حكاية ألماسة “فارنيزي” الزرقاء.. أخفاها ملوك أوروبا لـ 3 قرون، واليوم تباع في مزاد

 

توارثها ملوك أوروبا سراً على مدار 3 قرون، واليوم تُعرض الألماسة الزرقاء للبيع للمرة الأولى.
يبلغ عيار ألماسة فارنيزي الزرقاء 6.16 قيراط، وتتخذ شكل الكمثرى، ولونها أزرق رمادي. يُقال إنها إحدى أهم الألماسات العائدة لملكيةٍ خاصةٍ في التاريخ، ويُتوقع أن تُباع بسعر يتراوح بين 3.5 مليون جنيه إسترليني، و5 ملايين جنيه إسترليني في مزاد علني بسويسرا.
استُخرجت الألماسة من منجم غولكوندا في الهند، ثم مُنحت إلى إليزابيث فارنيزي في العام 1715 بمناسبة زواجها بالملك فيليب الخامس ملك إسبانيا، وفقاً لصحيفة The Guardian البريطانية. عُقد هذا الزواج بعد حروبٍ إسبانيةٍ متوالية؛ أدت إلى استنزاف موارد البلاد بشكل كبير، ما دعا الحكومة لإرسال أوامرها إلى المستعمرات الإسبانية من المكسيك إلى الهند الشرقية من أجل إرسال هدايا الزفاف.
بعد عام واحد، وتحديداً في أغسطس/آب من العام 1715، أبحر “الأسطول الذهبي” من كوبا إلى إسبانيا، وكان يضم 12 سفينة مُحمَّلة بثروة من السبائك الذهبية، وصندوق هائل من الزمرد. بعد 10 أيام من الإبحار، دُمر معظم الأسطول بفعل إعصار شديد قبالة شواطئ فلوريدا، وتمكنت سفينة واحدة فقط من النجاة منه. تقول القصة إن الزمرد ضاع في إحدى السفن الغارقة، إلا أن إحدى هذه الجواهر قد وجدت طريقها إلى إسبانيا. وقد أهدى الحاكم العام لجزر الفلبين تلك الجوهرة إلى ملكة إسبانيا الجديدة. على مدار 300 عاماً، وبزواج نسل إليزابيث وفيليب بأهم سلالات أوروبا الحاكمة، تم توارث ألماسة فارنيزي الزرقاء داخل العائلات المالكة بإسبانيا، وفرنسا، وإيطاليا، والنمسا، وكانت تنتقل عبر القارات في عُلْبة جواهر ملكية.
قيل إن وجود هذه الجوهرة كان مخفياً عن الجميع عدا الأقارب المقربين، وصائغي المجوهرات الملكية. وقد وُضعت في وقت من الأوقات إلى جانب مجموعة أخرى من الألماسات على تاج يُعتقد أنه يرجع إلى ماري أنطوانيت. تُباع هذه الألماسة في الوقت الراهن من قِبل أحد أحفاد إليزابيث، وستُعرض للمزاد العام في دار “سوذبيز” للمزادات بسويسرا في 15 من مايو/أيار 2018، حسب الصحيفة.
ديفيد بينيت رئيس قسم المجوهرات الدولية في دار المزاد قال لـ The Guardian، “شهد هذا الحجر الكريم 300 عام من التاريخ الأوروبي، كما يذكِّرنا لونه بجواهر غولكوندا الزرقاء التاريخية، مثل ألماسة الأمل”.
وختم فيليب هيرزوغ فون فورستنبرغ، رئيس مجلس إدارة “سوذبيز” بأوروبا، “تُعد ألماسة فارنيزي الزرقاء من بين أهم الألماسات التاريخية في العالم”.

Previous post
ما لغز هذا الكهف القاتل للأحياء.. بوابة الجحيم الرومانية
Next post
افتتاح بنك الدوحة في تشيناي