نوافذ تجارية وبوابات اقتصادية متحركة
الحدث يعزز أفق العلاقات ويرسي قواعد اقتصادية صلبة
الاقتصاد القطري يفتح أبوابه على منصات العملاقين “ماليزيا والصين”
بزنس كلاس – باسل لحام
إذا كان المُنتدى الاقتصاديّ القطريّ- الماليزيّ الّذي نظّم مؤخراً، بمثابة النافذة الهامة التي تطل على البوابة العريضة لزيارة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني إلى العاصمة الماليزية كوالالمبور، فإن اجتماع أكثر من 300 من كبار رجال الأعمال والمُستثمرين والمسؤولين الحكوميّين من رؤساء الشركات والهيئات الاقتصادية والخبراء، شكل مناسبة ومنعطفا اقتصاديا واستراتيجيا هاما قوامه الفرص الاستثمارية في مختلف القطاعات، لاسيما قطاع التجارة والزراعة والسياحة والطاقة وغيرها من المجالات الاقتصاديّة الأخرى.
التصويت بالإجماع
ولأن المُنتدى الاقتصادي القطري الماليزي يهدف إلى تعزيز وتوسيع العلاقات التجارية والاقتصاديّة بين البلدين وفتح آفاق التواصل لإرساء مشاريع استثماريّة مُشتركة. فإن ثمة إجماعا على أن الحدث يعدّ منصّة مهمّة لتعزيز العلاقات التجارية والاقتصادية والاستثمارية بين دولة قطر ومملكة ماليزيا الاتحادية ويُتيح فرصاً لإرساء شراكات في جميع المجالات بين القطاع الخاص من الجانبين، خاصّة في ظلّ العلاقات المُتميزة التي تربط بين دولة قطر ومملكة ماليزيا الاتحادية والتي تمثلّ منطلقاً هاماً لبناء شراكة اقتصادية وتجارية ناجحة تعود بالنفع على اقتصاد البلدين، وتتيح المجال للاستفادة من الإمكانات والقدرات الهامة التي يتميز بها كلا البلدين، وذلك من خلال التوصل إلى آليات عملية وخطط فاعلة تخدم توجهات وأهداف البلدين في مجال الاستثمار، وإتاحة الفرصة لإقامة مشاريع ناجحة تعود بالنفع على البلدين الصديقين وشعوبهما. لاسيما أن دولة قطر تعدّ اليوم وجهة جاذبة للاستثمار الأجنبي بفضل السياسات الاقتصادية المدروسة التي انتهجتها، والتي ساهمت بتوفير بيئة استثمارية واعدة ترفدها منظومة تشريعيّة وإدارية مشجّعة لممارسة الأعمال. لتشهد علاقات القطاع الخاص القطرية الماليزية زخماً كبيراً خلال الفترة الماضية، مشيراً إلى الحرص المتبادل بين البلدين على رفع التحديات التي تقف في سبيل إقامة مشاريع استثمارية مشتركة، علاوة على جهود توفير حوافز هامة من شأنها المُساهمة بالتسهيل على المُستثمرين ما يَصبّ إيجابياً على العلاقات الاقتصادية والتجارية القطرية الماليزية.
آمال عريضة
ويعول المراقبون كثيراً على اللقاءات الثنائية بين رجال الأعمال من الجانبين تمّ خلالها استعراض الفرص الاستثمارية المتاحة في دولة قطر وماليزيا وبحث سبل بناء آليات تعاون اقتصاديّ طويل الأمد بين الشركات القطرية والماليزية للاستفادة من النجاحات التي حقّقتها تجربة ماليزيا الاقتصاديّة.
وباعتبار ماليزيا الشريك التجاري رقم 20 لدولة قطر بإجمالي حركة تبادل تجاري بلغت حوالي 3.3 مليار ريال قطري في العام 2016، أي بما يعادل 904 ملايين دولار، فإن المسؤولين القطريين يرون في المنتدى دوراً هاماً في سبيل تعزيز الجهود الرامية إلى توقيع اتفاقيات ومُذكّرات تفاهم جديدة تدعم أواصر التعاون الثنائي وتُسهم بخلق مشاريع استثمارية مُشتركة تعود بالنفع على البلدين الصديقين.
تنشيط إعلامي
وفي ضفة ليست بعيدة تنشط الحملة الإعلامية الخارجية لمعرض صنع في الصين، للسنة الثالثة على التوالي، ما يعكس قوة ومتانة العلاقات بين البلدين الصديقين، ليس على مستوى التجارة والاقتصاد فحسب، بل وعلى جميع الأصعدة سواء السياسية أو الاجتماعية أو الثقافية، فقد حققت العلاقات بين البلدين تطورا كبيرا في الأعوام الأخيرة، حيث تنظر قطر إلى الصين كشريك تجاري مهم، حيث بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين نحو 5.5 مليار دولار أمريكي في عام 2016، من بينها 4 مليارات دولار صادرات قطرية إلى الصين، مما يجعل الصين رابع شريك تجاري لدولة قطر، مثلما تعد قطر ثاني أكبر مورد للغاز الطبيعي المسال إلى الصين.