الدوحة – وكالات:
تسارعت وتيرة الإنتاج الزراعي والحيواني طوال مائة وعشرين يوماً من عمر الحصار، ولبت الجهات المعنية في وزارة «البلدية والبيئة» رغبة المواطنين والمقيمين بتوفير المنتج الزراعي القطري من الخضراوات والفاكهة، وزيادة حجم الثروة الحيوانية، وتوفير منتجات اللحوم والألبان المحلية، جنباً إلى جنب المنتجات المستوردة.
وقال محمد حسين العلي المسؤول في إدارة شركة دار الريان للاستثمار، والفائزة بأحد أهم مشروعات الأمن الغذائي في قطر: «إننا كمواطنين قطريين نؤمن بأنه من واجبنا خدمة هذا البلد، كما أننا ملتزمون بدعم رؤية قطر في ضمان نمط حياة مميزة لكل من يعيش على هذه الأرض الطيبة».
وأكد العلي أنه، وخلال فترة زمنية وجيزة، أن الجهات المعنية يسرت كل سبل تطوير الثروة الحيوانية، إضافة إلى تيسير استيراد المواد الغذائية ذات الجودة العالية، وأن العديد من المشاريع الاستراتيجية المتميزة أعلن عنها خلال الثلاثة أشهر الماضية في قطاع الثروة الحيوانية، وهي كفيلة بأن تكون رافداً لاقتصاد قطر على المدى الطويل.
أرقام تكسر الحصار
تعبر الأرقام عن عدد من الإنجازات المهمة في سبيل تحقيق الاكتفاء الذاتي خلال 120 يوم حصار، حيث أعلنت الشركة القطرية لإنتاج اللحوم أواخر الشهر الماضي عن مضاعفة إلى 14 ألف طن سنوياً بداية شهر أكتوبر الحالي، كما قامت بتطوير خطوط إنتاج جديدة بهدف الوصول إلى 21 ألف طن سنوياً نهاية العام الجاري.
كما ساهم توجيه شركات إنتاج اللحوم المختلفة والدواجن في توجيه إنتاجها بالكامل للسوق المحلي بتغطية نسبة واسعة من احتياجات السوق المحلي من اللحوم الطازجة أو المصنعة.
كما تعمل عدد من مشاريع المداجن في قطر على تطوير قدراتها الإنتاجية من الدجاج والبيض، خلال الفترة المقبلة، وضمن خطط تنفيذ مشاريع استراتيجية لدعم برنامج قطر للأمن الغذائي، وتعهد المسؤولون في أحد المشاريع بوصول القدرة الإنتاجية السنوية للمشروع إلى 70 ألف طن من لحم الدجاج، و250 مليوناً من بيض المائدة، وبتغطية كامل احتياجات السوق الحالية والمستقبلية من الدجاج والبيض، كما أن عدداً من مشاريع إنتاج الدجاج والبيض، مزود بمصنع أعلاف للدواجن، وأحدها تتجاوز قدرته الإنتاجية 90 طناً من الأعلاف في ساعة واحدة، بما يضمن توزيع فائض الإنتاج من أعلاف الدواجن لمزارع الدواجن الأخرى في الدولة، بغرض المساهمة في تغطية حاجة السوق المحلي.
كما نبهت حادثة طرد الإبل التي يملكها مواطنون قطريون من الأراضي السعودية باتجاه الأراضي القطرية، إلى أهمية تطوير مصانع الأعلاف، فحولت العديد من المزارع القطرية جهودها نحو زيادة إنتاج الأعلاف وتوفيرها، بغاية تطوير الثروة الحيوانية في قطر، وإلى أهمية الاستثمار في قطاع إنتاج الأعلاف، وتوفير الاكتفاء الذاتي منها، سواء بزراعتها في قطر أو بزراعتها في أراضٍ بالخارج وشحنها عبر الموانئ.
الجاسم: المزارعون على أتم الاستعداد لتزويد السوق بحاجاته
اعتبر صاحب إحدى المزارع المواطن عبدالله الجاسم، أن الإنتاج الزراعي القطري تطور على مدى السنوات الماضية، وأن المزارعين القطريين على أتم الاستعداد لتزويد السوق بأنواع مختلفة من الخضراوات، وتابع الجاسم أن أصحاب المزارع أبدوا استعدادهم لتزويد الأسواق المحلية من احتياجاتها اليومية من الخضروات، وأكد أن المنتج القطري تواجد إلى جانب المستورد بأسعار معقولة، وأن من حق المستهلك أن يشتري تلك البضائع بأسعار معقولة.
من ناحية أخرى تطورت وبشكل لافت خلال 120 يوماً من عمر الحصار المفروض على دولة قطر، مرافق وأبنية ومخازن الأمن الغذائي، وأبرزها مشروع مخازن الغذاء في ميناء حمد بقطر، حيث يقدم المشروع مخزوناً لثلاثة ملايين نسمة لمدة عامين لكل السلع التي يتم تصنيعها وتخزينها، كما يحتوي على منشأة لإعادة تكرير النفايات الناتجة عن تجهيز السلع الأساسية وتحويلها إلى أعلاف حيوانية.
