الدوحة – بزنس كلاس:
بحضور سعادة السيد محمد بن عبدالله الرميحي وزير البلدية والبيئة، اختتمت صباح اليوم، الخميس، فعاليات ندوة الأمن الغذائي والتي تنظمها وزارة البلدية والبيئة بالتعاون مع الوكالة السويسرية للتنمية والتعاون بهدف بحث ومتابعة تنفيذ سياسات الأمن الغذائي في القطاعين الحكومي والخاص.
وقد حضر فعاليات اليوم الختامي كل من الشيخ الدكتور فالح بن ناصر آل ثاني الوكيل المساعد لشؤون الزراعة والثروة السمكية ، والسيد مسعود جار الله المري مدير إدارة البحوث الزراعية ، بالإضافة الى سعادة السفير بدر بن عمر الدفع المدير التنفيذي للتحالف العالمي للأراضي الجافة وعدد من ممثلي الوكالة السويسرية للتنمية والتعاون.
وأكد الشيخ د. فالح بن ناصر آل ثاني الوكيل المساعد لشؤون الزراعة والثروة السمكية في كلمته أن الندوة تهدف إلى تبادل الخبرات بشأن السياسات والممارسات الجيدة والدروس المستفادة والحلول المبتكرة في مجال الأمن الغذائي، كما تتيح الجمع بين مختلف الجهات الفاعلة الوطنية المشاركة في هذا المجال لمناقشة كيفية العمل بشكل أكثر كفاءة معاً في جميع القطاعات لتحقيق الاستراتيجية الوطنية الشاملة للأمن الغذائي. بالإضافة لإيجاد الحلول المناسبة للتحديات التي تواجه الامن الغذائي والذي يأتي عن طريق تنسيق الجهود وتبادل الخبرات واستغلال كافة الامكانيات المتاحة للمؤسسات الحكومية والاكاديمية والبحثية على كافة المستويات المحلية والاقليمية والدولية
وأوضح أن وزارة البلدية والبيئة تتولى مسؤولية هامة فيما يتعلق بالأمن الغذائي وتنمية الموارد الطبيعية لزيادة الانتاج وتقليل الفجوة بين الانتاج والاستهلاك ، والارتفاع بمستوى الاكتفاء الذاتي من الخضروات والأسماك واللحوم الحمراء والمنتجات الحيوانية مع المحافظة علي البيئة القطرية وتنميتها بصورة مستدامة والمحافظة عليها للأجيال القادمة، مضيفاً أن التنمية المستدامة تتطلب وضع سياسات وخطط القائمة على أسس علمية مدروسة ليتم اتخاذ القرارات السليمة التي تشجع مسيرة التقدم الاقتصادي مع المحافظة على الموارد الطبيعية للبلاد.
وأضاف: وبناءً على ما اعتمدته القيادة الرشيدة في دولة قطر من رؤية قطر الوطنية 2030 وبرنامج الأمن الغذائي لرفع مستوى الاكتفاء الذاتي من السلع الأساسية للمواطنين والمقيمين، يبذل القطاع الحكومي والخاص بالدولة جهوده الحثيثة لتحقيق غايات هذه الرؤية الوطنية عبر تنفيذ استراتيجيات مدروسة للتنمية الوطنية، وقد تم بالفعل البدء في تنفيذ استراتيجية التنمية الوطنية الثانية 2018-2022.
وأشار إلى أن الاستراتيجية الزراعية بدولة قطر ترتكز على زيادة إنتاج السلع الزراعية التي تتمتع فيها الدولة بميزة نسبية مثل الخضروات واللحوم الحمراء والدواجن والبيض والأسماك ، مع الأخذ بعين الاعتبار الاستغلال للموارد الطبيعية، مضيفا أنه بالرغم من ظروف الحصار الجائر الذي تعرضت له دولة قطر خلال الفترة الأخيرة فقد حقق القطاع الزراعي القطري بفضل الاهتمام المتزايد من الحكومة الرشيدة تحت قيادة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى “حفظه الله ورعاه ” ، قفزة كبيرة في سبيل تغطية متطلبات السوق المحلي ورفع نسبة الاكتفاء الذاتي في القطاعات النباتية والحيوانية والسمكية، حيث تم زيادة الإنتاج والوصول إلى معدلات مرتفعة من الاكتفاء الذاتي.
