حماس: دور مركزي للدوحة في المصالحة الفلسطينية

عواصم – وكالات:

ثمن حسام بدران عضو المكتب السياسي لحركة حماس، ومسؤول مكتب العلاقات الوطنية في الحركة، جهود ومساعي دولة قطر لدعم القضية والشعب الفلسطيني. وأشار خلال حوار مع «العرب» إلى أن المساهمة الإيجابية الكبيرة للدوحة لدعم القضية الفلسطينية، كان هدفها في المقام الأول تحقيق مصالح الشعب الفلسطيني، ونجاح المصالحة. وقال: «استضافت قطر العديد من الحوارات، وتحركت لفترات طويلة لتحقيق المصالحة وإنهاء حالة الانقسام، ودورها مقدر ومحترم، وهو محل تقدير من حماس والفصائل الفلسطينية وشعبنا عموماً». وحول المصالحة الفلسطينية أكد أنها تسير بشكلٍ إيجابي، وقال: «بعد أسبوع من وصول حكومة التوافق إلى قطاع غزة ستبدأ جلسات الحوار المباشرة بين حركتي فتح وحماس، وسيكون التركيز على آلية تنفيذ الاتفاقيات والحلول لا مجرد بحثها». وإليكم نص الحوار:
ما هو موقف الدول العربية والأطراف المختلفة من المصالحة؟
– المصالحة الفلسطينية مطلب شعبي فلسطيني، كما أنها مطلب ورغبة لدى كل الأطراف الإقليمية وحتى الدولية، التي تدعم وتساند شعبنا، وتحب له الخير، ولم نسمع انتقاداً من أي طرف على أي تقدم في موضوع المصالحة، بل على العكس ما سمعناه داخلياً وخارجياً يرحب ويبارك خطوة حماس الإيجابية، والكل يأمل ويريد أن تنتهي الصفحة السوداء من تاريخ شعبنا الفلسطيني.
وطبعًا غني عن الذكر أن هناك أطرافاً عديدة ساهمت سابقاً، وتحركت في موضوع المصالحة، وكانت لها مساهمات إيجابية كبيرة، وعلى رأسها دولة قطر التي استضافت العديد من الحوارات، وتحركت لفترات طويلة لتحقيق المصالحة وإنهاء حالة الانقسام، وقد جرت لقاءات بين الحركتين فتح وحماس أكثر من مرة في الدوحة، وجهد قطر ودورها مقدر ومحترم، وهو محل تقدير من حماس والفصائل الفلسطينية وشعبنا عموماً.
تنفيذ الحلول
متى ستجري اللقاءات المباشرة بينكم وبين وفد حركة فتح؟
– لم نعقد مع الإخوة في حركة فتح في القاهرة لقاءات ثنائية مباشرة خلال زيارتنا الأخيرة، والاتفاق أنه بعد أسبوع من وصول حكومة التوافق إلى قطاع غزة، يتم دعوة وفدين من حركتي فتح وحماس للبدء في جلسات وحوارات في القاهرة، على أن يتبعها بعد ذلك حوارات مشتركة مع كافة الفصائل الفلسطينية، وكل القضايا والأمور المطروحة هي قضايا سبق دراستها في الحوارات السابقة، وسيكون التركيز على كيفية وآلية تطبيقها وتنفيذها خلال المرحلة القادمة.

