![](https://businessclass.today/wp-content/uploads/2017/02/قطر-استثمار-رياضة-مونديال-2022.jpg)
تتابع دولة قطر خطواتها الثابتة باتجاه توسيع قاعدتها الاقتصادية وتنويع مصارد الدخل. ولعل واحد من أبرز وجوه هذا التوجه الاستثمارات القطرية سواء للقطاع الخاص أو العام في المجال الرياضي من البنية التحتية للمنشآت الرياضية إلى رعاية الأندية العالمية ووصولاً إلى الاستثمار في السياحة الصحية. وفي هذا الإطار، أشاد عدد من الخبراء الاقتصاديين بالنمو القطري في الاستثمارات الرياضية الحكومية منها والخاصة، خاصة تلك التي تتعلق بمرفقات مونديال 2022، حيث يدعم هذا الحدث العالمي جميع القطاعات الاقتصادية المحلية، مشيرين إلى أن الاستثمارات الشخصية القطرية، تتجه اليوم بقوة إلى مشاريع صالات الرياضة، ومحلات الوجبات الصحية، والتي زادت أعدادها في السنوات الأخيرة في جميع مناطق الدولة بشكل ملحوظ، وهذا التوجه يسير بشكل متناسق مع الخطط الحكومية في تنمية الرياضة ورفع الوعي المحلي بأهميتها للحفاظ على الصحة ولحياة أفضل.
يأتي اليوم الوطني للرياضة كل عام من شهر فبراير، كأول مبادرة من نوعها في المنطقة، لإبراز ضرورة ممارسة الرياضات المختلفة، للتقليل من الأمراض العضوية والنفسية، من أهمها: السمنة وداء السكري وأمراض الكوليسترول والقلب والشحوم الثلاثية، وهي أيضًا علاج فاعل لمن يعانون من الاكتئاب وغيرها من الأمراض المختلفة، التي تنتشر بين الأفراد في العالم، بسبب سوء التغذية المتمثل بالوجبات السريعة، والميل إلى الخمول بدلا من بذل أي نشاط رياضي، وهي أسباب رئيسة في زيادة معدلات الأمراض في الدول التي تعتمد على التكنولوجيا العصرية، التي سهلت على المستهلكين إيفاء احتياجاتهم بأقل مجهود ذهني وجسدي، هذا وأكد خبراء اقتصاديون أن اليوم الوطني للرياضة، مبادرة رائدة وإيجابية لرفع الوعي لدى الأفراد خاصة بين فئات الأطفال والمراهقين الذين يميلون للأطعمة غير الصحية وعدم ممارسة النشاط البدني، وهو ما يدفع ذويهم للبحث عن أندية رياضية متخصصة لعلاج هذه المشكلات.
اقتناص الفرص
بداية قال المستثمر د. سامي النويصر إن قطر برزت على مستوى المنطقة في الاستثمارات العقارية الرياضية خاصة بعدما استطاعت اقتناص فرصة استضافة مونديال كأس العالم لكرة القدم 2022، وهذه الاستثمارات الضخمة سوف تجني نتائجها الإيجابية على الاقتصاد المحلي والخليجي في الأعوام القادمة، حيث تلعب الرياضة اليوم دورًا رياديًا عالميًا في الاقتصادات المختلفة، هذا إلى جانب ميل الدول الخليجية من شراء الأندية الرياضية العالمية، كدلالة واضحة على الاهتمام الكبير بالملف الرياضي الاستثماري.
وأضاف: أن تخصيص قطر يوما وطنيا للرياضة، بادرة إيجابية يحتذى بها، فالمستهلك اليوم بحاجة ماسة إلى إلقاء الضوء إلى أهمية الرياضة في حياتنا إلى جانب إبراز مستقبل الاستثمارات العقارية في مجال الرياضة والصحة، التي تجد اليوم اهتماما بالغا من قبل دول العالم، ونحن نقيّم ونقدّر هذه المبادرة وأثرها الكبير على الأفراد والمؤسسات، فالرياضة صحة للبدن وصفاء للذهن، وهو ما يحتاجه أي مجتمع صحي سليم، من خلال أفراده الأصحاء.
