الدوحة – بزنس كلاس:
أكد خبراء وأكاديميون ضرورة التصدي للتحديات الراهنة التي تواجه الدولة في مجال أمن الطاقة والماء والغذاء، وذلك من خلال مؤتمر تحول الطاقة 2017 الذي نظمته أمس كلية القانون والسياسة العامة بجامعة حمد بن خليفة بعنوان «ترابطية الماء والطاقة والغذاء ومستقبل الكربون المنخفض في قطر». ومن المتوقع أن يختتم المؤتمر أعماله اليوم، والذي يقام تحت رعاية الصندوق القطري لرعاية البحث العلمي، وبالتعاون مع جامعة قطر وكلية شمال الأطلنطي في قطر، وبمشاركة معهد قطر لبحوث البيئة والطاقة التابع لجامعة حمد بن خليفة.
وقال سعادة عبدالله بن حمد العطية، رئيس مؤسسة عبدالله بن حمد العطية الدولية للطاقة والتنمية المستدامة «إن جهودنا في مؤسسة العطية تقوم على ركيزتين أساسيتين، هما الطاقة والتنمية المستدامة.
ويسرّني أن ألقي الضوء على الدور الهامّ لقطاع الطاقة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة السبعة عشر ضمن خطة الأمم المتحدة». وطرح سعادة العطية خلال مشاركته بجلسة «المجال الواسع لأهداف التنمية المستدامة وعصر الطاقة» المزيد من الأفكار المستلهمة من الكتاب الذي أصدرته مؤسسة العطية مؤخرًا بعنوان أهداف التنمية المستدامة وارتباطها بالطاقة، مشيراً إلى أن التنمية المستدامة تعد بلا شك أحد أكبر التحديات التي تواجه العالم اليوم، إذ لا يزال أكثر من 800 مليون شخص يعيشون في فقر مدقع.
وقال العطية بأن واحداً من أصل كل تسعة أشخاص يعانون من الجوع وسوء التغذية، إضافةً إلى وجود 2.5 مليار شخص محرومين من المياه النظيفة، و1.3 مليار شخص حول العالم لا يحصلون على خدمات الطاقة الحديثة.
وأردف العطية قائلاً بأنه بناءً على تلك الإحصائيات المقلقة، بادر قادة العالم في سبتمبر 2015 إلى إقرار أجندة التنمية المستدامة لعام 2030، والتي تتضمن على 17 هدفاً رئيسياً يفترض تحقيقها بحلول نهاية 2030.
وقال الدكتور أحمد مجاهد، رئيس جامعة حمد بن خليفة: نحن نؤمن إيماناً راسخاً بأننا سنتمكن من خلال الشراكات وعلاقات التعاون مع أصحاب المصلحة المحليين، من توليد أفكار لها تأثير واسع على المجتمع.
ونحن فخورون باستضافة هذا المؤتمر مع شركائنا الأكاديميين والمهنيين ذوي الخبرة العريقة من جميع أنحاء العالم.
وقد سلطت وجهات نظر الخبراء في هذا المؤتمر الضوء على الأهمية الكبيرة لمثل هذه المناقشات الحرة في الدولة.
البصمة الكربونية
وقالت الدكتورة مريم المعاضيد نائب رئيس جامعة قطر للبحوث والدراسات العليا في كلمتها في افتتاح المؤتمر، إن قطر لم تدخر جهدا في تقليل الانبعاثات مشيرة إلى جهودها التي تعد مثالاً يحتذى به خاصة للجهود رفيعة المستوى للدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة للتغير المناخي في مدينة بون الألمانية.
وبينت المعاضيد أن جامعة قطر تتابع قضية تقليل الانبعاثات عن كثب داعية إلى أن تكون المباني الخضراء صديقة البيئة.
وأضافت: وفي سعيها لمواصلة تعزيز الاستدامة البيئية بجامعة قطر قامت إدارة جامعة قطر والمرافق الجامعية بحساب البصمة الكربونية للفترة من 2013 – 2015 حيث تعد جامعة قطر من أوائل المؤسسات في المنطقة التي قامت بحساب البصمة الكربونية وطبقاً للحسابات تم اعتبار العام 2015 هو العام الأساسي». وأكد الدكتور كين مالكود – رئيس كلية شمال الأطلنطي قطر، أن رؤية قطر 2030 مرتبطة بالتحول نحو الاقتصاد المتنوع والتحول من الاقتصاد القائم على النفط الى الاقتصاد القائم على المعرفة، وهذا بدوره يرتبط بتحولات تضمن الوصول الى حلول صديقة للبيئة.
ودعا الدكتور مالكود لبذل الجهود من أجل تخفيض الانبعاثات بالإضافة للتحول الى الاقتصاد القائم على المعرفة والبيئة الخضراء.
وتخلّلت المؤتمر أربع ورش عمل متعددة التخصصات تناولت مواضيع التكنولوجيا، والقانون، والإدارة، والتعليم.
كما أبرز المؤتمر، من خلال اعتماد آليةٍ تداولية، مختلف التحديات والحلول الممكنة لاستنهاض المشاركة الجماهيرية وتشجيع المساهمات العامة ذات الجدوى في المكونات الرئيسية لرؤية قطر لتحقيق التنمية المستقبلية المستدامة، وخاصة في المجالات الحيوية التي يمكنها أن تؤثر بشكلٍ حاسم على السكان، مثل المياه والغذاء والطاقة.