الدوحة – وكالات:
قال أجاي شيرما سفير المملكة المتحدة لدى الدوحة، إن حجم التبادل التجاري بين بلاده وقطر سجل نمواً بلغ 8% ليصل إلى نحو 6 مليارات جنيه إسترليني، وتبحث العديد من الشركات البريطانية الفرص الاستثمارية في السوق القطري لتكون جزءاً من تحقيق رؤية 2030. وقال السفير البريطاني في مؤتمر صحفي الخميس الماضي، إن تكوين سرب طائرات التايفون بين قطر وبريطانيا هو الأول من نوعه لبريطانيا لحماية الأجواء المشتركة وسيكون حاضراً بفعاليات كأس العالم. كما أعلن السفير البدء في تصنيع أولى طائرات التايفون القطرية التي اشترتها قطر قبل أسبوعين.
وأكد السفير البريطاني أن التزام قطر باستثمار 5 مليارات جنيه إسترليني في الاقتصاد البريطاني يؤكد ثقة قطر في اقتصاد بلاده خاصة بعد خروجها من الاتحاد الأوروبي.
قال إن هناك نحو 80 ألف شخص زاروا بريطانيا العام الماضي ويدرس فيها نحو 3 آلاف طالب قطري.
وقال السفير البريطاني، إن البلدين يعملان على تعزيز التعاون لتبقى العلاقات أكثر قوة خلال السنوات المقبلة، مضيفاً «لا أعتقد أن التحسن في العلاقات بين البلدين مؤقت وما سنراه يعكس قوة وعمق العلاقات بين البلدين حالياً وخلال السنوات المقبلة».
وقال إن القوة المحركة لهذه العلاقات هي أن البلدين لديهما الكثير من المصالح والقيم المشتركة، ويتشاركان الكثير من القيم والعلاقات الشخصية في كافة المستويات بين البلدين.
وأعلن السفير عن قيام المهرجان الثقافي البريطاني في 20 نوفمبر الجاري مشيراً إلى أن المهرجان هو جزء من تعزيز الروابط الثقافية والتعليمية مع قطر، بالشراكة مع الحي الثقافي كتارا.
سرب التايفون
وقال السفير البريطاني إن أحد نماذج التعاون العسكري بين البلدين هو إطلاق السرب القطري البريطاني لحماية الأجواء والذي تم خلال زيارة سمو الأمير المفدى لبريطانيا الصيف الماضي، وحضر سموه حفل انطلاق السرب القطري البريطاني المشترك بمناسبة الاتفاقية الموقعة بين البلدين في ديسمبر لتأسيس سرب عمليات مشترك لحماية الأجواء المتبادلة وتأمين أجواء كأس العالم 2022. وقال إن السرب هو الأول من نوعه حيث لم تقم بريطانيا بتأسيس سرب من هذا النوع مع أي دولة أخرى.
منوهاً للاتفاقية بين البلدين لشراء طائرات حيث وقعت قطر وبريطانيا اتفاقية تزويد القوات المسلحة القطرية بنحو 24 مقاتلة من طراز «تايفون» واتفاقية للتدريب عليها، وقال إن هذه الطائرات ليست من أجل كأس العالم فقط وإنما هو تعاون سيستمر لعقود من الزمان.
وقال السفير إن اتفاقية شراء طائرات التايفون وقعت في ديسمبر الماضي ودخلت حيز التنفيذ حالياً وقبل أسبوعين تم قطع أول قطعة حديد خام ستصنع منها الطائرة بالمصنع بشمال بريطانيا بحضور سعادة الدكتور خالد بن محمد العطية نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدولة لشؤون الدفاع.
وقال إن سرب طائرات التايفون المشترك سيكون متواجدا في قطر خلال كأس العالم 2022. ونأمل أيضا أن يتم تسليم بعض طائرات التايفون التي اشترتها قطر خلال العام نفسه.
التجارة والاستثمارات
وقال السفير البريطاني إن البلدين وبجانب التعاون الدفاعي لديهما تعاون قوي في مجالات التجارة والاستثمار وهو تعاون لعقود من الزمان.
وبين أن هناك العديد من الشركات البريطانية التي تبحث الفرص الاستثمارية في قطر لتبقي جزءا من تحقيق رؤية قطر 2030، ووظيفتنا العمل مع الحكومة القطرية لمساعدتها في تحقيق رؤية 2030 وهناك مذكرات تفاهم وقعت في مارس 2017 ونحن نرى خطوات عملية لهذا التعاون بين البلدين وأحد أهم هذه الأمثلة هو العمل على تحقيق الأمن الغذائي خاصة بعد الأزمة الخليجية وحصار قطر، ونحن نعمل مع قطر بشكل وثيق لتعزيز قدراتها في تحقيق الاكتفاء الذاتي في مجال الغذاء ونتوقع أن يتم توقيع هذه المذكرة قريباً.
وحول الاستثمارات القطرية في بريطانيا قال السفير شيرما، إن التزام قطر بمواصلة الاستثمار في بريطانيا خاصة بعد بريكست يؤكد ثقتها في الاقتصاد البريطاني، ونتمني خلال الشهور القادمة أن نرى مزيداً من الاستثمارات القطرية خارج لندن.
وقال: لدينا عدد كبير من رحلات الطيران المباشرة بين البلدين لمختلف الوجهات بالمملكة المتحدة وخلال الفترة الماضية أعلنت قطر فتح خطوط جديدة مثل كاتويك وكارديف وغيرها من الرحلات المباشرة بين البلدين، ونتوقع أن تساهم في تعزيز الاستثمارات القطرية خارج لندن.
