وزير المالية: أكثر من 40% من صادرات قطر من الطاقة نحو الأسواق الناشئة

الدوحة – بزنس كلاس:

أكد سعادة السيد علي شريف العمادي وزير المالية،  أن أكثر من 40 بالمائة من صادرات الطاقة القطرية موجهة إلى الأسواق الناشئة حول العالم..

وقال سعادته في جلسة “إمكانات النمو في الأسواق الناشئة وأثرها على الاقتصاد العالمي” في منتدى الدوحة  أن دولة قطر ترتبط عبر الخطوط الجوية القطرية بـ 60 سوقا ناشئة تحظى بتفوق تكنولوجي مشهود، الأمر الذي يترك آثارا إيجابية على هذا النوع من الأسواق في العالم.

 

شارك في الجلسة كل من بيرات البيرق وزير الخزانة والمالية التركي و كريستيان سوينغ الرئيس التنفيذي لدوتشيه بنك العالمي وأدارها كريس جيلس محرر الشؤون الاقتصادية في صحيفة فايننشال  تايمز .

 

وشدد وزير المالية على أهمية الدور الذي يلعبه التمويل في تنمية الأسواق الناشئة، موضحا أن دولة قطر استفادت من فائض مالي استمر 15 سنة ما بين 1999 و2014.

 

وقال العمادي ، إن  قطر تعد جزءا من الأسواق الناشئة في العالم، لكنها تمتاز عن بقية تلك الاقتصاديات بما حققته من نمو كبير في السنة الماضية، مبينا أن العام 2017 الذي فرض فيه الحصار على الدولة رأينا بعض التدفقات المالية من خارج دولة قطر، لكن الدولة حققت نموا في2018  معظمه جاء من القطاع الخاص الذي حقق نموا وصل إلى 6 بالمائة في العام 2018 على الرغم من تقلبات الأسعار في قطاع النفط.

 

 

 

وشدد على أهمية الأسواق الناشئة وما تتركه من أثر كبير على اقتصادات العالم، حيث كانت تمثل نحو 36 بالمائة من إجمالي الناتج العالمي في تسعينيات القرن الماضي، إلا أن هذا الرقم ارتفع اليوم ليصل إلى 56 بالمائة، في ظل توقعت بأن يصل في السنوات الخمس المقبلة إلى أكثر من 60 بالمائة… إلا أنه أشار إلى بعض التحديات التي شهدتها الأسوق  العام   2018  على غرار ما حصل في تركيا والارجنتين.

 

ولفت إلى أن النصف الثاني من العام 2018 وضع الكثير من الضغط على مسائل التجارة وأثر على نمو الاسواق الناشئة ، حيث رأينا الدولار أقوى، مما وضع ضغوطا أكبر على التدفقات الخارجية وعلى عدد من العملات في الأسواق الناشئة، منبها أن السنة الجديدة ستشهد استمرارا  لهذا الضغط على الأسواق الناشئة إن  لم تتم معالجة أسبابه.

 

بروز الاقتصادات الناشئة

 

وفي رده على سؤال حول قدرة النظام المالي العالمي على التعامل مع منافسة الأسواق الناشئة على صعيد اقتصادات العالم، قال إن الاقتصاد العالمي تغير في العقدين الأخرين لا سيما مع بروز وتنامي الاقتصادات الناشئة ، في ظل توقعات بأن تشهد الاقتصادات هذه الدول  مزيدا من النمو، مشيرا في هذا الصدد إلى توقعات صندوق النقد الدولي بنمو إجمالي الناتج المحلي للفرد الواحد في الدول الناشئة بنسة 30 بالمائة خلال السنوات الخمس المقبلة، وهو ضعف مستوى النمو في أي دولة نامية.

 

 

وأشار سعادته إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية  ستبقى اقتصادا عالميا مسيطرا لأسباب مختلفة، لكن العالم سيشهد المزيد من الأنشطة الاقتصادية في الأسواق الناشئة التي سيكون لها حصة أكبر من الأسواق العالمية، منوها إلى ما تشهده اقتصادات دول الشرق الأقصى من نمو ومسار تنموي ملحوظ.

 

 

رحلة قوية لتركيا

 

بدوره قال بيرات البيرق وزير الخزانة والمالية التركي ان العالم يشهد تحولات اقتصادية، حيث تغيرت وجهت الاقتصاد من الغرب الى الشرق وبالتحديد نحو الاقتصاديات الناشئة  في شرق الكرة الارضية على غرار الاقتصاد الصيني والاقتصاد الهندي والذي يتوقع لها ان يحققا ناتجا أعلى من ناتج مجموعة  السبعة.

