ناقش مؤتمر تقنيات الخرسانة المستقبلية 2017، الذي نظمته شركة خدمات تكنولوجيا الإنشاء المتطورة acts بالتعاون مع فرع معهد الخرسانة الأمريكي بالدوحة أحدث التطورات التقنية المستخدمة في مواد البناء، كما استعرض العديد من القضايا والتحديات التي تواجه هذا القطاع، كما ناقش الخبراء وسائل خفض تكاليف البناء.
وأكد الدكتور محمد بن سيف الكواري مدير مركز الدراسات البيئية والبلدية بوزارة البلدية والبيئة أهمية تحقيق التوازن بين النمو الاقتصادي وحماية البيئة، مشيراً إلى أهمية تطبيق تقنيات جديدة للاستدامة في دولة قطر والمنطقة، فضلاً عن تحديث معايير وممارسات الإنشاءات.
وقال د. الكواري في تصريح خاص إنّ المؤتمر يأتي في وقت تشهد فيه قطر نهضة عمرانية يواكبها تنفيذ مشروعات كبرى في البنية التحتية والطرق والمباني، لافتاً أن الخبراء المشاركين في المؤتمر قدّموا أبحاثاً ودراسات حديثة ستؤدي إلى تطور البناء والتشييد وصناعة المواد الإنشائية.
وأضاف د. الكواري أن المؤتمر فرصة لكثير من الجهات الحكومية والقطاع الخاص لتلتقي على منصة واحدة لتناقش مستقبل البناء والتشييد في دولة قطر والمنطقة، مشيراً إلى أنه قدّم خلاله دراسة علمية عن استغلال المخلفات الإنشائية، منوهاً بامتلاك قطر كميات كبيرة من أحجار الوادي تُقدر بأكثر من مليون ونصف المليون طن نحاول من خلال الدراسات العلمية والبحث العلمي استغلالها كأحجار بناء تُستخدم في مشاريع المباني والطرق.
تقنيات البناء
ورداً على سؤال حول الجديد في مجال تقنيات البناء والتشييد قال د.الكواري إن الجديد في تقنيات البناء هو الطرق الحديثة والمتطورة في عملية الحفاظ على البناء والتشييد من التدهور، مشيراً خلال المؤتمر إلى عرض بعض المواد الإنشائية الموجودة والحديثة والمتطورة التي تساعد على مقاومة عوامل الطقس والمناخ في البناء والتشييد وزيادة العمر الافتراضي للبناء والطرق الحديثة للبناء والبنية التحتية والجودة والإتقان والعوامل التي تؤدي إلى سرعة وإتقان المشاريع وتنفيذها.
وأشار د. الكواري إلى أن هناك مواصفات ومعايير جديدة سوف يتم تداولها من خلال البحوث العلمية ومناقشة بعض الخبراء والعلماء العاملين في مجال البناء والتشييد، لافتاً أن المؤتمر كان فرصة لتبادل الأفكار والآراء والخبرات للخروج بتوصيات تساعد صناع المواد الإنشائية والمنفذين ورؤساء المشاريع والطرق للحصول على اشتراطات وإجراءات جديدة للبناء تساعدهم على إطالة عمر البناء والتخلص من أي مشاكل تحصل للمباني والطرق.
تنفيذ المشروعات
وقال المهندس خالد العمادي مدير الجودة والسلامة بهيئة الأشغال إنّ المؤتمر يدعم المهندسين من طلاب الجامعة ويشجعهم على التفاعل مع أساليب تنفيذ المشروعات قبل تخرجهم، لافتاً أنّ هناك تعاوناً بين أشغال وفرع الجمعية في قطر حول المواصفات القطرية التي يتم تحديثها لتوائم المواصفات الدولية.
وقال العمادي: إننا نحاول مع عدة جهات في الدولة جلب مواد بديلة لنظيرتها التي أصبحت نادرة في قطر مثل رمال الكثبان والأحجار، مشيراً إلى العمل للتخفيف من استيراد المواد المكلفة لميزانية الدولة والاستفادة من مخلفات بعض المصانع في قطر لاسيما مصنع الحديد وقطر للبترول وحجر الوادي.
وأضاف بدأنا نستفيد من هذه المخلفات وتحويلها إلى مواد بناء ما ساعد المصانع على التخلص من هذه المواد من ناحية وإضافة مصادر أخرى للدخل من ناحية أخرى.
فوائد كبيرة
وقال الدكتور خالد حسن المدير الإقليمي ورئيس قسم البنية التحتية في الشرق الأوسط في مختبر أبحاث النقل في قطر: إنه يمكن لتقنيات البناء المستدام أن تعود على كل من الاقتصاد والبنية بفوائد كبيرة، تتمثل بتخفيض التكاليف الخاصة بالمواد وخلق فرص جديدة للعمل، فضلاً عن الفوائد البيئية التي تتمثل بتقليل المخلفات وتقليل انبعاثات الكربون وتوفير الحماية للبنية التحتية، مشيراً إلى أن تقنيات البناء تساهم في تعزيز الاعتماد على المصادر المحلية وتوفر المواد بشكل مستدام ودعم الخطط الإستراتيجية الحكومية.
وأشار د. حسن أن الإدارة الحكيمة لمشروعات البنية التحتية باتت الآن أكثر أهمية من ذي قبل، وذلك لأنها تشهد إنفاقاً انتقائياً دقيقاً من جانب الحكومات والمستثمرين على المشروعات الإستراتيجية من حيث اختيار الإستراتيجيات الصحيحة لتنفيذ المشروع، لافتاً إلى أفضل الموارد المضمونة والسياسات الملائمة والإجراءات اللازمة للحد من المخاطر وغيرها من التدابير اللازمة لضمان إتمام المشروع بشكل سليم وفق الجداول الزمنية المحددة والميزانيات المخطط لها سلفاً وبنتائج عالية الجودة.
وذكر د. حسن أن مؤتمر تقنيات الخرسانة المستقبلية شهد العديد من التطورات خلال السنوات الماضية، وظل دوماً مواكباً لجميع التقنيات والتطورات الحديثة في تكنولوجيا البناء والتشييد استجابة للاحتياجات الملحة في هذا المجال، كما ركز المؤتمر هذا العام على اقتصادات البناء والتشييد تأكيداً لحرصنا الدائم على التجديد والابتكار للحفاظ على استدامة التوجه المتنامي في هذا المجال.