وأكد أن نسبة الاكتفاء الذاتي من الخضروات المحلية بلغت 24 % ، ومن التمور حوالى 86 % ، ومن الأعلاف الخضراء حوالي 50 %. أما بالنسبة للمنتجات الحيوانية فقد ارتفع الاكتفاء الذاتي من الألبان ومنتجاتها بدولة قطر إلى ما يزيد عن 82 % وأصبح الدجاج الطازج و بيض المائدة يغطي ما يزيد عن 98 % و 23 % من استهلاك السوق القطري على التوالي. كما ارتفع عدد الحيوانات الاقتصادية إلى حوالي 1.6 مليون رأس. أما في قطاع الثروة السمكية فقد وصل الاكتفاء الذاتي من الأسماك إلى نحو 80 % .
وأضاف أن الدولة ممثلة بوزارة البلدية والبيئة قامت بعدد من المبادرات للعمل على زيادة الأمن الغذائي عن طريق توفير الفرص لمستثمري القطاع الخاص في المجال الزراعي وذلك بطرح عدد (4) مشاريع استراتيجية كبيرة لإنتاج الخضروات بمساحة قدرها مليون متر مربع للمشروع الواحد، بالإضافة لطرح مشروع استثماري لاستزراع الربيان بطاقة سنوية قدرها 1000 طن، كما تم طرح برنامج جديد لتسويق الخضروات القطرية في المجمعات الاستهلاكية بمشاركة 105 مزرعة قطرية.
وأعلن أنه سيتم خلال الفترة القليلة القادمة طرح عدد من المشاريع الاستثمارية لإنتاج الأعلاف الخضراء بمياه الصرف الصحي المعالج وذلك للمحافظة على المياه الجوفية وعدم استنزافها وفي نفس الوقت إحداث طفرة إنتاجية كبيرة في انتاج الاعلاف الخضراء بالدولة، كما تم طرح مشروع جديد للاستثمار وذلك لاستزراع الأسماك بالأقفاص العائمة بطاقة إنتاجية قدرها (2000) ألفي طن من الأسماك / سنة ، ومن المقرر طرح مشروعين آخرين خلال الفترة القليلة القادمة .
وطبقا للتقديرات الأولية ودراسات الجدوى فمن المتوقع بإذن الله أن يرتفع الاكتفاء الذاتي للدولة نتيجة لتلك المشروعات العملاقة ليصل إلى:
• 70 % من الخضروات الطازجة خلال عامين .
• 100% من الألبان ومنتجاتها خلال 8 شهور.
• 90 % من بيض المائدة خلال عامين.
• 100% من الأسماك خلال عامين على الأكثر .
• 100% من الروبيان خلال عامين .
وانطلاقا من سعي الوزارة لتطوير القطاع الزراعي، فقد قامت مؤخراً بالأبحاث الخاصة برفع الإنتاجية الزراعية وتقييم وتبني التقنيات الحديثة من خلال إداراتها المختصة وذلك لتحسين مستوى الأداء لهذا القطاع الحيوي والهام ، وعلى مستوى البنية التحتية فقد تم الانتهاء من إنشاء مركز الأبحاث المائية في رأس مطبخ ، وهو أحد المراكز البحثية الانتاجية الهامة الداعمة لمجال الاستزراع السمكي بالدولة، كما تم الانتهاء من التصاميم الخاصة بمركز البحوث والارشاد الزراعي بمنطقة المزروعة ، وسيتم البدء في إنشاء المرحلة الأولى منه في 2019 بإذن الله. وقد تم بداية الشهر الجاري افتتاح محطة بحوث الإنتاج الحيواني بالشيحانية ، والتي تختص بتطوير الأبحاث الخاصة بالإنتاج الحيواني ، وتطوير تكنولوجيا التلقيح الاصطناعي ، بما يعمل على زيادة الإنتاج الحيواني بالدولة .
وفي ختام كلمته، أكد الشيخ الدكتور فالح بن ناصر آل ثاني أن دولة قطر اعتمدت نهجاً متكاملاً وشاملاً للتنمية المستدامة ، وتسعى إلى التكامل بين القطاعين الحكومي والخاص لتلبية تطلعات جميع فئات المجتمع، واستكمال مسيرة بناء نظام وطني فاعل يلبي كافة الطموحات الوطنية للتنمية المستدامة، وكذلك بين الوزارة والمؤسسات المحلية والإقليمية والدولية لتتكاتف الجهود من أجل تنمية شاملة في المجال الزراعي والاقتصادي والاجتماعي.