الطب الرياضي
ويبين المستثمر أحمد الشيب أن قطر استطاعت بفكرها النير إيجاد خطة استثمارية متكاملة في القطاع الرياضي، ويبرز هذا جليا في الملاعب الرياضية وتطويرها، وكذلك بناء أسباير ومستشفى أسبيتار، والتي تتعلق بالطب الرياضي، ليجعل البلاد اليوم وجهة مميزة للاستطباب من إصابات الملاعب على أيدي أمهر الأطباء والاختصاصيين وأحدث الأجهزة العالمية هنا على أرض الدوحة، ولا ننسى أن قطر استضافت العديد من البطولات العالمية، مثل دورة الألعاب الآسيوية لعام 2006 وبطولة كأس آسيا لكرة القدم 2011 وبطولة العالم لكرة اليد للرجال لعام 2015، وغيرها العديد من البطولات العالميّة والإقليميّة، كما يحفل التقويم السنوي في قطر بفعاليات عديدة مرتبطة بالبطولات التي تستضيفها مثل: بطولة الأساتذة لبنك قطر التجاري السنوية للجولف، وبطولة قطر إكسون موبيل المفتوحة للتنس، وجولة قطر الخاصة بركوب الدراجات، ورالي قطر الدولي، وبطولة جراند بري البنك التجاري للدرّاجات النارية، وبطولة قطر توتال المفتوحة للتنس، وبطولة العالم لقوارب إف ون الآلية التابعة للاتحاد الدولي للقوارب الآلية والدوري الماسي لألعاب القوى، كما تنظم قطر أيضا مسابقات الفروسية على مستوى عال من الحرفية، سواء القفز الاستعراضي أو دورة سباقات الخيل الكاملة خلال أشهر الشتاء بحسب الهيئة العامة للسياحة، هذه الأحداث والفعاليات جميعها تدلل على الاهتمام الحكومي بموضوعات الرياضة والرياضيين، والمحاولة الدائمة لاستقطاب أفضل الممارسات والآليات لدعم هذا القطاع على المستوى الاقتصادي.
وأشارت المستثمرة د. نورة المعضادي إلى أن الرياضة المحلية تشهد نموًا كبيرا في عدد مشاريعها العقارية، سواء تلك الحكومية أو الخاصة، مع وجود إقبال كبير من قبل المستهلكين على ممارسة الرياضة وإعداد الوجبات الغذائية الصحية، وهذا الوعي نابع من الاهتمام الحكومي الذي تمثله المؤسسات والهيئات، في التوعية الدائمة بممارسة الرياضة والمشاركة الفاعلة في يومها السنوي، حيث يستطيع الجميع المشاركة في برامج اليوم الوطني الرياضي، الذي يعتبر إجازة رسمية لجميع الفئات، لإتاحة الفرصة لهم بالاطلاع على الفعاليات المتنوعة وكذلك المبادرة للمشاركة والالتحاق فيها.
وقالت سيدة الأعمال ريم الدغمة مدير عام شركة «غيت تو ويلنيس» المتخصصة في السياحة الصحية، إن قطر تتجه اليوم نحو مستقبل مشرق في السياحة الصحية، من خلال الاهتمام بأهم القطاعات المعنية بذلك على رأسها الصحة والرياضة، ودعم كل ما يتعلق بها من مشاريع ومبادرات وخطط، وذلك رغبة منها من إنتاج أفراد أصحاء بدنيا وذهنيا، والتقليل من نسب الأمراض.
نمو كبير
أعدت وزارة الاقتصاد والتجارة سابقًا، بالتعاون مع وزارة الثقافة والرياضة، واللجنة العليا للمشاريع والإرث، واللجنة الأولمبية، ومؤسسة أسباير زون، دراسة تفصيلية حول الفرص الاستثمارية في القطاع الرياضي، وأشارت الوزارة في هذا الصدد إلى أنه من المتوقع أن يصل حجم السوق في القطاع الرياضي إلى حوالي 72 مليار ريال في عام 2023.
السياحة الصحية
المؤسسات القطرية الطبية التي تعنى بالرياضيين كان لها دور بارز على مستوى المنطقة والعالم، فاليوم قطر تبرز في مجالات الطب الرياضي والأمومة والطفولة، وهي من شأنها أن تدعم السياحة العلاجية والصحية التي تسعى إليها البلاد، فمستشفى جراحة العظام والطبّ الرياضي الذي يضمّ 50 سريرًا، يهدف إلى وضع معايير جديدة في مجالات التشخيص ومعالجة الإصابات الرياضية والبحوث.
لذلك يمكننا القول إن تطور الرياضة في قطر بكل إنجازاتها البارزة وارتفاع الوعي الاستهلاكي المحلي ستكون جميعها عوامل مساندة لرفع مستوى السياحة العلاجية، واستقطاب السياح من دول الجوار والعالم للحصول على العلاج والتداوي في مستشفيات الدولة المتنوعة.