الدوحة – غزة – بزنس كلاس:
يستمر الدعم القطري بكافة أوجهه لاسيما إعادة الإعمار في قطاع غزة رغم تضاعف العقبات في هذا السياق نتيجة الحصار الجائر على قطر لاسيما من جانب مصر فيما يتعلق بموضوع إعادة إعمار ما دمرته آلة الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة.
وتسير مشروعات اللجنة القطرية لإعادة إعمار قطاع غزة على قدم وساق، رغم الحصار القائم على الدوحة من قبل السعودية وحلفائها، وترسل قطر مؤشرات عدة على عدم توقف دعمها للشعب الفلسطيني في القطاع.
وتأتي الزيارة الأخيرة -التي تستمر لأيام- لسعادة السفير محمد العمادي رئيس اللجنة القطرية ونائبه خالد الحردان، الأربعاء الماضي، خير دليل على اهتمام الدوحة بألا يتأثر سكان غزة بالأزمة الخليجية، الذين يواجهون ظروفاً معيشية صعبة بسبب الحصار الإسرائيلي.
ولا يدخر رئيس اللجنة القطرية لإعادة إعمار غزة جهداً في متابعة المشروعات الجاري تنفيذها بالقطاع، من أجل التخفيف عن الغزاويين، حيث تفقد أمس الأول الجمعة سير العمل في المشاريع القطرية.
جهود للمصالحة
لم تقتصر زيارة العمادي الحالية على الجانب التنموي، الذي تقوم به الدوحة في غزة، بل إن القيادي في حركة حماس أحمد يوسف، كشف عن أن السفير القطري يحمل خلال زيارته الحالية لقطاع غزة أفكاراً جديدة تتعلق بملف المصالحة.
وأوضح يوسف أن العمادي سيقوم بعرض تلك الأفكار على الأطراف الفلسطينية في قطاع غزة، قائلاً: «ننتظر ما يمكن أن يترتب على هذه الزيارة، من أجل لم الشمل الفلسطيني».
وتعد زيارة الأربعاء الماضي الثانية للسفير العمادي، حيث زار غزة في 7 يوليو الماضي، وشدد خلالها على أن قطر لن تغيّر مواقفها تجاه الفلسطينيين، رغم الحصار الخليجي.
وصرّح العمادي، خلال زيارته، بأن إجمالي تكلفة المشاريع التي نفّذتها قطر في القطاع، خلال السنوات الخمس الأخيرة، بلغت حوالي 500 مليون دولار أميركي، مضيفاً «خلال تلك السنوات، نفّذنا نحو 100 مشروع بغزة، في كافة القطاعات الإنسانية والخدماتية والصحية والتعليمية والإسكان والزراعة والكهرباء».
وأعلن العمادي، عن عقد جديد لبناء ثمانية عمارات سكنية، ضمن مشروع مدينة «الأمل»، وسط قطاع غزة، بتكلفة تبلغ حوالي 5.5 مليون دولار، الأمر الذي خفف من مخاوف قطاع غزة من تأثير الأزمة الخليجية على دعم الدوحة له.
مشروعات جديدة
ورغم الحصار الخليجي على الدوحة، أعلن منذ أيام بدء العمل في المرحلة الثالثة من مدينة الشيخ حمد السكنية في خان يونس، جنوب القطاع، حسبما كان مقرراً لها مسبقاً، ومن المنتظر تسليم شقق تلك المرحلة نهاية العام الجاري.
وفي حوار مع تلفزيون «العربي»، أكد رئيس اللجنة القطرية أن موقف الدوحة الداعم لغزة ثابت ومستمر ولن يتغير تحت أي ظرف كان، قائلاً: إن «قطر لن تتخلى عن غزة حتى في ظل الحصار الجائر المفروض عليها».
وأضاف العمادي أن الدوحة سارعت لطمأنة الفلسطينيين بعد الحصار الخليجي عليها بأنها لن توقف دعم غزة، لافتاً إلى أن غزة وجدت في قطر داعماً أساسياً بعد شنّ الحرب الإسرائيلية عليها، وتعرضها للحصار.
وتابع العمادي أن إسرائيل ترى في الأزمة الخليجية فرصة لتقويض القضية الفلسطينية، موضحاً أن إسرائيل تبنت مزاعم دول الحصار بشأن احتضان قطر لحركة حماس.
ورأى رئيس اللجنة القطرية لإعادة إعمار غزة، أن إسرائيل تعوّل على جني الأرباح والمكاسب من وراء الأزمة الخليجية وحصار قطر، كما تراهن على إضعاف الموقف الفلسطيني في ظل الأزمة الخليجية.
واستبعد خبراء اقتصاديون تأثير حصار قطر، الذي دخل شهره الثالث، على التمويل المقدم لغزة من قبل الدوحة على شكل مشاريع مختلفة أو منح تأتي كل فترة، كرواتب للموظفين الحكوميين في غزة، أو وقود لتشغيل محطات الكهرباء.