وقال إن تعهد قطر باستثمار بنحو 5 مليارات جنيه إسترليني في الاقتصاد البريطاني في العام الماضي من خلال استثمارات متعددة في مختلف القطاعات تم تنفيذ أكثر من 50% من هذه الاستثمارات ومن المفترض أن يتم ذلك خلال 3 سنوات، وقال إن الاستثمارات القطرية في بريطانيا في مختلف القطاعات مثل العقارات والطاقة وأسهم في الشركات المختلفة.
وبين السفير أن استحواذ كتارا للضيافة على فندق (جروفنر هاوس) التاريخي في لندن ضمن التزام قطر باستثمار 5 مليارات جنيه إسترليني في الاقتصاد البريطاني، وبلغ إجمالي الاستثمارات القطرية في بريطانيا نحو 175 مليار ريال (نحو 35 مليار جنيه إسترليني) وتعد قطر الشريك التجاري الثالث لبريطانيا في المنطقة.
وأوضح السفير أن الاستثمارات القطرية ليست في مجال العقارات فقط ولكن هناك مجالات أخرى مثل الطاقة وآخرها استثمارات قطر في الشبكة الوطنية البريطانية لتوزيع الغاز.
وقال إن بلاده ترحب بالإصلاحات التي قامت بها قطر فيما يخص حقوق العمال والتغيير الكبير في قطر من قانون دخول وخروج الوافدين والعقود الإلكترونية ومراكز التأشيرات الخارجية وقانون تنظيم اللجوء السياسي وغيرها من الخطوات الجيدة التي قامت بها قطر، ونعتقد بأن قطر أصبحت رائدة في المنطقة في هذا المجال من خلال هذه الإصلاحات.
زيارة صاحب السمو
وبين السفير البريطاني أن زيارة صاحب السمو، الصيف الماضي، للمملكة المتحدة شملت مناقشات حول الاستثمار بين البلدين في مجالات الصحة والروبوتات والتعليم ودعم الابتكار وتنويع الاقتصاد وهي أهم المجالات التي تدعم العلاقات وهي لها أولوية. كما زار قبل عدة أشهر الدوحة عمدة الحي المالي في لندن لبحث مساعدة قطر في تعزيز التكنولوجيا المالية والتكنولوجيا المالية الإسلامية وغيرها من المجالات الأخرى.
وحول التعاون السياحي بين البلدين قال السفير البريطاني إن هناك نحو 80 ألف شخص من قطر زاروا بريطانيا العام الماضي ذهب ثلاثة أرباعهم إلى مدينة لندن بينما زار الآخرون محطات أخرى في بريطانيا. مبيناً أن زيارة القطريين لبريطانيا تعزز التعاون الاستثماري والتجاري وتشجع تواصل شعبي البلدين وفهماً جيداً لاستضافة قطر لبطولة كأس العالم 2022.
وأيضاً بالإضافة لذلك هناك تعاون في مجال التعليم بين البلدين حيث إن هناك عدداً كبيراً من الطلاب القطريين في بريطانيا يتابعون الدراسة في المملكة المتحدة، حيث تشير أرقام العام 2017 إلى أن 3 آلاف طالب من قطر تابعوا دراستهم الجامعية في المملكة المتحدة، وحوالي ألف طالب توجهوا إلى المملكة لدراسة اللغة الإنجليزية خلال العام المذكور.
التبادل التجاري
وقال السفير إن التبادل التجاري بين البلدين بلغ نحو 6 مليارات جنيه إسترليني أي نحو (30 مليار ريال) في الفترة من النصف الثاني من 2017 إلى النصف الثاني من 2018، منها نحو 3.5 مليار جنيه إسترليني عبارة عن واردات من بريطانيا ونحو 2.5 مليار جنيه إسترليني صادرات قطرية لبريطانيا، مشيراً إلى أن نسبة النمو في التبادل التجاري بين البلدين بلغت نحو 8% مقارنة بالسنوات الماضية وأبرز الصادرات البريطانية لقطر تتمثل في المعدات والآلات بينما يشكل الغاز أبرز الصادرات القطرية لبريطانيا.
خطاب صاحب السمو
وقال السفير البريطاني إن حضرة صاحب السمو قدم خطاباً مميزاً أمام انعقاد مجلس الشورى في دورته السابعة والأربعين، وأضاف أن بلاده وقطر تتشاركان نفس الرؤى التي ذكرها سمو الأمير في الخطاب فيما يتعلق بالقضايا الإقليمية مثل اليمن والملف الليبي وغيرها من القضايا الدفاعية والأمنية الأخرى.
وأشاد السفير بدعوة سمو الأمير لتقليل الإنفاق والاعتماد على الإنتاج وتحقيق الاكتفاء الذاتي وغيرها من القضايا الاقتصادية التي ذكرها سمو الأمير في خطابه بمجلس الشورى. وحول موقف بريطانيا من الحصار، قال السفير: نتمنى فك الحصار بأسرع فرصة من خلال الحوار وسنواصل دعم الجهود من الكويت والآخرين لإيجاد حل لهذه الأزمة وهذا يعتمد على الأطراف أنفسهم لأنهم المفتاح لحل الأزمة الخليجية.
مقتل خاشجقي
وحول تأثير قضية مقتل الصحفي السعودي جمال خاشجقي في قنصلية بلاده بإسطنبول على العلاقات في المنطقة، أكد السفير شيرما أن قضية خاشجقي لن تؤثر على العلاقات القطرية البريطانية لأنها مبنية على المصالح والتاريخ المشترك. مشيراً إلى أن القضية تمثل صدمة بالنسبة لنا وبريطانيا أدانت قتله بهذه الطريقة المروعة ونريد أن نرى محاكمة المسؤولين عن هذه القضية، وأضاف: نحن ما زلنا ننتظر ما سيحدث في هذه القضية قبل أن نتحدث عن تأثيرها على العلاقات يبن بريطانيا والمنطقة.