“العز والخير” عنوان مخازن العطاء وكلمة سر المستقبل

تأصيل الهوية وإعلاء شأن القيم الصوت الأكثر علواً والعنوان الأعرض للاحتفال

العيد الوطني لقطر يرسخ المثل الوطنية العليا ويرسم قواعد التنمية

أحلام القطريين تجسدها الوقائع والمعطيات لا الأمنيات

المرافق الثقافية والعلمية في أحدث نسخها والثقل الاقتصادي يرجح كفة المقارنة

التنمية فعل قطري مضارع ويومي والبشرى مضمونة التحقق

بزنس كلاس – سليم حسين

لطالما تستثمر قطر “عيدها الوطني” الذي يمثل أساس التأسيس في سياق تأصيل الهوية وتاريخها وتجسيد المُثل والآمال على نية تكريم الرجال والنساء “الذين قضوا وبقوا” وشاركوا في بناء الدولة، حيث نجحت البلاد في تحقيق وحدتها الوطنية وأصبحت دولة متميزة تتسع المجلدات لتعداد رصيدها من الإنجازات والأعمال منذ زمن المؤسسين الذين تحملوا الصعاب ودفعوا ثمنًا غاليًا لتحقيق وحدة أمتهم والاحتفاء بذكراهم وصولاً إلى راهن الأحفاد العظام.

بشرى محققة

فتحت شعار “أبشروا بالعز والخير”، المقتبس من أقوال حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، حفظه الله في خطاب الثبات الذي ألقاه سموه في 21 يوليو الماضي خلال الأزمة الخليجية الراهنة تحتفل دولة قطر هذا العام بفعاليات اليوم الوطني، على إيقاع “تميم المجد”، عبر ميادين تتدفق بالإنجازات العلمية والفنية والرياضية والثقافية المنبثقة من وثيقة الرؤية الوطنية عام 2030م بتحقيق مبدأ التنمية المستدامة والعيش الكريم جيلا بعد جيل لدولة قطر، لنرى انطلاقة هذه الرؤية من خلال اهتمام الدولة بالركائز الأربعة للتنمية.

معطيات ووقائع

عبر عقود من التأسيس والعمل المتراكم حققت التنمية أوجهها كافة فكان توفير سبل الحياة الكريمة للأفراد بالتمتع بأجود التعليم من خلال بناء مدارس وجامعات عالية الجودة ومتطورة بأحدث التكنولوجيا العلمية والعملية و إنشاء مكتبة قطر الوطنية بمؤسسة قطر التعليمية والمزودة بأحدث الكتب ووسائل التعليم والتعلم المختلفة، في حين شهدت الصحة بناء مستشفيات ومراكز صحية عديدة تخدم جميع مناطق الدولة، كالخور والوكرة والضعاين والدخان ومزودة بأحدث الوسائل الطبية والعلاجية وكوادر طبيه مؤهلة ومدربة في علاجات الأمراض المختلفة، لتشكل السياحة “نفطاً وغازاً ثانياً ” حيث  دعمت بعد قرار إعفاء مواطني 80 دولة من التأشيرات، على أرضية إنشاء الأماكن السياحية المتنوعة بالدولة كمشروع الوسيل واللؤلؤة والبنانا الذي يطل على الساحل ويشمل المرافق السكنية والمنتزهات والألعاب والمطاعم والأسواق المتنوعة وزيادة في الحدائق العامة، حيث غطت معظم أرجاء فرجان الدولة ومزودة بالألعاب للأطفال والمطاعم ودورات المياه وزيادة أيضا في الفنادق والمطاعم العالمية.