زيادة المنتجات الزراعية خلال
120 يوماً من الحصار
وجهت وزارة البلدية والبيئة أنظارها نحو تطوير القطاع الزراعي، عبر استثمار العلاقة الزراعية المميزة مع عدد من الدول الصديقة، إضافة إلى التطوير المحلي للقطاع الزراعي، وقد ساهمت الشراكات الزراعية التي عقدتها دولة قطر مع العديد من دول العالم منذ بداية أزمة الحصار بتوجيه أنظار المزارعين والمستثمرين القطريين إلى استثمار مساحات زراعية ضخمة في عدد من بلدان العالم ذات البيئة المواتية للزراعة، كما أتاحت الاتفاقيات فرصة مناسبة للجانب القطري للاستثمار في القطاع الزراعي في الخارج.
أما داخلياً ورغم التغير المستمر في لائحة المنتجات الغذائية من الخضراوات والفواكه في الأسواق القطرية، إلا أن الإنتاج الزراعي في قطر استطاع حيازة جزء مهم من مجموع الإنتاج الزراعي المتوفر للمستهلكين في المجمعات التجارية، كما شجع وجود المزارع الإنتاجية والمبادرات المختلفة نحو توفير مساحات زراعية إضافية في سد الحاجة إلى زيادة المنتج القطري في الأسواق.
سجلت “العرب” في جولة لها بالمجمعات التجارية، وجود منتجات المزارع القطرية من الخضراوات جنباً إلى جنب المنتجات الغذائية الأخرى المستوردة كمنتجات مميزة في المجمعات التجارية.
عبد الرحمن: تسهيلات توريد البيوت البلاستيكية أنجحت موسم الزراعة الصيفي
أكد صاحب إحدى المزارع في منطقة الوسط المواطن خليفة عبد الرحمن، في حديثه لـ»العرب»، جاهزية المزارع القطرية لمد السوق الاستهلاكي بالمنتجات الزراعية بالكثير من أنواع الخضراوات، إضافة إلى عدد معين من الفواكه، وأن جميعها تمتاز بجودة عالية، وأن المزارع القطرية ساهمت في توفير الكثير من المنتجات المحلية، وأن المبادرات المختلفة وفرت إنتاجاً واسعاً منها، مثل مبادرات توفير الحبوب للزراعة مجاناً لأصحاب المزارع في قطر، وتوفير أسواق مهمة أمامها مثل ساحات المزروعة، وأوضح عبد الرحمن أن ما يلزم هذه المنتجات هو التسويق المناسب.
وأضاف أن ما كان يحتاجه المنتج الزراعي القطري أيضاً في الدرجة الثانية هو زيادة البحوث الزراعية التي ترشد أصحاب المزارع إلى الطريقة الأكثر فاعلية في استثمار الموارد من أراض أو ثمار مختلفة، أو تلك التي تصب في صالح تطوير المزارعين لكمية ونوعية المنتجات الزراعية.
وتابع عبد الرحمن أن المنتجات القطرية لاقت التسويق المناسب في المؤسسات الاستهلاكية المختلفة، عبر الدعم من قبل الحكومة القطرية ممثلة بوزارة البلدية والبيئة، وأن دعم عرض منتجات المزارع المحلية جعل الكثير من أصحاب المزارع، مطمئنين إلى تصريف البضائع من الخضراوات والفواكه، وأن توفر البذور مجاناً إضافة للدعم في تحسين التربة كان من أبرز العوامل المساعدة في زيادة الإنتاج المحلي القطري من الخضراوات والفاكهة، وأن المزارعين يعملون إلى جانب وزارة البلدية والبيئة في سبيل توفير المياه الصالحة للزراعة.
وأكد عبد الرحمن أن خطط دعم وزارة البلدية والبيئة للمزارع القطرية ساهمت في تحقيق موسم زراعي كامل خلال الصيف الماضي، كما شجعت على بداية موسم زراعي شتوي ناجح، حيث سيزرع أصحاب الأراضي الباذنجان والكوسا والخيار والورقيات.
ولفت إلى أن البيوت البلاستيكية المحمية في الصيف والمجهزة بوسائل التبريد المناسبة، وسهولة تركيبها، ومساهمة الدولة في توريدها إلى قطر، دون أي معوقات، ساهم بنجاح موسم الزراعة الصيفي طوال 120 يوماً من عمر الحصار، وتوقع عبد الرحمن أن تزيد نسبة المنتجات الغذائية القطرية سواءً من اللحوم أو الخضراوات.
ولفت النظر إلى دور شركة «حصاد» الغذائية العاملة في قطاعي الزراعة والثروة الحيوانية، التي بادرت إلى زيارة المزارع القطرية المختلفة، واطلع ممثلوها على احتياجاتها، وقدموا مبادرة قيمة وهي استغلال جزء من المزارع القطرية بهدف إنتاج الخضراوات والفواكه، وتوقع أن تنافس منتجات المزارع القطرية في أسعارها المنتجات المستوردة، وأن الجهات المعنية التفتت منذ بداية الحصار إلى أهمية التطوير البحثي في زيادة حجم المنتجات الزراعية، وأن بعض المبادرات مثل مبادرة ساحات المزروعة التي تعرض المنتجات القطرية من الخضراوات والدجاج الحي والبيض، شكلت مبادرة في توفير الغذاء لجميع سكان قطر ووفرت المسافات بقربها من الأحياء السكنية، وبأسعارها التي تقع في متناول يد الجميع.