رداً على اعتداء المنيا.. مقاتلات مصرية تنفذ ضربات مركزة ضد معسكرات تدريب إرهابية داخل ليبيا

نفذت القوات الجوية المصرية مساء أمس الجمعة، «ست ضربات مركزة ضد معسكرات تدريب إرهابية» في ليبيا، إثر هجوم دموي جديد استهدف الأقباط في مصر، بحسب ما زعم التلفزيون المصري. وتقع المعسكرات التي تم استهدافها في مدينة درنة بشرق ليبيا، بحسب المصدر نفسه.
ويأتي الإعلان عن استهداف تلك المعسكرات بعد دقائق من كلمة وجهها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى الشعب المصري، وقال فيها إنه تم توجيه «ضربة» لمعسكر تدريب عناصر متشددة، رداً على الاعتداء على حافلة أقباط أوقع صباح الجمعة 28 قتيلاً. لكن الرئيس المصري لم يحدد مكان الضربة.
وقال السيسي «إنّ ما رأيناه اليوم لن يمر هكذا»، مشدداً على أن «مصر لن تتردد في توجيه ضربات ضد معسكرات الإرهاب في أي مكان، سواء في الداخل أو الخارج»، على حد قوله.
ولقي 28 شخصاً مصرعهم وأصيب 24 آخرون، في هجوم مسلح على ثلاث مركبات تقل أقباطاً في محافظة المنيا بصعيد مصر صباح اليوم الجمعة، ودعا الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى عقد اجتماع أمني مصغر، لبحث تداعيات الهجوم الذي أثار موجة إدانات في الداخل والخارج.
وقالت وزارة الداخلية في بيانٍ في صفحتها على فيس بوك، إن الهجوم نفَّذه مسلحون مجهولون يستقلون ثلاث سيارات دفع رباعي. وقالت وزارة الصحة إن عدد القتلى 28، والجرحى 24.
ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها حتى الآن عن الهجوم الدامي، لكن تنظيم الدولة أعلن مسؤوليته عن هجمات استهدفت كنائس في مصر منذ أواخر العام الماضي، وأسفرت عن مقتل أكثر من 70 شخصاً وإصابة عشرات آخرين.
وذكرت وكالة أنباء الشرق الأوسط، نقلاً عن المكتب الإعلامي للرئيس، أن السيسي يتابع عن كثب الموقفَ الأمني بالبلاد، كما وجَّه باتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لرعاية المصابين.
وأدان رئيس الوزراء المصري شريف إسماعيل الهجوم، ووصفه بأنه حادث إرهابي غادر. وقال في بيان: «لن ينجحوا في شقِّ النسيج الوطني».
وقالت مصادر في مجلس الوزراء، إن إسماعيل اتَّصل بالبابا تواضروس الثاني، بابا الأقباط الأرثوذكس، للتأكيد على العمل سريعاً لكشف ملابسات الهجوم وملاحقة مرتكبيه.
وقال شهود عيان ومصادر لرويترز، إن مسلحين ملثَّمين أطلقوا الرصاص على الأقباط خلال توجههم للصلاة في دير الأنبا صموئيل بمنطقة جبل القلمون في الصحراء بغربي المنيا.
وأضافوا أن الضحايا كانوا يستقلون حافلتين وشاحنة صغيرة، وأن الملثمين أوقفوهم على أول طريق غير ممهد، يؤدي إلى الدير، وأطلقوا عليهم النار.
وقال مصدر في النيابة العامة المصرية يشارك في التحقيق في الحادث، إن المهاجمين استخدموا أسلحة آلية وطلقات خرطوش، أصابت الضحايا في أنحاء متفرقة من أجسادهم.
وأدان شيخ الأزهر أحمد الطيب، الذي يزور ألمانيا حالياً الهجوم، وقال في تصريحات تلقَّتها «رويترز» بالبريد الإلكتروني: «حادث المنيا لا يرضى عنه مسلم ولا مسيحي، ويستهدف ضرب الاستقرار في مصر».
وأضاف: «أطالب المصريين أن يتَّحِدوا جميعاً في مواجهة هذا الإرهاب الغاشم».
كما أدان مفتي الجمهورية شوقي علام الهجومَ، وقال في بيانٍ: «إن هؤلاء الخونة خالفوا كافة القيم الدينية، والأعراف الإنسانية بسفكهم للدماء، وإرهابهم للآمنين، وخيانتهم للعهد باستهدافهم الإخوة المسيحيين، الذين هم شركاء لنا في الوطن».
وأدان الهجوم القس أندريه زكي، رئيس الطائفة الإنجيلية بمصر، مشدداً على أنه يدين كافة الأعمال الإجرامية والإرهابية التي تستهدف الأبرياء، وتحاول أن تهدد سلامة الوطن».
وندَّدت أيضاً دول عربية بالهجوم، حيث ذكرت وكالة الأنباء السعودية نقلاً عن مصدر مسؤول بوزارة الخارجية، أن المملكة تدين وبأشد العبارات الهجوم المسلح في محافظة المنيا المصرية.
وقالت الوكالة، إن المصدر أكد تضامن المملكة ووقوفها إلى جانب جمهورية مصر العربية، مشدداً على ضرورة تعزيز الجهود وتوثيق التعاون الدولي للقضاء على آفة الإرهاب والتطرف.
ووصفت الإمارات العربية المتحدة الهجوم بأنه جريمة إرهابية نكراء، وأصدرت وزارة الخارجية والتعاون الدولي بياناً، قالت فيه «نقف مع مصر الدولة والشعب ضد التطرف والإرهاب».
وذكرت وكالة الأنباء الكويتية، أن الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير الكويت، أرسل برقية تعزية إلى الرئيس المصري، يعبِّر فيها عن تعازيه ومواساته.
وأدانت البحرين الهجوم، وأصدرت وزارة خارجيتها بياناً قالت فيه إنها تدين «بأشد العبارات الاعتداء الإرهابي،معربة عن خالص التعازي لأهالي وذوي الضحايا.

السابق
شهر الخير.. أيادي الدوحة البيضاء
التالي
العود والبخور في منازل القطريين.. زينة مجالس رمضان