 

 

 

ونوه البيرق الى ان الاقتصاد التركي قام برحلة قوية خلال السنوات الماضية، بعد ان ركزت تركيا على عملية التنويع الاقتصادي والعمل على مضاعفة الإنتاج أربع مرات، مضيفا ان تركيا عملت جاهدة على الاستثمار في التعليم وتنشئة  شعب مثقف وعلى قدر عالي من الكفاءة والخبرات، حيث وظفت تركيا فوائض موازنتها طيلة السنوات الماضية على تطوير التعليم وهو ما جعل تركيا اليوم تتوفر على خبرات ومهندسين من  أعلى طراز .

 

وتابع قائلا تركيا اليوم تمتلك قوى مهنية عالية وقادرة على تحقيق  المعجزات الصناعية والإنتاجية، مشددا على ان تركيا تمتلك اليوم كل مقومات الانتاج حيث انها تنتج كل ما تحتاجه وهو ما انعكس على حجم وارداتها التي انخفضت.

 

وقال ان ما مرت به تركيا خلال السنوات الماضية من ازمات جعلها تتعلم منها وتستقي الدروس، وهو ما عكسه بقاءها صامدة في مواجهة التحديات التي واجهتها خلال الفترة الاخيرة بدء من محاولة الانقلاب التي وصفها بأسوأ يوم مر على تركيا من العهد عثماني.

 

و نوه البيرق الى التحديات التي واجهتها تركيا بما فيها انخفاض قيمة العملة امام العملات الرئيسية الى جانب التضخم وارتفاع الفائدة مشددا على ان تركيا انشغلت خلال الفترة الماضية  على تحقيق اولوية مهمة تمهد الطريق لنجاح الاقتصاد وهي الامن حيث كان الاقتصاد من رابع اولويات تركيا وبعد الامن كان العمل على المستوى السياسي لتحقيق الديمقراطية والاستقرار السياسي من خلال التحول الى نظام سياسي متميز

 

واكد ان الاقتصاد التركي آخذ في التعافي خلال الاشهر القليلة الماضية بعد تعافي اغلب المؤشرات وعودة العملة إلى الاستقرار التدريجي في مواجهة باقي العملات. وأكد حرص تركيا على الاتجاه  نحو التصنيع

 

نظرة تنويع

 

من جهته  لفت  كرسيستيان سوينغ الرئيس التنفيذي لدوتشي بنك العالمي  إلى ضرورة عدم التقليل من اهمية النمو في الاسواق  الناشئة  واثر ذلك على مختلف القطاعات  على غرار قطاع الصيرفة ، مشيرا إلى  ان الطلب من عديد الدول الناشئة قاد النمو في المانيا .

 

وقال ان التعامل مع الاسواق الناشئة لا يعني انك لا تكون لديك نظرة تنويع  بالنسبة لباقي الاسواق  وأيضا تنويع العملات ، قائلا :” نحن كبنك  نؤمن بسيناريو النمو في الاسواق الناشئة “.

 

وشدد سوينغ على أن  جملة من العناصر لها تاثير على النمو الاقتصادي في الاقتصاديات الناشئة على غرار الاستقرار السياسي و الحوكمة و الشفافية .وقال انه يمكن الاستفادة من الفرص الموجودة في هذه الاقتصاديات ..

 

 

 

وشدد سوينغ على ضرورة التعاون الدولي و الفرص و التحديات التي يطرجها ، مشيرا إلى  عدم التفكير فقط في المنحى الذي يذهب فيه التغيير ، مشيرا التكيف مع المتغيرات مكن القارة الاوربية من مواصلة  تحقيق الازدهار منفدة بذلك توقعات الكثيرين بالتراجع و الاندثار .

 

وقال ان القضية اليوم ليست في المواجهة بين الاسواق الناشئة و الاسواق المتقدمة ، بل اليوم هي قضية التفاعل مع الاسواق و التوجهات العالمية.

 

وقال ان أوروبا خسرت الجزء الاول من المباراة  على اعتبار ان المراكز الاقتصادية موجودة في الولايات المتحدة و في آسيا ، مشيرا إلى ضرورة استقطاب الشباب من الدول الناشئة لزيادة تنافسية الاقتصاديات المتقدمة.

السابق
حصاد 2018.. وزارة التجارة: قطر تعزز مكانتها الدولية بعدد من الاتفاقيات المفصلية
التالي
د. حصة الجابر: يجب أن تقوم كل دولة بوضع معايير لمقاومة للهجمات السيبرانية