ما طبيعة القضايا المطروحة وأهم الملفات التي سيتم التباحث حولها؟
– كل القضايا سوف تكون مطروحة على طاولة البحث والحوارات التي ستجري بيننا وبين الإخوة في حركة فتح، سواء تلك المتعلقة بقطاع غزة مثل موضوع الموظفين، أو الموضوع الأمني وموضوع المعابر، أو القضايا المتعلقة بالضفة، مثل الاعتقالات السياسية، والتنسيق الأمني، وإغلاق المؤسسات، والموظفين المفصولين، وكل القضايا التي تم بحثها سابقاً ليس لإعادة النقاش فيها، ولكن لبحث كيفية تنفيذ الحلول، ولا يمكن أن تتم مصالحة دون أن يأخذ الناس حقوقهم.
ضمان الشعب
ما هي الضمانات لنجاح خطوات المصالحة هذه المرة؟
– نحن نأمل ونتوقع من حكومة التوافق أن تقوم بمهامها وواجباتها في قطاع غزة بشكل كامل، كما هو الحال في الضفة الغربية، وأن تتولى المسؤولية عن كل احتياجات أهلنا في قطاع غزة، والضمان هو ضمان شعبنا الذي يتابع هذه الخطوات، ويراقب تفاصيل الحوارات، ونحن نأمل أن نرى هذه الاتفاقيات على أرض الواقع، وهناك أيضاً الجانب المصري الذي كان وسيطاً في هذه المحادثات يتابع التنفيذ والتطبيق على الأرض.
كسر جمود
هل من تفاصيل حول الاتصال الهاتفي بين عباس وهنية وغيرها من الاتصالات؟
– الاتصال الهاتفي بين إسماعيل هنية وبين أبو مازن كان مبادرة من طرفنا وطرف الأخ أبو العبد، وكان الهدف منه إعطاء زخم أكبر للمصالحة، بهدف تمتين العلاقة، ولكسر جمود قد يسبب تراجعاً، ولإعطاء أرضية مناسبة لتطبيق الاتفاقات، وقد جرى تواصل بين رئيس الوزراء رامي الحمد الله، وبين إسماعيل هنية لترتيب زيارة الحكومة، وتهيئة الأجواء لنجاح الزيارة على أفضل وجه.
الملف الأمني
كيف تُقيّم علاقة حركة حماس الحالية بالسلطات المصرية؟ وإلى أي حد يمكن أن تتطور؟
– العلاقة مع مصر شهدت تطوراً ملحوظاً في الآونة الأخيرة، وهناك تفهم بين حماس ومصر بضرورة وجود علاقة طبيعية وصحية، لوجود مصالح مشتركة، كون مصر على حدود قطاع غزة، وهناك ضرورة إنسانية وحياتية لتحرك سكان غزة من خلال معبر رفح الذي يربط بين الجانبين، وهو بوابة غزة إلى العالم، وهناك حاجة مصرية لضبط الحدود، وهو أمر يمكن لحركة حماس المساهمة فيه.
وهناك أفق لتطور العلاقة في المستقبل، خاصة وأنه قد تبين أن القطيعة والابتعاد لا يفيدان أياً من الطرفين، ونحن في حركة حماس حريصون على استمرار هذه العلاقة وتطورها، خدمةً لأبناء شعبنا، ولأجل التخفيف من المعاناة والحصار وآثاره الظالمة لسكان قطاع غزة.

ما هي أبرز النقاط التي تم الاتفاق عليها بينكم وبين الجانب المصري؟
– أحد أهم أهداف زيارة وفد قيادة الحركة إلى القاهرة، كان بحث العلاقات الثنائية من كافة جوانبها، ولا شك أن الملف الأمني كان من الموضوعات الأساسية، وقمنا بتقديم شرح مفصل للجانب المصري حول الخطوات التي اتخذتها حركة حماس لضبط الحدود، وضمان عدم وجود أي خطر على الأمن القومي المصري من قطاع غزة، أو أي أفراد موجودين في القطاع، والمصريون كانوا راضين تماماً، وقدروا الجهد المبذول من أجهزة الأمن في قطاع غزة، وقد شاهدوا تطوراً واضحاً وتكثيفاً أكبر للنشاط الأمني في إطار ضبط الحدود.
صفقات التبادل
هل جرى تناول قضية جنود الاحتلال الأسرى لدى المقاومة خلال المباحثات؟
– لا يوجد شيء يمكن أن نقوله للإعلام في هذه المرحلة حول صفقات التبادل، وما تملكه المقاومة من أوراق في هذا الأمر، ولكن ما أؤكده هو الموقف الثابت للحركة، بأنها تعمل بكل ما في وسعها لإطلاق سراح الأسرى، وأن هذه القضية على سلم الأولويات، وهي قضية منفصلة عن بقية القضايا الداخلية، والإعلام جزء من المعركة.
معبر رفح
هل من جديد بخصوص معبر رفح؟
– المسؤولون المصريون أبلغونا أن ما يعيق افتتاح معبر رفح، هو إعادة ترميم أو بناء المعبر، وقد يستغرق بعض الوقت، وهناك وعود من طرف المصريين لفتح المعبر أمام حركة الأفراد والبضائع، ونحن من جانبنا طالبنا أن يتم فتح المعبر بشكل طبيعي ودائم، وطالبنا أن يتم فتحه من حين لآخر لحين اكتمال الترميمات داخل المعبر.

