تستعد كافة المنازل القطرية قبل شهر رمضان بشراء العود والبخور والذي يعد زينة المجالس الرمضانية في دولة قطر؛ نظراً لأهميته الكبيرة في استقبال الضيوف والزوار خلال الشهر الفضيل بطيب الرائحة، خاصة بعد صلاة التراويح وتناول «الغبقة» والتي تعد من أهم العادات والتقاليد القطرية في شهر رمضان.
وقال تجار في حديثهم لـ«العرب» إن العود والبخور يمثلان زينة في المجالس، وأحد أهم علامات استقبال الزوار، والأصدقاء والأقارب، كما يحرص جميع القطريين على تزيين ملابسهم قبل الخروج بالعود والبخور سواء للرجال أو النساء، مما ساهم بشكل مباشر في زيادة الطلب على محلات بيع هذه المواد بسوق واقف والمجمعات التجارية.
وأشاروا إلى أن صناعة العود والبخور في دولة قطر قديمة وتتقدم كل عام؛ لتنافس غيرها من الصناعات، لافتين إلى أن التجار القطريين ينظمون معارض في مختلف الدول العربية والأوربية محققين مكاسب وأرباحاً كبيرة من خلال تسويق منتجاتهم. كما تعتبر السبحة من أهم المظاهر في شهر رمضان الفضيل لاستخدامها في الاستغفار والعبادة، كما يعتبرها البعض نوعاً من الوجاهة الاجتماعية، حتى إن البعض يفضل اقتناء السبح مرتفعة الأسعار لإضفاء مزيد من التفاخر والتباهي.
آل مراسي: سعر السبحة قد يصل إلى 50 ألف ريال
أكد عادل آل مراسي «مقيم خليجي» أن شهر رمضان الفضيل يعد مناسبة عزيزة وغالية على جميع الدول العربية والإسلامية، وتستعد كافة الأسر والعائلات بالتجهيزات للشهر الفضيل عن طريق شراء المستلزمات من المواد الغذائية، والعطارة، ومتطلبات المأكولات الشعبية مثل الزلوط والمرقوقة، والهريسة، والبليط وغير ذلك، كما تكثر في الشهر الفضيل إعداد الحلويات الشعبية.
وأشار آل مراسي إلى أن العود والبخور يُعدّان من أهم المتطلبات في رمضان، خاصةً في المجتمعات الخليجية، التي تمتاز بعادات فريدة ومتميزة عن باقي دول العالم، ونظراً لأهميتهما الكبيرة منذ القدم في استقبال الزوار، والأقارب، والترحيب بهم عن طريق المبخرة والتي لا يخلو منها منزل قطري، وتحرص مختلف الأسر القطرية على شراء أفضل الأنواع من العود والبخور مثل الكمبودي، والهندي وهما من أفضل وأغلى الأنواع، ولا تبخل معظم الأسر على شرائهما؛ حيث تعتبر من أنواع التفاخر والتباهي.
وأوضح آل مراسي أن للعود والبخور استخدامات متعددة؛ حيث يعتبر زينة في المجالس؛ لتعطير المجلس بأفضل الروائح، كما يستخدمها الرجال والنساء في تزيين ملابسهم عبر تعطيرها بالمبخرة، أضف إلى ذلك أنه يستخدمها البعض في الهدايا بالأعياد والمناسبات، وتعتبر من الهدايا القيمة والتي يسعد بها الجميع.
وأكد آل مراسي على أن محلات العود والبخور تشهد رواجاً كبيراً في تلك المناسبات، كما يحرص القطريون وغيرهم من أبناء الخليج على شراء السبحة، والتي تُعدّ من أهم مميزات الشهر الفضيل، وإن كانت تستخدم في غير رمضان، إلا أن البعض يحرص على شراء الجديد منها خلال هذه الأيام المباركات؛ لتكون محفزة له على مداومة الذكر، ونظراً لكثرة العبادة والتردد على المساجد إن قورنت بغيرها من الأيام، كما يعتبرها البعض نوعاً من أنواع الوجاهة الاجتماعية وينفقون على شراء السبحة مبالغ تصل إلى 50 ألف ريال للمسابح المدعمة بالأحجار الكريمة.
المكي: القطريون يفضلون التعطر بالعود والبخور حتى لو ارتفعت أسعارهما
وقال محمد المكي: إن غالبية الأسر القطرية تستعد عند حلول الشهر الفضيل بشراء العود والبخور، وذلك لتزيين المنازل والمجالس والملابس قبل الخروج، مشيراً إلى أن الجميع يفضل التعطر والتزين بالعود والبخور عن الأشياء الأخرى حتى لو ارتفعت أسعارها، ونحن نرى أن المواطنين يفضلونها عن العطور الأخرى، كونها جزء لا يتجزأ من التراث القطري القديم، وعادة يجب الحفاظ عليها، وهي ما يميز المجتمعات الخليجية بشكل عام والقطرية بشكل خاص.
وأكد الماجد على أن الشباب يفضلون شراء العود وتركها في السيارة للتعطر بها عند الدخول للمجالس، وذلك لمجالسة الأصحاب والأقرباء، لافتاً إلى أن الشهر الفضيل يعد مناسبة عزيزة وغالية تجمع الأصدقاء والأقارب في مكان واحد وعلى مائدة واحدة، معرباً عن سعادته الكبيرة بحلول الشهر الفضيل.
وأشار المكي إلى أن أهم ما يميز شهر رمضان هو الزيارات العائلية، والتردد على المساجد، لذلك نرى إقبالاً كبيراً على شراء المسابح لكثرة العبادات، كما يحرص الشباب والكبار على زيادة صلة الرحم، والصلاة في المساجد، والتقليل من الخروج والسفر، وهو الشيء الذي يميز الشهر الفضيل، فيجمع الأحباب والأقارب والأصدقاء، كذلك نرى المساجد عامرة بالمصلين والموائد الرمضانية، ما يعطي روحانيات عظيمة.
عبدالله: أسعار البخور تتراوح بين 100 و5000 ريال
قال أحمد عبدالله، أحد تجار العود والبخور في سوق واقف، نستعد قبل شهر رمضان بشراء أفضل أنواع العود والبخور وتخزينها إلى حلول الشهر، ومن ثم نعرضها على حسب أنواعها وجودتها، موضحاً أن الإقبال يكون كبيراً من مختلف الدول العربية والخليجية؛ لذا نحرص على توفير كافة المتطلبات؛ حرصاً على عدم تأخير عمليات الشحن، وتوافر البضائع المطلوبة.
وأشار عبدالله إلى أن المواطنين يحرصون على شراء البخور من أفضل الأنواع خاصة في شهر رمضان لتزيين مجالسهم، كما يفضلون شراء المباخر الكبيرة المزينة لتعطير المجالس عند استقبال الزوار، فضلاً عن شراء العود والذي يستخدم في تعطير الملابس، لافتاً إلى أن أصحاب المجالس يقومون بتعطير الزوار بالعود بعد الجلوس وتناول الوجبات الرمضانية، وهي من العادات والتقاليد القديمة التي يحافظ عليها الجميع.
وعن أسعار البضائع قال عبدالله إن الأسعار تتناسب مع كافة الأذواق لتبدأ من 100 ريال لتصل إلى 5 آلاف ريال على حسب النوع، والكمية، والجودة، مشيراً إلى أن المواطنين، والزوار الخليجين يفضلون شراء أفضل الأنواع خاصة في شهر رمضان لتزيين مجالسهم، كما أن العود والبخور القطري ينافس أفضل الأنواع ويجد إقبالاً كبيراً من الزوار والمواطنين.