نقوم به هو الأفضل، ويمكنك أن ترى أنه في الاشهر الثمانية الأولى من افتتاح مطار حمد الدولي، تم الاعتراف بنا كأفضل مطار في الشرق الأوسط».
التدريب على المنهج
وتابع التقرير توقعاته بالقول إنه بحلول العام المقبل، ستتفوق الخطوط القطرية مرة أخرى مع تدشين مقصورة درجة رجال الأعمال الجديدة والتي سيتم إعادة تصميمها من الصفر، وكما هو متوقع، فان المنتج سوف يمثل ما يصفه الباكر بأنه «حب القطري للكمال والجودة» .
وأورد تقرير APEX تعليقاً لنائب رئيس، خدمة العملاء، في الخطوط الجوية القطرية السيد روسن ديميتروف، يتحدث فيه عن دور الباكر في إنجاح الخطوط القطرية حيث يقول: «لدينا شخص ضالع بشكل وثيق جداً بكل شيء نقوم به، وهو رئيسنا التنفيذي»، وجاء تعليقه خلال عرض فلسفة خدمة العملاء للشركة في لاس فيغاس، مضيفاً «مهما كان ما نقوم به، مثل تحديد قائمة الطعام، أو تصميم المقصورة، أو العمل على مشروع معين، فهو يجد دائماً الوقت للمشاركة والعمل معنا، وسواء كنا نقدم أي شيء بسيط من نوع جديد من الخبز في الطائرة، فهو يتأكد من أن هذا الخبز يتناسب مع متطلباتنا وما يتوقعه العملاء منا».
واضاف التقرير انه: في المقابل، فان الباكر لا يخفي اعجابه بفريق عمله، حيث قال في إحدى مقابلاته: «من الهام جداً أن تعتمد على أشخاص يمكن الوثوق بهم من أجل إنجاح أي شركة، والقطرية وصلت إلى الموقع الذي تحتله اليوم بفضل الكثير من الجهد والارادة، ومجموعة من الموظفين الملتزمين والمتحمسين».