هل جرى التباحث حول الحصار وسبل التخفيف من معاناة سكان قطاع غزة؟
– نعم جرى حديث مفصل حول كافة احتياجات قطاع غزة، وتحدثنا عن ضرورة أن يشمل المعبر دخول البضائع إلى قطاع غزة، وهذا الأمر من الممكن أن يساهم في تحسين الوضع الاقتصادي، والتخفيف من آثار ونتائج الحصار المتواصل، أيضاً كان هناك حديث عن استمرار ضخ السولار المصري للقطاع، وقد بدأ منذ مدة ويستمر من حين لآخر، بالإضافة إلى تطوير إمدادات الكهرباء القادمة من مصر وغيرها من التفاصيل، حتى يشعر سكان القطاع بنتائج ملموسة لهذه التفاهمات.
خيارات عديدة
ضعنا في أجواء وتفاصيل زيارتكم الأخيرة للعاصمة الروسية موسكو.
– زيارتنا لموسكو جاءت في توقيت مهم جداً، وأجرينا لقاءات مع وزارة الخارجية، ثم عقدنا مؤتمراً صحافياً، وتأتي هذه الزيارة بعد الاتهامات التي تزعمها ترمب ضد الحركة بوصفها إرهابية، ومحاولة إيهام العالم بأنها حركة معزولة، جاءت هذه الزيارة مباشرة بالانتقال من القاهرة لموسكو، لنقول للعالم إن حماس لها خيارات عديدة على صعيد العلاقات السياسية، سواء الإقليمية أو على المستوى الدولي.
وجرى هناك بحث كل ما يتعلق بالقضية الفلسطينية، سواء إجراءات الاحتلال وممارساته في المسجد الأقصى والضفة الغربية والاستيطان، وأيضاً القضية المتعلقة بحصار غزة، وبحث السبل حول كيفية التخفيف منه، ودور موسكو في ذلك من خلال المحافل الدولية والمساعدات المختلفة.
وجرى حديث مطول حول المصالحة، وما جرى من خطوات في القاهرة، وقد باركت موسكو خطوة حماس المتقدمة والإيجابية في موضوع المصالحة والمتعلقة بحل اللجنة الإدارية، ووعدوا بتقديم الدعم ومساندة خطوات المصالحة الفلسطينية.
الانفتاح على كافة الأطراف
ما هي ملامح السياسة الخارجية لحماس في الفترة الحالية؟ وهل تتأثر بالمتغيرات والتناقضات الإقليمية والدولية؟
– علاقاتنا السياسية عموماً لها محددات متفق عليها ومعتمدة من قيادة الحركة، وهي عموماً مبنية على الانفتاح على كافة الأطراف الإقليمية والدولية التي من شأنها أن تساهم في دعم ومساندة الشعب الفلسطيني، ودعم حقوقه المشروعة، أو مساندة حقه في مقاومة الاحتلال، ومن الجدير ذكره أننا لا نتدخل بالشؤون الداخلية للدول العربية والإسلامية وغيرها، ولسنا طرفاً في التناقضات والخلافات بين الدول، ونحن معنيون بأن يجتمع العرب والمسلمون وحتى العالم على نصرة القضية الفلسطينية، وقوة علاقتنا مع أي طرف أو دولة لن تكون على حساب علاقتنا بغيرها.

يدور الحديث هذه الأيام عن مشاريع لإنهاء القضية الفلسطينية وتصفيتها، ما تعليقكم؟
– حلم تصفية القضية الفلسطينية ظل يراود أذهان الاحتلال منذ عقود، وهو أحياناً يحاول استغلال بعض الظروف للتأثير على بعض الأطراف للحديث بهذا الاتجاه، وأقول بكل اطمئنان إن شعبنا الفلسطيني لا يمكن أن يقبل بهذه الحلول التي لا تتناسب مع طموحاته وآماله، ودماء الشهداء التي قُدمت خلال عقود، وأنات الأسرى، وما قدمه شعبنا من تضحيات، لا يمكن لها أن تقبل بتصفية القضية الفلسطينية، ونستند على قوة شعبنا وقوة مقاومتنا، وعلى الحاضنة الشعبية الواسعة لدى أمتنا العربية والإسلامية، ونحن واثقون بإذن الله أن القضية الفلسطينية لا يمكن تجاوزها أو تصفيتها كما يتوهم البعض.

السابق
أشغال: تدشين نحو 10 ماريع كبيرة في 2017
التالي
على طريق الأمن الغذائي.. تسارع إنتاج المواد الغذائية المحلية