حلقة ربط 

في المضمار المجتمعي كان التواصل والترابط بين المجتمعات الثلاث (المحلي والإقليمي والعالمي) من خلال المساواة في الحقوق والواجبات بين أفراد المجتمع القطري وبذل الكثير في عملية التفاوض والإصلاح مع دول الحصار الشقيقة، حيث وصل عدد أيام الحصار حتى اليوم إلى 164 يوما، ومع هذا الدولة صامدة بقوة وأصبحت مثالاً يحتذى، بالتزامن مع محاولة بث روح المساعدة وأواصر التعاون بين دول العالم من أجل أن يعم العلم والسلام والأمن والرخاء في جميع الأرجاء.

لقد أسهمت الدولة في توطين الصناعات الصغيرة والمتوسطة لبناء قاعدة اقتصادية صلبة توفر احتياجات الوطن والمواطنين وتتيح الفرصة وتهيئ الظروف الملائمة لتحويل الثروة الناضبة من النفط والغاز إلى أصول ورأس مال قابل للاستدامة وبدعم الصناعات ومنتجات قطر الوطنية التي بدأت تتزايد في البلاد والاستثمار في رأس المال البشري من خلال تنميه قدرات القطريين واستقطاب الكفاءات والحفاظ عليها وتعزيز الإصلاحات وتطوير الأداء في القطاعات الحكومية، ومن أمثلة المشروعات الصناعات الوطنية حقل غاز الشمال والعنوان الأبرز على هذا الصعيد باعتباره بوابة قطرعلى العالم، مشروع ميناء حمد. أما بيئياً فقد دعت الدولة إلى الحفاظ على الثروات الطبيعية والكائنات الحية بالحياة الفطرية وإنمائها بالبيئة القطرية وجعلها بيئة مستدامة جيلاً بعد جيل حماية لها من الضياع والانقراض من خلال العمل على تكاثرها وإعادة توطينها والاهتمام بالتراث والإرث التقليدي من الاندثار ونشر الوعي بالمحافظة على البيئة القطرية.

أهداف موحدة

ولأن مسيرة العمل والبناء مستمرة وأبدية فإن التعويل على ما ستشهده هذه الأيام من فعاليات وما سيتتبعها خلال القادمات من الأيام سيكون في محله لأن طموح القائد والمواطنين واحد في سياق النهوض بالبلد الصغير بالجغرافيا والكبير بالقيمة والصدى والعالمية، والتميز هذا العام – وفق تعهد المنظمين- مشاركة كافة فئات الشعب القطري من مواطنين ومقيمين و كافة الجهات والقطاعات. مع ما أظهره الحصار من تكاتف الشعب القطري وولاءه، الذي سيتجسد في رؤية احتفالات اليوم الوطني التي تقوم على الوحدة والاعتزاز بالهوية الوطنية منذ بدء الاحتفالات باليوم الوطني في عام 2008.

قيم ملهمة

لاشك أن قيم اليوم الوطني تتمثل بمساعي الترسيخ والتجسيد على أرض الواقع من خلال الفعاليات، التي تكون الفعاليات ملهمة للجميع ولا تغني ما تقدمه لجنة اليوم الوطني عن أي فعاليات للمؤسسات أو الأفراد بل هي مجرد محفز للجميع، والمشاركة حيث تتاح لكل من يعيش على أرض قطر الطيبة، والإبداع لأن اليوم الوطني ساحة للإبداع في قطر، فضلا عن الشفافية والصراحة بين الجميع.

بالختام من الأجدى التركيز في اليوم الوطني على الجيل الناشئ ولهذا كانت معظم فعاليات اليوم الوطني تتركز على هذا الجيل، فأكثر من 75 % من الفعاليات تركز عليهم وهذا حقهم ، فرؤية اليوم الوطني وقيمه وتطلعاته تتمثل بتعزيز الولاء والتكاتف والوحدة والاعتزاز بالهوية الوطنية القطرية.

وكل عام وقطر بخير ..

 

السابق
أفكارنا الاقتصادية في خدمة المصلحة العامة والرقي أداتنا ومنهج عملنا
التالي
اليوم الوطني القطري يعيد ترسيخ قيم التميز والتنمية وقرارات المقاطعة تعرف طريقها إلى سلة المحذوفات